شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على تزعم تحالف لغزو العراق واحتلاله سعت إليه باستخدام سياسة العصا والجزرة ونفوذها الظالم كقطب أوحد متحكم بمصير العالم, تعرض العراق بسبب سياساته الاقتصادية واتجاهاته التنموية وتطلعاته العلمية والتكنولوجية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء الموضوعة من قبل الامبريالية والصهيونية لدول العالم الثالث إلى أنواع مختلفة من الضغوط والمؤامرات والممارسات العدوانية وظفت لها أدوات داخلية وأخرى خارجية هدفها منعه من بلوغ درجة الرقي التي سعى إليها شعبا وقيادة فضلا عن تعبيرات العداء التقليدي البديهي بين المنهج القومي الوحدوي التحرري الذي انتهجته ثورة البعث في العراق وبين الامبريالية والصهيونية والحركات الطائفية المختلفة. إن تحليل المشهد العراقي بعد الغزو بكل مكوناته يتطلب إعادة إلقاء الضوء على بعض ما تعرض له الشعب العراقي قبل الغزو والاحتلال لان تداعيات الأحداث والاستهداف العدواني للعراق وشعبه قد نفذ بدرجات متفاوتة إلى البيئة السياسية والاجتماعية وافرز مسارات عداء وتقاطعات حادة واصطفافات مختلفة ظهرت للعيان وباشرت باستثمار ما زرع من تخريب وتهشيم لمعالم الحياة لإخراجها مرغمة من خطوط سيرها الطبيعية إلى الخراب والاحتراب النظري والتطبيقي. سنلخص أدناه بعض الأدوات والمطبات ومحطات التآمر والاستهداف التي واجهتها ثورة العراق البعثية القومية لكي نقيس على ضؤها درجات السطوع في حياة شعبنا حيث بنا وعمر وتقدم ونقاط العتمة حيث تدخلت قوى الظلام والشر فحاولت إجهاض الولادة العربية في العراق وصولا إلى قرار الغزو والاحتلال وبرامج بث الفرقة .


1. استخدام ورقة التمرد الكردي بما يديم زعزعة أمن ووحدة واستقرار وتقدم البلد.


2. التآمر المحموم, السري والمفضوح, على قرار تأميم نفط العراق الذي أقدمت عليه قيادة البعث وثورته المجيدة في تموز 1968 م تنفيذا لمبادئ وعقيدة البعث القومية التحررية الاشتراكية حيث تأميم الثروات القومية يمثل أحد المفاتيح المركزية للاستقلال الاقتصادي الحقيقي.


3. توظيف حكم الردة التشرينية لحافظ أسد في سوريا لخلق المشاكل الداخلية في قيادة الحزب وتنظيماته في عمليات تآمر قذرة .


4. استخدام خميني, فور وصوله للسلطة, ودفعه باتجاه الحرب على العراق وإثارة النعرات الطائفية فيه لتمزيق وحدة شعب العراق وإسقاط نظامه القومي والوطني الواقف بقوة واقتدار بوجه مخططات أميركا والعدوان الصهيوني على الأمة العربية. ثم دفع خميني لشن الحرب على العراق لتحقيق برنامجه التوسعي الطائفي الهادف إلى إقامة دولة قومية فارسية تحت غطاء التشييع تسيطر على معظم أقطار الوطن العربي وخاصة المشرقية لإضعاف المقاومة العربية لوجود إسرائيل الاحتلالي الاستيطاني في فلسطين.


5. تحريك ذيول و تشعبات العدوان الإيراني بعد هزيمته عام 1988 باستخدام الكويت في مخطط لئيم أرغم العراق على الرد بالدخول في الكويت ومن ثم توظيف الحدث لدخول الولايات المتحدة بنفسها في الحرب ضد العراق لتحقيق ما عجزت عنه إيران.


6. توكيل إيران في عملية استكمال حرب الكويت وذلك بهجوم قواتها النظامية مشاركة مع فيلق بدر وميليشيات حزب الدعوة وغيرها من التشكيلات الفارسية المتخفية خلف هويات عراقية مزورة. تمكنت القوات الغازية من احتلال وتدمير كل محافظات الفرات الأوسط والجنوب وصولا إلى حافات بغداد قبل أن تتحرك قوات الجيش العراقي الباسلة وتسحقها في ظرف أيام. صفحة الغدر والخيانة خلفت خدوشا، بل وربما جروح في الجسد الوطني واستثمرت من قبل أحزاب إيران وإعلام الغزو والاحتلال في محاولاته المحمومة لشق الصف العراقي استخداما طائفيا لئيما.


7. الحصار الذي لم يحصل له مثيل في تاريخ البشرية والذي بدأ عمليا عام 1989 م وأدى إلى انهيار شبه تام في الاقتصاد والعملة العراقية وتوقفت عجلات التنمية وتدهور التعليم والصحة والخدمات وانحدر المستوى ألمعاشي للمواطنين إلى مستويات لم يشهد لها تاريخ العراق مثيل بعد أن كانت قريبة أو مشابهة أو حتى أعلى من نظيراتها في الخليج العربي قبل الحصار. وكان من بين منتجات الحصار الظالم هجرة مئات الآلاف من العراقيين طلبا للقمة العيش وقد استغلوا أبشع استغلال من المخابرات المعادية للعراق واجبر الكثير منهم لمؤازرة ما يسمى بأحزاب المعارضة الخائنة تحت لافتات تزعم إن إسقاط النظام الوطني هو الحل الوحيد لإنهاء محنة العراق الاقتصادية وآثارها الاجتماعية المدمرة.


هذه بعض المعضلات التي وضعت في طريق الحكم الوطني القومي البعثي في العراق وتعامل معها النظام بإرادة ثابتة صلدة لا نظن إن لها نظير فلم تثنه عن تنفيذ خطط التنمية الانفجارية ولا الارتقاء باقتصاد البلد ومستوى معيشة المواطن، بل على العكس كان يتعاظم الفعل المقدام لشعب الذرى وقيادته التاريخية مع تصاعد المؤامرات والدسائس والمشاكل العلني منها والمدفون في أروقة الموساد والسي آي أي وغيرها عشرات من القوى التي تحالفت لوأد التجربة الوطنية القومية العراقية التي أقلقت كل صناع الخطوط غير المسموح عبورها من قبل بلد وقيادة عربية ومن بين ذلك وأهمه الاقتدار العسكري العراقي المقرون بصناعة وطنية تقفز وتثب بقوة إلى مصاف العالم المتقدم وتمزق أهداف الحصار الجائر بطرائق مبتكرة.


يتبع بإذن الله






الثلاثاء ٢ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة