شبكة ذي قار
عـاجـل










كما أصبحت من كبريات شركات البترول العالمية ولها مركزان رئيسيان في لندن وأمستردام وقد تمت عمليات التوحيد هذه على مراحل ولعب فيها الثري الأرمني - غولبنكيان - دوراً هاماً في هذا الدمج وقد سيطرت هذه الشركة على إنتاج البترول الخام في جزر الهند الشرقية حتى عام 1912 حينما تمكنت شركة ستاندرد من الحصول على امتياز التنقيب في سومطرا ، ولم تتمكن ستاندرد من ذلك إلا نتيجة للاتفاقية التي تمت في عام 1911 بين الشركتين ستاندرأويل وشل والتي نظمت علاقة الشركتين في آسيا إثر حرب الأسعار التي نشبت بينها في أسواق الصين عام 1909 وشركة ستاندرد في الواقع هي الوحيدة بين الشركات الأمريكية والعالمية التي كانت تعتمد على الاحتياطيات البترولية الضخمة في بلادها الولايات المتحدة الامريكية ، ولذلك لم تكن تشعر إلزامياً بحاجتها للحصول على مصادر إنتاج أجنبية أما شركة شل فلا ركيزة لها في بلادها واعتمادها كله على المصادر الخارجية لذلك ركزت جهودها هي وشركة البترول البريطانية بريش بتروليوم التي سيمر ذكرها فيما بعد على الأسواق الخارجية ولكن بعد الحرب العالمية الأولى – كما ذكرنا - وحاجة أمريكا للبترول لسد النقص المتزايد في احتياطها تهتم بالاستثمارات البترولية في كافة أنحاء المعمورة وحصلت على العمل في السعودية ثم وضعت يدها على المنطقة العربية والخليج وفيها أكبر مخازن البترول في العالم عن طريق الأرامكو ، ‏

 

أما الشركة الثالثة الكبرى في تاريخ صناعة البترول والتي لعبت دوراً رئيسياً في حياة الخليج العربي والمناطق حوله فكانت شركة بريطانية خالصة وهي شركة برتش بتروليوم - ب ب B.b - وعندما تأسست في فارس أطلق عليها شركة الأنكلو برسيان أي الشركة الإنكليزية الفارسية ثم عدل ليكون الشركة الإنكليزية الإيرانية إنكلو إيرانيان ويمكن اعتبار يوم 14 نيسان عام 1901 و هو مولد هذه الشركة B.b تطوراً هاماً في صناعة البترول التي كانت حتى ذلك الوقت صناعة أمريكية بحتة وكانت أوروبا تستورد احتياجاتها من الولايات المتحدة ، إلى أن دخل المحرك الصناعي ميدان العمل فبدأ اهتمام رجال الأعمال البريطانيون يتجه نحو البترول وخلال نصف قرن من الزمن أصبحت هذه الشركة إحدى دعائم العالم الرأسمالي المعاصر حتى تاريخ تأميمها عام 1951 عند قيام مصدق بثورته ضد النظام الشاهنشاهي في ايران ، ومنذ أن تحولت إلى شركة البترول البريطانية ب.ب B.b أسهمت في أربع أو خمس شركات بترولية عاملة في الشرق الأوسط ولا تزال تعتبر إحدى دعائم الدخل القومي البريطاني ‏ وقد وجه نشاط هذه الشركة نحو منطقة الخليج العربي بسبب ما كان لدى بريطانيا من قوة ونفوذ في تلك المنطقة قبل انسحابها منها عام 1971 ، فقد استطاعت سابقاً بعد مجهودات ضخمة وخلال فترة زمنية ليست قصيرة إبعاد كل منافسة دولية لها هناك كما رأينا وكانت الضرورات التجارية تحتم على البريطانيين الإبقاء على نفوذهم قوياً دائماً ، ثم كانت الحاجة الماسة للمحافظة على طريق الهند الشغل الشاغل لسياسة بريطانيا الخارجية ‏في حينه وبعد أن استعرت الشركات الاستعمارية الغربية في السيطرة على منابع النفط بدأت في تنسيق الحركات فيما بينهم بعد أن وقعت العديد من الصادمات والاختلافات بين العديد من الدول الاستعمارية الغربية وبالفعل قامت هذه الشركات بوضع ما أسموه دستور البترول وكانت من أهم المبادئ التي تضمنها دستور البترول أو ( اتفاق أشناكاري ) الاتي :


* تقسيم مناطق الاستغلال والأسواق البترولية بين الشركات المستثمرة ، وتجميد المركز الدولي لها في علاقاتها مع بعضها البعض ، بمعنى أن لا يتم توسعها في المستقبل إلاَّ بنسب معينة على أساس مقدار أعمالها وقت إبرام الاتفاق


* وضع طريقة لتحديد وتوحيد سعر البترول في العالم أجمع ، على أساس سعر البترول في خليج المكسيك


وأود الاشارة الى أنه لا يستقيم الحديث عن المخططات الأمريكية للسيطرة على منابع النفط في العالم خاصة في إطار الصراع الدولي وظهور عدد من الأقطاب الدولية المحتملة لمنافسة أمريكا وعلى أرسها الصين وتزداد أهمية خريطة النفط في العالم لتوضيح منابع النفط ونوعية النفط المستخرج وطبيعة الأرض وغيرها من العوامل التي تحدد أهمية هذه المنطقة ، بالإضافة إلى أنها نرسم لنا الدول المستهلكة للنفط ومعادلات استهلاكها باعتبار ذلك أحد العوامل التي تتدخل في إدارة الصراع من أجل السيطرة عل منابع النفط وبشكل عام ، يشير الخبراء المختصون بالنفط ان المخزون النفطي العالمي المؤكد كان يقدر في عام 1970 بنحو 546 مليار برميل بينما قدر الاحتياطي غير المؤكد بنحو 900 مليار . وفي عام 1994 قدر المخزون المؤكد بنحو 817 مليار بينما وصلت تقديرات عام 1996 للمخزون المؤكد الى نحو 965 مليار برميل ، بل أن هناك بعض الأوساط التي تقدر الاحتياطي بعيد الأمد للنفط في العالم بأكثر من ثلاثة ترليونات برميل والجدير بالذكر أن تقديرات عام 1970 لم تكن تشمل مخزونات الاتحاد السوفيتي ، في حين شملت التقديرات اللاحقة كلا من روسيا ودول القوقاز وقزوين . وقد أكد العديد من مراكز الأبحاث الدولية أن الطلب العالمي علي البترول سوف ينمو باطراد بمعدل‏2%‏ سنويا خلال الفترة الممتدة من عام ‏2000 حتى عام ‏2020 بذلك فالاستهلاك العالمي من البترول ‏,‏ من المتوقع أن يبلغ نحو ‏115‏ مليون برميل‏ ‏يوميا عام ‏2020 ‏ بعد أن كان عام ‏2000 ‏يقتصر علي ‏74 ‏ مليون برميل‏ ‏يوميا أي أن معدل الزيادة سوف يكون في حدود‏41‏ مليون برميل ‏الأمر الذي يعني أن معدل الطلب العالمي علي البترول سوف يزداد قبل بلوغ الربع الأول من القرن الحادي والعشرين بما يقارب ‏55% ‏ وتشير الدراسات إلى أن هناك ‏6‏ دول فقط من دول الأوبك هي التي سوف يكون في مقدورها زيادة إنتاجها بمعدل ‏43 %‏ بحلول عام ‏2020‏ وهذه الدول هي السعودية والإمارات والكويت والعراق وإيران وفنزويلا‏ ‏


يتبع بالحلقة الرابعة






السبت ٧ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة