شبكة ذي قار
عـاجـل










في الصراعات الإيديولوجية ,الدينية أو القومية أو القومية- الدينية, يكون المعيار والقياس عبر تحقيق الأهداف النهائية وثباتها وليس على أساس النجاحات الآنية التي تفتقر إلى عوامل الديمومة والثبات. فثمة فرق هائل بين صراع بهدف الاحتلال يخضع جدلا إلى الزوال الحتمي أيا كان الزمن الذي يستمر عليه وآخر هدفه إرساء وجود قومي أو ديني أو قومي – ديني متزاوج ثابت ومستقر وينحو إلى الاستيطان .أما الصراعات الفرعية كالصراعات المذهبية فإنها لا يمكن أن تؤول إلى نصر حاسم أبدا لا مرحلي ولا نهائي يستقر بثبات وديمومة  على الأرض . لقد اختارت إيران صراعا فرعيا مشهود له بعدم القدرة على انجاز نصر ثابت ونهائي منذ أن عرفته البشرية لأنه فرعي وليس أصيل ولأنه كان وسيبقى إلى ابد الآبدين بدون قدسية لكونه منتج بشري والخلل في العقلية الفارسية انها ظنت انها قادرة على منحه هذه القدسية، ومن هنا يبدأ الفشل وتبدأ الخيبة الفارسية كمآل نهائي.

 

العقيدة الفارسية التي تقاتل العروبة هي عقيدة فرعية وليست أصيلة ولا هي مقدسة لأنها, وبافتراض صحة ادعاء الفرس بالانتماء إلى المذهب فهي فرع من أصل لا تبديل له بقانون رباني لان الإسلام محمي بنبعه الواحد الموحد الأصيل من قبل الله سبحانه وهذا الفرع المذهبي هو من إنتاج العقل البشري ورؤيته وليس من إنتاج الله جل في علاه .ولأنها فرعية ومنتج بشري فان لها عداء أصيل ناتج من التفرعات الأخرى التي لها ذات الوصف بكونها اجتهادات  بشرية وليست مقدسة، وهذا العداء للتوجه والعقيدة الصفوية الفارسية يمتلك عوامل ومقومات قوة لا يستهان بها، بل هي إن قررت الاصطفاف بوجه العقيدة الفارسية فلن يكون لنظام ولاية الفقيه أثر على أرض العرب ولا سواها وثمة للأمة أبناء ينتمون إلى الإسلام النبع الأصل و لا ينتمون إلى الفروع (العابرون للمذهبية ) إلا بما لا يجعل منها ولا يؤهلها بصيغة عسكرية مليشياوية لتصبح عدوا للوطن أيا كان الغرض الذي تتحرك ضمن إطاره ولا للجنس البشري العربي أو الأجنبي لذلك فان أي انجاز أو انتصار تحققه العقيدة الفارسية المتسترة بالمذهب لن يثبت على الأرض قط وسيهزم بهزيمة عوامل إسناده المعروفة والتي تقدمها الامبريالية والصهيونية بحكم تقدير آني هو الآخر وهو قدرة العامل الفرعي على إحداث تخريب كبير في الكينونة العربية الأصيلة بذراعيها : الدين والقومية.

 

  إيران اختارت مسلكا وغطاءا خاطئا للصراع الإيديولوجي مع العرب . فالنظام الإيراني لم يقرر على مقومات صراع من أجل أرض أو مصادر مياه أو ثروات معدنية يمكن أن يكون الصراع حولها محسوما باتجاه الرفض القاطع أو القبول القاطع بل استقر على عقيدة صراع خلافية ( فكريا ) بين العرب المسلمين بذاتهم وهذا يعني إن خياره محكوم بتوالد يومي لأدوات المواجهة ضده.

 

أحد أهم عوامل الانتصار في صراع وحروب الإيديولوجيات الأصيلة أو الفرعية هو الانحسار التدريجي لتأثير أحداها عبر كشف حقيقتها المضمومة تحت ستار من الزيف والادعاء. إيران تقاتل العرب تحت ستار عقيدة مذهبية تخفي حقيقة مشروعها الاحتلالي الاستيطاني القومي الفارسي الذي لا صلة له بالعقيدة المعلنة .


ولقد بان الآن للكثير من العرب المخدوعين أو اللامبالين أو المجندين في طابور الطائفية الإيرانية كعقيدة صراع ظاهري يخفي الحقيقة القومية المضمومة إن إيران تسعى لتحقيق مكاسب جغرافية في ارض العرب ومصادر ثروات من خيراتهم وعلو شان للعرق الفارسي ودولته على حساب العرب وأمتهم ونشر دين لا صلة له بالإسلام باستخدام عقيدة مشتقة من الإسلام يعتريها التشويه والزيف والنفاق
.


  المذهبية كعقيدة صراع لها وجه واحد هي انها عقيدة غير أصيلة كما أسلفنا وبالتالي فإنها لا تمتلك أبدا مقومات الفوز والثبات على الأرض فضلا عن كونها تحمل مكونات وعوامل علل مزمنة لا تميت ولا تبقي الجسد معافى. فللطائفية دائما عدوها الطائفي الآخر :


ولقد بدأ الكثير من العرب يعون هذه الحقيقة أيضا:
الصراع المذهبي لا نهاية له ولا يولد نصرا مؤكدا لأي من طرفيه لأنه صراع مبني على التضليل والتزييف وخداع العقل الإنساني ولأنه وهذا عامل هام أيضا : صراع مشتق وليس أصيل .


إيران لا يمكن أبدا أن تجني غير الدم والخراب ولبأس ما جنت .
إيران الطائفية وأدواتها ستلاقي أو قد لاقت فعلا ما يهينها ويسقط هيبتها كمقدمة لطردها من كل موطئ قدم دنسته بعقيدتها الطائفية البغيضة .


إن العرب ينتصرون على مشروع الاحتلال الفارسي المذهبي المؤزر بخبث ونفاق الامبريالية المتصهينة حين يستخدمون كل مقومات العقيدة العربية المسلمة المؤمنة التي ترقى على الطائفية المنافقة الدموية. أي ان العرب يمسكون بمقومات الصراع الايديولوجي الديني-القومي الأصيل.


لان العرب مسلمون ومسؤولون عن الإسلام كعقيدة وليس عن المذاهب لان المذاهب كما أسلفنا ليست مقدسة فمن يستخدم المذاهب كعقيدة صراع يقتل الإسلام قبل أن يقتل العروبة وهذا هو هدف إيران : قتل الإسلام بقتل العروبة.


العرب ينتصرون على المشروع الطائفي الفارسي الذي هو مشروع قومي بحقيقته  عبر ترتيب أدواتهم الوطنية والقومية وتقليص منافذ العدو المذهبية التي اخترقتهم في بعض مفاصلهم  والتمسك بالأصل المقدس الذي هو الإسلام  وكل معاني الإيمان التي تبناها وكرسها الإسلام الحنيف.


وانتصار العرب في صراعهم الإيديولوجي الراهن على الإيديولوجية الإيرانية سينهي حتما كل أنواع العدوان والاعتداء والاهانة التي وجهت لهم منذ يوم طبق سيكس - بيكو ومنذ دخلت المذهبية كأداة صراع وخاصة بعد تسليم خميني السلطة في ايران عام 1979، واحتلال العراق عام 2003.


والمؤكد إن مقومات انتصار العرب قد بدأت تلوح في الأفق واندحار إيران حتمي لأنها مسكت إيديولوجية صراع غير أصيله ولها عوامل تقابل ثابتة تقاتلها بشراسة ولأنها تعكزت على إسناد الامبريالية والصهيونية وعدوانها على الأمة.

 





الثلاثاء ٤ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة