شبكة ذي قار
عـاجـل










ما تناولته في الحلقات السابقه تحت عنوان (( لماذا حروب امريكا وحلفائها ساحتها الارض العربية  ؟ )) يؤشرنوايا ثالوث الشر الامبريا صهيونية والصفوية الجديدة هي أن ينزلق الوطن العربي إلى الفوضى الدموية  لتدمير ما تحقق من تنمية ونمو اقتصادي  وان كان محدودا" واشاعة الفوضى والكراهية بين ابناء المجتمع العربي استنادا" الى الطائفة والعرق والاعتقاد  ، وتدور اليوم حزمة حروب متعددة ومركبة ، تستنزف كل الامكانات والقدرات التي تشكل الاستثمار ألقيمي والحضاري للامة العربية  وجوهرها الاسلام المحمدي الحنيف ،  وتنحر النظريات السياسية  والايديولوجيات التي شع  بها القرن المنصرم  لايجاد  الوســـائل والممكنات التي تمكن الانسان المضطهد والمستغل من الهداية الى طريق الخلاص وتتخطى المحظورات الاستراتيجية التي جعلته لحين من الزمن أن يكون أســـــــير ما فرض أن يكون ، وتؤســـس هذه الفوضى الدموية  لحروب تجهل نتائجها ســــلاحها الســـــري الفتاك ( حرب الهويات الفرعية ) ،

 

وأضحت شـــــلالات الدم وإزهاق الأرواح والترويع  والإرهاب الطائفي ســــمة هذه الحروب وحزامها الناقل لفناء الشـــعوب والمجتمعات ، ضحيتها قبل غيرهم من الديانات والاقليات والقوميات المتواجده على الارض العربية هم العرب المسلمون  ، ويقف النظام الرسمي العربي والمجتمع الدولي عاجزا عن معالجتها  ويبدوا أن انفرط النســـــق الدولي والانفلات القانوني وســــوق الحرب كان الســبب الرئيسي في حروب الدم الزاحفة  ،  وهنا السؤال المهم والكبير هل هذا مشروع سياسي لقوى متفرده في هذا  العالم الذي ينتهج  الازدواجية  في رؤية الامور والتعامل معها  ؟ أم فوضى شركات  ؟ ، فشلت أمريكا الدولة والسياسة في الإدارة السياسية العالمية ،  وخرقت المحظورات الاستراتيجية  وأدخلت نفسها في شـــبكة أنفاق إستراتيجية معتمة  وأثقلت بحزمة أزمات مركبة تلقي بظلالها على الخارطة الســــياسية والأمن القومي ،  وفي الشــرق الأوسط غامرت بتفكيك معادلة التوازن العربي الإقليمي  الذي كان العراق  بقيادته  الوطنية القومية يمثله ويسعى الى تحقيقه  ، والذي كان بمثابة  صمام  الأمان الاستراتيجي  ومرتكزا أساسيا في الأمن  والسلم الدوليين  ،  أما أمريكا التي تخضع للوبي  الشركات الضاغطه  واللوبي الصهيوني  عززت من أرصدتها المالية على حساب أمريكا الدولة الكبرى المتفرده بالعالم بعد ان انكفىء الاتحاد الســــوفياتي وتحول الى دول اغلبها المتصارع اللاهث نحو الناتو والاطلسي ليوفر الحماية من الد ب الروسي المتأهب  للعودة الى الحياة ، وكان ذلك على حساب دافعي الضرائب الأمريكان  ،

 

وادخلوا العالم بأزمات مالية كبرى يصعب الخروج منها بلا خسائر وقد تكون تلك الخسائر ســـــببا في انفراط عقد الولايات المتحدة الامريكية في الزمن القادم وكما يراه المحللون الاقتصاديون والستراتيجيون وكذلك الاتحاد الأوربي هذا على المستوى السياسي والاقتصادي ونشهد تفاقم فوضى المرتزقة وتعاظم تجارة الموت ، وكذلك اندثار القيم الحربية والمهنية على الصعيد الدولي من الناحية العسكرية  ويحتمل  المحللون  السياسيون  والباحثون انفلات المجتمع الأمريكي باحتراب أفقي كما يجري في العراق والمنطقة  وبذلك لم تكسب أمريكا الدولة الكبرى شيئا من المغامرات الحربية الاستراتيجية  ، ان النهج الطائفي القمعي المحموم الذي تمارسة الاحزاب والتيارات والحركات  صنيعة دهاليز المخابرات الاجنبية  والتي جلبها الغزاة المحتلين  على دباباتهم وطائراتهم ليعيثوا فسادا" وخرابا" وتدميرا" في العراق لم يخرسوا يوما" للنعيق بامنيتهم المعبرة عن احلامهم المريضة الظلامية لتصفية حزب البعث العربي الاشتراكي وتجريمه لانه الوليد الشرعي للامة العربية  ونتاج مخاضها العسير مع اعدائها بثالوثهم الشرير الامبريا صهيونية وصفوية جديده ،

 

بالاضافة الى ما له من دوافع ونوايا انتقامية بسبب تصدي البعث الخالد لمشروع خميني الصفوي الجديد الطائفي الذي سعى ولا يزال بدور خليفته خامنئي والملالي لتأجيج الفتنة الطائفية لخدمة مأربه التوسعية الفارسية  تحت شعار تصدير الثورة الاسلامية  بدأ" من العراق مهد الرسالات السماوية  ومثوى الانبياء والرسل والائمة  والصالحين والاولياء عليهم السلام جميعا" فأقول جازما" بانه  لم يشهد الشعب العراقي الطائفية رغم تنوع إنتماءاته العرقية والدينية والمذهبية ، والذي تصاهر بالدم والعرق والنسب ، بل انه قاوم  تأريخيا  الفتنة الطائفية التي حاول البويهيون والصفويون الفرس والعثمانيون  زرعها بين ابنائه عند تقدم جيوشهم نحو العراق واحتلاله  وتم ممارستها من قبلهم بابشع الصور ، اثناء إحتلالهم للعراق  ، والان يتعرض العراق والأمة العربية لهجمة فارسية صفوية جديده مغلفة بلباس مذهبي زائف  وحقيقته النقيض المطلق مع قيم وفكر ومنهج ال بيت النبوه عليهم السلام  الداعين الى الاخوة والسماحة والمحبة والتأخي بالله  وحبله المتين  ، بل كانوا رحماء على من ظلمهم  داعين لهم الرشد والصواب  والابتعاد عن المعاصي وما يغضب الله  ،

 

في الثمانينيات من القرن الماضي  جرَّمت دولة العراق الوطنية القومية برؤيتها ومشروعها الحضاري النهضوي الاحزاب الطائفية  ومنها حزب الدعوة العميل  بســـبب عمالتها للنظام الايراني القديم الجديد ومشـــاركتها المباشـــــرة بحربه المفروضة على العراق  في 4 / 9 / 1980 في عموم جبهات القتال  وفي الداخل من خلال قيامها بأعمال  التجسس والتخريب  واستهداف  للمؤسسات  الحكومية  ولم يسلم من شرورهم وارهابهم حتى طلبة الجامعات والمعاهد والمواطنون البسطاء الباحثين عن رغيف خبزهم بعزة وكرامه  حيث قاتلت الجيش العراقي وأمعنت في قتل وتعذيب الاسرى العراقيين خلافا للشرع الاسلامي والقوانين الدولية  ولاتغيب اطلاقا" عن الذاكرة الجريمة النكراء التي ارتكبها الملالي بحق  الاسرى العراقيين في البسيتين  وكيف تم جمعهم في منخفض واطلاق النار عليهم من الاسلحة المتوسطة  والدبابات  والبنادق  ،  كما لايغيب عن الذاكره  المقاتل العراقي  الاسير  الذي ربط بعجلتين عسكريتين مختلفتي الاتجاه  ليمزق جسده الطاهر والجنود الصفوييون وحلفائهم  يرقصون طربا" وفرحا" كما هو يجري الان في المحافظات العراقية التي طالتها ايادي الجيش المليشياوي  ومليشيات الحشد  الطائفي ولايغيب عنا المشهد قبل اسابيع  وقاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني  يرقص على وقع الشعارات الطائفية التي نعق بها المليشياويون في أمرلي ،

 

وكانت مشاركة حزب الدعوة العميل بامتياز بكل الجرائم الارهابيه في ضل العدوان  الايراني على العراق وفق مبادئه التي دعت (  بوجوب الجهاد ضد نظام البعث ) الذي تم وصفه باعتباره (  ممثلاً لقوى الكفر ضد مشروع الاسلام بقيادة الولي الفقيه خميني التي كانت الدعوة تؤمن بوجوب الانقياد لأوامره من وجهة نظر شرعية  ) تعبيرا" عن العقل الشعوبي  المتحكم بقيادته ومن خدع بافكاره  لانه مولود من تلك القناعات الشعوبية  التي لاتريد لامة العرب  النهوض والاقتدار  ،  انهم متهمون من قبل الشعب العراقي بإرتكاب جرائم الخيانة العظمى لتحالفهم مع العدو الإيراني وتكرار عمالتهم بتحالفهم مع الغازي المحتل الامريكي وقيامهم بدور الدليل لقطعاته  من خلال  عناصره التي تم تدريبها  في معسكرات العدوان
 

 

يتبع بالحلقة الثانية






الخميس ٨ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة