شبكة ذي قار
عـاجـل










فهم اليوم يسعون للإفلات من المساءلة وتطبيق العدالة بحقهم لجرمهم وارهابهم وخيانتهم العظمى للعراق من خلال سعيهم الخائب بفرض - قانون لتجريم البعث - الذي تحتفظ ذاكرة مناضليه وذاكرة الشعب العراقي الجريح بكل ملفاتهم المخزية في العمالة والخيانة والاجرام وافعالهم الارهابيه ، لقد تعامل المحتل معهم بزعم تمثيلهم لشريحة اجتماعية عانت من التهميش والحرمان في حقبة النظام الوطني العراقي 1968 – 2003 كما هم يدعون والحقيقة التي لابد من أن يدركها الاخرون بان هؤلاء ليس من العرب الاقحاح ( أما المغفلون الذين غلبتهم العواطف الطائفية وانخدعوا بالشعارات والمظهرية التي يظهر بها قسما" ممن يدعون انهم قيادات المعارضه العراقية فهم من سواد العراقيين ومن العشائر العربية الاصيلة ، وان تفتحت عقولهم ستجدهم في صف المقاوميين لسلوك ومنهج هؤلاء العملاء ) وان منهج ال بيت النبوة عليهم السلام منهم براء كونهم مدلسون مخادعون كذابون دجالون يتخذون من الدين ليس ايمانا" بل وسيله للوصول الى منافعهم ومصالحهم وتحقيق النهب والسلب للمال العام لانهم وبدون اي تردد للسحت الحرام هم راغبون ،

 

ومن الامور التي لايختلف عليها اثنان ممن من الله عليهم بصفاء الضمير ورجاحة العقل وصلابة الايمان ، بأنه أمعن العملاء الطائفيون ومنذ احتلال العراق في الاجرام والعمالة وعاثوا في العراق فسادا ، وفشلوا فشلاً ذريعاً في ادارة الدولة ، حيث ان عقيدتهم الطائفية وبوجوب الانقياد للارادة الايرانية تحت عنوان أوامر الولي الفقيه ، تجعلهم تابعين لمخططات ايران التوسعية بل المنفذين لها كل ضمن الدور المرسوم له والتي هي بمجملها تتناقض مع مصالح العراق الوطنية القومية ، وهم غير مؤهلين لقيادة الدولة وتمثيلهم للشعب وتحقيق طموحاته في وحدته الوطنية وتحقيق الاستقلال والتنمية والعقلاء الذين لاتشغلهم شاغله سوى السلامة الوطنية والحفاض على العراق بفسيفسائه الذي يحمل شذرات الالفة والمحبة والاندماج الوطني المجرد من كل العلل والافات التي يعمل من اجلها الدخلاء الغرباء والعدوانيون بمختلف اسمائهم وعناوينهم يؤكدون على ان التجريم يجب ان يطال الاحزاب الطائفية بانواعها كافة لانها بحكم تكوينها لا يمكن ان تكون احزاباً جامعة وممثلة للشعب العراقي ، فهي بحكم عقائدها الطائفية ومشاريعها للتحكم بالسلطة كما اختبرت تؤجج الفتن الطائفية وتتلاعب بعقول وعواطف البسطاء بإسم الدين والمذهب ،

 

وهذا النهج سيؤدي حتماً الى جريمة تفتيت النسيج الوطني للمجتمع العراقي عندما نأخذ العراق كنموذج لما انتجه اعداء الامه والى التشتت و الانقسام بما يفرط بوحدة الشعب والوطن ، وهو ذاته على مستوى الامة العربية وما نتج عن مايسمى بالربيع العربي لخير دليل واضح وفاضح في ان واحد ، فهاهي ايران ممدودت اليد في اليمن بكل قواها تحت عنوان الثوره الحوتيه ( أنصار ألله ) ومطاليبها والتي تنصب على توسع الهلال الصفوي ليكون اليمن من مكوناته وتفعل بما يراه ملالي قم وطهران فيها ، أما ليبيا وما نتج من دمار وانهيار في الوحدة الوطنية ومن خلال الاخوانجية ومن تحالف معهم من تيارات صنعها الناتو وغذتها ايران وشياطينها القدماء والجدد ولانبتعد كثيرا" عن سوريا وحقيقتها والمراره التي يراد منها التهام لبنان والاردن والتي زحف شرها للعراق ليغرق أكثر في تون الطائفية والمذهبية بالاضافه الى جراحه التي أمعن المحتلون باحداثها وتعميقها وتلذذ بها الهالكي ومن هم على شاكلته خيانه للتراب الوطني وتلذذا" بالدماء الجاريه انهارا" بافعالهم وارهابهم ، بهذه المقدمه التي تناولتها في الحلقة الاولى وهذه الثانية تمكنت من الاشاره الى شيئين متناقضين لانهما يعبران عن الحياة والموت * القومية التي تعني الحب قبل كل شيء ، وهي القوة المعبره عن الجوهر والتطلع الانساني لامة عانت من الضياع والانكفاء انتشلها الاسلام المحمدي ليكون فيها النبي العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله هو الامة بكل مقوماتها وعنوانها وارثها ولتكون بأبنائها كلهم هو ذلك المارد الرباني الذي صقل الامه وجعلها مبعث العطاء والتغيير والحرية وبشـــــــير الانســــانيه اينما تحل وترحل

 

* والطائفية التي يراد منها وفيها قتل كل احساس انساني وتأطير كل فعاليات الافراد بما يتعارض مع معاني الانسانية والمحبة والتفاعل والالتقاء ، لانها تقسيمية لاتوحيديه فؤوية لاجمعية ، عدائية تهميشية بل تعمل لاختزال الاشياء وجعلها من العدم ليبقى من امن بها وعمل لها متعاليا" ظالما" جهولا" بحق الاخرين بالحياة الحرة الكريمة ، بل المتمادي لحرمات الله وشريعته السمحاء الاسلام دين الهداية والايمان والامل والرحمة ببعدها الرباني والبشري الايماني ، ومن هنا لابد من المرور على التأريخ القريب البعيد لبيان المحنتة التي اريد لها ان تنخر الجسم العربي وتجعله خائر القوى لايتمكن من الدفاع عن نفسه وبالتالي يكون اللقمة السهلة التي يلوكها اعدائه ، فأقول سقطت الدولة العثمانية صاحبة اكبر مشروع قومي على حساب العرب في البلاد الإسلامية بالرغم من ادعاء ولاتها بانهم الامتداد الشرعي للخلافة العربية الاسلامية ، وهناك من يظهرها بانها ضد منتهجي منهج ال بيت النبوة عليهم السلام وهؤلاء ارادوا ان يختزلوا الصراع فيما بين الامبراطوريتين ( الفارسيه الصفوية - والعثمانيه ) ،

 

والتمييز الطائفي الذي استخدمه العثمانيون ضدهم كان نتيجة صراعات سياسية مع الدولة الصفوية وكان اتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق هم ضحية هذه الصراعات لكن المشكلة لم تنتهي مع نهاية الحكم العثماني ، فقد أتى أبو ناجي ( الإنكليز ) وحلفائهم بمشروع أخطر وهو تمزيق الوحدة العربية الإسلامية بين الأقطار العربية وغيرها من الدول الاسـلامية من خلال الاتفاق على تقاسم ممتلكات ألامبراطورية العثمانية ( الرجل المريض ) فيما بينهم كغنيمه من مغانم الحرب الكونية الاولى بعد ان يعطى الاتراك كيانهم الدولة التركية ( التي تحكمها العلمانية ) وعزل كل دولة جانباً مستخدمة القومية والطائفية بين أبناء العروبة والإسلام لتبعد قومية أو طائفة وتدني قومية أو طائفة أخرى وبذلك تبقى تلك الجهة مرتبطة بالإنكليز ومحتاجة إليهم دائماً لدعمهم خصوصاً إذا كانت تلك الطائفة أو القومية هي الأقلية وهناك الكثير من الامثله منها الدولة اللبنانية ودستورها الطائفي المذهبي والذي يراد له ان يكون هو الممارس في العراق تحت عنوان التوافقية الســياسية ( المقيتة والملعونه ) بالرغم من وجود الدستور الذي أكثروا النعيق والنباح حوله كونه الرداء الذي يظهر العراق الجديد وفيه الكثير من الافكار الشعوبية الطائفية التي تقتل المواطنة والانتماء الوطني ،

 

ولغرض العوده الى جذور هذه السلوكية الانتقامية من الامة العربيه ومنهجها القومي المنفتح المؤمن بالتقاء ارادة الامم والشعوب المضطهدة المغلوبة على امرها اعرض ما بينه المتخصصين بمراحل النمو البشري الحضاري التأريخي (( ان ما قلناه عن القومية العربية يطرح امامنا حقيقة جوهرية يجب ان لا تنسى عند فهم القومية العربية وهي ان هناك نوعين من القوميات ، النوع الاول قوميات وظيفية والنوع الثاني قوميات هوية ، فالقوميات الاوربية هي التي تجسد القوميات الوظيفية ، لانها تبلورت وظهرت للقيام بوظيفة اقتصادية اجتماعية وهي توفير اطار لغوي قومي للتوسع الراسالمي ، ان الراسمالية التي نشات في احضان الاقطاع الاوربي ، والذي قام على التشتت الاجتماعي على شكل اقطاعيات متنافسة متصارعة ومنعزلة ، رغم وجود عامل التوحيد اللغوي ، رات اي الراسمالية ، في رحمها الذي نشأت فيه وهو الاقطاع عائقا امام توسعها الراسمالي وامام الانتقال من الانتاج البضاعي الصغير ثم من راس المال التجاري المحدود النشاط ، الى راس المال الصناعي الذي كان بحاجة لسوق اكبر من السوق التناثري المجزء الذي اوجده الاقطاع ،

 

فجاءت الدعوة القومية لتوحيد الاقطاعيات المتناثرة في اوربا في دولة واحدة في كل جماعة لغوية خاصة ، اما قوميات الهوية فهي لم تكن نتاج نشوء النظام الراسمالي ولا اي نظام اقتصادي اخر بل كانت نتاج تطور تاريخي طويل انتج الروابط ألمشتركة بين كتل سكانية هائلة وميزها بلغة وثقافة خاصة كانت من القوة بحيث ولدت حروب تغيير الهوية في الجانب الاخر ، ان العرب والفرس والصينيين هم امثلة حية لهذا النوع من قوميات الهوية ، والتي تخضع فيها العوامل الاقتصادية وتطورها للعامل الثقافي القومي ، ان قوميات الهوية نشات منذ الاف السنين وليس منذ مئات السنين كما كان حال اوربا ، ففي حين كانت اوربا تشهد مرحلة الحياة السابقة للاقطاع كان العرب والفرس والصينيون اصحاب حضارات كبرى وابداعات ثقافية عظيمة وكان العامل الطاغي في ذلك النشوء هو الثقافة المشتركة وليس التطور الاقتصادي ، فلم تكن هناك راسمالية ولا اقطاع بشكله القديم التقليدي وانما كانت هناك انظمة هي مزيج من الاستبداد الاقطاعي والعبودية وغيرها دون اقترانها بنمط انتاجي محدد ، وهذه الحقيقة تنقض التنظيرات التي قدمها ماركس او انجلز عما يسمى ب( الاستبداد الشرقي ) او ( نمط الانتاج الاسيوي ) والتي بنيت على قاعدة معلومات سطحية وعابرة على العكس من قراءتهما لواقع اوربا والتي كانت عميقة وثرية جدا ،

 

في قوميات الهوية تمتزج قوانين مراحل تاريخية مختلفة وتتداخل حتى ان المحلل والمؤرخ يحير في تفسير الواقع وفق قاعدة تحليل متماسكة ويبقى اي تحليل ناقصا الا اذا عالج حالة محددة بذاتها وهو ما يؤدي الى الغرق في خيار تجزيئي لمشاكل شعوب قوميات الهوية ، ولكن اهم ما في قوميات الهوية هي انها نتاج تطور طويل استغرق الاف السنين كانت نتيجته هوية قومية تتوسط الجوهر منها ثقافة وطنية خاص وقوية وراسخة الى حد انها توصل احيانا الى التعصب القومي واستهداف هوية الاخر سواء بالحروب او النزعة الاستعلائية وفي هذه القوميات تتنحى العوامل الاقتصادية وتسود العوامل الثقافية المعبرة عن هوية خاصة ان القومية الفارسية مثال ممتاز لهذه الحالة من التشبث بالهوية وتغليبها على رابطة طرات فيما بعد على الهوية القومية وهي رابطة الاسلام ، فبالرغم من اعتناق بلاد فارس للاسلام الا ان الهوية القومية الفارسية بقيت هي المحرك الاساس للنخب القومية الفارسية في تعاملها مع ( اشقاءهم ) في الاسلام العرب ،

 

وكانت نزعة الانتقام من العرب والتطرف في العمل لاقامة امبراطورية فارسية اقوى من رابطة الاسلام لذلك شهدت العلاقات العراقية الفارسية حروبا بعد ظهور الاسلام اشرس من الحروب التي وقعت في المنطقة قبله اما العرب فانهم وبالاضافة لتشربهم برسالة الاسلام التي حدت من التعصب القومي وعدته من اثار الجاهلية فانهم تبنوا مفهوما للقومية حدده النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم بتعريفه التطبعي للعربي ، فازال عنصر الاستعلاء من الفكر القومي العربي وجعله فكرا يعبر عن انتماء ثقافي ، سمح للعروبة ان تخرج من جزيرة العرب وتصل الى المغرب العربي وتدمج في بوتقتها اجناسا شتى دون تمييز او تعصب لعرق ما ، بعكس القومية الفارسية التي كانت وبسبب تعصبها القومي ونزعة الاستعلاء لديها ،

 

عاجزة عن التوسع بقبول هويتها من قبل الاقوام الاخرى والاندماج بها ، فلجات الى الحروب والدسائس للتوسع ، وفي مقدمة الدسائس فبركة هوية طائفية بين المسلمين استخدمتها وتستخدمها لاختراق حصون العرب وتمزيقهم ، فصاغ مفكروها منظومة طائفية لا صلة لها بالاسلام بل هي نتاج فكر قومي فارسي يتمثل في تمجيد تراث ما قبل الاسلام بما في ذلك القيم والتقاليد الزرادشتية ، ان النزعة التامرية الفارسية بعد الاسلام ليست سوى تعبير اصيل عن تجذر الرابطة القومية الفارسية ، وتحكمها في النخب الفارسية وكان ابرز مظاهرها التاريخية ، اضافة لفركة الطائفية داخل الاسلام ، عملها وفقا لخطط طويلة المدى لتدمير الهوية العربية واختراق الانسان العربي هذه الحقيقة التاريخية هي التي استخدمها بعض المنتمين لتيارات الاسلام السياسي لاتهام القومية العربية بتهمتين خاطئتين ، التهمة الاولى وصفها بانها تعصب جاهلي ، والثانية القول بانها متأثرة بالقوميات الاوربية ،

 

وفي كلا الاتهامين نجد الخطأ واضحا وفاضحا ، فالتعصب القومي في القومية العربية غير موجود لان المكون الجوهري لها وهو الاسلام الذي يمنع التمييز بين البشر بشكل عام وبين المسلمين بشكل خاص على اسس العرق واللغة صحيح ان هناك نزعات تعصب قومية عربية تظهر في فترات محددة تقف في مواجهة تعصب قومي اخر ، لكنها رد فعل اني وليست فعلا اصليا ودائما والمثال هو الموقف من الدولة العثمانية حيث ساهم العرب في بناءها على اساس انها دولة اسلامية لكنهم انقلبوا عليها حينما بدأت تمارس سياسة التتريك وتذويب هوية العرب كما ان العرب وقفوا ضد النخب الشوفينية الفارسية اثناء قيام الدولة العباسية لانها تعمدت شتم العرب ، بل انها كانت تسيطر على البيئة الثقافية والسياسية في بغداد العباسية بعد ان وصلت الى مركز الخلافة بالزواج والاموال وغيرها ، فاضطر الكتاب العرب للرد على شتائم الكتاب الفرس ومعاداتهم للعرب مثلما فعل الجاحظ ))

 

يتبع بالحلقة الثالثة






الجمعة ٩ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة