شبكة ذي قار
عـاجـل










من واقع أمتنا الحزين وأحلامها المُحطّمة ، يرحَلُ بنا شاعرنا إلى ذاك المجد التليد الذي كان في غابر التاريخ ، يوم كانت حدود أمتنا من الصين شرقاً حتى المحيط الأطلسي غرباً .. وخلال هذه الرحلة التاريخية يضعنا شاعرنا سعد فوزي رشيد في مواجهة مع أنفسنا لنتساءل كيف وصل بنا الحال إلى ما هو عليه .. ما الأسباب التي جعلتنا نستمر بهذا الهبوط الحضاري الذي كانت بدايته منذ سقوط بغداد الأول على أيدي المغول حتى سقوطها الثاني بيد الأمريكان .. ويتبع سقوط بغداد في كُلِّ مَرّة فوضى تعم الشرق والغرب تسبب سقوط حكومات وانقسام دول ، كأنه التاريخ يعيدُ نفسه ، وما علينا إلّا أن نشارك شاعرنا في مشاعرهِ وندعو معهُ في قصيدته ( إيّاك ندعو يا إلهي الأعظمُ ) :


دمدم عليهم ربّنا كي يندموا .. دمدم على كلّ الذين أجرموا
دمدم على من فرَّقوا أوطاننا .. واقرع إلهي كُلّ باغٍ يظلِمُ
عاثوا بأرض الرافدين فتنةً .. منها بلاد الشام ليست تسلمُ
والحالُ موصولٌ إلى كُلّ القرى .. بالوحدةِ الكبرى ترانا نَحلَمُ !!
حتّى أفقنا كي نرى حال الورى .. إذ حلمنا وَهمٌ وكُنّا نُوهَمُ
والحقُّ مجهولٌ فمن هُم أهلهُ .. لا حقَّ بات اليوم بل باتَ الدَمُ
هذا مصيرُ العُربِ في أوطاننا .. جرحٌ تراهُ كُلّ حينٍ يُكلَمُ
فالنار تجري في بلادي كلّها .. ويلٌ على من للبلادِ هدَّموا
ويلٌ على من للنساءِ رمّلوا .. ويلٌ لمن أطفالنا قد يَتّموا
هل يا ترى باتت عقيماً أرضنا .. إذ ليس فيها اليوم رَمزٌ مَعلَمُ
أين المثنّى ، أين قعقاع الذي .. إن كان في جيشٍ فلسنا نُهزَمُ
أو بن أبي الوقّاص سَعدٍ قائدا .. إذ خيلهُ البلقاءُ ليست تُلجَمُ
لمّا أتى إيوان كسرى فاتحا .. يومٌ على الكفّار كان العلقَمُ
ذُلاً بني ساسانَ ذوقوا بأسنا .. أرضُ العراق بأسها لا يرحَمُ
فليذكر التاريخ كسرى صاغرا .. فليذكر التاريخ أين الرُستُمُ ؟
في قادسٍ نارُ المَجوسِ أُخمِدت .. يومٌ عليه الفرُس ظلَّت تلطِمُ
إبنُ الوليد خالِدٌ نحتاجُهُ .. إذ سيفهُ المسلول ليس يُثلَمُ
سيفٌ لفتح الشام من أعدائها .. في وقعةِ اليرموكِ ليثٌ ضيغَمُ
أمّا صلاح الدين ذاكَ الفاتِحُ .. إذ كان في الهيجاء صقراً يهجِمُ
في يوم حطّينٍ جسوراً كاسِرا .. أحجارنا سجّيلُ لمّا يَرجِمُ
أو بن زيادٍ طارقاً عتم اللُجى .. مُستعصِماً بالله عزماً يعزِمُ
لا إنسحاب اليوم نصرٌ أو مُنى .. يغزو الأعادي للصواري يُضرِمُ
مُستقبلَ الإنسان سبعاً ضارنا .. لا يرعوي مستدبراً هذا اليَمُ
من حدِّ أرض الصينِ كانت أرضنا .. حتّى حدود الأطلسي قد أسلموا
ما بالنا اليوم ترانا ما بنا .. إيّانا نحنُ للبلادِ نَقسِمُ
بعضٌ لبعضٍ إذ دمانا نَفسكُ .. ما ذَنبُ نفسٍ كُلّ حينٍ تُعدَم
نمضي بتهجيرٍ وقتلٍ آثمٍ .. لا نستحي من ربّنا إذ نأثَمُ
ربّاهُ فاصلح حالنا في أمرنا .. سبحانك أنت العليمُ الأحكَمُ
أَلّف قلوب الناس حُبّاً ربّنا .. واجعل لنا حُكماً ورأياً يحسِمُ
سُبحانك المولى وليس غيرك .. إيّاك ندعو يا إلهي الأعظمُ



الاثنين  ٢٤ / ٢ / ٢٠١٤






السبت ٢٤ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الرشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة