شبكة ذي قار
عـاجـل










سؤال كثيرا" ما طرح  ان كان في  الحوارات والتحليلات ولم تكن  الاجابه  قاطعه عند الكثير من السياسيين ان كانوا عروبيون أو اسلاميون  أو من هم معنيون بدراسة وتحليل الواقع القائم في المحيط العربي  الاسلامي  ، ولكن  عند العوده الى الماضي بعمقه الايجابي والسلبي  نرى ان  العروبه والاسلام  متداخلان تداخلا" تفاعليا" حيث اصبحت الامه العربية الوعاء والاسلام هو محتواه الروحي لامه  من الله عليها لتكون ارضها موطن ومثوى الانبياء والاولياء  والصالحين  وموطنا" للانبعاث الرسالي  السماوي الذي يريد من خلاله الله جل علاه  بناء مخلوقه الانسان  بما يؤدي الفهم الواعي للبعد الرسالي ويصبح  أداة بناء وتغيير وتطهير للواقع الفاسد الظلامي الذي تسود فيه العقلية الجبروتيه الطاغوتيه التي تستعبد الانسان استعبادا" مطلقا" وتعتبره بضاعه وسلعه للبيع  ، 

 

ومن خلال هذه الرساله  الانسانية التي بشر بها الرسول العربي الهاشمي المضري العدناني الامي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله  وسلم  أصبح العرب القوة  التي تحقق تلك  الرساله  وتترجمها  ان كان فتحا" او اتفاقا" وتعايشا" ، وقد أفرز هذا التكليف مواقف متناقضه بل معاديه لحد التدمير تجسد في الامبراطوريتين البيزنطيه والفارسيه  اللتين اعلنا الحرب بكل أبعاده على  الاسلام والعرب في ان واحد وكانت هناك  الحروب المتعدده التي مكن بها  الله  المدافعين عن الرساله  والعازمين على نشرها بالنصر تلو النصر المبين  وكان من أهم الانتصارات  انهيار الامبراطوريه الفارسيه  امام العنفوان الاسلامي في معركتي القادسية الاولى ونهاوند – فتح الفتوح -  ، وفي هذه الاجواء كانت هناك المواقف والتصرفات التي اريد لها ان تكون مدخلا" لتدمير الاسلام والمسلمين  وسيفهم  امة العرب ، ولاننسى  الامبراطورية التي خرجت  بعبائة الاسلام الا انها أشهرت عدائها  للعرب  وتأريخهم وحضارتهم وأعني هنا الامبراطورية العثمانيه  ، لعل من المفيد الإشارة إلى أن إيران الحديثة التي تشكل الجناح الشرقي للوطن العربي وما تمثله من عقد وكراهية وبغضاء  جميعها تجتمع من اجل  الثأر من العرب واعادة المجد الفارسي بانبعاث الامبراطورية الفارسية  ،

 

وايران التي اشرت لها  تشتمل على الفرس وقوميات أخرى ((  كالبلوش  ،  والعرب والتركمان  ،  والأذريين  ،  والأكراد )) فقد احتل الفرس أراضي هؤلاء الأقوام في الماضي وضموها لبلاد فارس مكونة إيران اليوم  ولهؤلاء الأقوام انتماءات  وروابط  تاريخية  ودينية ممتدة  تصلهم  ببلادهم الأصل خارج إيران كما تتعدد في إيران الأديان (( الإسلام -  بمذاهبه الخمسة  -  واليهودية  ،  والمسيحية  ،  والصابئة  ،  والبهائية والزرادشتية  )) ،  فشعور معظم هذه الأقليات (  القومية والدينية ) بالإقصاء في المجتمع الفارسي أثار لديها المطالبة بحقوقها  ، وبالفعل نهضت المقاومة في الاحواز  ( عربستان  )  وبلوشستان  ،  والكرد ،  يرى الفرس أنهم متميزون لانتسابهم للجنس الآري الذي يجمعهم بالهنود والألمان  ،  ولابد من  الاشارة  الى ان  اسم إيران مشتق من كلمة ( الآري)  ، لذلك يتعالى الفرس على ما سواهم وينظرون بشكل خاص للعرب وتاريخهم وحضارتهم العربية الإسلامية بدونية  ، ويعتبرون العرب بدوا متوحشين ومتخلفين وسفاكي دماء إلخ  من  النعوت والأوصاف التي لا تليق ويكاد يجمع عليها الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرون الفرس في الأدبيات الإيرانية  ، وتصريحات وخطب قادة إيران اليوم تشهد على ذلك  ،

 

ولاعتبارات تاريخية وجه الفرس جام غضبهم تجاه العرب  ، وبشكل مكثف يفوق ما خص غيرهم  ، فقد أســـــاؤوا ذكر وصوروهم بأبشــــع الصور وألصقوا بهم كل سلبية تقريبا ،  وهنا يتردد الســـؤال  لماذا يكره الفرس العرب الى هذا المستوى  ؟ ، الجواب يعتقد الفرس أن العرب قوضوا حضارتهم الفارسـية ( الزرادشتية  )، ونشروا الإسلام ، ومن الفرس من يكرهون الإسلام ويعتبرونه دينا عربيا يدعو للاضطهاد  ويربطون تخلفهم وتشويه لغتهم وتاريخهم الفارسيين بالعرب وبالإسلام لذلك  ، دعا بعض الفرس لإزالة الكلمات العربية من لغتهم الفارسية  ، وينادي هؤلاء بالعودة للثقافة الآرية (  الفارسية ــ الهندية  ) ، ويقابل ذلك يفخر الفرس بالديانة الزرادشتية ، التي سبقت الإسلام ويعتدون بماضيها ولا يفتخرون بالإسلام ، والبعض منهم يعتبر الحضارة الزرادشتية أكثر تفوقا  ،

 

إلى أن جاء الغزو العربي الإسلامي وقضى على حضارتهم  ، واستبدلوها بحضارة الدم والعنف والوحشية وقد غاب عن ذاكرة الفرس الحضارة العربية قبل الإسلام  ، الممثلة في الممالك والدول العربية كالمعينية  ،  والسبئية  ،  والحضرمية  ، والحميرية ،  كما غاب عن الفرس اعتداءاتهم قبل الإسلام على عرب المناذرة في الحيرة وما حولها ، واجتياحهم للدولة الحميرية في اليمن  ، إلى أن جاء الإسلام وانتهى احتلالهم لها  ، واعتنق حاكمها الفارسي عندئذ  -  بدهان  -  الإسلام عام 628 م ، ومع ذلك لم يكره العرب الفرس ولم يحقدوا عليهم بسبب اعتداءاتهم واحتلالهم لأراضيهم العربية قبل تحرير بلاد الري ونشر الاسلام فيها   ، والملاحظ هنا أن الغالبية من الفرس هم يعتنقون الإسلام كما يرونه ويرغبون ان يكون  بوابه لتحقيق مجدهم  وتطلعاتهم ، وهذا بالتأكيد يتناقض مع كرههم وعنصريتهم تجاه العرب الذين أتوا لهم بالإسلام مع ذلك لاتزال هزيمتهم في معركة القادسية محفورة بذاكرتهم التاريخية رغم مضي مئات السنين  ، ويبنون عليها حقدهم وكرههم للعرب ، وظاهر ذلك في السياسات والشعوبية الإيرانية  الصفوية اليوم 

 

أما الطرف الاخر الذين يمثلهم  الورث الصليبي فأن صورة الإسلام  والمسلمين في الوجدان الغربي سلبية بوجه عام منذ الحروب الصليبية ، التي بلغت جهود التنفير من الإسلام ذروتها ، وكان ذلك التنفير جزءاً من حملة التعبئة المضادة التي تعتمد على عقل الكراهية  والتشويه التي استهدفت استنفار شعوب أوروبا وتحريضها للانضمام إلى الجيوش التي اتجهت نحو القدس  بزعم لتخليص مهد المسيح عليه السلام من أيدي المسلمين الذين وصفتهم الكنيسه  بالبرابرة والأشرار ، هذه الخلفية تركت بصماتها على ثقافة المواطن الغربي  ، وانعكست على مناهج التعليم ومختلف المراجع الثقافية وساعدت على تشكيل إدراك غربي لا يكن وداً للإسلام والمسلمين ، عند الحد الأدنى  ومن ثم كان ذلك الإدراك مستعداً لاستقبال البث الإعلامي الذي كان أغلبه معادياً للاثنين  ،

 

سواء بسبب التأثير الصهيوني أو بتأثير من بعض العناصر المتعصبة  -  اليمين المسيحي -  التي تعاملت باستعلاء وازدراء مع العرب والمسلمين أقنعت المواطن الغربي بأنه الأرقى والأرفع والأكمل وأن حضارته لا تقبل منافسة من أي أحد بسبب من ذلك فإن العقل الغربي وهو في مكانته العملية تلك أصبح رافضاً لفكرة الندية مع الحضارات الأخرى ، ثم أنه لم يعد قادراً على استساغة فكرة أن مجتمعاً آخر – متخلفاً كما يدعون العرب والمسلمين –   يمكن أن يكون عصياً على الاحتواء أو رافضاً للنموذج  الحضاري الثقافي الغربي ، وهذه مشكلة لم يستطع كثيرون من الغربيين استيعابها حتى الآن وقد فاقمها أن المجتمعات الإسلامية بطبيعة تكوينها يتعذر قولبتها في النموذج الغربي  ، ببساطة لأن لها منظومة قيم مغايرة  ، وبنيان فكري وفلسفي ونظر إلى الكون والحياة   ، مختلف عنه تماماً في الغرب  ، وهي مشكلة تتبدى بتلك في بعض الدول الغربية التي ما زالت تصر على اندماج  المسلمين المقيمين فيها مع المجتمع الفرنسي أو الألماني مثلاً  ، حيث لا يكتفون بتفاعل المسلمين مع المجتمع واحترامهم لقيمه وتعاليمه وقوانينه  ، ولكنهم يصرون على أن يصير المسلمون مثلهم تماماً واستنساخاً لهم  وهو ما ثبت تعذره من الناحية العملية  ، وأن العقل الغربي بعد الذي بلغه من شأو وعلو  ، ثم وهو يرى تخلف المسلمين وتدهور أوضاعهم ، اكتسب ثقة في النفس مبالغاً فيها 

 

يتبع بالحلقه الثانيه






السبت ٨ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة