شبكة ذي قار
عـاجـل










الغرب الإمبريالي قائم على الجشع والأنانية والعدوانية والنهب والسيطرة والاستغلال والنظرة المتعالية التي تحتقر شعوب العالم في القارات الثلاث - الآسيوية والإفريقية وأمريكا اللاتينية - وقد خان الغرب فكره وفلسفته وعلمه ، ذاك الغرب له وجهان ( الأول حضاري متقدم بالعلم والتكنولوجيا ، والثاني رأسماليته الجشعة التي أوصلته إلى مرحلة الإمبريالية المتوحشة ) اللاهثة وراء مصادر الطاقة والمواد الأولية ، والأسواق لتصريف منتجاتها وجعل العالم غير الغربي مزرعة تابعة له تدور في فلكها اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ، لا بد ضمن الرؤية الواقعية التي ترتكز على الحقائق والوقائع التي تفرزها الاحداث أن يكون هناك موقف من الغرب الإمبريالي ولا سيما الاداراة أمريكية راعية الارهاب الدولي وعدوة الشعوب في العالم كونها تمارس ارهاب الدوله وان المجرم جورج بوش الابن أعلنها بخطاب رسمي ( من لم يكن معنا هو عدونا ) إن استفراد وهيمنة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية كقطب أوحد في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والنظام الشيوعي عام 1991 ، مكنها من قيادة العولمة السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .... الخ ،

 

وقد أشار الى ذلك القائد الشهيد الحي صدام حسين بخطابه الوثيقه في اجتماع مجلس التعاون العربي في عمان حيث أشار الى أن التفرد الامريكي بالعالم سيجعلها كالثور الهائج لتؤذي شعوب وتعتدي على بلدان .... الخ ، وجاء تفجير برجي مركز التجارة العالمي في أيلول عام 2001 المغلف بالغموض والتعرض لمبنى البنتاغون ومحاولة التعرض للطائرة الرئاسيه الامريكية ضمن سياق الرؤية الأحادية في إعادة تقسيم العالم وترتيبه وفق النظام العالمي الجديد ! وارتكازاته الفوضى الخلاقه ، وقد ازدادت الغطرسة والإرهاب الأمريكي في عهد المحافظين الجدد اليمين الديني الأصولي المسيحي - الإنجيليين الجدد - المتصهين الرجعي في الإدارة الأمريكية والمشبع بخرافات الألفية والمتحالف والمناصر للكيان الصهيوني والدفاع عن كل جرائمه المرتكبه بحق ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية باسم العداء للسامية ، وذاك التحالف فتح الأبواب على مصراعيها للعنجهية الصهيونية وجرائمها دون أي قيد أو خشيه من الملاحقة القانونية أو رفض الشرعية الدولية المتمثله بمجلس الامن الدولي والهيئة العامه للامم المتحدة التي أصبحت بالامر الواقع تدور بالفلك الامريكي بل كملحق للخارجية الامريكية وغسلت أمريكا كثيراً من الأدمغة بغزوها الثقافي وسيطرتها على وسائل الاعلام في الكثير من الدول ، وروجت بأنها ليست هي والكيان الصهيوني العدوتين للعرب والمسلمين وإنما محور الشر ( المقصود العراق وايران وحزب الله اللبناني والنظام السوري ) ، وكرر ذلك أتباعها المنبطحون بكل ذله وخنوع وساروا كقطيع ألأغنام وراءها فكانت ظالتهم ان تكون اراضيهم وأموالهم وامكاناتهم العسكرية مسخرة أمريكيا" بريطانيا" لاستهداف العراق في حربهم عام 1991 بعنوان اجبار العراق بالخروج من الكويت ، لقد اختلقت أمريكا الأكاذيب لتبرر لنفسها جرائمها ضد الإنسانية ، ووظفت العالم الغربي من - جماعة محور الخير - كما سمته وجيشته لمحاربة مايسمى بالارهاب باسم الأمم المتحدة بادئة بأفغانستان في تشرين الأول عام 2001 لتحقيق المشروع ،

 

ثم انتقلت إلى العراق عام 2003 تحت ذريعة أكاذيب بدأت بحجة برنامج العراق النووي ثم أسلحة الدمار الشامل ثم الإرهاب العراقي ودعمه للحركات الإرهابية وعلاقته مع تنظيم القاعدة ، يقول يفغيني بريماكوف رئيس مجلس الوزراء الروسي الاسبق والدبلوماسي المعروف على الساحة الدولية والعالم العربي بشكل خاص (( انا اعتقد وبشكل قاطع ان العملية العسكرية ضد العراق ليست الا خطيئة تاريخية فظيعة ، فهي العملية الاولى التي نفذت دون موافقة الامم المتحدة وبهذا المستوى ، فقبل ذلك كانت هناك عمليات دون موافقة الامم المتحدة - كقصف يوغوسلافيا - ، ولكن بهذا المستوى وباستخدام القوات الارضية وغيرها لم يكن وعلى فكرة هذه العملية لم تساند من قبل حلفاء امريكا المقربين واعني - المانيا وفرنسا وكذلك بلجيكا وغيرها - ، لذلك لا يمكن الحديث عن الجهة الايجابية لهذه العملية وخاصة اذا نظرنا الى نتائجها .... فالعراق الآن يعوم بالتسييب والفوضى ، والعراق اليوم على قيد شعرة من التقسيم والتجزئة ويبحث الآن بشكل مكثف مصطنع موضوع "من سيسيطر على الجزء الغني بالنفط من العراق ؟ " وهذا ما يزيد التوتر فانا على ثقة بان هذا الموضوع سيعزز الصراع والنزاعات وما الى ذلك يريدون ان يضعوا نظاما فيدراليا ولكن الحكم الذاتي كان موجودا في العراق منذ زمن ، منذ ايام صدام حسين حيث اوجد حكماً ذاتيا في شمال العراق للاكراد ..... ومن ثم العراق كان دائماً وخاصة في السنوات الماضية واثناء النظام السابق كان دولة مدنية ، والآن يصعب القول الان سيصير اليه به الحال والسبب ليس في زيادة النفوذ الاسلامي بل ان اي دولة غير مدنية مهما كانت الديانة السائدة فيها ان تحولت الى دينية تكون قد خطت للوراء وتراجعت بالمفهوم الديمقراطي ، واليوم في العراق تحولت جميع الاحزاب الى احزاب دينية وليس هناك من حزب جامع لكل الفئات الدينية والشعبية على غرار حزب البعث مثلا انا لا ابرر النظام السابق فقد كان له اخطاءه ،

 

ولكن الواقع يبقى واقعاً واضحاً فما حدث في العراق بعد ذلك اسوء بمرات عديدة مما كان عليه العراق من قبل .. نعم اسوء بكثير وهنا لا يستطيع احد ان ينفي ذلك فالضحايا مثلاً كما نشر في تقرير الصليب الاحمر منذ فترة قصيرة 4000 قتيل امريكي و25 الف جريح ، هذا ما يعلمه الجميع ، فقد نشرت هذه الارقام الولايات المتحدة وهناك ايضا عدة مئات قتلوا من حلفائها هذا من جهة ، وكم قتل من المواطنين المسالمين .. يذكر الصليب الاحمر بتقريره 150 الف ، وانا اعتقد ان هذا الرقم غير صحيح ، فالاعداد اكبر بكثير اذ نسمع عملياً كل يوم عن ضحايا كثر وهكذا تواليك كل يوم ثم كيف نتحدث بعد ذلك عن المنطقة بشكل عام فقد تغير ميزان القوى فيها وهذا يخل بالاستقرار ولا يساعد على السلم لان قوى التوازن هذ اختلت بالنسبة لبعض الدول الاخرى الموجودة في هذه المنطقة ، ولكن هذه الاسباب لا اعتقد اننا يمكن ان نتحدث عن نتائج ايجابية حتى ولو جزئياً بهذا الموضوع )) ، كما أن الادارة الامريكية عملت على التضييق على السودان وصولا" الى انفصال جنوبه وحث الاخرين على الانفصال ، وسورية وإيران والمقاومة الإسلامية الثورية من ( جماعة محور الشر ) كما سمته والتهديد المستمر بالعقاب والضربات الاستباقية وبما يحمي الامن القومي الامريكي ، والعمل على تجزيء المجزأ وخلق الفتن الدينية والطائفية والمذهبية والإثنية.. وجاء عدوان تموز عام 2006 من قبل الكيان الصهيوني على الجنوب اللبناني ( حزب الله ) ضمن تلك الرؤية في إقامة الشرق الأوسط الجديد / الكبير والمتحور على تقسيم المقسم والغاء جامعة الدول العربية بكيان اقليمي واسع يكون الكيان الصهيوني هو القوة المؤثره والفاعله فيه من حيث القيادة والتخطيط ، وللتوكيد أشير الى الجنرال وليام لوني من وزارة الدفاع الامريكية في 30 اب 1999 (واشنطن بوشت) يقول (( إذا مافتحوا راداراتهم فسوف ندمر ماعندهم من صواريخ سام , بلادهم لنا , وفضائهم الجوي لنا , نحن الذين نقرر كيف يجب أن يعيشوا وأن يعبروا عن انفسهم وهذا امر جيد خصوصا أن هناك كميات من النفط الذي نحتاجه ؟؟؟ ))


يتبع بالحلقة الثالثة






الاحد ١٣ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة