شبكة ذي قار
عـاجـل










الطائفية منتج ثقافي  ابتدعه أليهود عندما زعموا أنهم شعب الله المختار ، وأنهم أبناء الله تعالى وأحباؤه ، وأطلقوا على غيرهم من الأمم والشعوب الصفات التي تجردهم من ادميتهم ودورهم الحياتي وأباحوا لأنفسهم فعل كل المحرمات والموبقات بحق غيرهم وخاصة  العرب والمسلمين ، لذلك كان أول ظهور لفكرة الطائفية في الأمة  العربية  والإسلامية على يد عبد الله بن سبأ اليهودي الذي اعتنق الاسلام ليس ايمانا" بل من أجل بث شرور قومه ،  هو الذي أوجد بذرة الطائفية في العالم الإسلامي عندما استثمر النزاع الذي حصل بين الانصار والمهاجرين ما بعد وفات النبي العربي الهاشمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم  ومن يستحق الخلافة الاولى  ، 

 

فكان رائد فكرة المناصره للامام علي بن ابي طالب عليه السلام ليس ايمانا" واقرارا" بالحق  بل من أجل دق الاسفين الذي يطمح له  والذي فرق به الأمة الواحدة ، والطائفية بدأت كفكرة لا تروج إلا على الموتورين و الحاقدين والشعوبيين و المغفلين إلا إنها ومع مرور الزمان ولكثرة المصائب أصبحت مثل كرة الثلج التي ألقيت من على قمة الجبل فتدحرجت  وجمعت حولها  ما جمعت  حتى صارت مثل الجبل الذي يكتسح كل شيء في طريقه ، واكتوى بنارها العرب وغير العرب ، الطائفية  تمثل أسوأ إفرازات العقل  البشري عندما يتحجر ويفقد صلته  بنور السماء  والسنة النبوية الشريفه  وسيرة الصحابة الاوائل الذين يمثلون قيم التأخي والتوادد والمحبة وصفاء الذهن والرؤية من اجل  الاسلام والمسلمين بمختلف الوانهم  ولغاتهم  واصولهم  ، ومن المؤسف على مر التاريخ البيئة الخصبة والمرتع السهل الطائفية  و تجاربها وتداعياتها  العراق ألبلد ألذي لم يعرف الاستقرار إلا النذر اليسير أيام عز وقوة دولة الخلافة الإسلامية  كان دائم الاضطراب ، كثير الثورات ، متقلب المزاجات ، وذلك بسبب كونه أكثر البلاد تلبسا بالطائفية على مر العصور بسبب الدور الذي لعبه ويلعبه الفرس ان كانوا محتليين او محاربين او مسالمين لحين من الزمن ،  وطائفية العراق طائفية من نوع خاص فهي طائفية متجددة لا تفتأ إلا أن تغير جلدها كما الحرباء مع تغير المعطيات ودخول أطراف جديدة في وصفتها السحرية وصنعتها الشيطانية ، فطائفية العراق الأولى كانت (( يهودية الصنع ، ثم تلتها طائفيةملوك بني بويهديلمية الصنع ( نسبة إلى الديلم مسقط  رأس بني بويه وهو إقليم في إيران اليوم ، ثم تلتها طائفية المغول تتارية الصنع ، ثم تلتها طائفية تيمور لنك تركية الصنع، ثم تلتها طائفية الصفويين إيرانية الصنع ، وآخر تقليعاتها الطائفية في الحالةالعراقية كانت طائفية الهالكي المعروف بالطائفية السياسية وهي إنتاج أمريكي إيراني مشترك ببطولة وتنفيذ شخصيات عراقية قتلها ضيق الأفق وأعمي بصيرتها الانحياز للطائفة وأسالت لعابها المطامع والغنائم السلطوية ))  

 

فمصطلح الطائفية السياسية على أرض العراق اليوم هو وكما ذكرت  صنعة أمريكية بنكهة إيرانية والهدف والغرض منه توظيفه  عراق مهلهل باسم الاقاليم  والفيدرالية ، متناحر ممزق الأوصال باسم المحاصصة  والتوافق والمناطقية  ، خالي من النفوذ التأثيري في صنع القرار لطرف فاعل  ويمتلك كل الامكانات والقدرات  ،  خاضع للمشاريع الخارجية سواء من الشرق أو الغرب وأعني إيران الصفوية  وأمريكا ، الطائفية السياسية في العراق تقتات وتترعرع على أجواء الإنفجارات والسيارات الملغومة  والكواتم  ودماء الضحايا من كل جانب ، باسم الحرب  على الارهاب  تمارس الطائفية  بأبشع انواعها وأساليبها وجرائمها ، فلا بأس بإراقة بعض دماء اتباع ال البيت  من أجل إراقة أضعاف أضعافهم من الطرف الاخر وان ماقالته  المتلونه  المنافقه الافاقة اللهبوبه حنان الفتلاوي لخير تعبير عن العقل الطائفي المتحكم بها وبكتلتها ورئيسها الهالكي  ما دام سيمكن ذلك من مسك زمام الأمور واستلام السلطة وهكذا ، فالطائفية السياسية تخلق ثوابت منهجية في افتعال مستمر لوجود بعبع التخويف و ألتهديد وإثارة الهلع والرعب في الحياة العامة من خلال  الاكاذيب والادعاءات التي يسوقها دجالي الاعلام الحكومي والمعممين ، وهو ما يساعد على الدفع باتجاه اللجوء في كل تفاصيل الحياة إلى الركون للفكر الطائفي  ، بعض الباحثين بالشأن العراقي والمفكرين أمثال الدكتور العلواني والمفكر برهان غليون وغيرهم

 

((  يرون أن مصطلح الطائفية سياسي الأصل وبامتياز ، وأن يوظف في صالح السياسية أكثر من غيرها ، وهي عبارة عن حالة انتهاز سياسي من قبل ساسة وأطراف بعينها تريد أن تصبغ أطماعها السياسية بالدفاع عن حقوق الطائفة أو العشيرة أو العرق أو الملة أو اللغة واللسان ، وهو ما ينطبق فعلا على نوري المالكي اليوم بالعراق ،  ولنا أن نتخيل دولة العراق الجديدة التي يجري بناؤها اليوم على أساس الطائفية السياسية ، ستكون دولة بلا مواطنة ، إذ المواطن فيها تابع لحلقة أضيق بوضوح هي تبعيته لجهة طائفية وهو قد لا يتبع حتى طائفته لأن الطائفية السياسية تختزل المجموع في حزبها وفي زعامتها وتضع هؤلاء بديلا عن الجمهور ، أي دولة المواطن الواحد والحزب السياسي الواحد ، وبالتالي سيجد أتباع الطوائف الأخرى أنفسهم مدفوعين برغبة عارمة في الانفصال أو الاحتراب مع هذه الدولة ، لإنشـاء كيانات خاصة بهم ، تحفظ كيانهم وهويتهم  في ظل رفض الدولة لاحترام باقي مواطنيها وهم بالمناسبة الأغلبية وليسوا الأقلية كما يعتقد ويروج اتباع ايران في العراق )) والأشد من هذا في ظل دولة الطائفية السياسية والذي يؤكد على انتهازية المصطلح وخساسة من يقوم على مشروعها اليوم في العراق ، أن الصراع على السلطة قد امتد ليقع بين أطراف و أحزاب ومنظمات ومليشيات  ترعاها وتغذيها  ايران فيما بينهم على غنيمة الحكم وزمام السلطة الحالة العراقية هذه وما يسودها من انقسامات مذهبية وعرقية   موجودة مسبقاً في لبنان ، واليوم يعملون بدأب لنقلها الى سوريا لنشر الفوضى  والتفتيت في كل المنطقة ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان السودان قد انفصل قسمه الجنوبي مسبقا ، وأن الفوضى تعم ليبيا  واليمن  ومصر  وحتى تونس ، وكل شيء في هذه البلدان يشير أنها سائرة في هذا الإتجاه ، وليس العكس ، كما يُروج بعض  أهل  الفكر والثقافة لتخدير العقول ، ليس إلا  بل أن الجزائر تخشى من تصعيد الأوضاع الأمنية غير المستقرة أصلا ، بعد المعلومات عن تهريب صواريخ تُحمل على الكتف من ليبيا الى داخل أراضيها  وتجدر الإشارة هنا الى ما قاله الأمريكان للمرحوم ياسر عرفات حينما رفض التوقيع على شروطهم (( إعلمْ أنك من منطقة قابلة لتعديل الحدود والبشر في اي وقت نشاء ))  وفضلا عن ذلك ،

 

أفادت دراسات صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشــرق الادنى ، ومعهد الدراسات السياســــــية الاســـــتراتيجية المتقدمة ،، ومنذ زمن ، أن  (( اسرائيل )) تريد حصار العراق وسورية من الشمال من خلال وجودها في تركيا والتجسس عليها من خلال علاقاتها مع الأكراد والحكومة التركية ، وتستطيع (( اسرائيل  ))  التحرك ضد ايران من تركيا ، وكذلك التغلغل في الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى عن طريق تركيا  فماذا يعني هذا  ؟؟،  إنه يعني محاصرة روسيا من كل الاتجاهات الأوضاع اليوم في العراق تسير نحو الهاوية ، في ظل إصرار الهالكي  حتى وان ازيح عن موقع رئاسة الوزراء على طائفيته السياسية التي تقضي على مفهوم الدولة  والوطن العراقي ، فالأمور تسير بقوة نحو الانشطار والتمزق والفيدرالية غير الراشدة ، ولو نجح مخططه الخبيث في تكريس قيام دولة الطائفية السياسية في العراق فستشهد المنطقة توترات إقليمية غاية في الخطورة تمتد آثارها لتشمل دول المنطقة جميعها وستكون دول الخليج أكبر الأطراف تضررا من العراق الجديد ، لذلك كان من المتعين عليها أن تضع حدا لهذا المشروع الخطير ، وتبدي قدرا أكبر من الإحساس بالمسئولية نحو مستقبل المنطقة ، لأن مع عراق ممزق ومنقسم ، ومن قبله سودان ممزق ومنقسم ، سيدخل مخطط أمريكا السري بتمزيق الكيانات الكبرى في المنطقة لدول صغيرة حيز التنفيذ الفعلي ، وسنجد مصر مقسمة وليبيا مقسمة والجزائر مقسمة وطبعا درة التاج وأيقونة الأطماع بالسعودية مقسمة ، فالمشاريع في الأدراج ، والسودان والعراق على الجرار ، فهل من معتبر ؟!

 

يتبع بالحلقة التاسعة






الاحد ١٨ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة