شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما انهار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق ، تشكلت حقبة تاريخية جديدة انفرد بها ( القطب الامريكي ) وسادت الفوضى العالم ،ونجم عنه تغير في موازين القوى الدولية، وظهرت دول جديدة وانقرضت اخرى واندلعت حروب وهزات اجتماعية واشتدت النزاعات القومية والاقليمية. ونفح انهيار الاتحاد السوفياتي في بداية الامر رياح التغيير على امل ان يصبح العالم اكثر سلاما وديمقراطية وان تُحترم حقوق الامم والاشخاص. وفي العالم ساد شعوروعقدت الامال ايضا على ان التخلص من النظم الشمولية ومركزية الاقتصاد سوف يطلق حرية الابداع الفردي ، ويوفر الاجواء المناسبة لممارسة الانسان حريته الخلاقة وتجسيد خيارته، ولن يتطاول احد بعد على حرية العقيدة والضمير والافكار. وظهر حينها ان القضية لاحت وكان هناك صفقة تاريخية تقوم على التخلي عن شعار العدالة الاجتماعية الذي جسدته الاشتراكية ، مقابل المتمع بالحرية. والرهانات كانت كبيرة.ان العالم بعد اندثار الاتحاد السوفياتي تغير حقا. ولكن من المستحيل القول انه تغير نحو الاحسن. اما فيما يخص منطقتنا العربية فان ما جرى منذ عام 1991 وحتى يومنا هذا يؤكد ماطرح فى عهد جيمي كارتر الذى كان رئيساً لأمريكا فى الفترة من 1977- 1981 تم في عهده وضع مشروع التفكيك, الذى وضع فى عهده "برنارد لويس" المستشرق الأمريكي الجنسية, البريطاني الأصل، اليهودي الديانة، الصهيوني الانتماء الذى وصل إلي واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة (((تفكيك البلاد العربية والإسلامية, ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا))، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان. وضع "برنارد لويس" مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وأوضح ذلك بالخرائط التى اوضح فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتى على اساسها يتم التقسيم وسلم المشروع إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر والذى قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة تصحيح حدود سايكس بيكو ليكون متسقا مع المصالح الصهيوأمريكية. وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع وفي جلسة سرية عام 1983م علي مشروع برنارد لويس، وتمَّ تقنين المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية المستقبلية وهى الاستراتيجية التى يتم تنفيذها وبدقة واصرار شديدين ولعل ما يحدث فى المنطقة من حروب وفتن يدلل على هذا الأمر. ما يهمنا في هذا هو الشائن العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام . من حيث المبدأ كان لا يمكن ان يقسم العراق وفق مشروع( برنارد لويس )) نتيجة لظروف موضوعية وذاتية تخص العراق . ولكن ماحصل عقب الحصار الجائر ومن ثم الاحتلال الغاشم في 2003 ، سهل الامر لوصول ادوات التقسيم من خلال عملاء محليون وشخوص سياسية ضالعة بالعمل المخابراتي واحزاب سياسية ذات اجندة اجنبية . هذه المنظومة عمدت الى ترسيخ مفاهيم طائفية وعرقية منذ 2003 وحتى اواخر 2010 ومطلع 2011 حيث بدا ما يسمى بـ ( الربيع العربي) الذي هو عماد مشروع (( برنارد لويس)) التقسيمي. بعدها اخذت (( المنظمومة )) العاملة في العراق على الشروع في تطبيق الية التقسيم ومن خلال مايلي


1-التعمد في فرض مفاهيم طائفية تقسيمة منها على سبيل المثال لا الحصر ( المناطق الشيعية والمناطق السنية ، المحافظات الست السنية ، الاقليم الشيعي ، المناطق المتنازع عليها، الهلال الشيعي ، حماية العتبات الشيعية المقدسة،) وغيرها من المفاهيم التي تعمق روح الفرقة بين الشعب الواحد


2-اشاعة (( ثقافة الخوف من الاخر)) وتعمدت المؤسسات العاملة ضمن العملية السياسية وميليشياتها على تاسيس تقافة الخوف والرعب من الاخر ، لذلك اطلقت الميليشيات لتقتل السنة والشيعة على حدا سوى وزرع عبارة (( الروافض يقتلون على الهوية والنواصب يقطعون الرؤوس)) وهذا الاسلوب عمق الخلافات الطائفية بين الشعب الواحد.


3-افساح المجالات للمؤسسات الاعلامية ببث (( رسائل اعلامية )) تحريضية طائفية والامعان في فتح قنوات تلفازية لهذا الغرض .


4-فتح الحدود للميليشيات بكل الاشكال واللوان وكذلك لكل اجهزة المخابرات للعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي للبلد.


مما تقدم عمدت (( المنظومة الاحتلالية في العراق )) على تهيئة الارضية لمشروع التقسيم المستقبلي والذي يؤيدة (( الدستور الجديد الفدرالي)) ، والمتابع يرى فان بعد ما جرى في الموصل وتكريت ،فانه يؤكد الرايء القائل بان الذي جرى هو ترتيب للولاية الثالثة التي يريدها وعمد على مايلي


1-من اجل ارضاء الاكراد سلمهم كركوك والمناطق المتنازع عليها وبذلك طبق المادة 140 من دستورهم العفن. .


2-من اجل ارضاء ايران اشعال هذه الازمة لتكون ورقة ضغط لديها حين تتفاوض مع مجموعة 5+1 في جينف وتعطيل المفاوضات من اجل كسب الوقت لصالح طهران.


3- من اجل ارضاء الولايات المتحدة ، افتعل هذه الحرب من اجل صفقة بين المالكي وواشنطن تحت عنوان “كلّنا رابحون”، وتقوم على أن تظفر شركات السلاح الأميركية بصفقات سلاح كبيرة كان مقررا أن تُمنح لشركات روسية، في مقابل أن لا تعارض واشنطن ترشيح المالكي لولاية ثالثة.


غير ان حسابات البيدر غير حساب الحقل.! فسحب ثوار العراق البساط من تحت اقدام هذة المخططات . واذا كتب الله سبحانه النصر لهذه الثورة المباركة سوف يعود العراق واحد موحد بشعبه وارضه وينعم ابنائه في ربوعه وفي خيراته .






الاثنين ٩ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٤ م


مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة