شبكة ذي قار
عـاجـل










وعلى ضوء هذا التداخل والتطورات السياسية الأخيرة المتعلقة بالسعي والاستعداد الأميركي للعودة الى العراق تحت عناوين ومسميات ومن ابرزها عدم اعطاء الفرصة للمتطرفين من التوسع وتهديد بغداد انطلاقا" من حماية مصالحهم وقاعدتهم المخابراتية المتقدمة وأعني السفارة الامريكية في بغداد التي هي اضخم سفاره في العالم من حيث ملاكها وتغيير لعبة النظام السياسي بما يتوافق مصالحهم نؤكد على النقاط التالية التي تساهم في بلورة رؤيتنا تجاه مستقبل العراق السياسي


* لاشك ان استعداد الولايات المتحدة الأميركية للعودة للعراق وتغيير لعبة نظامه السياسي بما يؤمن لها المصالح والقوة النافذه بالرغم من اقرارها بالهيمنة الابرانية وتمددها المكشوف في العراق بالمباشر ومن خلال المليشيات التي أسستها وتدعمها والذي يعد وفق المقاييس والمعايير الدولية اختراقاً فظاً للسيادة والتي تنص على ضرورة احترام سيادة الدول وتمنع بشكل حاسم كل أشكال التدخل الأجنبي لمنع الشعب من تحقيق ارادته الحرة بالشكل الذي يراه وفق مشروعيته لتغيير الأنظمة والحكومات ، وبما يؤمن بقاء من يرفضهم الشعب ويطالب برحيلهم لفشلهم المستمر وطائفيتهم السياسية التي جلبت للعراق كل البلاء والتردي والانهيار في مجمل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والخدماته وأخرها العسكرية بالرغم من ما تم صرفه من مليارات الدولارات ليتحول الجيش الذي يصفونه بالعراقي الى مجاميع ملشياوية طائفية ، لا يمكن ان نقرأ هذا الاستعداد والتلويح الأميركي بعيداً عن الاستراتيجية الأميركية التي تسعى جاهدة بامكاناتها السياسية والمخابراتية والاقتصادية وترسانتها العسكرية من تأكيد التفوق ( الإسرائيلي ) في المنطقة وهو بيت القصيد والدافع الاساس للجريمة التي ارتكبت بحق العراق غزوا" واحتلالا" ، والعمل على تغيير خريطة المنطقة السياسية بما يضمن التفوق النوعي الصهيوني على جميع المستويات بالاضافة الى تأكيد مشروعية الدولة الدينية التي تعمل الصهيونية العالمية عليها في فلسطين المتحتله وإن نجاح أمريكا في ضرب العراق عام 2003 أسس لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية قوامها أن السيد الأمريكي يعمل ما يشاء ويحرك أساطيله العسكرية وأبراجه الحربية ضد أي دولة بعيداً عن مظلة الأمم المتحدة وبنود المواثيق العالمية وإن المساهمة في هذا المشروع الأمريكي الخطير ، الذي يهدف ابتلاع المنطقة برمتها ومن ثم اخضاعها للكيان الصهيوني سوف تكون موقفاً من نوع المواقف الكبرى التي سيتوقف عندها التاريخ كثيراً، وسوف يوجه اللوم لكل من قام بدور ما في هذا الموقف الاجرامي ، الذي يعيد للذاكرة سقوط غرناطه وضياع الاندلس وكما قال احد الحكماء العرب يوما" ما معناه (( ألا ترون اننا نشتم وبشدة كل الزعامات التي تسببت في ضياع الأندلس ؟ ألا ترون أننا لم نتوقف كثيراً في البحث عن أيهم كان محقاً في خلافاته مع الآخرين )) وعلى كل حال فإن رفض المتمسكين بعروبتهم لانبطاح الحكام العرب امام الهوس البوشوي والاقرار للضربة الأميركية المحتملة للعراق عام 1991 تحت عنوان تحرير الكويت بل المشاركة الفعلية بجيوشهم لا يعني غدرا"واصطفافا" سياسيأ" مع الاجنبي المستهدف للامة وليس العراق بمفرده


* إن خروج العراق من أزمته الراهنة ، يحتاج إلى آليات فعالة تتناسب مع عمق الأزمة التي تتسم بالتعقيد البالغ ، كما انها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الواقع العالمي الراهن بأولوياته ومراكز القوة والفعل والتأثير فيه وإن هذا يستوجب من القوى الوطنية العراقية بمختلف مدارسها وتوجهاتها الفكرية ، أن تعلن في برامجها وخطواتها العملية عن أولوية الوطن ، وأنه القيمة العليا وإن كل الجهد من أجله بصرف النظر عن الاختلافات الايدلوجية وذلك لأن ضياع الوطن يعني ضياع الإنسان وحين يضيع الإنسان تندثر الأيدلوجيا ويخبو وهجها ، وإن المطلوب من الجميع اليوم ، ليس التنافس الايدلوجي أو الدخول في معركة فلسفية فكرية تستهدف التعزيز الأيدلوجي وإنما المطلوب هو إنقاذ الوطن من الديكتاتورية والطائفية السياسية والاستبداد والتمزق والفقر والخراب وانعدام الخدمات ، وإن كل أيدلوجيات القوى الوطنية والقومية والاسلامية العراقية بحاجة ان تتجه صوب معالجة هذه الاشكاليات التي يعاني منها الشعب العراقي بكل فئاته وشرائحه وأهمها الغاء مايسمى بالعملية السياسية الناتجه بفعل الغزو والاحتلال لانها اساس البلاء ببعده التدميري ودستورها الذي اسس للتقسيم والتشرذم وإن عراق المستقبل الواحد الذي يرفل فيه كل العراقييون بمختلف قومياتهم ودياناتهم ورؤيتهم الايديولوجية التي لاتخل بالامن الوطني والقومي بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد ، تتجاوز فيه قوى العراق المختلفة منطق المحاصصات والعصبيات إلى منطق احترام الحقوق والواجبات وتوزيع السلطات والمسؤوليات ، وجعل الدولة التعددية - الديمقراطية المصب الأخير لكل النوازع والعصبيات ، ونبذ منطق الحروب والعسكرة والرأي الواحد والتوجس المستمر والخوف المرضي الناتج من عجز نفسي عن التكيف مع البيئات الجديدة ،

 

وبمراجعه لخطب الرفيق الامين العام للبعث الخالد القائد الاعلى للجهاد والتحرير شيخ المجاهدين عزت ابراهيم خليل ورسالته الاخيره التي وجهها الى الشعب العراقي والامة العربية واحرار العالم على ضوء المتغيرات الثوزرية الحاصله في العراق وتحرير بعض المحافظات نجده أشار الى أن من الضروري أن نتعاطى أو نتعامل مع مجريات الأحداث والتطورات في العراق من خلال هذه الرؤية التي لا تمارس عملية المقايضة بين الاستبداد والاحتلال فكلاهما خطر على حاضر العراق ومستقبله ومسؤوليتنا الدينية والقومية ، تدفعنا إلى ضرورة رفض منطق الاستبداد الذي يختزل العراق بكل تاريخه وقدراته وكفاءته في شخص الزعيم المستبد كما تدفعنا إلى رفض خيار الاحتلال الذي يستهدف نهب ثرواتنا وإذلال شعبنا والسيطرة على مقدراتنا. فكلا الخيارين لا ينسجمان والرؤية الدينية والقومية للأحداث والتطورات. وإننا ينبغي أن نقف بحزم ضد الاستبداد والاحتلال في آن واحد وإن الشعب العراقي اليوم ، مطالب من التحرر من ربقة الاستبداد ، كما أنه مطالب في ذات الوقت من رفض الخضوع للاحتلال ومنطقه وعلى الشعب العراقي للتحرر من النظام الديكتاتوري وللحؤول دون خضوعه للقوات الأجنبية التي تستهدف السيطرة على حاضر العراق ومستقبله فليس مطلوبا من الشعب العراقي ، حينما يلوح خطر الاحتلال ،

 

أن يقبلوا بالسلطة التي أوصلتهم إلى الحضيض في كل شيء فالمحنه كبرى والمآزق عديدة ، ولا يمكن المفاضلة بين الاستبداد والاحتلال ، وكلاهما خطر والمطلوب هو دعم وإسناد الشعب العراقي وتمكينه لنيل حريته وصون كرامته ، هو خيارنا الوحيد ، لكي لا تتحول المنطقة على المستويين السياسي والاقتصادي إلى ساحة مكشوفة لكل الأجندة الأمريكية الصفوية الجديدة المشبوهة كما أننا نقف في ذات الوقت ضد الديكتاتورية الطائفية السياسية في العراق التي أوصلت هذا البلد التاريخي والعريق إلى حافة الهاوية وإن المطلوب هو صون العراق وصياغة عزته وكرامته عبر رفض الاحتلاليين والديكتاتورية


ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
العزة والنصر والسلام للعراق وشعبه بعزم ابنائه البرره النشامى حاملي لواء الله اكبر
 






السبت ٢٨ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة