شبكة ذي قار
عـاجـل










بالحلقات 11 التي تم عرضها تبين بوضوح ووفق ما تمكنت من عرضه الاهداف والنوايا الامريكية في المنطقه وخاصة بعد انكفاء الاتحاد السوفياتي وانهيار حلف وارشو كونه القوة الند وتمكنت الاداره الامريكية من التفرد عالميا" حيث انها ساهمت في عدم انطلاق اوربا بمشروعها لتكون القوة الثالثة عالميا" في ضل الحرب البارده التي كانت تسيطر على مجريات الامور ، كما ظهر جليا" الدور الامريكي في التصدي للنضج القومي والديني من خلال استثمار الادوات التي تمكنت من صناعتها والتحالفات التي اعطتها بعدا" جديدا" الا وهو تقويض الخصوم بمحيطه وهذا ما حصل مع العراق في حربيين شريرين ومازالا - العدوان الثلاثيني 1991 والغزو والاحتلال 2003 والحلف المعلن تحت عنوان التحالف العربي الغربي وما أعقبه بالاراء التي طرحها الملك عبد الله ابن الحسين بايجاد التحالف العربي الاسلامي بدعم واسناد امريكي لمحاربة الارهاب - كما اشرت ان الارادات التي افرزتها المنهجية الامريكية أصبحت القوة المشاكسة للنوايا والاهداف الامريكية - التيار الاصولي الاسلامي الذي استثمر لمقاتلة الشيوعية في افغانستان وانزال الهزيمة بالاتحاد السوفياتي وانهاكه اقتصاديا" بسببها ومن ثم التمرد الذي حصل لاحقا"من قبل القاعدة واعلان اسامه بن لادن العصيان المطلق فكانت الخطوة الواجبه غزو افغانستان وما تبعها من اعمال عسكرية لتأمين خطوط امداد الطاقه - وهكذا الحال من النظام الايراني القديم الجديد الباحث عن المجال الذي يمكنه من انبعاث الحلم الامبراطوري على حساب العرب والمسلمين من خلال شعار التشيع الذي استبدل مابعد التغيير بشعار تصدير الثوره الاسلامية والدور الذي لعبته التيارات والحركات الصفوية كفيلق غدر وحركة حزب الله العراق وحزب الدعوة العميل و المجلس الاعلى لمايسمى بالثورة الاسلامية في العراق في حماية الخطوط الخلفية لقوات العدوان الثلاثيني والغزو والاحتلال والمشورة والدلاله لقطعانه عندما تقدمت داخل الاراضي العراقيه في البصرة وذي قار والمثنى وها هي اليوم تطرح نفسها كند الامريكان من خلال ما يطلقه الارهابين حاكم الزاملي والخزعلي وابو الحسن هادي العامري والصيادي ومن هم على شاكلتهم الاجرامية وولائهم المطلق للولي السفيه خامنئي ، كما بينا ان التيارات او الحركات او الاحزاب الاسلامية المتسلطه حاليا على الشعب العراقي ماهي الا نتاج جماعة الاخوان او حزب التحرير وان جل منهجيتها هي ذات الافكار والبرامج التي يراد منها تخدير الشعب وتحويل انتباهه عن الاصل والاهم بالامور الثانوية كي تنصرف هذه الاحزاب او التيارات او الحركات الى تحقيق اجندتها وما مكلفه به من قوى خارجية واهمها تدمير كل المرتكزات القومية الوطنية وسلب الانسان روح المواطنه من خلال اشاعة فكر المكونات وجعله هو الشغل الشاغل له وهذا الذي يسيطر حاليا على المشهد السياسي العراقي ، بالاضافة الى تحقيق حلم الملالي بان تكون لهم السطوه السياسية والاقتصادية والثقافية على العراق وان مليشياتها والباسيج وقواتها تتحرك بالعلن في المحافظات العراقية - ديالى ، صلاح الدين ، الانبار ، بالاضافة الى حزام بغداد واجزاء من محافظة التأميم - وبعض مناطق اقليم كردستان العراق ، نعتقد أن توظيف الدين لاصلاح الواقع المجتمعي أو النظام السياسي ليس بالأمر الخطأ بل هو أساس وهدف الدين كرسالة سماوية شامله ولكن يجب عقلنته من خلال إعادة النظر ، ليس في الدين بحد ذاته ولكن في الموضع الذي يحتله في المجتمع ، فلا شك في أن الحركات الدينية تكتسب مصداقية بتموضعها كحالة رفض لواقع لا خلاف على فساده ، وعلى الحاجة إلى تغييره وتتموضع كإطار يملأ الفراغ الناجم عن انسحاب الأيديولوجيات الأخرى - وقد اصاب حزب البعث العربي الاشتراكي بتقريره السياسي الصادر عن المؤتمر القطري التاسع في باب الدين حيث اشار بوضوح ان الفرد العراقي عندما لايرى من يحقق امنياته وتطلعاته وما يرافقه من احباط يتجه الى الله لانه المنقذ وهنا يكون دور التيارات السياسية الدينية لاستقطاب هؤلاء - ، الذي يؤدي إلى تربية أجيال من السلبيين الاتكاليين العاجزين المنتظرين إرادة الله والمستسلمين لها ،

فالحكم الجائر من إرادة الله ! والجوع والفقر أيضاً من إرادة الله الذي لا راد لإرادته ! وهزائمنا أمام العدو أيضا هي نكسات ومصائب لا دور لنا فيها ولا قدرة لنا على ردها ! أما الأشخاص المسندة إليهم هذه الدروس والمروجون لهذه الأفكار السلبية عن الإسلام ، فهم غالباً من الشيوخ المسنين أو من الملتحين ويستعملون لغة ومصطلحات تنتمي إلى عصر غير هذا العصر أو الغيبيات ويناقشون موضوعات لا تلامس الحياة اليومية المعاشة ، مما يخلق لدى المتلقي ما يشبه ازدواج الشخصية إذ يكون أثناء تلقيه هذه الدروس والمحاضرات في عالم معين ، وعندما يخرج إلى معترك الحياة يصطدم بعالم آخر وحياة أخرى ، وكأن لا علاقة للإسلام الملقن بها ، فيقع ضحية التناقض بين هذين العالمين وتكون الصورة أكثر غرابة في الأرياف ، حيث تسود الأمية ويعم الجهل ، فيتحول الإسلام لدى سكان القرى والأرياف ـ وهم نصف عدد السكان تقريبا ـ إلى مجرد طقوس وأساطير لا يُفْقَه معناها ، وإلى تقليد عادات يقوم بها سكان المدن من صلاة وصيام وحج وأضحية عيد…. الخ ، كنوع من إظهار المكانة والتشبه بالحضر والتمايز الشكلي عن الآخرين أو كنوع من التقاليد ، من دون فهم واع لمغزى الإسلام وروحه ، وبجهل لتاريخه وتشريعاته وأصوله ، ومن هنا نتساءل -

هل يوجد هناك مليار مسلم في العالم ؟ وهل الدول التي تصنف كدول إسلامية هي مسلمة بالفعل ؟ وهل الأنظمة والأحزاب والمؤتمرات التي تنطق باسم الإسلام وترفع راياته هي مسلمة بالفعل ؟ - إنه مما يسيء إلى الإسلام الحقيقي أن نقرنه بواقع حال المسلمين ، أي نقرنه بالتخلف والبؤس والجهل والتعصب ، فكل هؤلاء ينسبون أنفسهم إلى الإسلام ، إما جهلا ـ من الأغلبية التي تعتقد أن ما هي عليه هو الإسلام الحقيقي ـ أو نفاقا ومصلحة من بعضهم الآخر الذين يسعون إلى إضفاء شرعية دينية على تصرفاتهم وسياساتهم ومصالحهم باستغلال المشاعر الدينية الغامضة والمشوشة لدى الجماهير الشعبية وجهلها بحقيقة الإسلام وهذا هو الامر الواقع اليوم المعاش والملموس ، أما القول بأن الإسلام يتميز عن المسيحية بكونه دينا ودنيا في الوقت نفسه ، والمطالبة بناء عليه بالتطبيق الحرفي لنصوص القرآن والحديث النبوي ، والرجوع إلى الأصول الأولى إلى عهد الرسول والخلفاء الراشدين كمرجعية إسنادية فإن الأمر يحتاج إلى توضيح ، فلاشك أنه في ذلك العهد ، كان الإسلام كذلك ، حيث كانت النصوص الخاصة بالمعاملات وتنظيم أمور الناس كافية للإجابة عن كثير من قضايا ومشاكل ذلك العصر بمعنى أن النص كان متطابقا مع الواقع ، بالإضافة إلى خصوصية شخصية الرسول وشخصية الخلفاء الراشدين أما اليوم فإن الحياة تتطور وتتعقد ، والنص الديني تباعدت معانيه المباشرة مع الواقع الذي أصبح أكثر تعقيداً وتمايزاً واختلافاً وتناقضاً بعضه مع بعض ، لتشــــــرذمه إلى مجتمعات متباعدة ذات نظم ســـــياسية واقتصادية واجتماعية ولغوية وثقافية مختلفة ، وكتعبير عن هوية تمايز عن الآخر ـ الغرب الإمبريالي والكيان الصهيوني ـ

الذي لا يخفي عداءه القومي والديني والحضاري لكل ما هو عربي ومسلم أي أن الإسلام يصبح في هذه الحالة كخط دفاع أخير يستند إليه العرب حتى لا يندثروا وينتهوا كـأمة وكمجموعة بشرية متحضرة والخوف الذي تبديه الدول الأوروبية والكيان الصهيوني من المد الأصولي الوسطي المحافظ على الدين الاسلامي المحمدي النقي من البدع والانحراف كالتكفير ومعادات من لايتوافق مع التوجه والاراء التي يراها وتأليبها الأنظمة العربية ضد هؤلاء الأصوليين ، بل وتأجيجها لنار الفتنة وصب الزيت على النار من خلال ما تتمكن اجهزتها المخابراتيه صناعته ليكون المبرر لتسويق التخويف ، كل ذلك يرجع إلى تحسس الدول الاستعمارية وبعض الأنظمة العربية لما يمكن أن تمثله الحركات الأصولية من فضح للواقع الفاسد واستقطاب للقوى الرافضة له وحيث أن هذا الواقع العربي الإسلامي يخدم المصالح الغربية والكيان الصهيوني فإن مصلحة الغرب الدفاع عن هذا الواقع بمناوأة الحركات الأصولية بنهج سياسة مدروسة ومحسوبة ، أي أنها ليست مناوأة مطلقة لكل الحركات الأصولية ، بل لمن لا تتماشى سياستها وممارستها مع مصلحة الغرب ولاشك أيضاً في أن الدين ، كعنصر استقطاب وتميز عن الآخر وكقيم أخلاقية وروحية ، قد لعب عبر التاريخ دوراً مفصلياً في معارك الشعوب ضد أعدائها وفي استنهاض الهمم وشحنها إلا أن هذا الدور للدين ما كان يمكن أن يكون لولا وجود قيادة عاقلة تحسن توظيف الدين في هذا المجال ، ولولا وجود مجتمع نشط ومبدع وفاعل ووجود مثقفين وعلماء ليسوا أدوات في يد السلطة السياسية ، أي لولا توافر شروط موضوعية ـ سياسية اقتصادية اجتماعية ولكن في وضع الدين في المجتمع ووظيفته وعلاقته بالمجالات الحياتية الأخرى كما أن الثورات السياسية والاجتماعية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا… الخ،

أعادت إلى الإنسان إنسانيته وخلقت المواطن الذي يعرف حقوقه وواجباته ، وحددت علاقة الحاكمين بالمحكومين وأبرزت مفهوم إرادة الأمة وحقها في الثورة وفي تغيير حكامها ، وجردت هؤلاء الآخرين من حق احتكار الديني والمقدس أو التحدث باسم الإله ، أي أنها أسقطت الشرعية الدينية عن الحكام والثورة الصناعية أعادت إلى الانسان كرامته وثبتت إنسانيته بتوفيرها ظروف حياتية شريفة وتحريرها الإنسان من العوز والفاقة ، وأعطت الوطن مواطنين منتجين ، والثورة العلمية حررت العقل الإنساني من هيمنة الخرافة والأساطير وسهلت عملية تحكمه في الظواهر الطبيعية والاجتماعية وفهمها وتفسيرها باعتبارها أشياء ، حقائقها في ذاتها وليس في مصادر خارجة عنها ، اذا" الصحوة الدينية المرتكزه على القرأن والسنة بروح العقل والوسطية ورفض البدع والنحراف والتطرف لابد وان تشكل قوة تضتد فاعل لنوايا جمع الكفر الهادف الى منع العرب والمسلمين من امتلاك ارادتهم وتحقيق الحياة الافضل لهم


ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون






الثلاثاء ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة