شبكة ذي قار
عـاجـل










فلا يميل سوى مايميل الذهب              والحق والباطل في ميزانهم شرع


ومن الحركات الاسلامية التي تعامل معها الامريكان والغرب جماعة الإخوان المسلمون وهنا لابد من الاشاره الى علاقة هذه الجماعه بالنظام المصري منذ نشوئها ولليوم ، حيث تتمّيز علاقتها بالدولة المصرية مدر وجزر كونها جماعة لا تحمل سمةً قانوينة كحزب أو جماعة والتي تتعامل معها الدولة بطريقة متناقضة ما بين الاضطهاد احيانا والتسامح بل والمساندة احيانا اخرى ، وبالرغم من اعتماد الجماعة سياسة عدم العنف في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي ، إلا أن تاريخها الراديكالي وايديولوجيتها الأصولية وأعضاؤها الشباب وربما الاكثر تطرفاً قد جعل موضوع التفاعل مع الجماعة امراً خلافياً بين المراقبين الغربيين ، ومما يزيد الإشكالية هو تصميم الحكومة المصرية على قمع اي تعامل أو تفاعل مع هذه الجماعة ، إلا أن بعض خبراء الديمقراطية يرون أن على الدول الغربية وكذلك الحكومة المصرية التعامل معها كونها أكبر مؤسسة معارضة في مصر في حين يرى البعض الآخر ضرورة ايجاد جماعات علمانية بديلة وأخيراً يرى فصيل آخر من الخبراء بأن تفعيل الحركات الإسلامية ضمن المنظومة السياسية المصرية هو شأن مصري داخلي صرف ، وأن التدخل الأجنبي سينجم عنه أشعال الوطنية المصرية مما يزيد من عناد الحكومة المصرية في اتباع أي منهج إصلاحي ، منذ تأسيس حركة الإخوان المسلمين سنة 1928 أصبحت هي في مقدمة الحركات الإسلامية السياسية ، وانتشرت في كل أرجاء الوطن العربي لكن الحركة بدأت تنحى للتطرف ما بين 1930- 1950 للوصول إلى اهدافها السياسية والاقتصادية والقانونية وفي نهاية أربعينات القرن الماضي من خلال حرق المراحل في بنائها التنظيمي والهيكلي تطلعا" للوصول الى السلطه في مصر ،

 

أصبحت الجماعة تمثل تهديداً حقيقياً للدولة المصرية ولقد ساعدت الجماعة حركة الضباط الأحرار في الانقلاب على النظام الملكي سنة 1952 إلا أنها اختلفت مع تلك الحركة ، وبعد محاولة الاغتيال للراحل جمال عبد الناصر سنة 1954 تم التنكيل بالحركة واعتقال منتسبيها أو هجرتهم لخارج مصر مما أضعف الحركة بشكل جوهري مع أن خطاب الديمقراطية والحرية كان منذ زمن بعيد إلا أنه وحتى أحداث سبتمبر 2001 كان الجانب الاقتصادي قبل الإصلاح السياسي هو محور السياسة الأمريكية في مصر كما في بقية الاقطارالعربية الأخرى ، سنة 2005 بدأ برنامج ( MERI مبادرة المشاركة في الشرق الأوسط ) بتوزيع هبات مباشرة إلى هيئات غير حكومية في مصر وذلك لتحفيز الناشطين العلمانيين وجماعات حقوق الإنسان خصوصاً اثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، ومع أن الولايات المتحدة لم تُرد المواجهة العلنية مع النظام المصري إلا أنها احتجت عندما اعتقلت السلطات المصرية وحاكمت أيمن نور الناشط السياسي المعارض الذي رشح نفسه لانتخابات الرئاسة سنة 2005 وأعاقت الإعلان عن الموافقة على انضمام مصر لمعاهدة التجارة الحّرة ، ومع أن البعض قد قلل من تأثير أيمن نور السياسي إلا أنه كان يمثل انبثاق ألتيار ألعلماني الذي تتطلع له امريكا ليواجه حزب الدولة العلماني ( الوطني ) أيضاً إلا أن بعض المحللين تساءلوا عن جدية وعمق التزام الولايات المتحدة للعملية الديمقراطية خصوصاً بعد ما جاءت مثل هذه العملية بحماس لرئاسة حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 2006 عندها تشارك النظام المصري مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لاحتواء حماس وعقيدتها الإسلامية المقاومة ومنع انتشارها إلى دول الجوار ، وفي هذا الجو وفي ظل التعاون الأمني المصري على الحدود المصرية الفلسطينية المحتله مع غزة بدأت الولايات المتحدة من تخفيف لهجتها وخطابها نحو الحرية والديمقراطية فلذلك عندما جددت مصر نظام الطوارئ لسنتين أخريين سنة 2006 بعد 25 سنة من تطبيقه ، لم تنطق أمريكا بكلمة واحدة على الأقل علانية وهنا بدأت الحيرة تلازم أصحاب القرار فيما سموه بالمعضلة الإسلامية ،

 

هل تسعى أمريكا جاهدة لدفع الإصلاح السياسي في مصر مع احتمال أن ينتج عن ذلك رد فعل وطني أو تقوية نفوذ الجماعات الراديكالية ؟ ، أم تتبع الولايات المتحدة سياسية اعتدال طويلة المدى وبرامج بناء مؤسسية ذات طابع مهادن للنظام ؟ ، بقيت هذه المقاربة بين مّد وجزر ففي سنة 2006 أيضاً اتهمت الحكومة المصرية المعهد الدولي الجمهوري الممّول من الخارجية الأمريكية والعامل داخل مصر بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية وتم الطلب من المعهد أن يوقف اعماله في مصر مؤقتاً وجملة هذه التحركات ادت الى وصول الاخوان وواجهاتهم الى دست الحكم في مصر دون ان تكون هناك خشيه امريكيه من ذلك بل الذي انكشف بعد المواقف التي اتخذتها الجماهير المصرية المحتجه على التصرفات التي قام بها الاخوان وعملهم الى التفرد وسحب البساط من القوى الفاعله التي ادت الى الثوره الشعبيه المصرية وانهيار نظام مبارك وتنحيته وكيف تصرفت الاداره الامريكية مع النظام المصري الجديد والرئيس المؤقت عدلي منصور والضغوط التي مارستها من اجل منع المؤسسه العسكرية المصرية من اداء دورها وكان التهديد بقطع المساعدات من وسائل الضغط وهنا لابد من الاشاره الى التعاون الذي حصل فيما بين نظام مرسي وحركة حماس التي تناصبها امريكا العداء كونها الطرف الفلسطيني الاكثر تشدد ومن الممانعين لكل ما قامت به السلطه الفلسطينية ،

 

أما الرؤية الامريكية فيما يخص القطر الاردني الذي هو ألشريك ألمهم مع أمريكا في الحرب على الإرهاب وقد يكون الأكثر تأثراً من وصول حركة حماس إلى الحكم في الضفة والقطاع عام 2006 وحيث إن أكثر من نصف السكان في الأردن هم من أصول فلسطينية فمن المحتمل أن يكون لحماس بينهم آلاف المؤيدين ، علماً أن الحكومة الأردنية قد عملت على تعزيز الهوية الأردنية لتقليل إغراءات الإسلاميين والوطنية الفلسطينية ، أما الإسلاميون الأردنيون فكثير منهم من أصول فلسطينية ، ولذلك فهم يرغبون في علاقات مميزة مع حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة ولذلك الكثير من المراقبين يتابعون السياسة في الأردن خصوصاً في كل انتخابات تجري ان كانت بلدية أو برلمانية وذلك ليروا حظوظ الإسلاميين المعتدلين فيها ، حيث ان جماعة الإخوان المسلمين - جبهة العمل الإسلامي - لقد انخرطت في الحياة السياسية الأردنية منذ فترة طويلة كونها سلمت بشرعية النظام الهاشمي في حين تفاوتت وتيرة العلاقات بين الجماعة والقصر خلال السنوات ويرجع تواجد الإخوان في الأردن منذ سنوات الثلاثينات من القرن الماضي ، حيث تم الاعتراف الضمني بها كحركة إحسان ثم كحركة شبه سياسية ، وبحيث تقدمت بمرشحين للانتخابات ولقد كانت العلاقة بين القصر وحركة الإخوان مفيدة للطرفين عبر السنين ، ولقد وجد الملوك الأردنيون تلك العلاقة مفيدة من الناحية السياسية كحليف وليس كمعارض حيث مثلت العلاقة دعماً للنظام مقابل موجات القومية العربية خلال خمسينات القرن الماضي ، وكذلك ضد الوطنية العلمانية الفلسطينية في السبعينات


يتبع بالحلقة السادسة






الجمعة ٢١ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة