شبكة ذي قار
عـاجـل










اذا كانت (( الدولة العبرية - اسرائيل )) أو أي معتد يلجأ الى الظلم والاحتلال او استعمال القوة بشكلها التقليدي أو المفرطة دون وجه حق فيما يعتبره مصلحة له فما هو السلوك الذي يمكن أن تتوقعه لرفع الظلم وانهاء الاحتلال في نظام عالمي لا يشكل القانون فيه وسيلة فعّالة لحماية الحقوق الانسان ان كان ذلك على الصعيد الاممي أو الفردي ؟ ، ان النظام الدولي بما هو تجمّع بين الدول التي هي شخصيات معنوية تمثل مجتمعات بشرية معينة يعطي هذه الدول حقوقا في السيادة والاستقلال والمساواة ويضع على عاتقها واجبات تكمن في احترام هذه الحقوق للدول الاخرى ولكن في واقع الحال وفي غياب مؤسسات قانونية تطبّق بفعالية هذه الحقوق والواجبات فانه يترك لهذه الدول حماية حقوقها ومصالحها من خلال قدراتها وبوسائلها الخاصة ، وبما أن الدول المكونة للمجتمع الدولي تتفاوت كثيرا لجهة القدرات العسكرية والاقتصادية , فان الدول الصغيرة والضعيفة , خاصة تلك التي هي من صنيعة المستعمر الذي شاء تمزيق الأمم لتسهيل حكمها , كما هو الحال في معظم دول الوطن العربي التي رسمت حدودها اتفاقية سايكس بيكو ,

 

تعاني من معوّقات كثيرة تجاه الدول القوية ففي الاطار الدولي والدستوري يناط بالسلطة الحاكمة واجب الدفاع عن حقوق ومصالح الشعوب والأمم ، فالسلطات الحاكمة تكتسب شرعيتها وتضمن التفاف شعوبها حولها بقدر ما تكون فعّالة في حماية حقوق ومصالح شعوبها وبقدر نجاحها في رفع الظلم عندما يتعمّق الشعور بالظلم لدى الشعب فتخاذل السلطات الرسمية في الدفاع عن حقوق ومصالح شعوبها ورفع الظلم عندما يقع له نتائج في منتهى الخطورة بالدرجة الأولى تضعف الثقة التمثيلية بين الراعي والرعية ( الحاكم والمحكوم ) بما يهدد وقد يودي بشرعية الحاكم على الأقل بنظر شعبه ثم أن تخاذل الحاكم أو فشله في تأمين مصالح شعبه ورفع الظلم عنه يدفع بهذا الشعب الى الذهاب وراء حركات ومنظمات بديلة تبدو أكثر فعالية في الدفاع عن الحقوق وتأمين المصالح الوطنية أو الشعبية ، قد تدفع حالة فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم والشعور الشعبي بان الحقوق والمصالح مستباحة الى البحث عن التغيير والاصلاح التغييري ان كانت انقلابات عسكرية ،

 

او ثورات شعبية وفي معظم الحالات الى تصدّع اجتماعي ومؤسساتي داخل الأمة ، وفي المقابل فان المعتدي أو المحتل يسعى جاهدا الى نشر ثقافة الهزيمة لدى المعتدى عليه أو المحتلّة أرضه فيقوم بكل ما في وسعه لتضخيم قوته في نظر الضحية واضعاف هذا الأخير والقضاء على كل ثقة بالنفس لديه ودفعه الى الاستسلام للأمر الواقع مهما كان مهينا بسبب اليأس والقنوط الذي ينتاب الافراد أو المجتمع بفعل الانعكاسات السلبية التي تحصل في الشارع وخير دليل على ذلك جل ما قام بها الامريكان والبريطانيين من حيث الهيئات والتشكيلات التي اوجدتها والتباس الامر بين الافراد مما يؤدي ذلك الى الانحسار في اتساع قاعدة المقاومة الوطنية الشريفة بسبب الافعال التي يقوم بها ؤلائك باسم المقاومة الوطنية من خلال حز الرؤس وحرق الاجساد واباحة الحرمات الاسريه من خلال استخدام النساء استخداما" كأماء تحت فتاوى وسلوك ليس من الاسلام ،

 

وبما أن السلطات الرسمية هي التي تسيطر على القوى العسكرية وتبنّي وتطبيق السياسات الاقتصادية والمالية وهي التي يفترض بها التعبير عن مصالح شعوبها والدفاع عن حقوقها , فأول ما يسعى اليه صاحب المصلحة في اضعاف هذه الشعوب وعجزها عن المطالبة بحقوقها , هو العمل على خلق الفجوة والتباعد بين الحاكم والمحكوم وتجريد الحاكم من الشرعية في نظر شعبه بحيث يسهل ابتزازه وهذا بين أيضا" فيما يسمى بالعملية السياسية والقوانيين التي شرعها بريمر من أجل الاتيان بمن هم ليسمن الهم العراقي بشيء لان مصالحهم وتهافتهم الى المنافع الذاتية وان كانت مال سحت حرام وهنا يلعب الفساد كوسيلة للسيطرة دورا أساسيا فالحاكم الذي لا يستمد ولا يشعر بأنه يستمد قوّته وشرعية حكمه من شعبه , وان استمراره بالحكم ونعيم السلطة والثروة مربوط بارادة ومصالح خارجية لا تعكس في معظم الأحوال ارادة ومصالح شعبه ,

 

يميل الى سلوك يضمن استمرار حكمه ولو لم يكن في ذلك مصلحة شعبه أو وطنه وما الهالكي وسلوكه وحزبه العميل لخير داله أيضا" هذه الرؤية وما أفرزه الواقه العراقي مابعد الغزو والاحتلال 2003 ، نظرة عابرة الى الواقع العربي تعطي فكرة واضحة عن مدى نجاح القوى والارادات الخارجية في خلق الفجوة بين الحاكم والمحكوم من حيث التعارض في المصالح والغايات ، كما انها توضح مدى تهيّب ومراعاة الارادة والمصالح الخارجية في سلوك الحاكم العربي سوى استثناءات لم تكن بذات الايمان والولاء الجماهيري ، ثم ان نشر ثقافة الهزيمة لدى المظلوم أو الخصم يقضي كذلك محاولة التفكيك الاجتماعي والسياسي وتغييب كل ما من شأنه أن يوحّد ويصلّب القدرة على المقاومة والصمود لديه (( إن قيادة حزبكم العظيم ، حزب المهمات الصعبة ، وحزب مواجهة التحديات الكبيرة ،، وكما عوّدكم دائماً فإنه يعي جيدا أهداف هذه المؤامرة واللعبة اللعينة التي تقف وراءها دول وأحزاب واجهزة مختصة لإجهاض وإفشال ثورتكم المباركة التي بدأت تضرب في العمق من كيانات وهياكل التجسس والخيانة والعمالة .. فإن الحزب يدعوكم وكافة قوى الثورة الى الصبر وطول البال وضبط النفس والتحسب والحذر عن مايحاك ضد شعبنا وثورتنا المقدامة ، وعدم الانجرار لردود أفعال غير محسوبة قد تفتح النار على قوى ثورية شريفة ومخلصة ، وإن مصلحة الثورة تقتضي أن نتجنب الصراعات مع اي فصيل مهما كانت التضحيات والآلام جسيمة من أجل تحقيق هدف أكبر لطالما انتظره العراقيين والعرب وأحرار العالم طويلاً ، وهو تحرير العراق وبناءه ليعود دولة قوية مهابة يسودها العدل والإنصاف والمساواة ، مع التأكيد على تمسكنا بمسؤوليتنا الوطنية التاريخية والأخلاقية بحماية شعب العراق العظيم بكافة قومياته وأديانه وطوائفه ، والمحافظة على معالمه الحضارية ومرافقه الحيوية ومراقده الدينية والتي هي مسؤولية جميع المخلصين من ابناءه ))


يتبع بالحلقة السادسة
 






الاحد ٢١ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة