شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يجوز الركون إلى التجريب في قضايا تتعلق وتهم مصير وطن وأمة. وإذا كانت التجربة أمر لا مناص منه ضمن أطرها العلمية المعروفة فان تكرارها ضمن انطقة الفشل الحتمي المرصود سلفا يصير عبثا، بل إجراما لا يتوجه إلى صدر إنسان أو مئة من البشر بل إلى كيان الوطن والأمة بكاملها.


لقد مرت الآن قرابة اثنا عشر عام على محاولة البعض مواجهة الطائفية بالطائفية وهي محاولة بائسة لمنح المشاركة في العملية السياسية الاحتلالية ثوبا مقدسا وتمثيلا فئويا لا وجود له سوى في عقول من تصدوا له لتحقيق مصالح شخصية أو عائلية أو حزبية ضيقة على حساب مصلحة الوطن والشعب. إن المعادلة الوحيدة التي حققها طائفيو الداخل مع من جاء لاهثا وراء دبابات الغزو المجرم هي الانغماس في الخيانة عبر التورط في التعاطي مع العملية السياسية البغيضة ومنتجاتها التدميرية.


مؤتمر أربيل المنعقد يوم الخميس الموافق 18 كانون الأول 2014 لا يمكن أن يوصف إلا في كونه امتداد لحزم التجريب التي لم تحقق أي نتيجة سوى جر العراق وأهله إلى مزيد من الدماء والتشظية. فالمؤتمر لا يعدو أن يكون امتدادا لعشرات المؤتمرات السابقة التي لا تعدو أن تكون استهلاكا للذات ومحاولة متواضعة لتأكيد الذات الطائفية وإعلان الولاء الكريه للعملية السياسية تملقا لسادتها من الأمريكان والانجليز والفرس والخط الثاني من مرتزقة العتمة الاحتلالية والتواءاتها المفضية إلى الفساد والإثراء بالسحت الفاسد.


أحد أهداف المؤتمر الإجرامية هو إيجاد شرعية لتشكيلات ما يعرف بالحرس الوطني التي ابتكرت في عهد سلطة العميل المجرم حيدر ألعبادي لتشكل مربعا جديدا من مربعات استخدام محنة العراق لتعميق المحنة وفجيعته بالدماء إلى تعميق الفجيعة ومصيبته بأنهار الدم إلى مزيد من المصيبة. والميلودراما الحقيقية أول من انتقد المؤتمر بحدة وإسفاف وأفاض عليه بتهم الطائفية والإجرام هم منظومة العبادي وأعوانه.


ورغم إن المؤتمر قد حاول إيجاد سبل مضافة لتجييش عشائري ضد ثورة العراق الباسلة بعد أن وصفها بالإرهاب واستخدم ذات المصطلحات التي تشير بها أميركا والفرس والحشد الطائفي غير إن المحاولة بدت في غاية السذاجة والانحطاط لأنها كانت واضحة المعالم السوداء والغايات المنغمسة في دروب خلق أمراء الحرب الأهلية الساعين لرفع أرصدتهم وتعويض مدفوعات المؤتمر ابتداء بأضعاف مضاعفة. إن بيان المؤتمر الختامي يؤكد على الطبيعة الإجرامية الوضيعة والاتجاه صوب ترصين عوامل الحرب الأهلية في العراق عبر الاتكاء على مشروع توريط العشائر بدل الركون إلى مطالب ثوار العراق وبيئتهم الشعبية العظيمة ليس فقط في المحافظات الثائرة بل وفي كل أنحاء العراق وهي ممكنة ومنظورة وواقعية ولها مداخل سياسية وعسكرية في نفس الوقت.


إن التستر خلف أوهام معلنة منذ سنوات ولم ولن تجد لها منفذا للتطبيق في ظل هيمنة إيران وأزلامها مثل إلغاء قوانين الإرهاب والمساءلة والعدالة لم تعد تنطلي على احد فلقد رد ألعبادي ومنظومته العميلة الخائنة فورا عليها بالاتجاه إلى تشريع قوانين جديدة للاجتثاث والتخوين والتجريم.


إن انغماس الطرف الغربي الطائفي في الخيانة والعمالة لا يفرق إلا في جزئيات نسبية عن انغماس الطرف الطائفي الصفوي الشرقي فكلاهما يتباريان في تدمير العراق من اجل تأكيد الذات الطائفية وخدمة مخططات أعداء العراق والأمتين العربية والإسلامية. ولن يكون هذا المؤتمر هو الأخير فمثلما هو امتداد لما سبقه فانه سيوجد أرضيات لمؤتمرات قادمة ما دامت تدر ربحا على المنظمين وتجلب بعض أضواء الإعلام على الحضور بوجوه كالحة. وسيجد كل هؤلاء أنفسهم أمام حقيقة العراق الثائر الذي يعرف طريقه للنصر على الإرهاب وعلى الخيانة في آن معا لان معركة العراق الحقيقية لم تبدأ بشكلها المعبر عن فروسية العراق وعظمته وزلزاله المدوي بعد رغم انها قد انطلقت يوم 10_4_2003م.






الثلاثاء ١٥ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة