شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمان سنوات منذ أرتقت روح القائد العربي الشجاع صدّام حسين الى مراتب الخلود والشهادة. وسبع وسبعون سنة منذ كانت الولادة الأولى لهذه الشخصية التاريخية والتي اصبحت محورية في التاريخ العراقي والعربي الحديثين وهي لما تزل في مطلع ثلاثينياتها. وكما يقال "قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت" فنحن نقول لنعرف من هو صدّام حسين علينا أن نعرف من هم أعدائه !


ولكي لا تلتبس الأوراق وتختلط، فأن ألد أعداء القائد الشهيد كانوا هم من أغتالوه يوم إعدامه في الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر من عام 2006، صبيحة اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك من العام الهجري 1427. لقد أعدمه الغزاة الأمريكان الذين جاءوا إلى العراق ليدمروه وليزيلوا حضارة آلاف السنين وليمسحوا كل منجزات العراقيين القديمة والحاضرة والمستقبلية-خسئوا. الذين جاؤا ليمزقوا وحدة العراق وسيادته على أرضه وسمائه ومياهه وليزرعوا الشقاق والعداوة بين أهله وشعبه بكل طوائفه ومذاهبه وأديانه وقومياته. فهدف الغزو لم يكن السيطرة على خيرات العراق ونفطه فقط وانما جعله عراقاً ضعيفاً ممزقاً يلعق جراحه ولا يقوى عن الدفاع عن نفسه.


وفي تمزيق العراق خدمة للصهاينة ... وهم من أشد الناس عداوة للشهيد ونهجه التاريخي ومواقفه الأصيلة في دعم نضال الشعب الفلسطيني، وهم كانوا قد صرحوا أكثر من مرة أن كيانهم الصهيوني "أسرائيل" لن تنعم بالهدوء والأمان مادام صدّام حسين على رأس السلطة في العراق، وهم بلاشك اي الصهاينة المستفيد الأكبر من عراق ضعيف ممزق يقاتل شعبه بعضا.


وعاون الأمريكان في هذا العملاء الذين جاؤوا على متن الدبابة الأمريكية وبحمايتها لينهبوا ويسرقوا ويفسدوا في الأرض وليدمروا الحرث والنسل. جاء هؤلاء العملاء ومهمتم محددة وهي تقسيم العراق وشعبه وإضعافه وسرقة موارده وتدمير منجزاته ... ومن أهدافهم هو الأساءة الى سمعة العراق الدولية عبر تحطيم كل البنى التحتية للعراق ومن ضمنها بنى التعليم والصحة والصناعة والزراعة ... وهم كانوا يناصبون العداء للشهيد الخالد لأن أنتمائه لشعبه ووطنه وأمته يذكرهم بخيانتهم وقذارتهم ووساخة أيديهم. لقد كان كل الفاسدين من أعدائه، وكان كل المنافقين منهم، كما كان من باع شرفه وأنتمائه بثمن بخس عدواً لصدّام حسين.


وتعترف "الجارة العزيزة" إيران بأنها هي من أعدمت صدّام حسين!!! كيف لا وكل الأحزاب التي تتبرقع بالمذهب الصفوي غطاءً لها ممن أوصله الأمريكان لسدة الحكم هم من ربائبها ومن خالص عملائها ممن باع جيشه وشعبه ووطنه بخبز الخيانة الرديء. وإيران هذه هي من جرّعها صدّام حسين وجيشه البطل وشعبه الأبي كأس سم الهزيمة عام 1988 في حربها العدوانية على العراق وجعل جيشها الذي كان خامس أقوى جيش في العالم ينكفيء الى داخل الأراضي الإيرانية وقواتنا البطلة تطارده وتلحق به أفدح الخسائر.


وممن كان من أعداء البطل هم كل الجبناء الذين كانت شجاعة الشهيد ومواقفه المبدأية الشجاعة تذكرهم بضعفهم وخنوعهم وتقض مضاجعهم ليلاً حين يخلون إلى أنفسهم ويسألونها لماذا لا نكون رجالاً كما هو صدّام حسين؟


نعم. كل هؤلاء كانوا أعداء صدّام حسين ... وكل هؤلاء الأعداء كانوا يحترمونه ويخافونه في آن واحد. فهو الذي ترفع عن الصغائر وتجنب شخصنة الأحداث وناضل بصلابة ليجعل العراق بلداً مهاباً قويا، يمد يد العون لأخوته وقت الشدة ومهما كانت الظروف. كانوا أعدائه لأنهم يرون فيه الصورة المغايرة لهم. فقد كان الأصل وكانوا هم الصورة السلبية ( النيكاتف negative ) ، وكان الرجل وكانوا هم انصاف الرجال لايفوون بعهد ولا يصدقون الحديث ويخونون أماناتهم وأوطانهم. كما كانوا يرونه ورفاقه من المناضلين الصلبين حجر عثرة أمام تنفيذ خططهم الشريرة ومطامعهم البائسة.


ومن فعل تلك الفعلة فقد ظنَّ أنه يقدم خدمة جليلة لكل أعداء الشهيد وخصومه،،،لكنهم خسؤا "وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ ۖ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿٥٤﴾" آل عمران. فقد كان الشهيد رحمه الله بيرقاً عالياً يوم إعدامه، وكان مثلاً شاخصاً للشجاعة والبطولة في وقفة تاريخية يندر أن تسجل عدسات الكاميرا مثلها، زلزلت الأرض من تحت أقدام من أرادوا أهانته وتدمير صورته، وكسبت من الأصدقاء والمحبين ملايين جدد أضيفت الى سجله الخالد، وأكلت من جرف أعدائه كمّاً كبيراً ممن انكشفت أمام أعينهم صور البطولة الزائفة التي كان يتشدق بها أعداء البطل، ورأوا أن البطولة الحقيقية هي حين تواجه الموت المحتوم بوجه مشرق وجنان ثابت وصوت يبشر بالنصر ويردد بالشهادتين غير آبه لمن كانوا أسفل منه يهتفون بما لا يناسب المقام. كان رحمه الله يوم أعدامه يبدأ صفحة جديدة من صفحات التحدي والصمود ويضرب مثلاً آخر من أمثلة الثبات على المبدأ والتضحية دونه. وأصبح أعدائه-كل أعدائه- من النادمين ...


ترحموا على الشهيد البطل في ذكرى استشهاده الثامنة وترحموا على شهداء الأمة وتذكروا مآثرهم وتمثلوا مواقفهم عسى الله أن يرحمنا ويكشف عنا وعن أمتنا الغمة ... والله ناصر المؤمنين.






الاحد ٦ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة