شبكة ذي قار
عـاجـل










إن المعركة في العالم اليوم ليست معركة على الأراضي والبلاد إنما هي معركة على العقول بهدف تطويعها وتسييسها وتصنيفها في خانات معينة ليسهل توظيفها في خدمة السياسيات الاقتصادية والاجتماعية وتنفيذ المخططات الاستراتيجية المتعلقة بها فالدول المصنعة ( أمريكا ، الاتحاد الأوربي ، إسرائيل ، الصين ، اليابان ، تايوان .. ) تبحث عن أسواق

ففي عراق اليوم وهو يرزح في ظل الاحتلالين تتفاقم الأزمات التي تعصف بالمجتمع العراقي وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية متمثلة بانهيار شامل في البنى والركائز الأساسية وفي التضخم وارتفاع الأسعار يقابله الافلاس وفي ضخامة البطالة وشيوع الفقر وتعاظم نسب الفئات المسحوقة تحت خط الفقر وتعطل مسارات الإنتاج بشكل عام في المفاصل المهمة والانفتاح على الاستيراد الواسع لكل شيء هذا إلى جانب عدم وضوح في التخطيط الاقتصادي إن لم نقل عدم توافر خطة إستراتيجية شاملة وواضحة المعالم والأهداف إضافة إلى سوء الإدارة وضعف الخبرات وشيوع ظاهرة الفساد المالي والإداري على كافة المستويات بشكل غير مسبوق في تاريخ الدولة العراقية فكلمة سرقة لا تكفي لوصف ما يفعله العدو الهمجي واعوانه الخونة لقد جردوا العراق من كل شيء من تاريخه وحضارته موارده وخيراته وتراثه ورموزه واعلامه وعلمائه وساسته واحلامه واماله وحتى ابتسامة اطفاله دمروا العراق نظاماً وأرضاً ومالاً.

فاموال العراق تسرق وتنهب بحجج متعدة وضعها الاحتلال وكان ابرزها برنامج الأعمار المثير للجدل والريبة والشك في كافة جوانبه وخططه ولكن أكثر ما أثير جدلاً حوله هو الفساد الإداري الذي أكتنف هذا البرنامج والذي أتهم فيه مسؤولين أميركيين وعراقيين ساسة وإداريين أبتداءً من الاحتلال ومروراً بوزراء وساسة عراقيين معروفين بل يتفق الجميع أن مرحلة الاحتلال وتنفيذ برنامج الأعمار قد أرست قواعد الفساد والإفساد الإداري والمالي لهذه المرحلة ومشكلة البطالة التي ما تزال تراوح مكانها في ظل الركود الزراعي والصناعي للواقع التنموي الهش في العراق ,اين تذهب الإيرادات النفطية في العراق باعتبارها عصب الحياة والممول الأكبر لموازناته فنهب الثروة النفطية والتعاقدات التي تمّت وتتم الآن لمصلحة الشركات الامريكية الايرانية المحتلة وتقتضي بتخصيص معظم حقول النفط العراقي لما يسمى عمليات تطوير تقوم بها شركات نفط دولية ستدر أرباحاً خيالية للشركات الأجنبية التي سيتم التعاقد معها مسببة للعراق خسائر تقدر بملايين الدولارات.

ناهيك عن عمليات الخصخصة الواسعة النطاق التي تجري في العراق ومن ضمنها واهمها قطاع النفط ولكن يتم تمويه هذه المسائل وتضليل الناس بأسماء تقنية مثل قضايا إعادة بناء وصيانة وتطوير ... الخ وهو ما يسمح للحكومة والمستفيدين من الشركات بإنكار حصول عمليات للخصخصة.

بريطانيا وأمريكا واسرائيل مصممون على السيطرة على نسبة كبيرة من احتياطي النفط العالمي ونظرا لامتلاك العراق ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم سيطرت على نفط العراق حتى تستطيع تحديد مستويات النفط العراقي حسب رغبتها بما يحقق لها الاستقرار في الأسواق ومع تطور القدرات الإنتاجية العراقية اصبح العراق وسيلة بيد الولايات المتحدة الأمريكية للتحكم في أسعار النفط في السوق العالمية ارتفاعا او هبوطا وبهذا فإن العراق مهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية الساعية نحو حلم الامبراطورية وهي تحاول بشتى الطرق عدم التفريط بهذا الكنز الذي حصلت عليه ومستعدة لتدمير كل محافظات العراق وقتل شعبه من اجل الحفاظ على ابار النفط

ان الاموال نهبت وسرقت وكلها ذهبت الى جيوب الاميركان والايرانيين وجزء منها بالطبع ذهب الى جيوب عملائهم والمتعاونيين معهم في مشروع احتلال العراق واستباحته منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والى يومنا هذا بالاضافة الى عمليات السرقة والنهب لخيرات العراق مستمرة بشتى أنواعها وطرقها ولعل عمليات السرقة لم تقتصر على الجانب الأمريكي والإيراني المحتلين للعراق إنما شمل الأمر من يسمون بحكومة العراق فتارة ما يسمى بالحكومة المركزية تهرب النفط إلى إيران ولها نسبة كبيرة من المبيعات، وتارة أخرى يدمرون المحافظات العراقية فيسحبون مبالغ طائلة لتغطية نفقات ما يسمى القضاء على الارهاب والنزاع مستمر على تقسيم كعكة النهب للخير العراقي واخرى البرلمان واعضاءه فالجميع له الدور الرئيسي في تدمير اقتصاد العراق كلياً وهدر اموال الدولة والتي كان الاجدر استثمارها في مشاريع تخدم المواطن ؟

وما منتدى دافواس الا مؤتمر فاشل الهدف منه تحقيق المصالح الامريكية الصهيونية فهم يفكرون ويصممون ويبنون من اموالنا من خيراتنا فمتى يصحى النيام والى متى يبقى مستمر هذا الذل والانكسار وأين ما يسمى القادة من هذا الحديث ؟ فلم نجد منهم سوى عقد المؤتمرات لأخذ الصور التذكارية والابتسامات الوردية والراحة النفسية والمشاعر المتبلدة والحرارة المنعدمة والفتور الأخلاقي فوجدوا كاميرات الإعلام مسلطة علي طلعتهم البهية فزاد حبهم في التملق والرغبة في التسلق أما ما تحقق من استثمارات لأموال العراق وما آل مصيرها في ظل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة بعد 2003 والى الان فكم هائل لا يعد ولا يحصى من جرائم القتل والدمار والتخريب ونهب أموال وثروات العراق .






الاحد ٥ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رياحين صدام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة