شبكة ذي قار
عـاجـل










في 17 فبراير اندلعت الاحتجاجات الليبية في بنغازي والتي سرعان ما تحولت إلى تمرد مسلح يرفع العلم الذي يعيد ليبيا الى ماقبل ثورة الفاتح والاطاحة بالملكية السنوسيه ، وما حدث في ليبيا هو الصورة الأكثر البشاعة في ممارساتها العدوانية لتحويل حلم الشعب في بناء دولة ديمقراطية ومدنية الى وهم سوف يؤدي لقتل وتشريد وتدمير وسرقة الثروات ألليبيه وابناء ليبيا ما زالوا يعيشون في دوامة من الفوضى والارتباك كما يريد حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة ، وحصول مشاهد وأفعال لم يألفها الشارع الليبي والقيم والتقاليد التي تحكم المواطنين الليبين ومنها ممارسات الانتقام من العامليين في المؤسسات الامنية ولايغيب عن الذاكره المشهد المؤلم والمقزز عندما يتم فتح بطن احد رجال الامن ويخرج قلبه من جوفه ويرفع للعيان بهتاف ألله أكبر ، وهنا حصل تحول نوعي في اتجاه ما يسمى بالربيع العربي من خلال الغرباء الذين دخلوا الى الاراضي الليبيه باسلحتهم وهم من جنسيات اجنبيه أخذوا يعيثون بالمؤسسات والدوائر والمصالح العامه والخاصة دمارا" وتخريبا" وقد تم تركيز تحركهم على استهداف مخازن السلاح والثكنات العسكرية ،

 

كما لايغيب عن الذاكرة أيضا" المشهد الذي أكد الدور القذر للايادي الاجنبيه المعادية للعروبة عندما بث على يوتوب فلم الداعي الصهيوني الفرنسي وهو يقوم بانزال العلم الليبي من ساريته ليرفع بدله علم ما يسمى بالثوره الليبيه على مبنى محافظة بنغازي ، وبعد معركة طويلة بين كتائب الجيش العربي الليبي والمتمردين المدعومين من الناتو تمكنوا من السيطرة على العاصمة في أواخر شهر أغسطس من عام 2011 ، قبل وفاة معمر القذافي في 20 أكتوبر خلال معركة سرت والتي تم احياء ذكراها الثالثة في 20 / 8 / 2014 والعاصمة طرابلس تحت سطوت المليشيات والحرائق والاقتتال من اجل تدمير كل شيء يعبر عن الحياة والحكومة التي انتجها العدوان الخارجي لم تكن في العاصمه لتعبر عن مفهوم السيادة بل اختارت مدينة اخرى كما هو حال المجلس الوطني اليبي الذي اتخذ من طبرق مكان لانعقاد جلساته لفقدان الامن في العاصمة طرابلس ورديفتها بنغازي ، استرجاع الاحداث التي اعتبرها المسيرون بارادة الاجنبي بانها ثورة شعبيه على حاكم ظالم ونظام شمولي أدت إلى مقتل أكثر من خمسين ألف مواطن ليبي من أجل أن تفقد ليبيا أمنها وأمانها وسيادتها واستقلالها ،

 

وحتى أنها كانت أكثر المتغيرات دموية ومازال الشعب الليبي الشقيق يعيش الرعب المليشياوي والانتهاك المستمر لحرمته وسيادته فأصبحت ليبيا مفككة بلا عاصمه تعبر عن سيادتها وحيويتها يحرق يوميا الاخضر واليابس ولاتوجد المؤسسه العسكرية الوطنية الخالصة وعند تفحص الواقع الليبي نجد ان التيار الاسلامي بتطرفه وهمجيته هو الفاعل الاساس في الميدان الذي لايعبر عن الارادة الوطنية سوى المنافع والمصالح والسيطره على الموارد التي تمكنه من تحقيق اهدافه ونوايا وخاصه التجييش المليشياوي بالاغراءات دون الاكتراث بالوطن والمواطن واستخدام المسميات التي يراد منها التسويف والتسويق ككتائب الفجر لليبيا واتحاد الشريعه وغيرها وبحقيقتها ماهي الا مليشيات تحكمها عقد الماضي والطائفية الدينية والعرقية التقت ارادها على تحترق ليبيا بخيراتها وتجريدها من هويتها لتتحول الى كيانات متنافره متناحره وهنا يكون المشهد العراقي بارزا" كونه هو هو من حيث قتل قيم المواطنه الصادقه بالافكار المذهبية الطائفية القبلية العرقية لان ذلك يمكن كل القوى المعادية من تحقيق اجندتها واهدافها بسهوله لانها تمكنت من ايجاد الارضية المهيأة لتقبل المشاريع التقسيمية المناهضة للوحدة الوطنية والقومية وارتفاع صوت الوطن والمواطنه على المنطقة ، وهذا ما المطلوب من قبل الولايات المتحدة الامريكية والغرب وبعض الأنظمة في الخليج العربي ،

 

لأنهم لايؤمن بالديمقراطية ألتي تغنى بها الناس في الامة العربية التي اعتمدت أسس حقيقية وسليمة نابعة من قيم وثقافة و تعزيز سيادته واستقلاله ، وانفجار الطاقات والإبداعات ألتي يرى فيها العدو الخطر لأنها وتكشف زيفهم ، وبالتالي تشكل خطرا عليهم ، وما يناسب اسم أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يغطي سوى ألتمرير من خلالها العدوان والهيمنة على الشعب ، فهي مولعه باطلاق هذه الدعاوى الجبهات لامعة ، في منظور الديمقراطية تعني الفوضى والفتنة بين أبناء الوطن الواحد وحقوق الإنسان تعني القتل والتشريد والدمار ، وتسمية الربيع العربي يندرج ضمن هذه الواجهات التي تخفي وراء الكوارث والمآسي هل من الممكن بالنسبة لنا أن ندعو الوضع في ليبيا ، بعد كل الدمار الذي حصل فيها على أيدي حلف شمال الأطلسي ، والقتال المستمر والفوضى حتى بعد ما يسمى ( انتصار الثورة ) بثلاث سنوات ليبيا الجديده التي ترفل بعز الحرية والتغيير !؟


يتبع بالحلقة الرابعة






الاربعاء ١ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة