شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن خميني ونظامه الذي ما زاد عمره عن أسابيع باطنيا ولا مراوغا حين أعلن خططه لاحتلال العراق تحت شعاره المشهور سيئ الصيت ( تصدير الثورة ) إلى العراق وإزاحة نظام البعث ( الكافر ) وإقامة نظام ( الولي الفقيه ) . بكلمات أخرى , فخميني كان واضحا في إعلان أهدافه لإزالة العراق العربي من خارطة المنطقة وهذا هدف يرتبط جدليا عنده وعند غيره بإزالة حزب البعث العربي الاشتراكي من خارطة وجغرافية السياسة والعمل السياسي في العراق وإقامة نظام طائفي يخضع لسيادة إيران ( حامية الصفويين بتفويض صار الآن معروف المصادر تماما ).

 

خميني كان واضح الغايات والمنهج ولم يتردد أبدا في توضيحها قولا وتطبيقها فعلا فهو كان قد هيأ للحرب على العراق قبل وصوله للسلطة بل إن شن الحرب على العراق كانت هي شرط إسقاط نظام الشاه الخادم المطيع للامبريالية والصهيونية وغاية خميني الأساسية كانت احتلال العراق وإلغاء عروبته الأمر الذي يتطلب اجتثاث القوة الأساسية التي تحمي وتجسد سياسة العراق القومية العربية ألا وهي حزب البعث العربي الاشتراكي. وكان من بين الأهداف التي أطلق عليها خميني وجيوشه وأعوانه النار من الجو ومن الأرض هي مقرات حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته وكوادره طيلة سنوات الحرب الثمانية بل وقبلها بشهور وبعد توقفها !.

 

إن احتلال العراق من قبل خميني كان سيقع تحت عنوانين رئيسيين لو قدر له الوقوع عام 1980م :

 

الأول : إقامة نظام طائفي كفيل بإنهاء عروبة العراق وانهاء السلم المدني الذي عاشه العراق منذ خلقت الخليقة.

 

الثاني : اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي وهو فعل يضمن اختلال كل توازنات الحياة السياسية والاجتماعية القائمة في العراق منذ إقامة الدولة الوطنية العراقية ويفتح الطريق واسعا أمام فوضى لها بداية وليس لها نهاية حيث تسود البغضاء والثارات الدموية وتنتهي الحياة المدنية وتعود البعثرة والولاءات المختلفة المتعددة التي لا ينقصها إلا الولاء للوطن.

 

مازال الجدل قائما إلى اللحظة ومازالت التكهنات تنطلق من بعض القرائح إلى اللحظة رغم مضي 34 عام على بدء العدوان الإيراني على العراق ورغم احتلال العراق من قبل أميركا وإيران ورغم إن إيران الآن تصول وتجول في طول العراق وعرضه بعد أن ركبت على أجنحة الشيطان الأكبر ( الولايات المتحدة الأمريكية ) وحققت بهذا الركوب أهم هدفين لحربها التي بدأتها يوم 4-9-1980 وهما : الطائفية واجتثاث البعث , مازال البعض يجادل  حول من بدأ الحرب ومن الذي كان صاحب التوجه الاحتلالي للعراق بل ويذهب بعض المتحذلقون وتجار الكتابة والإعلام التجاري إلى بهتان أعظم حين يسببون احتلال العراق بموقف العراق البطولي في دفاعه عن أرضه وسيادته وشعبه فيعتبرون ما قام به العراق من بطولة وطنية وقومية فريدة على انها (جريمة ) اقترفها النظام الوطني العراقي!!! وهذا المنطق والتوجه لا يفترق قيد أنملة عن منطق الخمينيون بل ربما يتعداه . ونحن إذ نسوق هذه المفارقة فلأننا نرى حقائق شاخصة تقدم أدلة قاطعة على صحة التحليل والرؤية وفهم الصلة بين عدوان إيران عام 1980 وبين التدخل الأمريكي بغزو واحتلال العراق عام 3003 حيث كان أول الأهداف التي نقلت إلى حيز التطبيق هما : الطائفية واجتثاث البعث.

 

لقد أنجز الغزو الأمريكي ذات الأهداف التي رفعها وأعلنها وسعى إليها العدوان الإيراني الذي بدأه خميني ونظامه عام 1980م ومن العبث والبلادة , وانه لتجاسر واعتداء على عقول وفطنة وذكاء الناس أن يدفن البعض رؤوسهم في الرمال حين يحاولون الفصل بين الحدثين : حدث إعلان إيران الحرب عام 1980م وحدث احتلال العراق عام 2003م وأمام الجميع ما هو طافح ومعلن ومنفذ من الأهداف المشتركة وأهمها الطائفية والاجتثاث .

 

إن الصلة بين الطائفية كنظام سياسي رأى النور ونما وتوسع بعد استلام خميني السلطة في إيران وبين اجتثاث البعث الذي تبناه خميني وخطه العقائدي السياسي بتبني تكفير الحزب كوسيلة لتبشيعه وشيطنته تتضح وتتجلى في اللقاء على هدف إلغاء عروبة العراق من جهة وإخضاعه إلى الطائفية الإيرانية من جهة أخرى. فحزب البعث العربي الاشتراكي الممثل الميداني للمنهج القومي الوحدوي التحرري الاشتراكي هو العقبة الكأداء بوجه مشروع الطائفية ومشروع إنهاء العروبة وبالتالي فان الاجتثاث هو القاسم المشترك الأعظم الذي التقت عليه العدوانية والحرب والغزو والاحتلال ومحصلة حاصل أن تكون إيران هي الوارثة للغزو والاحتلال الأمريكي لأنها الأكثر خبرة ودراية تأثير ميداني ومصلحة في الاجتثاث ونظام السياسة الطائفية التي كرسها الاحتلال الأمريكي وقدمها هدية ثمينة لخميني المقبور الذي عجز في حياته عن الوصول إليها كأعظم أهداف كلف بها من الامبريالية المتصهينة قبل استلامه السلطة عام 1979 على أنقاض نظام خدم الامبريالية والصهيونية كشرطي فلي المنطقة سنوات عديدة حتى حان زمن الطائفية والاجتثاث.






الاحد ١٢ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة