شبكة ذي قار
عـاجـل










انتمينا للبعث بعد ان رأينا خارطة القوى السياسية تتوزع بين مشرق وبين مغرب لا تمثل رؤية الأمة لتفاصيل وجزئيات الواقع وتقفز في الأعم الاغلب من فوق هذا الواقع متجاهلة أو غير مدركة لتناقضاته التي لا يمكن لحركة ثورية ان تصير اداة تغيير حقيقية وأصيلة من غير تحديدها علميا وتفصيليا, وكانت ايضا بين متلبس متستر بثياب الدين والمذهب ليخفي عورات يمينيته ورجعيته وتخشب هويته وذاته وتشكيلاته وليجعل من الدين مفتاح خديعة الناس في ضمان الحشد الجماهيري وبين متحجر على جسد القومية الفاقد للروح والقدرة على عبور عنوان الهوية الى عوالم الابداع والعطاء والحيوية الثورية والفهم الاجتماعي – السياسي لمتطلبات العصر.

البعث قدم لنا الهوية القومية الثورية التحررية الوحدوية الاشتراكية التي لبت بطريقة شمولية كل حاجات الأمة وحفرت مبادئها وعقيدتها ومتطلباتها في ضمير الحزب, اي في جسده, في روحه, ليكون البعث هو الأمة والشعب كل الشعب هو البعث.

البعث دخل الى بيوت العراقيين جميعا وعلمهم واخرجهم من الجهل والأمية لذلك صار كل العراقيين بعثيون فكرا وولاءا وانتماءا, انصارا ومؤيدين وأعضاء, وما شذ منهم الاّ عملاء وخونة وجواسيس ومسيّرون وتبعية. الولاء والنصرة كانت حتى من عراقيين شرفاء ينتمون الى قوى سياسية أخرى.

وهاجم الامراض المتوطنة والمستعصية والطارئة بنظام ورعاية صحية وعشرات كليات الطب والاف الاطباء فطابت له النفوس واستأنست وانشدت وهتفت وما شذ الاّ ابن مشروع اجنبي.

انتمينا للبعث لأنه تسامى فوق الطائفية ومشاريعها التفتيتية وضمّ كل الاديان والمذاهب دون ان يصير لا حزبا دينيا ولا حزبا مذهبيا. كان البعث وما زال هو المنقذ من مشروع التفتيت الطائفي الذي صار اخطر اسلحة الفتك بأُمتنا.

والبعث احتوى كل قبائلنا وعشائرنا دون ان يصير عشائريا ولا قبليا ودون ان يخدش الوضع الوجداني والمادي للقبيلة والعشيرة في حياتنا. لذلك اطمأنت له مضايف الشيوخ وكل بيوت القبيلة. وما شذ الاّ موتور او قليل أصل.

انتمينا للبعث لأنه شغلنا في بناء الدور للمحتاجين
والمزارع للفلاحين
والمصانع للعمال والمنتجين
والمدارس في كل حي ومدينة
والمستشفيات في كل لواء وقضاء وناحية وقصبة في أقصى أقاصي العراق البعث كان عنده وزارة تخطيط تعيّن اولادنا وبناتنا قبل تخرجهم من الكليات والمعاهد والمدارس الفنية دون ان يقدموا للتعيين .... كان البعث ودولته تحب الشعب فأزالت كل عوامل ومسافات الابتعاد بينها وبينه واوجدت كل وسائل العناق الابدي.

البعث حرس بيوتنا وحاراتنا فنام الشعب قرير عين حتى جاء السراق واللصوص بحماية ماكنة الغزو الامريكية .. فكيف لنا وللأجيال التي تأتي من بعدنا ان لا تنتمي الى البعث حتى لو خُلقت اميركا اخرى وبريطانيا اخرى وفرس جدد ليضافوا الى مَن باعوا العراق وانتهكوا حرماته بعد ان ذبحوا دولة البعث العملاقة فيه.

بعث الأمة يحب الشعب لأنه حزب الشعب وليس حزب السلطة المتسلطة وقدر اظهر نفسه وهو في السلطة بأنه حزب الشعب وقوة الشعب وارادته وعزه وكرامته وطبع المحب ان يعانق ويحتضن حبه حتى لو اساء البعض الفهم والتقدير.
يتبع .. بإذن الله






الثلاثاء ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة