شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمان سنوات طويلة وشاقة مرت على استشهادك وانت بين يدي الله الرحيم الكريم الذي غبطك وانعم عليك بنطق الشهادتين امام ملايين الناس من مسلمين وغيرهم من الموحدين وغير الموحدين . وكان ظن الحاقدين عليك وعلى حزبك وعلى المسلمين انهم تخلصوا منك ومن افكارك القومية , ولكن ارادة الله كانت وقضت ان تقدم لمحاكمة امريكية – فارسية غير عادلة لتكون محاكمة لهم ولكل الخونة في هذا الزمن الردئ , فقد عرفت منذ اعتقالك ان مصيرك هو ما كان , ولم تعبه لهذا المصير بل واجهته بالايمان والثقة بالنفس التي عهدناها بك وعلمتنا ان الثقة بالنفس تعني ابتداء الشوط , وان اليأس هو نهاية الشوط .


سنوات ثمانية عجاف مرت على الامة وعلى العراقيين , تبادلت قوى البغي والضلال ادوار التأمر على الامة , والكل يقطع في اوصالها ويعمل على تفتيتها حسب الاديان والطوائف القوميات وحتى العشائر والافخاذ . في تلك السنوات عانى العراقيون بعامة شتى صنوف العذاب على ايدي الطائفيين اتباع ملالي ايران الطائفيين الممتلئين حقدا على الامة العربية وعلى الاسلام الحنيف , فقتلوا اكثر من 160 الف من رفاقك البعثيين والضباط الاشاوس ممن خبرت شجاعتهم في الملمات والصعاب , ومئات الالوف من ابناء الشعب على الهوية الطائفية , كما شردوا الملايين من ديارهم داخل الوطن وخارجه في الشتات . وانتهكت اعراض الماجدات في السجون دون ان يندى لحكام المنطقة الخضراء جبين او يهتز شارب احدهم لانهم حلقوا الشوارب تشبها باسيادهم الامريكان والبريطانيين .


ثمان سنوات اغتنى اتباع الملالي من سرقة ثروات العراق , وصار لهم عقارات داخل العراق بمصادرتها من اصحابها , وخارج العراق في عواصم العرب والعالم , وصار لهم ارصدة بالملايين بل وصل رصيد بعضهم من المتنفذين الى المليارات وخاصة ابن المالكي واقاربه ومن سار معه . وقد زكمت سرقات المسؤولين الجدد انوف الاثرياء من امثالهم .


وحسب موقع احد العراقيين المطلعين فان ارصدة الحكام الجدد فاقت الخيال في مثل هذه المدة القصيرة , وعلى سبيل المثال وصل رصيد المالكي 50 مليار , ومسعود البرزاني 48 مليار , واسامه النجيفي 44 مليار , وعلاوي 35 مليار , وعمار الحكيم 33مليار , ومقتدى الصدر 25 مليار , وتمضي قائمة الحراميه مع الشهرستاني والبياتي والاعرجي والمطلق والسنيد والاسدي واقلهم عادل عبد المهدي وقد تراوحت ارصدتهم من 9 مليار الى 3 مليار . هؤلاء هم الذين يحكمون العراق اليوم بمباركة من نظام ملالي ايران والادارة الامريكية . ويكفيك فخرا ان هؤلاء تعبوا وهم يبحثون عن ثرواتك وثروات رفاقك الذين استشهدوا او الذين مازالوا في السجن فلم يجدوا فلسا باسمائكم , بل سرقوا بيوتكم واثاثها .


ثمان سنوات والعراقيين بدون كهرباء وبدون ماء صالح للشرب , وصار بعضهم يفتش في حاويات القمامة ليسد رمقه في ذاك المساء الحار صيفا والبارد شتاء . اما معاناة النازحين فحدث ولا حرج , انها نفس معاناة اللاجئين الفلسطينيين من قبل , وشاركهم اخوانهم السوريين الذين هجروا بفعل اجرام الطائفي بشار الاسد . الفساد في كل الزوايا في التعليم والصحة والطاقة والاشغال والتجارة حتى انهم لعبوا بالحصة التمونية الخاصة بعامة الشعب .


ثمان سنوات تخاذل الزعماء العرب فانقلب الشعب عليهم وصاروا في خبر كان , ولكن المتامرين على الامة سرقوا انتفاضة الشعب العربي في اقطارهم , واخترقوا تلك الانتفاضات وحولوها الى قوى ومليشيات متطرفة متقاتلة تحركها دوائر الاستخبارات العالمية والايرانية . وظهر التطرف الذي حذرت منه قبل عشرات السنين . وصارت قضية فلسطين في مؤخرة اهتمامات العرب . حتى ان بعض العرب وقفوا الى جانب الصهاينة ضد الفلسطينين وحرضوا على قتلهم بدم بارد .


بالمقابل فهناك صورة مشرقة خلال السنوات الثمان الماضية , صورة رفاقك البعثيين المخلصين لمبادئهم , مبادئ النضال والفداء والوفاء والكرامة , هؤلاء الرفاق الذين خبرتهم لم يألوا جهدا في سبيل مواصلة ما بدأته من جهاد ضد الاحتلال الامريكي البغيض , هؤلاء الرفاق قدموا دمائهم وعوائلهم وصمدوا , وحققوا المستحيل بطرد القوات الامريكية من العراق اواخر عام 2011 , حيث انسحبت تجرثياب الخيبة والخذلان بعد ان كان قرارقيادتهم البقاء في العراق الى امد بعيد .


لقد ارادوا اجتثاث البعث من العراق , ولكن خاب فألهم وخسرت حساباتهم , فالبعث تجدد برفاق مناضلين , استمدوا العزم من صمود رفاقك الاصلاء الذيم خبرتهم في سوح الكفاح خلال 35 سنة من عمر الثورة المجيدة التي رفعت اسم العراق عاليا في المحافل الدولية , عراق العلم ومحو الامية وبناء الجامعات والمدارس , ومجانية التعليم والصحة , عراق الايمان والمساجد ودور العبادة للاديان والمذاهب . عراق الذي تعامل مع العقل وابعد الخرافة والجهل .


اليوم ايها الرفيق الشهيد صار العراق مرتعا للجهل والظلام والعودة الى القرون القديمة التي تميزت بالجهل والظلامية , وصار في المرتبة الاخيرة في سلم حقوق الانسان وخاصة حقوق المراة والطفل , وصار في العراق جمعيات لذوي الميول المثلية والشذوذ , وانتشار البغاء باسم زواج المتعة .


هذه الاخبار تزعجك حقا ولكن لابد من اخبارك بها لانك تنشد الحقيقة دائما , وما يفرحك ان رفاقك البعثيين ولا اقول الحزبيين في الوطن العربي ما زالوا اوفياء لك يدافعون ضد جيش الطائفيين المزيفين للحقائق , منافحين لابراز الحقائق امام الراي العام العالمي والعربي ايضا , لان المعركة اليوم صارت معركة متداخلة بين تيار طائفي وتيار معتدل , بين اعداء العروبة وبين مناصريها , بين دعاة الشرق اوسطية وبين دعاة القومية العربية المنادين بوطن عربي واحد , بين من يريدون التطبيع مع الصهاينة والقوى الكبرى وبين مناهضين للتطبيع .


خلال السنوات الثماني الماضية واضب محبوك في الوطن العربي على ذبح الاضاحي في كل عيد اضحى ونذروها لروحك الطاهرة , وفي نهاية كل عام ميلادي يحتفي الشباب العرب باستشهادك ويهتفون باسمك , وهكذا ظل اسمك يرهب الاعداء الذين ظنوا ان بامكانهم القضاء على اسمك واسم حزبك القومي العربي الانساني المؤمن .


الامر المفرح ايضا ان الثورة العراقية الشعبية انطلقت من الامكنة التي تعرفها وتعرف رجالها , وحررت مناطق كبيرة من ارض العراق من الحكم الطائفي المرتبط بملالي ايران . وتمكنت الثورة من عزل نوري المالكي رغم وقوف ايران بثقلها ومن ورائها الولايات المتحدة ومنعه من اخذ ولاية ثالثة لرئاسة الوزراء . وما زال الثوار يقفون بصلابة في الاماكن المحررة رغم تحالف القوى الدولية والاقليمية لاجهاض الثورة , بدعوى القضاء على الارهاب في حين ان الارهاب هو من صنع الغرب الاستعماري ومن صنع حليفهم ملالي ايران الذين سطروا منهجا خاصا في الارهاب سوف يدرس ضمن مقررات العلوم السياسية في الجامعات .


ايها الشهيد الذي تميزت شهادتك بفرادتها ورؤيتك من ملايين الناس , لقد غابت الرجولة من الزعماء الذين تعرفهم , وتربع الباقون على كراسي الحكم مقموعين مستكينين ينتظرون ساعة الهلاك بدون وعي , انك ستبقى الرجل الكلمة , سيبقى اسمك تترنم بها الالسن من شباب وشياب , يهتفون باسمك في القاهرة وعمان وتونس والمغرب .


ايها الرفيق الشهيد ابو الشهداء صدام حسين باعتراف رجال الدين الذين شهدوا لك عبر شاشات التلفاز ومن على منابر رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , ان الله انطق لسانك بالشهادتين , وان مثواك الجنة باذنه , نطمئنك ورغم كتامة الاوضاع في البلاد العربية الا ان الخير في امتنا ما دام مناضلوها يحملون السلاح . نم قرير العين هادئ البال . وسيواصل رفاقك المسيرة حتى النصر باذن الله .






السبت ٢٨ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة