شبكة ذي قار
عـاجـل










على الجهة المقابلة حرصت قوات الاحتلال الأمريكي وتوابعها الإعلامية، من خلال ترويجها للعملية السياسية، ضمن الخطوة الأولى بعد نجاح الغزو واحتلال بغداد، على ظهور بعض الأحزاب الإسلامية الشيعية التابعة للمرجعيات النجفية وبأسماء وعناوين عدة، وكل تلك التنظيمات كانت ولا زالت تدعي خضوعها وتبعيتها والتزامها الكامل لأوامر وتوجيهات المرجعية لاستقطاب عوام الناس وجلبهم من خلال التحشيد الطائفي المطلوب إلى صناديق الاقتراع وتمرير صفقة الدستور أولاً، ثم العمل على تمكينها من نيل الأغلبية الانتخابية للأحزاب السياسية الشيعية، من خلال توفير الأجواء والإمكانيات وضخ المال السياسي والدعاية وعقد الصفقات لوصول نوري المالكي إلى الحكم لدورتين متتاليتين، سجلتا أسوء الفترات القاسية التي عاشها العراقيون في تاريخهم.


وفي الوقت الذي ظلت هناك أعمال مقاومة في غالب مدن العراق، ومنها نفذها أبناء الجنوب ضد قوات الاحتلال الأمريكي، وكذلك ضد موظفي حكومات الاحتلال من الذين تمترسوا وتسللوا في جهاز الدولة الجديدة، ومن خلال مواقعهم خدموا إدارة الاحتلال بشكل مباشر، فكانت هناك مجازر دموية قد نالت مدن العراق في شماله وفي جنوبه، كأحداث مجزرة الزركه قرب مدينة النجف ومجزرة عشيرة الحواتم وغيرها.


المعروف عن مجزرة الزركه التي حدثت فصولها المرعبة على الساعة السادسة من فجر يوم الأحد 28/1/2007 حين تعرضت الجماهير العزلاء عند تلك القرية إلى هجوم كاسح ومجزرة وحشية مروعه قتل وجرح فيها ما يقارب 1500 أو أكثر. قتل في ليلة واحدة ما يقارب 700 مواطن بريء لا ذنب لهم سوى أنهم احتجوا في مناسبة دينية بطريقة لم تعجب عصابات المالكي واتباع " المرجعية" ، وكان المالكي وزمرته كعادتهم بدأوا بتصريحات كاذبة مليئة بالتناقض والمغالطات لتسويد صورة تلك الانتفاضة الشعبية التلقائية والعفوية. واشتركت في تسويد تلك الانتفاضة العشائرية مجموعة من الشخصيات والوزراء والمرجعيات ومعهم القوات الامريكية التي تم استدراجها لتشترك في تلك الجرينة والمجزرة المروعة وما تبعها من احداث مهولة.


شارك بها محافظ النجف ابو كلل ونائبه مروراُ بوزير ما يسمى ( الأمن وقائد لواء العقرب السيئ الصيت" المدعو ابو الوليد اللواء محمد القرشي" وانتهاء بالناطق الكذاب الذي أعلن عن قتل 500 مواطن في تلك المجزرة، مغطيا على الحقائق والأعداد المروعة لتلك المجزرة.


http://iraq4allnews.dk/ShowNews.php?id=2416

 

www.youtube.com/watch?v=w6eTYQ7yM8k


https://www.youtube.com/watch?v=ZPrTILU7JIo


يتفق العراقيون والمراقبون للشأن العراقي على أن تلك المجزرة التي ارتكبتها القوات الحكومية ومليشياتها ضد المواطنين الأبرياء في منطقة الزركه، ليلة العاشر من محرم " عاشوراء"28/1/2007 لم تكن سوى جريمة سياسية يندى لها الجبين فقط لان الحكومة العميلة أرادت تكميم أفواه الناس الذين ينطقون بالحق ضد الباطل ، بل كشفت أيضا عن تورط " المرجعية" وأتباعها بشكل أو آخر كما كشفتها الاحداث المسجلة والموثقة. إن حادثة مجزرة الزركه تركت دلالات رهيبة، من أن الاحتلال وأدواته في الحكومة التي نصبها ببغداد عازمون على تشتيت وتفتيت الشعب وتدميره مهما كان توجه المعارضين للاحتلال والمنطقة التي يعيشون فيها.


لم نسمع موقفا من " المرجعية" عندما تم قتل وجرح ما يقارب 1500 من أبناء العشائر العربية الأبرياء العزل والمذابح التي طالت غير المسلحين في الزركه، حين تم ذبح الأطفال، واستبيحت النساء وحرقت البيوت، حيث تمت إبادة عوائل بكاملها، قصفا ونسفا بالطائرات الأمريكية، وقوات الحكومة وأسلحة المليشيات، ذلك ما حدث في ليلة العاشر من محرم "عاشوراء" 2007 ، لا لشيئ سوى أنهم عبروا عن رفضهم لــ " مرجعية إيران" ولعمائمها على العراق، ولأنهم رفضوا الطقوس الصفوية في تحريف مأساة الحسين وثورته، بتلك المناسبة.


http://www.iraqipa.net/1_09/6-10/a8_10jan09.htm


تعتبر عشيرة الحواتمه وعشيرة الخزاعله أو آل خزعل من أكبر العشائر العربية في جنوب العراق، وهي التي رفضت إقامة أية علاقة مع حزب آل الحكيم أو حزب الدعوة، وأعلنت في 13/7/2006 إهدار دم أي شخص من أبنائها يثبت انتماؤه إلى عصابات جيش المهدي أو فيلق بدر الصفوي، وأنهم بقوا متمسكين بمذهبهم الشيعي بتوجهه العلوي العربي، ويعتبرون أنفسهم عرباً أقحاح ، كما يذكر ذلك الشيخ أبو حسين الحاتمي.


ويتجلى التعاون بين " المرجعية" النجفية وأعوانها مع القوات الأمريكية بوضوح من خلال تنفيذ تلك المجزرة المروعة، حيث سقطت القوات الأمريكية في فخ المعلومات الكاذبة واستدرجت للاستعداء على أبناء شعبنا في جنوب الوطن، حينها قدمت جهات سياسية وأمنية عراقية عميلة معلومات مضللة لقوات الاحتلال بوصف أن المنتفضين بالزركه ما هم الا عناصر تابعة لــ " تنظيم القاعدة"، فهب الأمريكيون لنجدة العملاء وبدأت عمليات القصف الهمجي على السكان وأبناء العشائر، مما دفع النخوة العشائرية أن تتجلى في أروع مظاهرها في مقاومة المحتل وعملائه ورفض الاستسلام لهم تحت القصف، وعندها فقد الأمريكيون مروحية عسكرية، قُتل فيها ضابطان برتبة نقيب وملازم ,..!) سقطت بهم الطائرة في أطراف النجف.


والحادثة التي أدت إلى تلك المجزرة المروعة، كانت بدايتها بسبب صدام عرضي نجم عن منع أتباع المرجعية لموكب حسيني جاء من محافظة الديوانية، وحين رفض احد شيوخ الموكب من الترجل والمشي بدون سيارته لمسافة بعيدة عن النجف، حيث حاولت المليشيات إجباره على ذلك وتعمدت في إهانته.


وبعدة مشادة أطلقت عناصر من فيلق بدر النار على السيارة فقتلوا الشيخ سعد نايف الحواتمة وزوجته وسائقه من دون إنذار مسبق . وقد ثبت من التحقيقات والمعلومات التي وثقتها شهادات بعض الشهود والمصادر الموثوقة : التي أكدت إن عناصر فيلق بدر وبمعية فيلق القدس كانوا على علم بقدوم الموكب منذ انطلاقه من الديوانية، منزعجين من أن الموكب كان يرفع ويهتف بشعارات وأهازيج تندد بالنفوذ الإيراني ألصفوي في العراق، وتدعو إلى ضرب عملائه.


حاول وسيط الحوزة النجفية المعروف مع الأمريكيين العميل موفق الربيعي فبركة تلك الأحداث بادعاءاته حين صرح: (... إن الضحايا الذين سقطوا من أبناء العشائر العربية الجنوبية كانوا قد لبوا نداء الرئيس الأمريكي جورج بوش في محاربة الوجود الإيراني في العراق....، ولذلك اندفعوا بالهتاف ضد إيران، وتطاولوا على المرجعية النجفية وأنصارها)، وذلك محاولة منه على تشويه ما حدث فعلا ،حين رفع المحتجون الشعارات الصريحة و الجهر بالدعوة إلى تطهير العراق من العملاء الصفويين المتسللين الى الحكم، وليس لتلك الهتافات علاقة بما صرح به بوش ضد النظام الإيراني .


وهكذا حاول موفق الربيعي بغباء تمرير جملة من أكاذيبه عبر الإعلام ، بصفته مستشار الأمن القومي وبصفته عضوا في الحكومة العراقية حين وصف المحتجين " أنهم من أنصار القاعدة والمعادين للمراجع العظام"، ومرر ذلك التضليل الذي وقع فيه الأمريكان أنفسهم بتورطهم على جناح السرعة في عمليات قصف العشائر، فأرسلوا طائراتهم فقصفوا عراقيين كانوا في موكب حسيني ولم يخفوا، كما هو معروف عنهم، انهم رافضين للوجود الأمريكي وكذلك للهيمنة الإيرانية ونفوذها في العراق.


ومنعا لاتساع الحدث وطنياً، ولغرض طمس الحقائق، وتخليص مرتكبي الجريمة من العقاب، ظهر القيادي في فيلق بدر سعد أبو كلل الذي كان يشغل منصب محافظ النجف ليتحدث للإعلام بطريقة إستعدائية على العشائر العربية المنتفضة بوصفهم ( انهم منظمة إرهابية شيعية تُريد تصفية المراجع النجفية الأربعة الرئيسيين، لتثوير الشارع الشيعي في أيام تاريخية لديهم في عاشوراء ولصرف الأذهان عن حقيقة ما جرى والتغطية على جريمة مشاركة الأمريكيين في القصف الجوي للأبرياء العزل دعما لقوات الحكومة العميلة والمرجعية الصامتة) .


وفي هذا الصدد أيضاً ذكرت مصادر عراقية مطلعة في النجف : ( ... انه تمت إدارة كفة الأحداث من خلال غرفة عمليات مشتركة بين عناصر من فيلق بدر برئاسة عبد العزيز الحكيم وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، المتخصص بالعمليات في داخل العراق ، وتمت متابعة الأمريكيين للأحداث عن طريق موفق الربيعي مباشرة).


ويقول علي عبد الله الحاتمي احد الشهود على تلك المجزرة:


(.... لقد كنا غاضبين جدًا من هؤلاء القتلة، وهم من عصابة فيلق بدر بدون شك ولدى اقترابنا منهم ركضوا دون أن نبدأ في أي رمي للرصاص عليهم وكنا مسلحين كون الطريق مخيف خاصة في الليل ونحمل سلاحًا لحماية أنفسنا فقط، وبدأت نقطة التفتيش التي واجهناها في إطلاق النار الكثيف علينا وسقط منا أكثر من عشرين شخصًا ثم قمنا نحن بإطلاق النار عليهم وتبادلنا هذا الإطلاق للنيران لمدة عشرة دقائق وفزعت معنا عشيرة آل خزعل كونهم حلف معنا في الحرب والسلم، وقامت تلك النقطة بالاتصال بقيادة الجيش العراقي والشرطة وأبلغوهما بأن القاعدة تقوم بالهجوم الآن من كل الاتجاهات وأن عناصرها يحملون أسلحه متطورة، وما هي إلا ربع ساعة حتى تقدمت تلك القوات باتجاهنا وحاصرتنا في البساتين وقامت بإطلاق النار علينا ونحن بدورنا مع الخزاعله قمنا بالتصدي لها..).


ويواصل وصف تفاصيل المشهد الدموي المروع: (... ثم وصلت مروحيات ومقاتلات أمريكية إلى المنطقة، وعندها علمنا أننا هلكنا لأن المروحيات قامت بإلقاء أوراق فوقنا تقول [ إلى الإرهابيين سلموا أنفسكم قبل أن نقوم بقصف شامل للمنطقة].! .


ويكمل الشاهد سرده لما حدث قائلاً: ( ... أثناء محاصرتنا وقتل عدد كبير منا وصل إلى أربعين شخصًا خلال ساعة واحدة تمكن الجيشان الأمريكي والعراقي من الوصول إلى بساتين الخزعلة وهناك عثروا على لافتات الموكب وفيها مكتوب "يا مظلوم يا حسين يا أبا عبد الله الشفاعة"، ولوحة كُتب فيها "موكب عزاء الحواتمه في الديوانية يعزي صاحب العصر والزمان باستشهاد أبي عبد الله الحسين"، وحينها تيقن أزلام إيران أننا لسنا من القاعدة؛ بل شيعة، فقاموا باختراع تلك القصة العجيبة التي عززها بيان مكتب علي السيستاني، الذي عرف بعدائه لعشيرتنا العربية بسبب موقفها المعادي لإيران عندما قال مكتبه : [... إن ضال مضل من شيعة أهل البيت يدعى أنه المهدي يقف على حدود المدينة المقدسة فاقطعوا رأس الفتنه وهو التصريح الذي قاله أبو كلل محافظ النجف ظهر ذلك اليوم].


ويواصل الشاهد علي عبد الله الحاتمي في جزء من شهادته التاريخية الهامة :
[.... وفي الساعة الرابعة بدأ تقدم جديد علينا وكان الجنود يسمعوننا نصرخ: ’يا أبا عبد الله يا حسين يا علي‘ في وقت واحد ولما عرفنا أنهم عازمون على قتلنا عن بكرة أبينا لطمس حقيقتنا اتفقنا على ضرب أي واحد يدخل بستان طين خوير أو كنطرة البو جعيفر وبالفعل عندما دخلوا قمنا بضربهم بشدة


( ... وأسقطنا منهم ما لا يقل عن عشرة جنود، ثم قامت المروحيات بقصفنا، وعندها قتل أغلبنا وتمكنت أنا من الفرار عن طريق لوفة البو عباس إلى طريق الكوفة القديم وكنت الناجي الوحيد من بين خمسة أشخاص فقط ، أما بقية رفاقي فكلهم قتلوا أو أسروا، وكان مجموع من قتل بحسب آخر علم لي بهم قبل فراري هو 121 شخصًا تقريبًا، والبقية إما جرحوا أو أسروا، ولقد جعل المعتدون العملية تستمر لمدة يوم كامل، وكان بإمكانهم القضاء علينا في ساعة واحدة ثم قالوا عنا " أفغان وسعوديين ومصريين" لأنهم يكرهونهم ويكروهننا، لأننا قتلنا أربعة إيرانين قبل أسبوع عندما جاءوا يبحثون عن بنات من العشيرة للمتعة، ويكرهوننا لأننا تظاهرنا لإعدام صدام حسين، وكان من بيننا اللواء الركن الطيار علاء الحاتمي، الذي كان أحد أول أربعة طيارين قصفوا جزيرة خرج الإيرانية عام 1985 في معركة العراق مع إيران...).


(.... هذا كل ما حدث، ويشهد الله أنه لا جند السماء ولا جند الأرض ولا يحزنون، ومن أراد أن يصدق أن هذه الحقيقة فليصدق، ومن أراد أن يبتلع ما روج له إعلام إيران فله ذلك).


وفي متابعة لهذا الأمر، هناك تصريحات للشيخ خلف عبد الحسين الخزعلي، أحد شيوخ الخزاعله الذي قال: (... قتلت الحكومة يوم أمس أكثر من 100 من عشيرة الحواتمه و33 من عشيرتنا الخزاعله خلال الاشتباكات وقالوا في البداية إنهم قاعدة جماعة الزرقاوي وأنهم مصريون وسعوديون وأفغان ثم قالوا إنهم جماعة جند السماء وتابعين لشخص يقول إنه وصي المهدي المنتظر ولا أدري من أين جاءوا بتلك الأكاذيب عن خندق أحباب الحسين؟).


ومما أفتضحت به هزلية وزيف هذه المسرحية الكشف عن أكاذيب أخرى تتالت فيها التصريحات المتناقضة وبأقل من ساعتين : ففي الساعة التاسعة صباح يوم الأحد خرج وزير الداخلية العراقي آنذاك، جواد البولاني، فأعلن أن : (... ان "المدينة المقدسة" [ يقصد مدينة النجف] ،تُهاجم من قبل القاعدة). وفي الساعة التاسعة والربع خرج شيروان الوائلي، وزير الأمن القومي وأعلن : (... أنهم جماعة "جند السماء" أتباع رجل يدعي أنه وصي المهدي). وفي الساعة التاسعة والنصف خرج مستشار الأمن القومي موفق الربيعي وأعلن: (... إن المهاجمين هم سعوديون ومصريون وأفغان عرب يريدون قتل المراجع "العظام".!). وفي الساعة العاشرة عاد جواد البولاني ليصحح كلامه الأول في محاولة ليكون متوافقًا مع زميله شيروان الوائلي فقال: (.... إنهم جماعة شيعية تحمل نفس فكر القاعدة "المتطرف" وتدعي أنهم من أتباع الإمام المهدي). ثم في ألساعة العاشرة عاد شيروان الوائلي، دون أن يعلم بأن رفيقه جواد البولاني، كان يصرح أيضًا من مكان ثان..! وكان يحاول أن يصحح كلامه ليكون متوافقًا مع كلام زميله الأول وزير الداخلية جواد البولاني فقال: (... إنهم من القاعدة). وفي الحادية عشرة صباحًا خرج موفق الربيعي وقال: ( ... إن الأنباء متضاربة عن عدد المهاجمين)، وقال: ( ... هؤلاء المهاجمون شرسون، ولديهم أسلحة متطورة).


خلالها لجأ حاكم النجف أبو كلل (الموالي للمجلس الأعلى للأشرار) إلى منع الصحافة العراقية والأجنبية من الوصول إلى مكان المجزرة، فيما طاردت قواته وقتلت صحفيا عراقيا حصل على معلومات مثيرة عن سير الاحداُ، حسبما أوردت وكالات الأنباء. وفي محاولة منها للترويج لروايتها المتهاوية، فقد وزعت حكومة النجف على "جنود المرجعية الرشيدة" " بوسترات" وملصقات ومنشورات تحمل صور (ضياء عبد الزهرة كاظم)، الذي ادعت أنه قائد هذه المجموعة المتطرفة، وقامت بتصوير هذه الملصقات وكأنها وجدت في قرية الزركه بحوزة المقاتلين.


بإلقاء نظرة سريعة إلى تلك الصور لا يُشَّك أنها كانت قد خرجت لتوها من المطبعة، فهي بدت نظيفة جدا، ولا يبدو عليها أنها كانت مستعملة أو معلقة على الجدران أو مطوية!! والصور تلك، هي ما رخَّصَت بنشره حينها حكومة النجف ووزعتها على وسائل الإعلام، وتم التقاطها من قبل مصورين تابعين لها، وتظهر بوضوح أن أبناء قرية الزركه، تعرضوا إلى إعدام جماعي على أيدي مسلحين موالين للحكومة.


يتساءل الكاتب علي الشمري في مقالته المنشورة على موقع الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:08 مجموعة من الاسئلة التي لم يرد عليها رغم مرور أكثر من ست سنوات وهي:


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=137635


(... لماذا لم يحاكموا أبطال مجزرة الزركه، التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شخص، أكثرهم من النساء والاطفال، وكان من أبرزإنجازات مجزرة الزركه هو:
ـ .تهديم الدور السكنية بالكامل، ونهب محتوياتها من الأثاث والأموال.
ـ قتل النساء والأطفال، جراء القصف الجوي بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا.
ـ قتل الجرحى والمصابين ودفنهم في مقابر جماعية.
ـ عدم تسليم جثث القتلى، سواء من المقاتلين أو المدنيين إلى ذويهم ودفنهم في مقابر جماعية.
ـ ترحيل السكان القسري من النساء والأطفال وعددهم تجاوز 450، وحجزهم في إحدى المدارس، وبظروف غير أنسانية، ومن دون مُسَّوغ قانوني لمدة أربعة أشهر، ثم تم إطلاق سراحهم إلى عالم مجهول، حيث لا سكن لهم، ولا مُعيل يتكفل بمعيشتهم، وتم قطع حصة البطاقة التموينية عنهم.
ـ التشهير بالعوائل المحجوزة وأتهامها بقضايا لا أخلاقيه ووصفوهم بـ "قوم لوط" .
ـ عدم تعويض الضحايا عن أموالهم وممتلكاتهم المدمرة والمنهوبة.
ـ عدم السماح للعوائل الرجوع والسكن في مناطقهم.
ـ إصدار أحكام بالإعدام والسجن المؤبد على الذين ألقي القبض عليهم أحياء مع عدم السماح لتمييز قرارات المحكمة.
ـ عدم السماح للمحامين بالدفاع عن المتهمين خلال سير التحقيق أو بعد إصدار الأحكام.
ـ مُصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولهة لأهالي الزركه)..


وفي تلك الأحداث القاسية والمؤلمة وغيرها، لاذت المرجعيات ألنجفية بالصمت، ولم تصدر منها فتوى أو توجيه يردع القتلة من المحتلين أو خَدَمَهم، ورغم ادعاء المرجعيات عدم تعاطيها السياسة؛ لكنها كانت في واقع الأمر مُسَّيسَة بامتياز وحتى النخاع لصالح الاحتلال ولصالح حكومات الاحتلال المتتالية من حكومة إبراهيم الجعفري إلى إياد علاوي ومنها إلى نوري المالكي، وبفضلها مررت صفقات تمرير الدستور المشبوهة وإجراء انتخابات العملية السياسية، وحتى توقيع الاتفاقية الأمنية مع حكومة الولايات المتحدة،.


وفي كل الحملات احتل شعار وتعليمات وصور المرجعية المقام الأول في كل تعبئة جماهيرية وفي كل عملية انتخابية جرت في العراق، وقد أدت المرجعيات، عبر وكلائها والناطقين باسمها ومنابرها وتوجيهاتها دوراً كبيراً في حشد الناس باتجاه دعم بعض القوائم الانتخابية دون غيرها، ودعت إلى خوض الانتخابات ، وذهب الناس للانتخابات بأمر من المرجعية في النجف تحت شعار " علي وياك علي" وعلي المقصود هنا بالدعم من الإمام علي هو السيد علي السيستاني، وما يمثله في الواقع الانتخابي هي تلك القوائم الانتخابية التي تحمل صوره في دعايتها وتتكسب بذلك بادعائها من أنها تخدم وتمثل تطلعات المرجعية.


إن حصيلة كبيرة من الشخصيات الطائفية والسياسوية، بعمائم ومن دون عمائم، تلبست بلبوس الخضوع والطاعة ومسايرة أوامر المرجعيات وتوجيهاتها، فأفرزت الانتخابات والتزوير المرافق لها وصول مجموعة وطيف كبير من المتسلقين، من بينهم عدد لا يُحصى من اللصوص والفاسدين وطلاب المناصب وتمكنوا من خلال الاستظلال بعباءة المرجعية إلى احتلال الوظائف والاستحواذ من خلالها على المال العام ونهبه وإفساد الحياة العامة بما فيها الحوزات نفسها؛ وكشفت السنوات الماضية مدى انغماسهم في تنفيذ أفعال الجريمة المنظمة والتصرف بشكل مليشياوي ومافيوي حين إستولوا على مفاصل كل الدولة المدنية والعسكرية والأمنية أمام مرأى ومسمع "المرجعية" النجفية وسكوتها عن كل الأخطاء الفادحة التي ارتكبها أنصارها في تسيير الدولة ومؤسساتها.


فعلاً لقد جرى استغلال اسم المرجعية ووظف لأهداف سياسية لأجل الاستيلاء على السلطة وبناء دكتاتورية وفاشية دينية سوداء، وليست إطاعة أمر المرجعية والتبجح بطاعتها إلا مجرد غطاء كان يتم التستر تحته، في كل الحملات الانتخابية والأحداث السياسية التي مرت خلال سنوات العشرية الدموية السوداء في العراق.


وبلا شك أن المرجعية ووكلائها والناطقين باسمها يدركون تماما إن كل ما جرى ويجري الآن من أحداث وكوارث ومصائب، ليست بعيدة عن ما كان يجري أمامها، وما تسمع به كل يوم على مدار الساعة، ولكن المرجعيات بدت صامتة، صمت القبور، في كثير من الحالات التي كانت تتطلب دخولها وحضورها ورفع صوتها للدفاع عن جماهيرها على الأقل.


نورد هنا أمثلة عن حالات مريرة مرت بالعراق منها فضيحة سجن أبو غريب التي مرت دون أن تدين المرجعية الشيعية في النجف ما حدث في سجون العراق؛ في حين سمع العالم أن المرجعية المسيحية الكاثوليكية، مُمَثَلَةً بالفاتيكان انتقدت تلك التصرفات ونددت بها علنا عبر منابرها، ومرت جرائم بول بريمر وخليفته جون نيغروبونتي وخليل زاده وغيرهم من دون حتى إشارة إلى موقف المرجعية منهما وما سببه هؤلاء المجرمون في تحطيم وتفكيك الدولة العراقية والمجتمع العراقي.


للمقالة والدراسة هوامش ومراجع وإحالات موثقة

 

 





السبت ٣٠ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة