شبكة ذي قار
عـاجـل










بينت في الحلقة السابقه حقيقة طرف من الاطراف الفاعله اليوم بالشأن العراقي ظلما" وعدوانا" للشعب بعد ان أوفى نصارى يهود لهم العهد والوعد وتبنيهم من قبل الصفوين الجديد وشراهتهم لهضم الوطن العربي وانهاء اي معلم من معالم العروبه حتى في لباسهم وثقافتهم وان ماذهب اليه الكاتب الصفوي حسن هاني زاده – وكالة مهر للانباء {{ فالعراق بحاجة الى حلة جديدة بعيدة عن " الكوفية والعقال والدشداشة " ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق }} وقرينه بالخيانة حزب الدعوة وعلى شاكلته الاحزاب الاســـــلاميه ، بالمقدمه التي قدمها الكاتب رشيد خيون عن الدعوجي السابق رجل الدين طالب الرفاعي {{ كان الرفاعى وراء أحداث فاصلة في تاريخ الإسلام السياسي العراقي ، خاض صراعاتها شاباً ، وجني الإحباط منها شيخاً عندما يقرأ المذكرات ، في تاريخ الحركات الدينية ، يأخذه العجب العجاب من الإدعاءات وما ذكرت أمامه شخصيةً إلا وأتاك بخبرها اليقين ، فهو شاهد على عصرٍ مضطربٍ ، بل إنه كان مساهماً في اضطرابه ، كم كان الرفاعى متحمساً لدولة إسلامية ، آملاً فيها العدالة الاجتماعية ، وتنفيذ أمر الله في إكرام الإنسان، وكم صار محبطاً بعد خواء تجارب الإسلاميين أمامه ، وقد عاش غرسها وحصاد خوائها ، فغدا قلقاً على غرسته الأولى حزب الدعوة فآنذاك كان ذا وهجٍ ، وها هو يخفت كالرماد بعد ممارسة الســلطة ، وأهل جنوب العراق ووسطه يسمون الرماد خفتاً يرى الرفاعى أن غرسه صار جسداً بلا روح ،

لذا قال لأحفاده من دعاة اليوم - لا تتحملوا السلطة ، ففي ذلك نهاية حزبكم - قام أحدهم مغتراً فقال سيدنا الرفاعى ، العراق من الفاو إلى زاخو يهتف للجعفري! .. هذا الغرور هو الذي جعل المالكي في ما بعد يظهر متجهماً حين أُعلنت نتائج انتخابات 2010 طالباً إعادة فرز الأَصوات ، وأُعيد الفرز والنتيجة نفسها فراحوا إلى القضاء وكانت صفعة بوجه عدالة القضاء العراقي في تفسيره المادة الخاصة بالكتلة الفائزة ، قال الرفاعى يرثي رفيقاً قديماً في الدَّعوة وصديقاً حميماً ، وهو جابر العطا ، توفى قبل أيام أما الدُّعاة فحالهم يُرثى لها .. والقول فيهم والعِراق يطول ، جالت في صدر الرجل فكرة العدالة ، لكنه لا يراها إلا عن طريق الله ، لهذا جمع أمره وغادر إلى النجف ، واشترى من بلدته قماش عمامته السوداء ليعتمرها على يد مجتهد مثلما جرت العادة ومازال يجهل لفها مع أنه يعتمرها لستين عاماً ، فانتظم في الدرس الفقهي ، وسعى لتأسيس حزب يجمعه بالدين ، غير أن آماله أُحبطت بعد اصطدامه بما آلت إليه تجارب تسييس الدِّين ، لتحقيق العدالة طرح الطَّائفية جانباً ، فامتدت له صداقات بإخوان المسلمين والتَّحريريين نسبة لحزب التَّحرير ، بلا انتماء ،

مع أن شباباً انتموا للحزبين الاخوان والتحرير بالعِراق ، قبل تأسيس الدَّعوة يوليو 1959 ، والرِّفاعي يَصرُ على تاريخ التَّأسيس ليس سوانا نحن الأربعة فمَن له حق الحديث عن تاريخ الدَّعوة سوانا ؟! هو وباقر الصَّدر ومهدي الحكيم وباقر الحكيم ، إثر خطاب ألقاه في مؤتمر الحزب الإسلامي العِراقي الإخوان بالأعظمية 1960 رشحه الإخوان لرَّئاسة الحزب ، ورفض معتذراً ، فهناك مَن لا يرحمه مِن أترابه ، فهو لم يدخل هذا التَّنظيم وابتلاه مَن ابتلاه ، بعدها طُلب منه رئاســــــة التَّنظيم الذي يشــــــكل لمواجهة المد اليساري ، قبل أن يُسمى بالدَّعوة ، فنصحهم بالتَّوجه إلى باقر الصَّدر فكان يتبعه كصديق ونموذج ، وإذ إن الحكيمين ، مهدي وباقر ، بايعا الصَّدر قائداً ، فعذر الرِّفاعي - نحن اثنان لم نبايع أنا والصَّدر ، لأننا الأَصل - انسحب الحكيمان والصَّدر بتوجيه المرجعية وظل الرِّفاعي فاعلاً ، حتى وجد خلافاً بين العمائم والأفندية ، فكان أولانشقاق على يده ، ثم سده بنفسه كنت أبحث عنه فلدي ما أوثقه منه شخصياً ، بعد أن التقيت به العام 1994 ، حتى أتاحت لي أبو ظبي هذا اللقاء . وجدته كما تركته مهيب الطَّلعة شاباً في ثوب شيخ ، عميق الفكرة حاد الذَّاكرة ، مع أنه تخطا الثَّمانين ، ما بات تسييس الدِّين مغرياً للرِّفاعي ،

فعاد متذكراً ما نُسب إلى الإمام محمد عبده ( ت 1905) ، وهو بباريس - وجدت الإسلام ولم أجد المســلمين وعُدت إلى مصر فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام ( عن السَّيد الرِّفاعي ) ، وهو تعبير صريح عن قيمة الدولة المدنية مثلما هي ببلدان أوروبا }} أخذي هذا الحيز من المقدمه لبيان الحقيقة التي نطق بها من الدعاة الاوائل وماهي المحصله من تسيس الدين ولمن هي نتائج هذا الفعل وخدمة الاسلام والمسلمين أم أصبحت وبالا" عليهما وعند اعادة القراءة للمقدمه والاستماع للقاء الذي اجرته احدى القنواة الفضائية مع طالب الرفاعي وجدته وكأنه لم يوجد إلا لهم ولا هم له إلا همهم ، رب يريدون منه أن يبرر مساوئهم ويتجاوب مع ما يريدون من صالح أو طالح أعمالهم لكنها مشكلة العقليات التي تتعامل معهما وكيفية توظيفهما في حياتنا اليومية ، فطبيعة العقل الشرقي وطبيعة بنية المجتمع العربي هما اللذان يضفيان حالة من التضخيم والتهويل والتقديس على ظواهر دنيوية وحياتية ويخلقان حالة من التمترس الديني والهيجان لإرضاء هذه العقلية ، لأنهم رأوا فيها صورة من صور استغلال الدين للمآرب السياسية الدنيوية ولهذه الأسباب وأمثالها كانوا وما يزالون شديدي العداوة الفكرية والعملية للجماعات التي ترفض منهجهم وتوجههم والازدواجية السلوكية المتناقضة و يحرضون الحكومة عليها ويدعونها لكبتها حتى لو كان ذلك على حساب الديمقراطية التي يتبجحون بها ويسخرون سائر وسائل الإعلام لحربها ينصرهم في هذه الحرب أذنابهم المنافقون في بلاد المسلمين الذين يقتاتون على فضلات فكرهم ودعاياتهم وقد امتدت حربهم في أيامنا هذه للدول التي تنتقد افعالهم وســـلوكياتهم وليكونون أكثر انفتاحاً وديمقراطية على ابناء شــــعبهم ومســـاعدتهم على شيء من النمو الاقتصادي يحســــن من أوضاع ، يقول بعض الغربيين {{ لكن المشــــكلة أن كل إنسان يمكن أن يدَّعي أن فهمه هو الفهم الصحيح للتوراة أو الإنجيل أو القرآن ،

بل يزعم بعضهم أنه [ يعني القرآن ] كالكتاب المقدس ، والعهد القديم والعهد الجديد ـ بإمكانك أن تجد فيه أياً ما تريد لتسوّغ به كل ما تريد تقريباً - }} نقول فرق بين أن يدّعي مدّع أن ما استدل به من قول يدل على ما يريد وأن يكون دالاً فعلاً على ما يريد ، أما القرآن الكريم فنحن نعلم أنه ـ وهو كتاب الله ـ لا يمكن أن يدل على الشيء ونقيضه * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا* [النساء: 82] يقول بعضهم - إذا سلَّمنا بهذا فتبقى مشكلة هي أن النص بحسب معناه الذي تدل عليه ألفاظه ويدل عليه سياقه لا يتناسب مع ثقافة العصر فلا بد إذن من تأويله لجعله مناسباً معها لكن أليست هذه دعوة إلى خداع النفس ؟ أنت تقرأ نصاً تقول إنه كلام الله ، وتفهمه على وجهه الصحيح ، ثم تقول إن هذا الذي فهمته لا يتناسب مع ما أريد ، لذلك يجب أن أغيِّره لكي أجعله مناسباً مع ما أهوى ، ثم تقول إن هذا الذي هويت هو ما عناه الله ـ تعالى ـ بكلامه هل يقول هذا إنسان مؤمن ؟

بل هل يقول هذا إنسان أمين يحترم نفسه ؟ إنك إما أن تعتقد أن ما يقوله الله هو الحق كما قاله ، وإما أن تعتقد أنه ليس بالحق أو ليس بالعدل ، فتقول إنه لا يمكن أن يكون كلام الله ، فتكفر بالكتاب الذي كنت تظن أنه كلام الله ، أما أن تجمع بين الفهم الصحيح والتحريف فهذا الأمر المنكر خُلُقاً وديناً هو الذي حذرنا الله ـ تعالى ـ من الاطمئنان إلى ممارسيه * أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * [البقرة: 75] ولنتأمل قوله ـ تعالى * ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أي إنهم فهموا ما قال الله ـ تعالى ـ وتصوروه على وجهه الصحيح ، ثم عمدوا إلى تحريفه وهم يعلمون أنهم محرفون له ثم فالدين الحق إنما جاء لنفع الناس في دنياهم وآخرتهم ، فلا يمكن أن يكون فيه ما يمنع من الأخذ بشيء هو من ضرورات العصر، أما أهواء العصر وما يشيع فيه من قيم وأفكار وعادات وتقاليد فإن الدين لم يأت لموافقتها ، بل جاء لإقرار ما فيها من حق وإنكار ما فيها من باطل ، فالمعيار هو كلام الله لا أهواء البشرثم إن كثيراً مما يسمى بثقافة العصر مما يخالف الدين الحق ليس هو في حقيقته بالأمر الجديد الذي يقال إنه مما امتاز به عصرنا ، وإنما هو الثقافة التي اتسمت بها الجاهلية على مر العصور ،

خذ مثلاً {{ استبشاعهم للحدود ـ ولا سيما حد الزنا ـ ودعوتهم إلى تغييره هذا الحد موجود في التوراة ، لكن اليهود غيروه حتى قبل مجيء النبي محمد -صلى الله عليه وأله وسلم ، وكان الذي دعاهم إلى ذلك هو فُشُوُّ الزنا بينهم ولا سيما في أشرافهم وهذا هو عين السبب الذي يدعو الغربيين وأمثالهم إلى استبشاع هذا الحد إن الناس إذا فشت فيهم الفاحشة واعتادوها مات فيهم الشعور بأنها فاحشة ، ودعك أن تكون جريمة تستحق هذه العقاب الأليم! }} مجلة البيان ، العدد 202 ، وبهذا فان شعار الاصلاح الذي رفعه الغربيون كردت فعل على الكنسية برهبانها الذين استغلوا الانسان ابشع استغلال لايمكن ان يكون معيارا" في المجتمع الاسلامي لان القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم تحدد بزمن او مرحلة أو عصر بل انها الدستور الدنيوي والاخروي لمن يريد الفوز بقبول ورضا الله العلي الاعلى الرحمن الرحيم ، أما البدع الاصلاحية ومنهجها التسيسي الغرض منه الوقوف بوجه الاسلام والابتعاد عن المنهج الوسطي الواجب لما فعله الفاعلون وعمل له العاملون والتجربة العراقية ما بعد الغزو والاحتلال وتولي الاحزاب والتيارات والكتل الاسلامية السلطة بمباركة اسيادهم نصارى يهود وصفيويون جدد وما نتج من انعدام شامل للخدمات وتحول العراق الذي كان ينعم بالخيرات والانجازات الى بلد قرابة الثمانية ملايين من مواطنيه تحت خط الفقر ويزيد على هذا العدد من المهجرين والنازحين والفارين بجلودهم من بطش المليشيات ان كانت بذاتها أو منظوية تحت عنوان الحشد الشعبي فاقدين اموالهم وممتلكاتهم التي اباحتها فتوى خامنئي بان ما يكون تحت ايدي المليشيات هي غنائم يحق التصرف بها استخداما" او بيعا" ،

بالاضافة الى تحول العراق من لحمة المواطنة والولاء للوطن الى عقلية المكونات والطائفة والمذهب بل وصل الامر الى هوية التقليد وبهذا لايحتاج الامر الى اعطاء الحكم على هذه الفرية الاصلاحية لانها جريمة بكل معناها وشموليتها بنتائجها وضلاميتها

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون






الخميس ٦ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة