شبكة ذي قار
عـاجـل










في صراع الإرادات المتضادة وكذا في صراع العقائد ومعارك وحروب تقرير المصير للدول والأمم والشعوب , تستثمر الأطراف المتصارعة كل مكنونات وظواهر أدواتها وقدراتها وتوظفها طبقا للمعطيات المختلفة العسكرية منها والسياسية والإعلامية وعلى أساس الظروف المرتبطة بالزمن كعامل حاسم من عوامل التداخل وعوامل مكونات الصراع التي تفرض حالها سواء في تحديد سمات الصراع المرحلية أو المتغيرات المحتملة والحتمية لها .ولم تكن ألولايات المتحدة الأمريكية استثناءا من القاعدة فلقد مدت إخطبوطا من الشراكات القذرة مع أطراف لا يجمعها مع الحلم الأمريكي غير الاتفاق المرحلي لتحقيق غاية مرحلية لا أخلاقية تعج بعفن الرذيلة في الاقتران بين الامبريالية الصهيونية مع أحط مراتب الإرهاب والنفعية الأصولية المعادية لأبسط قواعد الإنسانية ولم يؤرقها يوما هاجس غير الوصول إلى السلطة المذهبية التي تمكن المشروع الفارسي الاحتلالي الاستيطاني من التحقق ألكياني إلى جانب المتحقق الصهيوني .وكانت مرجعية النجف وكبيرها علي السيستاني هو العراب الأول في كذبة تحرير العراق التي هي في حقيقتها احتلال إيراني للعراق فحسب.


بين نوري المالكي وعلي السيستاني .. ماذا جرى وكيف ؟


عقد التفاهم بين علي السيستاني ومراجع النجف من جهة وبين الغزاة الأمريكان والانجليز من جهة أخرى هو أن يوظب السيستاني وسط وجنوب العراق لقبول الغزو وتأمين أكبر قدر ممكن من سلامة جنود الاحتلال عبر فتوى تغلب حماية الدم العراقي على جهاد المحتل و ترجح عدم القدرة على مواجهة آلة الاحتلال الضخمة الأمر الذي يسقط فرض مقاومة الغزاة من جهة والترويج لنظرية الانسحاب الحتمي للمحتل عن طريق المقاومة السياسية بدل الكفاح المسلح والمقاومة من جهة ثانية. مقابل هذا يقوم الأمريكان وحلفاءهم بعد إسقاط النظام الوطني بإقامة نظام سياسي متكامل وقوات أمنية ونظام برلماني محكوم بدستور يقر بانتخابات تمنحه الشرعية ويكون أعوان إيران السيستاني هم زعماء العراق الجديد وحكامه تحت إدارة عليا أمريكية.


وحيث إن حزب الدعوة الإيراني هو المتصدر الأول لعقد الشراكة مع الغزاة ولأنه هو الحزب الأعرق في ممارسة القتل والسلب والنهب والعمليات الإرهابية في العراق فضلا عن كونه الحزب الأكثر قدرة على تمثيل واجهات الشراكة الإيرانية في الاحتلال كونه حزب إيراني النشأة والهوى فقد أوكلت إليه المهمة واخذ أقطاب الدعوة بدءا بإبراهيم الجعفري ومن ثم نوري جواد العلي مهمة تنفيذ عقد التفاهم بين المرجعية وبين الغزاة المحتلين وصار نوري وحزبه ومن تعاون معه مفرزة التنفيذ لجزئيات العقد وإدارة الصراع بين شعب العراق وبين مشروع الاحتلال وأدواته .


استطاع نوري المالكي عبر سنوات رئاسته لسلطة الاحتلال إقناع شركاءه المحليين وحماة المشروع الاحتلالي بأنه قد أوصل المنظومات الأمنية التي أسسها الاحتلال من حرس وطني ( يسمى خطأ باسم الجيش ) وشرطة ومخابرات واستخبارات ومخبرين سريين ومرتزقة وميليشيات إلى مرحلة الاقتدار الكامل على حماية المنتجات الاحتلالية من عملية سياسية ودستور ومنهج طائفي وخطط شرذمة البلاد وتامين الفرصة الكاملة لبقاء إيران كجهة وحيدة تتحكم بمصير العراق وتدير شؤونه كوارث للدول المشاركة بالغزو والاحتلال.فلقد استطاع نوري تجنيد أعداد مليونية من فقراء شباب العراق العاطلين عن العمل في ما يسمى بالقوات الأمنية واشترى كل مخلفات الاحتلال من أسلحة ومعدات دفع فواتيرها بسخاء لأمريكا وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني بلايين الدولارات من خبز العراقيين المفقرين فضلا عن التعاقدات الفاسدة مع دول أخرى شاركت أو قدمت الإسناد لغزو العراق وللعملية السياسية حتى بدت ادعاءات نوري مقنعه ليس لشركائه المحليين فقط بل ولأمريكا وبريطانيا كراعيتين وحاميتين للمنتجات الاحتلالية .وهكذا وفر نوري العلي الفرصة التي كانت تبحث عنها أمريكا لتهرب تحت غطاء مزيف كاذب هو انجاز المهمة عسكريا وانتفاء الحاجة لبقاء قواتها بعد ( استقرار ) العملية السياسية الأمريكية وتمكن موظفيها ومرتزقتها من تامين حمايتها واستمرارها ولتعبر عن تمدنها المشهود وإنسانيتها الفذة حيث قررت إنهاء حقبة الاحتلال ومنح العراق السيدة الكاملة !! ووفر في نفس الوقت المصداقية لنظرية علي السيستاني في حتمية جلاء الاحتلال بعمل سياسي لا غير .


كان نوري المالكي وحزبه بشكل خاص بحاجة ماسة إلى امتلاك أي خيط يمسكون به للحديث والدعاية عن نجاح مزعوم في عودة السيادة للعراق لأنهم كانوا يعانون من ضغط نفسي كبير واهانة شعبية شاخصة في كل أرجاء العراق وفي المجتمع ألفراتي والجنوبي بشكل خاص بسبب عمالتهم وخيانتهم العظمى بل عارهم وشنارهم المتمثل بالتعاون والتعاقد مع الاحتلال والغزاة من اجل الوصول إلى السلطة. وكانت الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان الذين كانوا هم أيضا يبحثون عن أي مخرج يهربون من خلاله من جحيم العراق الذي أسقطتهم به المقاومة العراقية بمثابة حبل النجاة للأمريكان ولنوري وحزبه وأعوانه في آن معا فهي تحقق لنوري الجلاء المظهري الموحي بتحقق السيادة وما تنجزه وتقدمه من دلالات ظاهرية لنظرية الحوزة التحررية ( السلمية ) وما يعكسه هذا النجاح الظاهري من ازدياد لتأثير وقوة حضور نوري عند المرجعية التي تمثل مقام الولي الفقيه وتحقق للأمريكان فرصة التقاط الأنفاس والركون إلى العمل الأمني والمخابراتي للحفاظ على السيطرة على العراق.






الاربعاء ١ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة