شبكة ذي قار
عـاجـل










كلام خطير جدا قاله الرئيس الامريكي في خطاب خطير ، حيث فاجأ العالم بقرارات تاريخية بدعوى انقاذ العراق. والمفارقة الكبيرة ان أوباما يعتذر من الشعب العراقي، ويعده بتغيير السياسة التخريبية الامريكية بصورة جذرية وحالا. وقال: مثلما خربنــــــــا العراق، سوف نحيـــــــــــه . وقرر ارسال وفد امريكي بقيادة السناتور (جون ماكين John Sidney McCain ) لزيارة الدول المحيطة بالعراق والضغط على ايران لايقاف دعمها للميليشيات الشيعية , والطلب من قطر والسعودية ايقاف دعمهما للجماعات السنية. والطلب من الكيان الصهيوني ايقاف دعمه للاحزاب العنصرية الكردية.


وعاهد اوباما الامريكيين والعراقيين بان السفارة الامريكية في بغداد ستغير سياستها جذريا من دعم الفساد والارهاب الى دعم البناء والسلام . وعين الكونغرس لجنة من خبراء امريكيين باشراف السناتور(كارل ليفين Carl Levin) ستحل في بغداد خلال ثلاثة ايام لفرض عملية اصلاح جذرية على القيادات العراقية، سياسيا واقتصاديا وامنيا. ليكون العراق(حسب اوباما) منارة للحرية والسلام في الشرق الاوسط، وفخرا للانسانية الامريكية. وطلب اوباما من العراقيين الغفران لامريكا على خطاياها وجرائمها ضدهم منذ عشرات السنين وحتى الآن. وقال بالعربي: AFA ALLAH AMMA SALAF "عفى الله عما سلف " وختم كلمته التاريخية متوجها الى العراقيين بعبارته الشهيرة: ـ Yes We Can Do It نعم نحن قادرون على صنعه .


واعترف الكونغرس الامريكي بان السفارة الامريكية في بغداد، التي تعتبر اكبر قاعدة مخابراتية في العالم , والسفير الامريكي هو الذي يقدم المشورة تارة ويأمر تارة اخرى , وما على الساسة العراقيين الا التنفيذ , والسياسة الامريكية التي بدأها بول بريمر بحل الجيش العراقي ذو التاريخ النضالي المجيد , ومن ثم تشريع الدستور الطائفي التقسيمي , وامعانا في تفتيت المجتمع العراقي ونشر الارهاب على اوسع نطاق صدر قانون الاجتثاث ووضع حزب البعث على قائمة الارهاب , في حين ان الارهاب كان وما زال صناعة امريكية – ايرانية بامتياز .والسياسة الامريكية التمزيقية اودت بحياة الوف العراقيين بين قتيل وجريح ومعتقل وملايين المهجرين خارج ديارهم ووطنهم في دول الاقليم ودول العالم


هل هي صحوة ضمير من قبل اوباما ام هي مناورة لاجهاض ثورة الشعب العراقي التي قررت استعادة العراق الى الحضن العربي , ولكي يعاود دوره القومي المتميز عبر تاريخ الامة المعاصر ؟ . لا اعتقد انها صحوة ضمير بل هي خداع ومخاتلة , ومن غير المعقول ان نصدق اوباما الذي اعطى وعودا عندما بدأ رئاسته الاولى , وكلنا يتذكر خطابه في القاهرة , وكيف تحدث عن شعارات التصافي واحترام الاسلام واحترام الحريات , ووعوده بحل قضية فلسطين . وهاهي ولايته الثانية قاربت على الانتهاء ولم يفي بأي وعد من وعوده المخادعة .


من السذاجة ان يقتنع العراقيون بصدقية تلك الوعود , بل يتوقعون الاسوأ في قادم الايام , لان السياسة الامريكية منذ زمن بعيد تخدم المخطط الصهيوني التوسعي الاسيطاني على حساب الارض العربية في فلسطين . قد تكون السياسة الامريكية تهدف الى تحجيم الدور الايراني في العراق , وحتى لا يؤثر على دول الجوار وخاصة دول الخليج العربي وبالذات السعودية والكويت والبحرين . ولكن الولايات المتحدة وجدت في نظام الملالي الاداة التي تنفذ السياسة الصهيونية القائمة على تفتيت المجتمعات العربية دينيا وطائفيا وعرقيا , وقد نفذ نظام الملالي شوطا كبيرا من هذا المخطط , اذ لم تشهد الامة العربية اسوأ مما هي فيه الان بفعل الفتنة التي نفذها نظام الملالي , والاقتتال بين العرب السنة والعرب الشيعة .


ولنا ان نتذكر ما قاله رئيــس وكالــة المخابــرات الأمريكيــة CIA السابــق "جيمــس وولســي" فــي 2006 "سنصنــع لهــم إسلامــاً يناسبنــا ، ثــم نجعلهــم يقومــون بالثــورات ، ثــم يتــم انقسامهــم علــى بعــض لنعــرات تعصبيــة . ومــن بعدهــا قادمــون للزحــف وســوف ننتصــر".! فهذا القول نفذه نظام الملالي بكل جدارة ونجاح .






الاربعاء ٢٤ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة