شبكة ذي قار
عـاجـل










صدق ألشاعر إبراهيم اليازجي بقصيدته التي كتبها تحت العنوان الذي اخترته لكتابة الحلقات التي تعنى بتوجه الصهيونية العالمية ومن تحالف معها بالعلن والسر لتمزيق الامة العربيه ارضا" وشعبا" بتقسيم المقسم وصولا" الى تفتيتها الى كانتونات متناحره متنافرة ليكتم فيها صوت البندقية والمدفه وأزيز الطائرات لان الحاكم هذا يطالب بحقه عند الحاكم ذاك وكما يقال والحبل جرار ، نعم تم تناول الامر من قبل الكثير من الباحثين والسياسيين الذين حرقت الضمير تؤجج فيهم البحث المستمر عن الخلاص والاقتدار والتمكن من التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الامة العربيه ومعها العالم الاسلامي منذ تمكن البغاة من احتلال بغداد في عام 1258 م وسقوط الدولة العربية الاسلامية وما حصل بعدها ماهو الا الايغال في المنهج العدائي لامة العرب كونها الوعاء الاصيل لحمل الرسالة السماوية التي بشر بها وجاهد لنشرها رسول الرحمة العربي الهاشمي المضري العدناني محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم ، نعم صدق شاعرنا بقراءة الواقع المرير للامة وما اختاره من ابيات ماهي الا جرس الانذار الذي لابد الانتباه عنده واليقضه الوجدانية وليس الجسدية فيقول في بيت أخر (( وبين صبر غدا للعز يحتلب كم بين صبر غدا للذل مجتلبا )) ،

 

من أخر القوى التي استهدفت الامة العربية هي الحركة الصهيونية العالمية وقوى الشر التي تبنت مشاريعها وقدمت لها الدعم بكل انواعه واشكاله للوصول الى اهدافها ومنها وعد بالفور المشؤوم الذي وهب به من لايملك لمن لايستحق على حساب شعب بتأريخه وحضارته وأحقيته بالحياة والتطلع نحو المستقبل كبقية شعوب الارض ، ولنتوقف عند ألاخطر الوثيقه الصهيونية التي يراد منها عند التنفيذ تفتيت الوطن العربي وكان ذلك عام 1982 والمعتمده من قبل وزارة خارجية ألكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبه والتي تم نشرها في حينه على موقع خريجي الجامعات الامريكية من ألاصول ألعربيه والمرفق به خارطة (( اسرائيل الكبرى التي تمتد من الفرات الى النيل )) وكما وردت في مذكرات هرتزل مؤسس الحركة ، وهي نفس الحدود التي ذكرها الحاخام فيشمان عضو الوكالة اليهودية للجنة التحقيق الخاصة بالأمم المتحدة في 9 يوليو 1947 أي قبل الاعلان الرسمي لقيام الكيان الاستيطاني في فلسطين بدعم واسناد امريكا والغرب والاتحاد الســـــوفياتي ، في عام 1982 نشــــــرت مجلة كيفونيم الصهيونية وثيقة بعنوان (( الاستراتيجية إسرائيلية للثمانينات )) باللغة العبرية ، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية وقدمها الدكتور عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين في قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988 ، وعند الاطلاع على بنودها نجد أن الخطط التي أدت الى فصل جنوب السودان و العمل لتقسيمه من ضمن الأفكار الواردة فيا وأن الاعتراف الرسمي بالأمازيغية كلغة ثانية بجوار اللغة العربية في الجزائر هي خطوة لا تبتعد عن التصور الصهيوني عن المغرب العربي وكيف تجريده من هويته القومية ،

 

وأن مخطط تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية الذي حاول الكيان الصهيوني تنفيذها في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي هي الاخرى من أهم مفرداتها ولكنه فشل من تحقيقها ، وان الحديث الدائر الآن في الأوساط الصهيونية حول تهجير الفلسطينيين إلى شرق الأردن هو الاخر من ضمن مفرداتها وهناك ما يشير الى الصحراء العراقية وامكانية استثمارها لاسكان الفلسطينيين ، والتخوفات العربية من استغلال أجواء غزو واحتلال العراق لتنفيذ ذلك هو من أساسيات الأفكار المطروحة في الوثيقة وأخيراً وليس آخراً ، أن الأخطار التي تتعرض لها مصر اليوم واردة بالتفصيل في الوثيقة الصهيونية .... الخ ، والحديث عن وثيقة من هذا النوع ليس حديثاً ثانوياً يمكن تجاهله فالصهاينه ينصون فيها صراحة على رغبتهم في مزيد من التفتيت لأمتنا العربية والدول الاسلامية وهذا تضمنته خارطة الشرق الاوسط الجديد الذي روجت له وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق عندما كانت مستشاره للامن القومي الامريكي أثناء الاستعدادات العدوانية الامريكية الاوربيه ضد العراق ، كما أن تاريخ الوطن العربي الحديث هو نتاج لمشاريع استعمارية مماثلة ، بدأت أفكاراً وتحولت إلى اتفاقات ووثائق تلزمنا وتحكمنا حتى الآن ( فمعاهدة لندن 1840 سلخت مصر منذئذ وحتى تاريخه عن الأمة العربية فسمحت لمحمد علي باشا وأسرته بحكم مصر فقط وحرمت عليه أي نشاط خارج الحدود المرسومه لمصر ، واتفاقية سايكس - بيكو 1916 ألتي قسمت الوطن العربي بالشكل الذي نعيش فيه حتى الآن والذي جعلنا مجموعة من العاجزين المحبوسين داخل حدود مصطنعة محرومين من الدفاع عن باقي شعبنا وباقي ارضنا العربية التي تم اغتصابها أو سلبها في فلسطين أو الاحواز أو الاسكندرونه أو في العراق الذي يتعرض للقرض والابتلاع الصفوي بالاسلوب الممنهج بقبول الغازي المحتل أو في السودان وما انتجه مايسمى بالربيع العربي الذي يمهد الى التقسيم الطائفي والمكوناتي وهو كذلك من ضمن المفردات الاساسية للوثيقة الصهيونية ، وألقرار الاممي الذي قسم فلسطين الى كيانيين وهو القرار الذي رفضته الدول العربية في البداية وظلت ترفضه عشرين عاماً لتعود وتعترف به بموجب القرار رقم 242 الصادر من الأمم المتحدة في 1967 بعد نكسة الخامس من حزيران والذي ينص على حق (( إسرائيل في الوجود )) ، و حقها أن تعيش في أمان على أرض فلسطين المغتصبة ووعد بلفور 1917 كان المقدمة التي ادت إلى اغتصاب فلسطين في ما بعد ثم تلاه وقام على أساسه صك الانتداب البريطاني على فلسطين في 29 / سبتمبر / 1922 الذي اعترف في مادته الرابعة بالوكالة اليهودية من أجل انشاء وطن قومي لليهود ، فأعطوا بذلك الضوء الأخضر للهجرة اليهودية إلى فلسطين ،

 

فلما قوي شأن العصابات الصهيونية في فلسطين ، أصدرت لهم الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين في 29 / نوفمبر / 1947 وهو القرار الذي أعطى مشــــــــروعية للاغتصاب الصهيوني وانشـــــــــأت بموجبه (( إسرائيل )) وعلى أســــــاس هذا القرار أبرمت معاهدة الســــلام المصرية (( الإســـرائيلية )) كامب ديفد الموقعة في 26 / 3 /1979 والتي بموجبها خرجت مصر من الصراع العربي ضد المشـــروع الصهيوني واعترفت ب(( إسرائيل )) وتنازلت لها عن 78% من فلسطين لتلحق بها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 ثم الأردن 1994 وأخيراً جامعة الدول العربية عام 2002 عندما أقرت واعتمدت المبادرة السعودية التي قدمها الملك عبد الله عندما كان وليا" للعهد ، كل ذلك وغيره الكثير بدأ أفكاراً وأهدافاً استعمارية وتحول فيما بعد إلى حقائق وبالتالي ليس من المستبعد أبداً أن تتحول الأفكار التي وردت في الوثيقة الصهيونية المذكورة إلى أمر واقع ولو بعد حين ، والهدف الذي أرجوه من تناول هذه الوثيقة هو أن ننظر كمواطنين عرب إلى أساليب ووسائل العدوان والعدوانيين علينا في مساره التاريخي وأن نراه على حقيقته كمخطط ، موحد ، منتظم ، متسلسل ، ممتد وأن نحرر أنفسنا من منطق التناول المجزأ لتاريخنا الذي يقسمه إلى حوادث منفصلة عن بعضها البعض آملاً في النهاية ألا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية المؤقتة ، التي تعلو وقت الشدة ، وتخبو في الأوقات الأخرى فتاريخنا كله ومنذ زمن بعيد ولزمن طويل آت هو بذات ألشدة وتعدد الاساليب والمناهج التي تنتهي الى الهدف المركزي الا وهو قتل روح الامه من خلال وئد اي ولاده ايجابيه فيها ومن هنا نرى ان حجم الهجمة التي تعرض لها حزب البعث العربي الاشتراكي والقيادة الوطنية القومية التي انتجها في العراق لم تكن تقليديه واعتياديه بل جندت لها كل الامكانات التي يمتلكها العدوانييون


يتبع بالحلقة الثانية
 

.





الاثنين ١٧ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة