شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم , فقد يكون حجم الرئاسة الأمريكية الأكبر من ذاته الفقيرة قد اضعف ذاكرته . وربما لان النار الأمريكية التي أحرقت وطننا وشعبنا لم تكن تعني له شيئا لأنه بلا إنسانية ولا روح بشرية . فإذا كان النسيان قد غطى ذاكرة اوباما وما عاد يتذكر حجم القوة التي استخدمتها أميركا ضد العراق منذ عام انتهاء حربنا مع إيران 1988م وصولا إلى إعلان ساعة صفر الغزو المجرم عام 2003 والى هذه اللحظة ولم تنل من عزيمتنا وثباتنا على حقوق وطننا وشعبنا بل صارت ملهما لمقاومتنا وثوارنا للانقضاض على أركان الطاغوت الأمريكي فقصموا ظهره واجبروه على الهرب هو و العشرات من حلفاءه.

 

 أمرين اثنين نساهما أو تناساهما السفاح اوباما عندما قرر البدء مجددا في حربه على شعبنا بواسطة الطائرات وبحجة محاربة الإرهاب هذه المرة :

 

الأول:  إن أميركا وحلفاءها قد جربت عند غزوها العراق استخدام القوة الغاشمة المجرمة من البر ومن البحر ومن الجو وبصواريخ إستراتيجية عابرة للقارات وبأحدث وأعظم تقنيات التدمير والموت المحرمة دوليا ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها التي غزت العراق من اجلها بدليل انه قرر العودة الآن إلى سلاح واحد هو الجو وقد يضطر للعودة بقوات برية لحماية العملية السياسية المجرمة التي يرفضها شعبنا لأنها وجه من وجوه الاحتلال والجزء المتبقي منه بعد رحيل جل الجنود الغزاة وبعد أن اثبت الأجراء العملاء عجزهم عن مواجهة شعب العراق الثائر الأبي رغم جيوشهم وميليشياتهم وحشودهم المليونية الجرارة.

 

الثاني: إن مقاومة وثورة العراق لا يمكن أن تهزم عسكريا وان عليه, وهو من كان يدعي تفهم الإسلام وبيئة العرب, أن يجد حلا جذريا بمعالجة جذرية للعملية السياسية الأمريكية التي يرفضها شعبنا وسيظل يقاتلها هي ومن سلطتهم أميركا بعد أن جلبتهم من الأزقة الخلفية والدهاليز المظلمة.

 

نعم, لقد نسي اوباما أو تناسى إن إدارته قد جربت كل سبل تركيع العراقيين فما قدرت ولن تقدر لكنه مضطر لأسباب كثيرة أن يلجأ من جديد إلى خيار القوة بعد أن هيأت له مخابراته ومخابرات وميليشيات إيران والخونة العملاء حجة ضرب الإرهاب الذي ضخموه إعلاميا فصار بعبعا وكابوسا يجثم على صدور الكثيرين تماما كما كذبوا على العالم بتضخيم خطر السلاح العراقي ليسوغوا العدوانات المتكررة عليه وصولا إلى غزوه واحتلاله وتدمير الحياة فيه.إن أميركا بعد ثورة عشائر العراق أمام خيارين هما أن تقبل بحتمية إنهاء الوجه المدني لاحتلالها للعراق أو أن تحميه وتحمي من يديرونه من موظفيها المكلفين من الإيرانيين ومرتزقة الزمن الأغبر فقررت أن تحميه من الجو بقتل الأبرياء وتدمير المدن .

 

 إن الإرهاب الذي يحشد اوباما لمواجهته الآن ووصل عدد الدول التي وافقت على الانضمام إلى حشده قرابة 50 دولة يبدو واضحا بدلالات حجم هذا التحشيد الهائل  وكأنه عدو أممي يتشكل من عدد مقارب من الدول العظمى والكبرى !! وليس مجرد منظمة أطلقت عليها أميركا وأعوانها اسما ليخفي وراءه ما يخفيه من مقاصد حقيقية للمسعى الأمريكي العدواني الجديد وفي مقدمتها إجهاض ثورة تحرير العراق من بقايا الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني والعملية السياسية المدمرة للعراق وللأمة العربية برمتها.

 

 نحن نرى في السعي الأمريكي الجديد المحموم ومسميات الإرهاب التي يتستر خلفها إن هي إلا استكمال لبرنامج ما سمي بالربيع العربي الذي يبدو انه قد فشل في بلوغ الغايات العظمى المقررة له في تمزيق الأقطار العربية وتكريس الكتل الانشطارية التي خطط لها أو كاد أن يفشل فصار إسعافه بمخطط وخطوات نوعية جديدة أمر لا مفر منه.

 

  نعيد إلى ذاكرة اوباما ومن معه من جوقة المستشارين المتصهينين والصهاينة إن شعبنا قد ثار بسبب ما تعرض له من ظلم الاحتلال وأعوانه ودستوره وقوانين إرهابه وقوانين الاجتثاث والتصفية الطائفية وشعبنا لم ولن يدجن ولا يتنازل عن عروبته أمام المد الصفوي الإيراني الذي استطاع أن يكبل ويذبح ويكبت إلى حين عروبة الفرات الأوسط والجنوب بالنار والحديد, وجماهيرنا تثور لاستعادة حقوقها السياسية والإنسانية وان الإرهاب في العراق هو صناعة أمريكية وهو الحجة و قارب العبور إلى أية ضفة يحتاج الاحتلال وعملاءه العبور إليها لحماية عمليته السياسية المجرمة.

 

نذكر اوباما المجرم إن حشود الدول التي يحشدها والموت النازل على شعبنا من طائراته والتقوية التي يمنحها للاحتلال الإيراني لبلدنا وميليشياته لم ولن تثنينا عن مقارعة الاحتلال وما طبقه ونفذه على أرضنا من سبل ووسائل دمار وهلاك وذبح لهوية وطننا العربية المسلمة المؤمنة. فالربط الموضوعي ,الذي لم يقدر عليه اوباما أو اجبر على تجاهله’ بين رد فعل العراق والعراقيين على ماكنة الغزو الأولى عام 2003 بكل ترسانتها الأسطورية’ وتحديها للغزو بكل إمكاناته وقدراته الخرافية’ وبين فرصة النجاح التي يضعها لإنهاء ثورتنا الباسلة بواسطة القصف الجوي ستكون نتائجه كارثية على الإدارة الأمريكية لان قتل الناس وتهديم البيوت ومؤسسات الحياة المختلفة ستكون شهودا لجرائم لن تسعف القوة الغاشمة لأمريكا وحلفاءها حتمية تحولها إلى صواريخ مدمرة ترتد إلى صدر أميركا فالإنسانية لابد أن تنتفض يوما ضد الظلم والعدوان والله سبحانه يمهل ولا يهمل .

 





الجمعة ١٧ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة