شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- قال وزير الخارجية التركي " مولود تشاووش " ( إن 95% من الجيش العراقي هم مليشيات تنتمي لمكون معين ) .. ماذا يعني ذلك ، وماذا يترتب على سلوك هذا الجيش وأفعاله وتسليحه ؟

 

1- إن تسليح أمريكا لهذا الجيش - الذي سبق ودربته وسلحته تسليحاً عالياً طيلة عشر سنوات - إنما هو تسليح مليشيات إرهابية مؤدلجة طائفياً وغير منضبطة ولا تعرف قوانين الحرب وحقوق الإنسان في وقت الأزمات ومنها الحرب .

 

2- إن تسليح أمريكا لهذه المليشيات الإرهابية الطائفية ، هو في حقيقته تسليح لمليشيات إيرانية أحزابها تحكم العراق بالقمع الدموي والتطهير الطائفي والعرقي، على الرغم من إعلان واشنطن إرسال عدد كبير من العسكريين الأمريكيين بصفة مستشارين لتدريب هذا الجيش ، الذي صرفت على تدريبه كما أسلفنا، مليارات الدولارات .. ولكن هذا الجيش ظل مليشاتياً تابعاً لإحزاب السلطة الطائفية، يتلقى قادته الأوامر من أحزابهم وليس من قيادة عسكرية مهنية عليا، تسترشد بعقيدة قتالية وطنية بعيدة عن مؤثرات الأحزاب الصفوية الحاكمة ، وتعرف واجباتها ولا تخلط أوراق الدفاع عن الوطن بمتطلبات حفظ الأمن الداخلي، ولا تنساق وراء ردود الأفعال التعصبية الطائفية والعرقية وحسب واقع الأوامر الصادرة لها من طهران .. وعلى هذا الأساس .. فأن المليشيات تظل عقليتها مليشياتيه ما دامت مرتبطة باحزاب السلطة التي تنتمي إليها .. ومثل هذا النوع في الإنتماء إلى الجيش ليس هنالك ما يماثله في جيوش العالم .. والمحصلة أن جيش المليشيات في العراق يتبع إيران ويتفذ أوامرها وخططها .. والدليل على ذلك .. منظمة بدر والعصائب والصدر ترتبط مباشرة بالجنرال "قاسم سليماني" الذي يقود هذه المليشيات في العراق .. والمعارك التي دارت رحاها على تخوم صلاح الدين .. ورقصه ومجموعة حرسه بعد فك حصار ( آمرلي ) دليل قاطع على ذلك .!!

 

3- إن أمريكا تشجع الحكومة الطائفية في بغداد وتصطف معها كمكون معين بالضد من مكون آخر، على الرغم من محاولاتها استقطاب البعض الذي لا يساوي شيئاً على اساس التوازن في برلمان حكومة الاحتلال الصفوية الطائفية، لتظهر للعالم بأنها متوازنه في تعاملاتها .. إلا أن تصرفاتها لا تخرج عن قاعدة محاصصات طائفية وإثنية فرضتها في الدستور وكرستها في برلمان وأكدت عليها في عملية سياسية بائسة ، وتحاول الآن بكل زخمها أن تعيد الحصان أمام العربة ولكنها قد لا تعلم أن الحصان لم يعد قادراً على السير ويحتاج إلى رصاصة ( الرحمة ) .!!

 

سعت أمريكا وبذلت جهوداً كبيرة ، هددت وحثت كافة الأطراف في العملية السياسية الميته على تشكيل هيكل وزاري ( متوازن ونظيف وعفيف وعقلاني وقادر على تمحيص الأمور وتقدير نتائجها ويعمل من أجل الجميع وليس يعمل من أجل الفئة ) .. وبعد كل هذه المخاضات ظهرت اسماء الوزراء ، بعضهم لهم تاريخ دموي في القتل وهم أعضاء في منظمة ( بدر ) الإرهابية التابعة لإيران ويتلقون رواتبهم من المصارف الإيرانية، وتاريخهم الإرهابي أسود ، وبعض الوزراء من أعتى اللصوص دناءة ودموية، وملفاتهم الجنائية تكشف عن تاريخهم في السرقات وتزوير الشهادات والإستحواذ على الأملاك العامة للدولة .. فيما تم مكافئة القاتل الدموي الذي يعيش شيزوفرينيا القتل ولون الدم ( نوري المالكي ) بمنصب نائب رئيس الجمهورية ، وتاريخه في القتل والنسف وتفجير السفارة العراقية في بيروت مع زميله في حزب الدعوة العميل لإيران ( حيدر لعبادي ) الذي جيئ به في صفقة مرتبة ترتيباً فاضحاً على مستوى الداخل وعلى المستوى الإقليمي والدولي ليكون معبراً لمتغيرات معروفة .

 

4- رئيس منظمة بدر الإرهابية هادي العامري يطالب بوزارة سيادية .. ومنظمة بدر معروفة في مجال الإرهاب، وهي المنظمة، التي نمت وترعرعت في إيران، فهل يعقل أن توزع الحقائب الوزارية على المنظمات الإرهابية على أساس ( الإستحقاقات الإنتخابية ) المزورة أصلاً ، من أجل دعم الأمن والإستقرار في البلاد ؟!

 

فالصراع على وزارة الداخلية، هو من أجل اخفاء وطمس الحقائق الكائنة في ملفات الجرائم التي ارتكبتها قوات المليشيات من الشرطة والأمن والمشاركين معهم في الجرائم، فضلاً عن ملفات المجازر والشخصيات القيادية الضالعة في تنفيذ القرارات السياسية والفساد والاختلاسات والتجاوزات غير الاخلاقية في السجون العامة والسرية التي ارتكبتها قوات وزارة الداخلية ، والحرص على عدم كشف هذه الملفات للرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي بما تنطوي عليه تلك الملفات من جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية .

 

ثانياً- الحكومة الإيرانية الصفوية ترفض مقاتلة داعش :

 

صرح " علي خامنئي " المرشد الصفوي الأعلى ( إن إيران رفضت طلباً أمريكياً للتعاون في مجال مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية ) وأضاف ( كما رفضت إيران طلباً لـ ( جون كيري ) وزير الخارجية الأمريكي لنظيره محمد جواد ظريف ) .!!

 

والرفض الإيراني هذا يأتي تحت مسوغ أن التحالف الأمريكي متحيز وبلا جدوى، وإن السياسة التي تتبعها امريكا ضد الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية تحمل أوجه تناقض ) .!!

 

والملاحظ : أن مؤتمر مكافحة الارهاب الذي عقد في جدة لم يدع إيران لحظوره .. كما لم تدع إيران لحظور مؤتمر باريس المخصص لمناقشة بعض الإستراتيجيات التي سيتم اتخاذها حول ما يسمى بالإرهاب .. ومن هذه الزاوية يتضح الغضب الايراني الذي يعبر عن عزلة إقليمية ودولية، طالما ان إيران هي دولة مارقة وترعى الأرهاب وأذرعها ( حزب الله في الجنوب اللبناني ) و ( ونظام الأسد في دمشق ) و ( الحوثيون ) في اليمن، المدعومون من رأس الأفعى في طهران.!!

 

والتساؤل هنا : لماذا ترفض إيران الحرب على ( الدولة الإسلامية ) في العراق وسوريا إعلامياً وتشارك في الحرب مع المحتل الأمريكي على أرض العراق ؟!

 

ثالثاً- " مقتدى الصدر" يهدد أمريكا إذا ما تدخلت في العراق لمواجهة ( الدولة الإسلامية ) : وهذا الموقف يعبر عن إستجابة سريعة للموقف الإيراني الذي اطلقه "علي خامنئي" في أعقاب رفض إيران مشاركتها في التحالف ضد الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي ينسجم والعلاقة القائمة بين التابع والمتبوع ، كما تقع في اطار التنسيق والتنفيذ في آن واحد .. فيما تشارك في الحرب العدزانية على الشعب العراقي عصابات مقتدى مع الحرس الإيراني على أرض العراق.!!

 

والملاحظ هنا ايضاً : أن حكومة العراق تدعو وتشارك أمريكا وتحالفها أعمال العدوان ضد ثورة الشعب العراقي تحت يافطة الحرب على الدولة الإسلامية في العراق .. فماذا تعني هذه الاختلافات في المواقف بين طهران وبغداد .. فيما يعبر التيار الصدري عن لسان "مقتدى الصدر" عن الموقف الإيراني الرافض لهذا الفعل؟!

 

وفي هذا السياق .. تجدر الإشارة إلى أن "علي خامنئي" سبق ووافق رسمياً على ( تعاون العسكريين الإيرانيين مع نظرائهم الأمريكيين ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق .. وإن الحرس الثوري الإيراني، الذي توجد عناصره في العراق قد أعْطِيَ الضوء الأخضر لإقامة اتصالات مع عسكريين أمريكيين ) وهذا ما اعلنته الوكالة الإيرانية للأنباء .

 

المكابرة والغطرسة الإيرانية لا تقول بأن مؤتمر جدة ومؤتمر باريس قد تجاهلا دعوة إيران لحظورهما، إنما قالت انها رفضت الدعوة للمشاركة بدلاً من القول أن إيران لم تدع لهذين المؤتمرين .!!

 

" جون كيري" يقول في رده على ما قالته إيران على لسان "علي خامنئي" ، ( نحن لا ننسق مع إيران، وهذا أمر نهائي ) .. فيما سبق وقال "علي خامنئي" .. ( أن ضوء أخضر قد اعطي للعسكريين الإيرانيين للتنسيق مع نظرائهم الأمريكيين في العراق ) .!!

 

وكانت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية " جين ساكي " قد أعلنت ( ليس سراً أن أمريكا ناقشت مع إيران جهود مواجهة داعش في العراق على هامش محادثات مجموعة ( 5+1 ) حول الملف النووي لإيراني ) وأضافت ( أمريكا لم ولن تنسق عسكرياً مع إيران ) .!! .. ولكن مع هذا تضيف جين ساكي ( قد تكون هناك فرصة اخرى على هامش المستقبل لبحث العراق مع إيران ) .. وظل الباب مفتوحاً للتعاون بين الجانبين .!!

 

وحيال المشاركة في الحرب على ( الإرهاب ) ، ومسألة عدم حظور مؤتمر جدة وباريس والتراشق الكلامي بين طهران وواشنطن، الذي بلغ مستوى عال يختلف عن غاطس جبل الجليد، حيث ( حذر ) علي خامنئي أمريكا ( إذا دخلت الولايات المتحدة العراق وسوريا من دون إذن ، سيواجهون نفس المشكلات التي واجهوها خلال السنوات العشر الماضية ) .. وهذا الكلام هو منتج للتسويق السياسي .. لأن إيران حاظرة قبل أن تسوق أمريكا خطط الحشد الدولي.

 

غاطس جبل الجليد يؤشر أن الخبراء العسكريين الأمريكيين الذين سيبلغ عددهم ( 1500 ) خبير عسكري ، مهمتهم تدريب مليشيات إرهابية تابعى لإيران في العراق وهي ( عصائب أهل الحق ومنظمة بدر وجيش الصدر ) .. ومن ذلك يتضح ، أن أمريكا تقوي نفوذ إيران في العراق بدعم نظام العبادي والمليشيات الإرهابية التابعة لإيران.

 

القتال المليشياتي قائم ويستمر تحت مظلة الطيران الأمريكي وطيران الناتو .. إيران تنسق سراً وعلناً احياناً مع أمريكا .. والأخيرة تنسق سراً ومن خلال قنوات سرية مع إيران .. والفضيحة غالباً ما يكشفها رأس جبل الجليد العائم..!!

 





الخميس ٢٣ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة