شبكة ذي قار
عـاجـل










خلصنا في الحلقة الثانية ان الاسلام لايقر التحزب وهنا السؤال فأين دورالمرجعية والمراكز العلمية الكبرى والمجاميع الفقهية والجامعات في تقليل مخاطر هذا التوجه ؟ والجواب إن المراكز العلمية الكبرى والمجامع الفقهية والمرجعيات والجامعات على مستوى العالم الإسلامي يقع عليها عبء كبير في مواجهة محاولات البعض لاستغلال الدين لتحقيق أهدافهم السياسية الخاصة مما يسيء إلى الدين ويجعل البعض وخاصة الغرب يظن خطأ أن هذا هو حال الأمة الإسلامية لأن البعض استغل الدين وجعله ستارا لتحقيق أهدافه ومآربه ، و أن المراجع والمراكز العلمية والمجامع الفقهية عليها تبصير وتعريف المسلمين بحقيقة دينهم الغراء ، وأن الإسلام المحمدي لا يعرف مطلقا التحزب الديني ، واستغلال الدين لأهواء ومنافع خاصة ،

 

كما أن عليها نشر وسطية واعتدال الإسلام ومواجهة التشدد والغلو الذي يسيء للإسلام بصورة مباشرة ، كما أكد الشيخ علي عبدالباقي على الدور المحوري الذي تقوم به المجامع الفقهية على مستوى العالم الإسلامي في التصدي لأطماع البعض ممن يتخذون الدين ستارا يختبئون وراءه لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الفردية والفئوية والحزبية على حساب الدين ، مشيرا إلى (( أن المجامع الفقهية يقع عليها عبء كشف حقيقة هؤلاء الذين يسيئون إلى الدين ويعطون أفكارا ومعلومات مغلوطة عن الدين للآخرين وكشف زيف نواياهم وما يصبون إليه من أهداف دنيوية )) وأوضحت أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية الدكتورة آمنة نصير (( أن المجامع الفقهية والمراكز العلمية على مستوى العالم مطالبة بكشف من يختبئون وراء الدين ويستغلونه لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الدنيوية الخاصة ،

 

موضحة أن هذه المجامع الفقهية والمراكز العلمية هي الأقدر على كشف زيف هذه الجماعات التي تستغل الدين وتشوه بذلك صورته وتعطي للآخرين ذريعة للهجوم عليه والإساءة إليه )) ، وهنا لابد من التأكيد على الإعلام والمواجهة والدور الذي يقوم به الإعلاميون في خلق مزاج معتدل يحمي الناس من الوقوع في أخطار تسييس الدين حيث أكدت أستاذ الفقه المقارن الدكتورة سعاد صالح (( أن وسائل الإعلام يقع عليها عبء كبير في كشف الحقائق وعدم التستر مطلقا على من يتسترون خلف الدين ويجلعونه ستارا لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الخاصة وعدم الانحياز لفئة على حساب الأخرى ، وإنما يكشف بكل موضوعية زيف وادعاء الجماعات التي تسيء للدين وتتخذه ستارا لتحقيق أهدافهم الفردية والحزبية على حساب مصالح الأمتين العربية و الإسلامية )) ، ودعت الدكتورة سعاد صالح وسائل الإعلام على مستوى العالم الإسلامي بما فيها الصحف والقنوات التلفزيونية ، إلى عدم السعى للحصول على الأموال وتحقيق المكاسب المالية مقابل التستر على الجماعات التي تستغل الدين لتحقيق مآربها وأهدافها الخاصة ،

 

وإنما يجب أن يقوموا بواجبهم بكشف زيف وادعاء الجماعات التي تسعى للتحزب وتسييس الدين ، وعدم التهاون مطلقا في فضح وكشف أكاذيبهم أمام الجميع كما أكد الداعية الإسلامي الشيخ مظهر شاهين(( إننا ونحن في ظل السموات المفتوحة وبعدما أصبح العالم قرية صغيرة بفعل التطور الهائل في وسائل الاتصالات وتكنولوجيا الإعلام والمعلومات يقع عبء كبير على أجهزة الإعلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لكشف الحقائق أمام العالم أجمع وإظهار زيف وأباطيل الجماعات التي تتخذ من الدين ستارا لتحقيق أهدافها ومصالحها الخاصة ، وإلى ضرورة تطوير الإمكانيات الإعلامية على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي بحيث تستطيع الوصول للآخر باللغة التي يفهمها لتعريفه بالحقائق التي تحدث في بلادنا وكشف خبايا الجماعات التي تختبئ وراء الدين لا لشيء إلا لتحقيق أهدافها الدنيوية فقط ، مطالبا بضرورة التنسيق بين دول وحكومات العالم الإسلامي في هذا الإطار وحتى تتمكن الامتين العربية والإسلامية من مواجهة المخاطر والتحديات الكبيرة التي تواجهها في الوقت الراهن وخاصة شراسة الهجمة المشنه من قبل اعداء الاسلام والعرب ومما يؤخذ على كثير من الإسلاميين الذين اهتموا بالجانب السياسي في الإسلام أنهم في المقابل هونوا أو قل اهتمامهم بالجانب العقدي والتربوي فيه فغلبت السياسة عليهم حتى أنستهم مهمة الدعاة الأولى الا وهي الدعوة إلى دين الله كما أنزل على الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم دون تحريف أو زيادة وإنكار ما يخالفه من الشــركيات والبدع ولكن وللأســف نجد وصل الحال ببعض المنخرطين في الهم السـياسي من الدعاة أن رق دينهم ( باعوه لما يوصلهم الى ماهم اليه راغبون ) ،

 

وكثرت تنازلاتهم ومداهناتهم أمام جمع الكفر وللآخرين حتى كادوا يستوون في أمرهم مع العلمانيين الذين ابتعدوا عن مواطنتهم ووطنيتهم وغيرهم من المخالفين فلابد لعقلاء الأمة وذوي الرأي فيها أن يتنبهوا لهذا الأمر الخطير ويعطوا كل مقام حقه دون إفراط أو تفريط ، هيمنة الامبريا صهيونية ومن تحالف معهم ، وتزييفها حقيقة الصراع حيث ازدادت الهجمة الإمبريالية الأمريكية وحليفتها الصهيونية ومن ورائهما الغرب الذيلي ، ليس فقط ضد الحركات الإسلامية الأصولية وحدها بل ضد العرب والمسلمين وشعوب العالم المقهورة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ! ، ذاك المد الديني رافقه ازدياد نشاط الجمعيات الدينية والحركات والأحزاب والدعاة ،

 

وكثرة المدارس الدينية والمعاهد والجامعات ، وازدياد نشر الكتب الدينية وازدياد الإقبال عليها ، وقد فاقت مبيعات الكتب الدينية كل أنواع الكتب الأخرى كما تشير إلى ذلك نتائج المبيعات في معارض الكتب ، لقد أطلق المفكرون الإسلاميون على المد الديني تسمية النهوض الإسلامي أو الصحوة الإسلامية وهي تمتلك في هذه المرحلة عوامل حركية حيوية وفعالة تجعلها تستمر وتتعاظم ، مقابل تخاذل الأنظمة العربية وإدارة ظهرها للجماهير الشعبية وتطلعاتها وآلامها ومعاناتها وتيار المقاومة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتله ، والعراق وما حدث له بفعلهم وارتمائهم في خندق جمع الكفر واقرار اجتياح ارض الرسالات والانبياء والاولياء والصالحين من الغزاة المحتلين لخيردليل على ما ذهبنا اليه من رؤية واقتبسناه من شواهد ومواقف لبعض العلماء والفقهاء والمتخصصين


يتبع بالحلقة الرابعة






الجمعة ١٣ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة