شبكة ذي قار
عـاجـل










بهذا العنوان [ الانتفاضة العراقية تملي دروسها] كتبنا قبل أكثر من عامين مقالتنا في إستقراء ودراسة لمسار الانتفاضة العراقية الباسلة، وما ينبغي من استخلاص من دروس لمسارها المجيد للوصول الى حالة النضج الثوري.


كنا ولا نزال على يقين ان عقلية الاستبداد الاسود الحاكم في العراق لا تدرك دروس التاريخ العراقي القريب والبعيد، وهي عقلية رجعية ثيوقراطية مستبدة لن تفهم ابدا : ان المطالب الشعبية التي رفعتها جماهيرنا من خلال التظاهرات السلمية في عموم محافظات الوطن ، والإعتصامات البطولية في المحافظات المنتفضة الست هي تعبير عن قوة وإرادة لا يمكن الاستهانة بها او تجاهلها من خلال منظور تمسك السلطة بقوة القمع والسلاح لحل الاضطرابات التي تسود مدن العراق.


وعندما تصاعد القمع الدموي ضد الجماهير العزلاء في بغداد والزرقة والحويجة والفلوجة وسليمان بيك... وغيرها قصد ترهيب الجماهير بالمجازر واتساع الاعتقالات وعمليات الخطف والاغتيالات المنظمة للنشطاء، وجرى التجاهل والاستهزاء بمطالب الشعب المشروعة ،وكانت ولا تزال عصابات المالكي وحلفه الغادر ينسق ويتعاون مع قوى داخلية محلية وأخرى خارجية، تتصدرها إيران وحلفها الطائفي في المنطقة للإيغال بتوسعة القمع الدموي وتصعيد حالة الحرب على الشعب على أكثر من جبهة ومنطقة في العراق، وبذلك تسرع عصابات المالكي الحاكمة بحفر قبرها بيدها ،وتذهب بسرعة ألى السقوط المحتوم لها. لقذ ذاهب المالكي برجليه إلى نهايته ومعه حشود القتلة والمرتزقة والمأجورين والمجندين الإيرانيين والصفويين الجدد، وكل من يسهم بخسة ونذالة في ممارسة القمع الدموي ضد جماهير شعبنا.


وعندما شرعت حكومة المالكي بشن حربها على الشعب العراقي بكل الوسائل ومنها سياسات الهجومات العسكرية الخاطفة وممارسات التجويع والتهجير والمطاردات، وخلالها تمارس اللعب في الوقت الضائع، بورقة الديمقراطية وشراء الذمم وتحشيد الأتباع، وهي التي ظنت أن حربها في الانبار وغيرها مجرد نزهة مؤقتة لعصاباتها العدوانية تضمن لهم البقاء والاستمرار في السلطة ، ولم تتوان أجهزة السلطة المالكية والإعلام المحلي والصفوي والعربي والأمريكي المرتزق عن استمرار تشويه وجه الانتفاضة والدس على أخبار عمليات ثوار المقاومة الضاربة لقوة المالكي ومرتزقته .


في هذه الفترة القاسية على شعبنا لهجومات ظلت قوى المقاومة الوطنية العراقية الباسلة صامدة ومستمرة و تعيد تنظيم حساباتها وإستراتيجيتها القريبة والبعيدة لتحقيق الهجوم القادم والحاسم لإسقاط تموقع الدكتاتورية المتغولة والمتمترسة في المضبعة الخضراء، ويبقى الهدف الوطني المركزي لثوار العراق هو كنس العملية السياسية نهائيا، وإسقاط سلطتها، وإلغاء دستورها، ومحاسبة رموزها وتحرير العراق الكامل والى الأبد من دنس الإحتلالين الأمريكي والإيراني البغيضين.


بشائر الانتصارات تتوالى يوما بعد يوم وهي تتجسد اولا بصمود الأنبار وعودة الفلوجة رائدة وتصدرها موقع طلائعية الثورة وبتحقيق المجالس العسكرية لثوار العراق وحدتها والشروع بإيقاع ضربات موجعة لعصابات المالكي وفلول قواته ومليشياته الطائفية والصحوات الملتحقة بصفوفه. وقد تداعت إلى نصرة جبهة الفلوجة كل المناطق الحاضنة لسلاح المقاومة الوطنية في كافة المحافظات الست ، وظهر التمركز والنشاط جليا في مناطق حزام بغداد الحبيبة، تلبية لتحقيق شعار ونداء الثوار والمنتفضين: لبيك يا بغداد" و " إلى بغداد قادمون".


جيش وعصابات المالكي تترنح وتتفكك وتتخلى حتى عن السلاح مولية الأدبار مهزومة بصورة مذلة ، ولم يهد سرا ان يرى العالم كل يوم صور وأخبار تساقط معداتها وأسلحتها بيد الثوار يوما بعد يوم ، يحدث هذا في عموم خطوط المواجهة الشرسة، رغم الإمدادات الحربية الصفوية والأمريكية لدعم المالكي: فمن جرف الصخر واليوسفية وأطراف محافظة بابل وكربلاء والمدائن، نحو التاجي والطارمية وسبع البور والمشاهدة والتحاما مع عموم مناطق محافظة ديالى إلى مدن وريف محافظة صلاح الدين، واليوم هلت بشائر انطلاق جبهة ثوار ومقاومي سامراء وبيجي والشرقاط ، وإقدامها نحو تحرير المدن نفسها لتلتحم بها قوى الثورة والمقاومة مع جبهة نينوى والموصل البطلة.


والجبهة الثائرة مرشحة للامتداد والتوسع نحو محافظات قطرنا في محافظات الجنوب المنتظرة لمبادرة هجومات أبطالها في مجالسها العسكرية المنتظمة حين تنضج ظروف انطلاقتها، وهي التي تستعد لهذا اليوم المنتظرمنذ زمن بعيد، وهي المحافظات المستعدة دائما لتلبية نداء الواجب الثوري والتحرير للعراق من خلال الثورة العراقية الكبرى.


على الجماهير بكل قطاعاتها المدنية وشبه المسلحة أن تأخذ منذ اليوم بزمام المبادرات والتنظيم الجيد لإعلان حالة العصيان المدني وطرد فلول عصابات وشرطة ومليشيات المالكي وإقامة نواتات السلطات الثورية وتنظيم وإدارة حياة السكان وحمايتهم من القمع وردود أفعال المجرمين الطارئة والمحتملة من قبل عناصر وفلول المليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة السرية منها والعلنية، والصحوات، وقوى الثورة المضادة، ومنهم عملاء اللفيف الأجنبي المنتظرين لما يوكل اليهم بشتى الأدوار لطعن الثورة وإحباطها.


إن تأمين خطوط انتقال الثوار ومؤنهم ودعمهم ماديا ومعنويا هو العنصر الشعبي الهام لضمان الانتصار التام.
إن ما يجري الآن له دلالات واضحة تعبر عن نضج ثوري واستعداد تعبر عنه الجماهير وقياداتها الميدانية الممثلة في مجلسها السياسي العام لثوار العراق، وذراعه المجلس العسكري العام لثوار العراق، وكافة فصائل المقاومة والقوى الوطنية المؤتلفة في جبهتنا الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، هي بشائر خير ومعالم انتصار محقق قريب.


وكما قلنا مرارا إن الانتفاضة العراقية الباسلة باتت تملي دروسها، دربت الشعب على التنظيم والانضباط والصمود ، وهي أيضا تعلم الطغاة، قبل غيرهم ، إن الدرس المستوعب : بان لا يستهان بالدماء والآلام والدموع والمعاناة التي واجهت بها جماهير شعبنا العزلاء جحافل الإجرام والخيانة الوطنية وقبلها قوات الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق ، فهي قدرتنا على المقاومة ومكتنز قوانا وإرادتنا التي لا تنضب ولا تتراجع أبدا.


الثورة الوطنية تتقدم اليوم بخطى واسعة وبأسرع مما يتوقعها البعض من قصيري النظر، وجماهير شعبنا في العراق انتقلت من حالة الانتفاضة الوطنية والإعتصامات والتظاهرات في المدن المنعزلة بقوة القمع إلى حالة الثورة بكل وسائلها المدنية والعسكرية وهي تعبر بوضوح عن معانيها ودلالاتها لتحقيق أهدافها في تحرير العراق بشكل نهائي واستعادته حرا ومعززا وكريما وشامخا إلى شعبه وأمته .


وان غدا لناظره قريب.

 

د. عبد الكاظم العبودي
الناطق الرسمي ونائب الامين العام للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق
عضو المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق
الامين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية







الاحد ١٠ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة