شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت في الحلقات  التي سبقت وتحت عنوان تنبهوا واستفيقوا أيها العرب النوايا الامريكية نحو الامة العربية  وعدوانيتها المباشره والغير مباشره من خلال القوى المتحركة بارادتها وما يجب ان يكون عليه العرب وأقصد هنا القوى الوطنية القومية التي أصبحت القضية القومية قدرها ومحور حركتها  ومن منن الله العلي الاعلى على المؤمنين الصابرين المستبشرين بالنصر المبين ،  بين فتره واخرى تنكشف الاسرار الامريكية الخطيرة التي تتعلق  بالوطن العربي واقليم الشرق الاوسط وما مخطط لهما في دهاليز المخابرات الامريكية وقوى الضغط الفاعله في السياسات الامريكية ومنها اللوبي الصهيوني  ،  و فدرالية الاخوة العالمية  IFB وهي منظمة سرية تتحكم بالعالم من خلال سيطرتها على قيادات امريكا والكثير من الدول الاوربيه ، وان هذه الحقائق تجهد الاداره ألامريكه لاخفائها رغم انها متداولة بين العديد من قادة الغرب والمختصين والباحثين ألمتابعين للسياسة الامريكية  واتجاهاتها  ، والذين تمكنوا من وضع ايديهم على  مشروع سري يخص الشرق الاوسط تقوده هذه  (  الفدرالية العالمية  ) ويجري تطبيقه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ويهدف هذا المشروع الى  ((  منع أي اســــتقرار وسلام وتطور في المنطقة من خلال حروب اهلية ودولية تبقيها دائما ضعيفة متوترة متخلفة  واللجوء احيانا الى التدمير الشـــامل لبعض البلدان ، لكي يتم فيما بعد اعادة بنائها بالصورة الملائمة تماما لمصالح امريكا  ، حسب المبدأ المعروف  النظام ينبثق من الخراب ))   وان هذه  الالية التي اعتمدتها فدرالية ألاخوه العالمية هي المتحققه الان وحسب النموذج العراقي الذي انتجه الغزو والاحتلال الامريكي  ومن تحالف معه من جمع الكفر والشر والرذيلة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم الاتفاق السري بين القوى الغربية على ان ترث امريكا المستعمرات الاوربية الانكليزية والفرنسية  ،

 

ولكن بطرق استعمارية جديدة تتميز بالتخطيط البعيد المدى  ، وتعتمد اساسا الوسائل الثقافية والسياسية والمخابراتية اكثر من اعتمادها على الجيوش بالنســبة لمنطقة شرق البحر ألابيض المتوسط ( الوطن العربي ،  وتركيا ،  وايران )  ، فقد توصلت القيادات الامريكية الفاعلة العلنية والسرية  ، الى القناعة التالية  ((  ان هذه المنطقة الواسـعة الواقعة شرق البحر المتوسط شكلت عبر التاريخ المركز الحضاري الخطير المنافس للمركز الحضاري الاوربي - غرب البحر المتوسط -  وهي بكل بساطة المنطقة المجاورة مباشرة لاوربا  ، حيث تمتد من مضيق البسفور التركي الى مضيق جبل طارق المغربي ـ الاسباني  وهذه المنطقة هي التي تفصل اوربا عن باقي العالم القديم (  قارتي آسيا وافريقيا  )  وفيها تشكلت اولا حضارات التاريخ  في  العراق  ،  ومصر ،  وسوريا ،  ومنها جائت الى اوربا غالبية المعارف والمكتشفات مثل الابجدية  ،  وكذلك العقائد والاديان  ، ومن ابرزها المسيحية واليهودية والاسلام  ومن هذه المنطقة انطلقت القوى الغازية لاوربا (  فينقيون ثم عرب ثم اتراك وكانت الامبراطورية العثمانية آخر القوى العالمية الشرقية التي احتلت شرق اوربا وظلت تهدد سلامتها لعدة قرون ))  ،  ومن خلال متابعة  الاجنده والبرامج المعده من قبل  القيادات الامريكية بشقيها الجمهوريين والديمقراطيين وقوى الضغط المؤثره والفاعله  في اتجاهات السياسة الامريكية الخارجية  نجدها  تلتقي في رؤية  مفادها  ((  ولحسن الحظ نجح الغرب بتدمير هذه الامبراطورية من خلال التأثير في النخب العثمانية نفسها وجعلها تتبنى الثقافة الغربية وتتبنى الفكر القومي التقســــيمي الرافض للوحدة الاســــــلامية العثمانية ولخطورة واهمية هذه المنطقة بالنسـبة لأوربا  ، فأنه طيلة التاريخ جهدت القوى الاوربية الفاعلة - الرومان ، الصليبيون  -  من اجل اضعافها والســـــــيطرة عليها ، ثم الفتوحات الاسـتعمارية في القرون الاخيرة  ،

 

حتى سياسة التغلغل والاضعاف والسيطرة الممارسة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن ))  بالاعتماد على هذا الفهم لتاريخ العلاقة بين الشرق الممتلك للورث الحضاري والتأريخ  ـ والغرب الذي افاق من خلال الانتفاع بالعلوم والمعارف العربية الاسلامية فأن الفدرالية العالمية وضعت استراتيجيتها التي تتمحور حول الهدف الرئيسي والنهائي (( منع اية امكانية لتوفر شروط ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مستقرة وآمنة تسمح لشعوب المنطقة بأن تتقارب وتتعاون وتبني قوة حضارية كبيرة قد تشكل مستقبلا امبراطوية خطرة تهدد سلامة الغرب  ، ومصالح امريكا بالذات !! بأختصار شديد ، ان سلامة الغرب وامنه يسـتوجب الضمان الاكيد بوجود انظمة ملائمة ومتحالفة مع الغرب ومع امريكا بالذات ،  وليس هنالك اية امكانية لتحقيق هذه الضمانة الا باللجوء الى المبدأ المعروف  - النظام ينبثق من الخراب  -  ، أي العمل على تهيأة جميع الاسباب لتدمير المنطقة بكاملها من اجل إعادة بنائها  ، دول وشعوب وثقافات وقناعات ومصالح  ، بما ينسجم تماما مع مصالح الغرب )) ان هذا الهدف الاستراتيجي للتدمير الكامل يعتمد على توفير العامل الاساسي  ألا وهو خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعات الاساسية التي تتكون منها ألمجتمع العربي والشرق اوسطي ،  صحيح ان هنالك ما لايحصى من الدول والجماعات السياسية والقومية والدينية  ، الا ان الباحثين في علم الاجتماع  والشأن السياسي قد توصلوا الى تحديد جماعات فعالة تعتبر اساس مجتمعات الشرق  وهي -  المسلمون ، والعلمانيون والمتدينون ، اليهود  ، المسيحيون  - ، بالاضافة الى الجماعات القومية المختلفة من -  عرب واتراك وفرس واكراد  ، وغيرهم  - اما التطبيق الفعلي لاجندتهم  التي تئول الى التمزق  والتفتت المجتمعي ووصولا" الى التقسيم الى دويلات متناحره متنافره  لاتلتقي  ،  يرتكز على مبدأ نحن لا نختلق المشكلة  بل نعثر عليها ونساعد على استفحالها

 

 

يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ٢٥ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة