شبكة ذي قار
عـاجـل










ولن يضيع فيهم ذلك النسب   فيالقومي وما قومي سوى عرب

 

 

الكاتب الأمريكي ليستر سي ثورو  كتب في كتابه الصادر سنة 1996 بعنوانه مستقبل الرأسمالية  (( إن الأنظمة المنافسة للنظام الرأسمالي من فاشية واشتراكية وشيوعية قد انهارت جميعها  ولكن ، بالرغم من أن المنافسين قد أصبحوا طي الكتمان في كتب التاريخ فإن شيئاً ما يبدو وكأنه يهز أركان النظام الرأسمالي نفسه  )) لكنه لم يجرىء على بيان  القوة التي تهز العرش الامبراطوري الامريكي الذي هو من ابرز دعاته والمبشرين به  ،  وبعد عشر سنين أي في عام 2006  كتب وليام غريدر صاحب كتاب Come Home America الاتي  ((  لدي أشياء قاسية أقولها عن وطني  ، ففيما وراء الركود الاقتصادي والأزمة المالية نحن في مشكلةٍ أعمق مما يفترض الكثير من الناس  ، أو مما ترغب السلطات في الاعتراف به  ولست أرى طريقاً لطيفاً لقول ذلك  ، فأمريكا كرقم واحد قد انتهت  ، فالولايات المتحدة تتجه للسقوط   ، وهو قصاص شديد  ، سيفرض على مجتمعنا تحولات مشوهة ومؤلمة   كما سيوجه لطماتٍ مذلة لكبريائنا الوطني  ، وقادني تفكيري في هذه الأشياء إلى الاستنتاج بأن أمريكا في أزمة أعمق مما يعتقد بشكلٍ عام  ، وبأن استعادة عافيتنا القومية سوف يقتضي تغيرّاً كبيراً  تحولاً تاريخياً في طرائق عيشنا وعملنا  ، وكذلك في الطريقة التي نحكم بها ، أما أنا فأقول إن هناك نظاماً عالمياً رأسمالياً في مرحلة احتضار ، ونظاماً عالمياً جديداً يتشكل هذه الأيام  )) هذه الرؤية  تحدث بها القائد الشهيد الحي صدام حسين  رحمه الله  في كلمته التي القاها في اجتماع مجلس التعاون العربي في 17 شباط 1989  بعمان عندما تطرق الى الوضع الدولي والتفرد الامريكي  وهياج الثور الامريكي وعدم التزامها بالشرعية الدولية  فقال  (( انني ارى انوار القدس بخط مستقيم ببغداد وان الهيجان الامريكي الى حين وسوف تنكفىء وتنهار  ، هذه المتغيرات تحصل بفعل العدوانية الامريكية   ووطننا العربي والعالم الإسلامي هما المستهدفان وأحد أكبر وأخطر مسارح صراعاته  )) ، 

 

وقال  صامويل هانتغتون في كتابه  صراع الحضارات إن المشكلة بالنسبة إلى الغرب ليست مشكلة الأصوليين الإسلاميين  ،  بل المشكلة في الإسلام نفسه  ، الذي يمتلك حضارة مختلفة يؤمن أصحابها بتفوقها في الوقت الذي يتألمون من ضعف أحوالهم ، والمشكلة للمسلمين هي ليست وكالة المخابرات المركزية أو وزارة الدفاع الأمريكية  ، المشكلة في الغرب نفسه ذي الحضارة المختلفة والتي يؤمن أصحابها بتفوقها وصلاحيتها كنظام عالمي  ، يرغبون في فرض هذه الحضارة على العالم  ،   و لن يكون الوليد الجديد بمواصفات واشنطن ولا غيرها من القوى المتصارعة ان كانت روسيا الاتحادية المتطلعه لاحياء مكانت الاتحاد السوفياتي السياسية والعسكرية  ضمن محيطها  الاقليمي والعالمي  والتطلع الالماني لتكون القوه الاوربيه المنافسه  لامريكا  وتتجاذب معها الرغبة فرنسا بل سيأتي  هذا النظام من رحم قانون العواقب غير المحسوبة  ،  أما ما يقال عن الحرية والديمقراطية فكلمة حق أريد بها باطل لا يصدقها سوى البلهاء والمخدوعين  بالشعارات البراقه التي تروجها الابواق الانمبريالية الصهيونية  وأدواتهما  ،   بعد حصول التغيير القصري في هيكلية النظام الوطني العراقي على أيدي اعتى قوة في العالم بحجة أسلحة الدمار الشامل و تحرير الشعب العراقي وإرساء النظام الديمقراطي للحكم في العراق مع أجراء إصلاح للأنظمة الحاكمة في بعض دول الشرق الأوسط آو ما يعبر عنه بـ مشروع الشرق الأوسط الكبير القاضي بتحطيم كل القوى التي من شأنها الوقوف بوجه أمريكا وجعل الكيان الصهيوني المحرك الرئيسي في المنطقة من خلال تطبيع العلاقات بينه وبين الدول العربية والإسلامية  مما يجعل موازين القوى في العالم تحت آمرة المعسكر الغربي المتمثل بأمريكا بعد انهيار المعسكر الشرقي المتمثل بالاتحاد السوفيتي ، وعدم قدرة الاتحاد الأوربي موازنة الأوضاع سواء من الناحية الاقتصادية والسياسية ، مما سبب تفرد أمريكا لقيادة العالم حسب ما تريد  ،   

 

قالتها  امريكا  تمكين الشعوب من حقوقها ؟؟ وتحقيق المجتمع العربي الديمقراطي  ؟؟ وقالت ماحصل بالعراق  عام 2006  ثوره بنفسجية  ؟؟  مكنت العراقيين من اختيار ممثليهم في السلطة التشريعية  واختيار من يسعدهم ويحقق لهم امانيهم في السلطتين التنفيذية والقضائيه  والسلطة الرابعه هي الحكم الحاكم  ،  نعم  هكذا هو المشهد العربي  في اوائل  القرن الواحد والعشرين الحالي وتحديدا" عام 2003  بغزوهم  واحتلالهم العراق وهناك اكف لحكام مارقين عرب تصفق لهم  و يهبط الظلام على الوطن العربي ، فأصبحت شوارع بغداد  الجميله ممتلأه بالقمامة والموت والدمار بساحاتها والقتل على الهوية  والاسم ووو ..... الخ  كل هذا للوصول للحياة الأفضل التي بشروا بها  وسوقتها قنواتهم الفضائيه  وصحافتهم وعملائهم المعممين الذي يلقون بياناتهم من  طائراتهم  تمهيدا" لبدء العدوان  غزوا واحتلالا" عام 2003  الغرباء يتصارعون للهيمنة وتصفية الحسابات أما المظاهرات السلمية التي بدأت هذه المرحلة بها فقد أصبحت من ذكريات الماضي البعيد لما رافقها من  افعال الجبناء عندما  اطلق الهالكي  العنان الاعضاء مجالس الاسناد والدعوجية  لينقضوا بعصيهم وسلاحهم الابيض على خيام المعتصمين  والمتضاهرين في ساحة التحرير ببغداد العز  ليقتلوا من قتل ويجرحوا الكثير  ويعتقل من اعتقل  ، و تاتي لعبة الانتخابات مناسبات احتفالية مفرغه من أي فكر سياسي  ،

 

والبرنامج الثابت الوحيد هو ديني  فان لم تنتخب حرمت عليه المرأة  وأنت غير موالي  والصراع على النفوذ قد انطلق على عنانه دونما قواعد واضحة  ، أو قيم  ، أو هدف  ، وهذا لن يتوقف بتغيير النظام أو بقائه  ، والتاريخ هنا لا يتجه إلى الامام  ولكنه ينحرف إلى الأطراف ، هناك أحداث داخل أحداث الصراعات ضد أنظمة استبدادية ، وصراع مذهبي ، وصراع تضارب القوى في المنطقة  ، وكأنها حرب باردة جديدة . تقسم الأمم  ، وتصحو الأقليات علّها تنطلق من عقال الدولة المقيدة لها  ، والصورة ضبابية تحيط بالمستقبل  وان كان مجهولا لينفقد اي بريق امل او شيء من  الامن والامان  ،  ولا غرابه عندما نوثق  بعض الحالات المؤلمة والمزريه  يعيشها العراق  ولم يكن لها ولو للحظه مكان في التفكير  ، اصبح الصراع ضمن الطائفه  وفقا" لاسماء  المراجع وتعددهم فهذه الحسينيه وذاك الجامع الى اتباع  هذا المرجع  وتلك لغيره  وهكذا الحال حتى وان كانوا  المراجع  عشره او عشرين فكلما ازداد العدد كلما ازداد التناحر والتنافر وصولا الى التهديد والوعيد والتلويح بالسلاح الذي يمتلكون  ، فتحول الامر الى هرج ومرج  وهذا انسحب على الطرف الاخر فكان هذا يدعي انه الاولى بجامع ام القرى ليكون مقرا" لاحتفالاته  التي ارادها الهالكي  ونتيجته بعد ان استنفذه وحوله الى منبوذا" بين اهله ركنه جانبا" مقربا" غيره لانه متهالكا" للجاه والنفوذ  ألم يكن سيدهم يؤمن  بمبدأ فرق تسد ؟؟ وهكذا تمكن الغرباء من ان يكون لهم  ما ابتغوا وارادوا رئيس مجلس الوزراء يدعي انه منتخب والسؤال من هو المنتخب  ؟ !

 

هل الشعب او المحاصصه والتوافق النفاقي المتجدد  بتجدد الادوار و أوركسترا إعلامية منسقة من غرف سوداء الله أعلم من يديرها ،  ولو أردت أن أبدي رأياً لجماعة يدعون انهم المسلمين الصادقين  وسألتهم أن يقوموا بتحليل لتاريخهم من حيث تكرار استعمالهم واستخدامهم من قبل الحكومات التي تشكلت مابعد الغزو والاحتلال  لوجدتهم  يلعنون  تلك اللحظات التي مدوا ايديهم بها الى من لايستحق ولكن هل هذا يجدي نفعا" وهم مازالوا متلونين ينتقلون بين هذا وذاك  ،  وقبل البحث في المشروع الامريكي في العراق هناك سؤال مهم جداً مرتبط بالموضوع قد يتبادر الى ذهن الاخوة الاعزاء وهو ( اذا كان مؤسسوا الحركة الوطنية والجهادية ومؤسسي الدولة العراقية هم من متبعي منهج ال البيت  وحسب ما ورد في ادعاءات جهادهم وبذل الغالي والنفيس لسيادة العراق وحريته  ، فلماذا لا يأمر علما ئهم المجاهدين بالجهاد ضد الغزو والاحتلال ؟؟؟  ولم تكن الدول العربيه كسوريا وليبيا واليمن  والسودان ومصر  وتونس هي الاوفر حظا" بمرورهم بما يدعى بالربيع العربي  ، وعليه أن يستفيق  أبناء الامه  من كبوتهم التي فرضت عليهم بفعل  انبطاح حكامهم  وما مورس من تضليل  لانهم المؤتمنون على الامه  ومستقبلها واماني جماهيرها

 

 

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون






الاثنين ٢٤ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة