شبكة ذي قار
عـاجـل










كثيرا" ما يتم تناول الاحلاف التي أقامتها أمريكا وخاصه في العقود الاخيره من القرن ألمنصرم ، والقرن الحالي ان كانت مشروعة ألاسباب أو صادقة النوايا والاهداف والغرض الخفي منها ، وقد تنقل الباحثين والمحللين الاستراتيجيين - العسكرين والسياسين والاقتصادين – في تحليلاتهم بين الحقيقة والخيال وينتابهم بعض الاحيان الشك بأنهم أصابوا المغزى الامريكي وتمكنوا من اعطاء الرسائل الى الانظمه والحكومات والشعوب ليتخذ كل منها دوره الدفاعي أو التحرك بما يمكنه من استثمار الظرف لتحقيق غاياته ومبتغاه ، و لبيان الحقيقه التي يدركها الذين عشقوا ألوطن لابد من الانطلاق من الميدان - العراق - ، فبعد حصول التغيير القصري في هيكلية النظام الوطني العراقي على أيدي اعتى قوة في العالم حقيقتها رعاية الارهاب الدولي وتديم العلاقة مع الارهابيين وقادة خلايا المافيا وتجار المخدرات لتحقيق مصالحها واستخدامهم وفق ماتريد ومتى ما تريد ، وهذا الذي حصل بالعراق بحجة أسلحة الدمار الشامل وتحرير الشعب العراقي من النظام الشمولي وإرساء النظام الديمقراطي للحكم في العراق مع أجراء إصلاح للأنظمة الحاكمة في بعض دول الشرق الأوسط آو ما يعبر عنه بمشروع الشرق الأوسط الكبير القاضي بتحطيم كل القوى التي من شأنها الوقوف بوجه أمريكا وجعل الكيان الصهيوني المحرك الرئيسي في المنطقة من خلال تطبيع العلاقات بينه وبين الدول العربية والإسلامية مما يجعل موازين القوى في العالم تحت آمرة المعسكر الغربي المتمثل بأمريكا بعد انهيار المعسكر الشرقي المتمثل بالاتحاد السوفيتي ،

وعدم قدرة الاتحاد الأوربي موازنة الأوضاع سواء من الناحية الاقتصادية والسياسية ، مما سبب تفرد أمريكا لقيادة العالم حسب ما تريد ، وما تتطلبه مصالحها وهنا نلاحظ ان التأريخ يعيد نفسه أبان الاحتلال البريطاني للعراق وهي نفس السياسة التي اتخذها البريطانيون بنفس الوقت الذي نشاهد فيه ان موقف المرجعية اتخذ نفس الأسلوب ( سأستعرضه لاحقا" عزيزي القاريء الكريم ) وهو احراج الاحتلال ومطالبته بما اقر على نفسه من شعارات تحرير الشعوب وارساء الحريات في جميع بقاع العالم ولكي لايخرج العراق من دائرة واطار التمييز الطائفي والقومي شكل بريمر الحاكم المدني للعراق مجلس الحكم العراقي حسب الطوائف والقوميات واتخاذ مبدأ المحاصصة الطائفية كنظام حكم مؤقت للعراق وهي خطة خبيثة حالها حال السياسة البريطانية التي اتخذت هذا المبدأ للسيطرة وتمزيق الشعب العراقي علاوة على الشعب العربي ككل ، وهذه الخطة تحمل عدة وجوه منها (( إبقاء قوات الاحتلال لأطول فترة ممكنة ، و تأخير تكوين حكومة انتقالية وبالتالي تأخير تشكيل حكومة منتخبة من قبل الشعب بدون اي تأثير طائفي أو مذهبي أو انجرار عاطفي من خلال الايحاء الذي يقوم به المعممون واصدار ما يروق لهم من فتاولى ، و الصراع المذهبي والقومي بين العراقيين وترسيخ مبدأ الصراع من اجل البقاء ، وتهديد القوميات والديانات الأخرى بطائفة آو مذهب معين من خلال تهميش البعض وضرب البعض الاخر بعدم التمثيل السياسي ،

والحصول على تنازلات من بعض القوى السياسية من اجل الحصول على تنازلات أمريكية في ادارة العراق وفرض الحصص للقوميات والطوائف والديانات ودخول شخصيات سياسية تحت اسم القومية والمذهب بغض النظر عن التوجه السياسي والديني الذي غالباً ما يتعارض مع مصالح وأمال أبناء تلك القومية او المذهب فأدخلت في حصة أتباع اهل البيت ( الإسلامي والليبرالي والماركسي ) ، وهنا قد يتعارض الكلام بعض الشيء فيتساءل البعض ويقول ما دام عراقياً وينتمي إلى هذا المذهب او ذاك فمن حقه الطبيعي الذي تقولون به ان يكون ممثلاً عن أبناء مذهبه ؟

والإجابة على هذا السؤال واضحة وهي ان الجميع يعلم بما فيهم رؤساء الأحزاب العلمانية وكذلك الأحزاب الاشتراكية والقومية وغيرها ان اتباع اهل البيت وبالخصوص منهم بذات ألاتجاه ألديني ألصرف وحتى البعض الذي لا يلتزم بتعاليم الدين والفتاوى وهو نابع من الفطرة والبيئة التي عاش فـيها العـراقيون المتبعي لمنهج وفـكرال بـيت الـنبوه عـلـيهم الســلام ، ولا يـتلائم مع أفـكار وتوجهات تـلك الأحـزاب ( الليبرالية وغيرها ) ففي زمان الستينات كان لا توجد معارضة او تظاهرة إلا وكان الحزب الشيوعي أحد أركانها ولا ينجح الا بوجوده والسبب هو سياسة هذا الحزب من الكذب والخداع ووعوده للطبقة العاملة والفلاحين بالرقي بهم ومساواتهم مع أصحاب رؤوس الأموال من الإقطاع والتجار ، مما يعطي أملاً عند هؤلاء البسطاء السذج (( ونتذكر جيدا" ماهو هتاف النسوة اللاتي يخرجن في تظاهرات الاتحاد النسوي الديمقراطي - ماكو مهر بس هل الشهر وملازم لو مولازم - يعني ان يكون الزوج ضابط لما يمتلكه من جاه وسلطه وهيبه اجتماعيه )) ،

ويقابل ذلك تصاعد الوعي القومي والفعل الايجابي الذي يقوم به الفتيه المؤمنين بقدر امتهم أكثر تأثيرا" وتحريكا" للجماهير كأضراب البانزين واعتصام الطلبه في الجامعات والكليات وتقديمهم القرابين من اجل الحريه كالشهيد ممتاز قصيره ، والشهداء الاكرم منا في الموصل الحدباء وكركوك عندما تصدوا الى التفرد القاسمي والاسفاف الشيوعي ألفوضوي ،

إن العراقيين اليوم يعرفون من خلال التجربه المريره التي مروا بها بالســـــنين العجاف التي تلت الغزو والاحتلال 2003 وما قامت به الحركة الإســـلامية بكل مسمياتها واتجاهاتها ( العلماء ، وقادة ، ومليشياتها ) من خنوع لارادة الكافر والعمل بأجندته وهم يدعون حمل هموم الشعب وصمام الأمان الذي سيصلهم إلى شمس الحرية والعيش الكريم ذلك نرى بعض القيادات العلمانية دخلت بتحالفات مع قوى إسلامية لخوض الانتخابات العامة الأولى في العراق لعلمهم المسبق نهم لن يحققوا نجاحاً في الانتخابات هذا من جانب والشعور بالانتماء للمذهب من جهة أخرى مع ملاحظة ان السياسيون الموالين لمنهج ال البيت من الليبراليين قد وقعوا بين نارين آما الاتجاه السياسي والتمسك بتوجهات واهداف أحزابهم آو التوجه الديني والانتماء المذهبي الذي يتصف به الشعب العراقي بعد مرحلة مجلس الحكم العراقي جاءت المرحلة الانتقالية الأولى للحكومة المؤقتة لتبدأ مأساة جديدة على الشعب العراقي من جهتين ، الأولى من جهة الاحتلال والأزمات التي خلفتها من نقص في المواد الحياتية من الوقود والكهرباء والمواد الغذائية ووجود الشخص الغير مناسب ( في اغلب مؤسسات الدولة ) تحت تأثير الاحتلال او المحسوبية والمنسوبية والمحاصصة والمناطقية ، اما الجهة الثانية فتمثل بالارهاب القادم من وراء الحدود ولكن أي حدود ؟ انها حدود الدولة التي تدعي انها اسلامية ولكنها تؤمن بالتدخل المفرط في الشأن الداخلي وترفع الشعار الذي يراد منه التمدد على حساب العراق ارضا" وشعبا" ،

ايران الحقد والكراهية والبغضاء المتأصله في عقول الملالي ، والدول العربية التي طالما تغنت بالعروبة والقومية العربية وهي بالحقيقة لا تحمل أي ذرة من الغيرة العربية لان الجار وحفظ امنه والمحافظة على العهد والميثاق التي تعتبر من اهم صفات العرب في الجاهلية وبعد الاسلام ، الم يكن حري بهم ان يناصروا ويؤازروا اخوتهم العراقيين في محنتهم ؟ الم يعلموا ان شعب العراق دائماً كان لهم خير معين ؟ شعب العراق يعلم مواقفهم في الماضي وما يفكرون فيه للمستقبل لكن ألخطاب للضمائر الحية لاخواننا العرب في الوطن العربي والمهجر لاننا نعلم ان حالهم حال الشعب العراقي

يتبع بالحلقة الثانية






الاربعاء ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة