شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت ابرز دوافع الحرب ضد العراق هي النفط والغاز وفتح الأسواق وتشغيل جيوش المرتزقة وإذا قورنت بحجم الاكلاف الرسمية والخسائر الأمريكية والضحايا العراقيين فنجد أن إيران هي الرابح الأكبر في اللعبة , وتهيمن على 75% من العقود التجارية العراقية وتحتكر 60% من النفط بشكل مباشر وبالتهريب وبالمقايضة , وتسيطر على الأسواق العراقية عبر إغراق السوق العراقي ببضاعتها الرديئة , وتسحب العملة الصعبة من العراق وتفرغه ماليا وقد جعلته مركزا لتزوير العملات وتخترق بشكل مزمن امن العراق والمنطقة بالمليشيات الطائفية والمجاميع الخاصة وبخلايا الحرس الإيراني الذي يعمل على شكل شركات أمنية , وتهيمن كذلك على الهرم السياسي الذي يجسد أجندتها , أذن ماهي الفائدة الاستراتيجية من حرب المغامرة بالعراق , وماهو المشروع الذي تحقق أو الهدف السياسي , وقد سلمت العراق إلى إيران على طبق من ذهب دون خسائر إيرانية , والأخيرة استخدمت دماء العراقيين معبرا لأطماعها ، تعد منطقة الشرق الأوسط الرقعة العالمية الوسطى كونها خزين الطاقة وسوق العالم ومركز التلاقح الحضاري وينظر أليه التجار الأيديولوجيين من زوايا متعددة أبرزها : التبشير الفكري , والوعاء الإعلامي , وسوق المال , وتوريد الطاقة , وأسواق حربية وأمنية ,

 

وكذلك الأهمية الجيوستراتيجية للممرات البحرية الحاكمة , ناهيك عن حجم الحشد البشري المستهلك , وبنفس الوقت تعد مركز الديانة الإسلامية والحضارات العربية , ولعل اخطر ما نتعرض له اليوم هو ظواهرالحروب الديموغرافية على المستوى الأفقي والذي أشعلت فتيله إيران في لبنان والعراق واليمن والبحرين وباستخدام فايروس الطائفية السياسية , وبآليات دموية (( مليشيات وتنظيمات مسلحة وزعانف أيديولوجية تروج أساطير تاريخية وهمية تنخر بها المجتمعات وتنحر المنظومات الأسرية )) وتعمل بقوة على تفكيك الدين الإسلامي إلى طوائف ومذاهب محتربة , واعتقد انه - السلاح السري لتفكيك الوطن العربي - وتحقيق حلم الاقليم الإيرانية بالمنطقة وفقا لمشروع تصدير الثورة الإيرانية ، جاءت الاحتجاجات الشعبية وما يطلق عليها إعلاميا - ربيع الثورات العربية - بإرادة شعبية عفوية وبمطالب تحاكي الخلل السلوكي للنظام العربي بشكله العام والخاص ضمن الاقطار العربية التي حصلت فيها بتفاقم الفساد وظواهر القمع والترويع والاستئثار بالسلطة دون ممارسات ديمقراطية أو انجازات يقدمها الحاكم على الصعيد المجتمعي والمعيشي ,

 

ولمسنا سوء إدارة الأزمات وعدم فهم المطالب , ناهيك عن ركوب الموجة وتوظيف الأحداث خصوصا عندما صرح المسئولين الإيرانيين بان الثورات انطلقت من وحي الثورة الإيرانية عام 1979 وهذا مجافي للواقع وللحقيقة , وان الثورات ستفرز - ايرانات جديدة بالمنطقة - في تحدي سافر لأراده الثوار , خصوصا أن تصريحات قاسم سليماني ودنائي بخصوص مستقبل العراق تؤكد حقيقة رؤية إيران للعراق كضيعة تابعة لها وتحرك مسرح الدمى السياسي فيه بأدواتها ان كانت أشخاص أو أحزاب أو تيارات أو حركات أو مليشيات (( إيران الصفوية بموجب الفهم الخميني الخامنئي لشعار تصدير الثورة الاسلامية وبوصفها الدولة الطامعة منذ قرون بالعراق تمارس غسيل الدماغ الطائفي كوسيلة حربية إستراتيجية ويمكن وصف الدور الإيراني الان وبفضل الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني 2003 بمثابة الاحتلال الأخطر على العراق لأنها متاخمة للعراق وطامعة بأمواله وثرواته وتستخدمها لبناء قدراتها العسكرية والاقتصادية لتكون القوة المؤثرة والفاعله في المحيط والاقليم وتلك اخطر التهديدات الحالية التي تتعرض اليها الامة العربية وبالتحديد المشرق العربي وخاصة الخليج , ويلاحظ حجم الحرب الإعلامية الأيديولوجية التي تنفق عليها ايران الملليارات من خلال تعدد وسائل الاتصال المرئي والمسموع وصفحات التواصل الاجتماعي والتي بلغت أكثر 150 وسيلة اتصال فاعلة تهيكل العقول العربية وتحرض المجتمعات سلبا ضد دولهم وهذا جوهر الاستهداف في حروب الإزاحة للدول العربية )) ، ومن هنا يدخل العراق في شبكة أنفاق مهلكة تستهدف وجوده وهويته ومكانته في ظل التشظي السياسي , وطوئفة القانون أي استخدام القانون السائد وفق الهوى الطائفي كالمادة – 4 - ارهاب , وتعاظم وهم القوة الذي يتمترس خلفه الطائفيون الجدد وافرازاته الحشد الشعبي وهو ثمرة الفتوى التي اصدرها السيستاني تحت عنوان الجهاد الكفائي وهم يشكلون خارطة العنف العراقي الملتهبة , وتؤكد الواقعية لا وجود للديمقراطية في العراق بالرغم من التصريحات الدعائية , ونشهد انسلاخ النظام السياسي العراقي من نظرية الدولة والإجماع الوطني , إلى التسلط الطائفي وتطويع القانون واحتكار السلطة وطوئفة القوة داخل السلطة وخارجها والا ماهو تفسير اصرار اطراف من التحالف الوطني على تسنم ابو الحسن هادي العامري لحقيبة وزارة الداخليه وهو الان يرتدي لباس جرائمه الارهابية بحق ابناء القوات المسلحة العراقيه في الحرب المفروضه على العراق من قبل سيده خميني (4 أيلول 1980 – 8 أب 1988 ) , وتعاظم مظاهر عسكرة المجتمع حيث تذل فيه الهوية الوطنية وتتعالى فيه الهويات الفرعية كالعصائب وبدر وسرايا السلام وكتائب حزب الله العراق ولواء ابو الفضل العباس وثأر الله ....الخ ,

 

وأصبح العراق يقاد بحكومة بوليسية , ولابد من أعاده رسم السياسة والقوة وتحقيق العدالة الاجتماعية وخلافا لذلك فان العراق سينزلق إلى الفوضى المسلحة والتقسيم وربما سيكون مسرحا لصراع دولي وإقليمي يقودنا إلى المجهول وهذا هو المتحقق الان تحت عنوان الحشد الدولي لمقاتلة الارهاب في العراق وسوريا ، تؤكد الوقائع أن الوطن العربي في أسوء أحواله ويخوض حروب أفقية وعاموديه في ظل الفوضى الهدامة الزاحفة , ويبدوا أن التجارة الطائفية أصبحت مربحة للمنتفعين وراكبي موجة السياسية الطائفية , والتي تعد السلاح السري لتفكيك الوطن العربي وبصماته الرقمية في (( السودان ، والصومال والجزائر ، وليبيا ، والعراق ، ومصر ، وسوريا ، واليمن ، ولبنان ليس ببعيد عنها )) , والمعضلة كما يبدوا في غياب التحسب الاستراتيجي والتقهقر في الحروب الإيديولوجية والتي تركت المجتمع العربي فريسة للتأثير الوافد ونحتاج اليوم إلى استعاده المبادأة وبإرادة صلبة وعقيدة ناجعة , والإيمان بقدسية الفرد وحرمة الدم وتوعية المجتمع وإدامة التماسك العربي , وتطوير السلوكيات الذكية التي تحاكي التطور ومظاهر العولمة وتطويعها لخدمة شعبنا وعدم تركها سائبة , ولابد من تحقيق القدرة العسكرية الدفاعية لتكون عامل ردع ضد الأطماع الإقليمية , ناهيك عن أعاده ترسيخ المنظومات القيمية لمعالجة المناهج والبرامج المعكوسة التي استخدمت لتفكيك الشعوب والمجتمعات العربية والاسلامية لدوافع سياسية وحربية مخابراتية من قوى العدوان والشر الامبريا صهيوني صفوي , ولابد من حملة شاملة لإيقاف النزيف العربي


يتبع بالحلقة السابعة
 






السبت ١٧ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة