لم يبق لقناة البغدادية لصاحبها حسين الخشلوك الا توفير نسخة مدبلجة لموشح " طلع البدر علينا" من ثنيات المنطقة الخضراء ليرافق بث صورتحركات وتصريحات حيدر العبادي.

والبغدادية وهي تبث من القاهرة والآن من بغداد في محلة الوزيرية عبر وصول عبد الحميد السائح وبث مختصره مباشراً من هناك ، وبغدادية الخشلوك تدخل القصر الجمهوري "المعصومي" والى مجلس النواب ومقر رئاسة الحكومة وهي تتسمع بترديد غزل حيدرالعبادي وترنمه بها في القاهرة بمقطعه.... " ومن الحب ما قتل " .

البغدادية تدير ظهرها لبغداد المحتلة وتمارس زنا المحارم الاعلامي مع شقيقاتها المؤممة حكوميا وطائفيا وجهويا، والبغدادية تساوم الليلة وفي وضح النهار على انكار تشخيص الحقيقة وكما يعرفها العراقيون.

البغدادية التي بات شعارها الديماغوجي في طرح خطاب ما تسميه وتكرره ببلاهة لا تنطلي على احد بقولها البائس عن قرب " التغيير" و " التغيير" ... الخ.

وهنا تمارس البغدادية برطانة غريبة عن الاخلاق والامانة في الفكر والاعلام . نست شركة البغدادية ان العراقيين على الجهة الأخرى والمقابلة لا زالوا يقولون ويكررون القول الدقيق في وصف حكومة حيدر العبادي التي تستمر كسابقاتها من الحكومات الاحتلالية، من أنها تتقدم مثل " بول البعير"، حقاً لقد قالت العرب على مثل هذا المنوال من تكرار الخيبات من " ان البعرة تستدل على بعيرها" ، رغم جرب كل " بعران المنطقة الخضراء " وبغالها، لذا فان منطق خطاب قناة البغدادية، وهي تتحدث عن إستتباب الامن والسلم الاجتماعي ببغداد وتتحدث بكل وقاحة عن قرب انطلاق مشاريع الاستثمار واعادة اعمار وتخطيط بغداد المحتلة من جديد، البغدادية ن لم تعد ولم تكن يوما بغدادية طالما ظلت تعمل بارتزاق لا يجهله أحد، وهي وعلى لسان ضيفها الليلة المدعو رياض العضاض وامثاله تدشن مرحلة جديدة في مستهل انطلاق بثها المباشر من مقرها الجديد في الوزيرية، عادت وهي تكيل المدائح لحكومة اللصوص وتبالغ في مدح أمثال هؤلاء وكلامها بات نفاقا سياسيا متخلفا ومفضوحاً على المكشوفن ولا بد من التوقف عنده بوضوح وحزم .
ماذا تغير في قناة البغدادية ؟ هل مالكها ومكتبه الفخم في القاهرة ؟؟ أم تغيير وجه أحد اللصوص بآخر من سارقي المال العراقي العام ؟؟ والكل لا يحتاج الى ادلة جديدة عن من سيدفع أثمان شعارات البغدادية في " التغيير" ؟؟

إن ولاءات البغدادية المتلونة بلون أغطية ماكنة الحرباء الإعلامية تعكس تماماً صفقات البيع والشراء في الحقل الإعلامي والتي تتم من دون حسيب أو رقيب . وطالما تنكرت البغدادية لاخبار عذابات العراقيين ولمقاومتهم ومارست التهريج الاعلامي باسم مكافحة الفساد ونقد المالكي لكنها ظلت تحترس عندما يتعلق الامر بفضائح فساد قادة كبار المافيا الحاكمة في العراق.

والبغدادية بخطها الاعلامي الانتقائي في النقد والمدح تعرف من أين تؤكل الكتف فهي تباع من يد بهاء الأعرجي و عصابات حاكم الزاملي وامثالهما الى يد حيدر العبادي ورهطه وبعضا من اركان تحالفه ، والفضيحة لا تكمن في تغيير الولاءات عند " شركة البغدادية للصفقات الاعلامية " ؛ بل في الشعارات التي ترفعها بين فترة وأخرى، والذي تكرره ببغاوات البغدادية على السن منشطي برامجها المتحدثين ليل نهار الآن وعلى نغمة واحدة باتت نشازاً تبشر عن قرب حدوث " التغيير" على يد ثلاثي العبادي ومعصوم والجبوري.

وسؤالنا للخشلوك والحمداني وبقية فريقهم : على من يمكن تمرير هذه السذاجات الغرائبية في رطانة خطاب أصحاب البغدادية ؟؟ ومن اين جاء مثل هذا "التغيير" ونوري المالكي ومليشيات الجريمة المنظمة التابعة لازالوا يمسكون بدف وطبول ودفة تسيير "دولة القانون" وحكومتها، ولا زال " علي الاديب" يتحكم بدفة كتلة" التحالف الوطني" ، وتتوزع السلطات العسكرية والامنية بين أمثال المجرم هادي العامري وقيادة قاسم سليماني وحشدهما اللا شعبي ، في حين نرى وزير الدفاع خالد العبيدي وهو يستجدي رضا حكومة ايران وتوابعها الحاكمين ببغداد ونراه يستعرض فرص اللقاءات له متلفزة مع علي السيستاني ومقتدى الصدر وعمار الحكيم يرافقه صاحب دكان الداخلية الجديد التي باتت وزارته سوقا لاعادة توزيع المناصب الامنية ومنح الرتب لدمج منظمة" بدر " وتوزيع ما تبقى من الميزانية على العصائب و" عصابات الجهاد الكفائي " ومعهم مئات الالوف من متسللي فيلق القدس الايراني ببغداد ومدن العراق الأخرى.

ما الذي تغير في دكان البغدادية؟؟ هل أن السلع باتت تباع بالكاش المسبق ؟؟ وعلى نمط الدفع المسبق لمن سيدفع اكثر ؟؟ ام ان صفقات بيع " النفط مقابل صوت الإعلام" ويراد بها تغطية عورات اللصوص والأفاقين والمجرمين في عراق بلا تغيير .