شبكة ذي قار
عـاجـل










أضف إلى ذلك ان وسائل التعبئة المعنوية كانت جميعها من إنتاج إيراني وتحوي افلاما تتحدث عن الحرب الإيرانية ـ العراقية وأفلاما إيرانية عن مقتل الامام الحسين عليه السلام وبما يخدم اهدافهم بتنمية الكراهية والبغضاء الى شريحة بعينها من المسلمين باعتبارهم اتباع واحفاد من ارتكب جريمة الطف عام 61 هجري بكربلاء , في حين نجد كذلك ان افرادا من الحرس الثوري كما تشير بعض المصادر كانوا علي رأس المدربين في المناورات القتالية التي كان يجريها اتباع الحوثي بين الفترة والأخري وأحيانا يحضرون لمجرد الاشراف ،

إيران كانت اساسا هي المحطة التي انتقل إليها بدر الدين الحوثي مع ولده حسين على اثر حملة السلطات ضده بسبب تأييده تمرد ألانفصال في الجنوب 1994 م , حيث كان في إيران يدرس الطلاب المبعثون من قبل الحركة الحوثية في كل من مدينتي قم مشهد , بالاضافة الى التمويل الإيراني لقادة الحركة الحوثية وجميع الدلائل تشير بل وتؤكد اضطلاع إيران بدور بعيد المدى في الأزمة اليمنية الحالية خاصة الصراع العسكري بين الحوثيين وحكومة علي عبدالله صالح وما بعده على اثر الثورة الشعبية التي شهدتها اليمن } ، أما المحور الثاني { فيتمثل بالدور الإقليمي ومحاولات الاحتواء ربما يكون البعد الإقليمي هو اخطر ابعاد الأزمة اليمنية خاصة بعد خروجها عن نطاقها المحلي لتغدو قضية إقليمية , اذ وجدت الأزمة طريقها للخارج , منذ اتفاق الدوحة عام 2007 , ويتمثل هذا البعد في اتهام اليمن لأطراف خارجية بالتورط في دعم الحوثيين في اطار تصفية الحسابات الإقليمية الاوسع وإدارة صراعات المنطقة , وان كان من الصعوبة بمكان حسم طبيعة هذا الدور ولكن تكشف الشواهد والدلائل عن وجود داعم خارجي لكل مايحدث وان كان بعضها أكثر بروزا كما هي الحال في الدور الإيراني الذي سبق واشرنا اليه بالحلقة السابقة , وبعضها الآخر مايزال خافتا مستترا كما هي الحال في الدورين الخليجي والأمريكي وان كان الدور الخليجي بصفة خاصة والسعودي على وجه الخصوص أكثر أهمية لما تمثله اليمن من اهمية استراتيجية لامنه واستقراره ,

وان كان من المآخذ علي هذا الدور انه شأنه شأن الموقف العربي في الصراعات والقضايا جميعا التي تواجهها المنطقة يتخذ نهجا فرديا - قبل ألاعلان عن عاصفة الحزم - , حيث سعت كل دولة خليجية إلى طرح رؤيتها لحل النزاع بصورة مستقلة دون تنسيق جماعي - مثل الموقف العماني الاخير - ، وإذا كان صحيحا ان هناك بيانات تصدر عن مجلس التعاون الخليجي تعبر عن موقف جماعي لدول الخليج الست كان آخرها البيان الصادر عن مجلس وزراء خارجية دول المجلس الذي اكد دعمه موقف الحكومة اليمنية لتنفيذ المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية والانتقال السلمي للسلطة مع الالتزام بكافة التعهدات ومنها خطوات وإجراءات متبادلة هدفت إلى تهدئة التوتر وتهيئة الاجواء لتحسين العلاقة بين الاطراف وكان من ابرز ماتضمنه الالتزام الفعلي من الجميع بوقف العمليات العسكرية بالكامل في جميع المناطق , وتأكيد تنفيذ قرار العفو العام , اطلاق المعتقلين خلال فترة لاتزيد علي شهر من تاريخ توقيع الوثيقة , وبسط نظام الدولة العام على المحافظات محل النزاع كغيرها من المحافظات الأخرى في الجمهورية العربية اليمنية ، تقديم الدعم المالي لتتمكن اليمن من تجاوز ازمتها ، إلا ان تعدد الطرح العربي للوساطة بعيدا عن الأطراف الأخرى , هو مافتح مجالات لتوجيه الاتهامات إلى جهود كل طرف بالتشكيك في نياته , ومن ثم فهناك ضرورة ملحة لتأكيد الدور العربي في مساعدة اليمن لإخراجه من ازمته الراهنة ببعديها السياسي والاقتصادي , مما يثير الدهشة انه رغم خطورة تلك الأحداث بحكم التقارب الجغرافي فان التدخل العربي ممثلا في جامعة الدول العربية ظل خافتا , وهو مايؤكد من جديد انه إذا كان للدور الخارجي أهمية في حل الأزمة فيجب ان يكون هذا الدور عربيا تتولاه الجامعة العربية لتقديم الدعم اللازم سياسيا وفنيا وماليا لجهود المصالحة الوطنية وإذا كان نجاح هذه الجهود مطلبا وطنيا ,

فانه مطلب عربي أيضا ، على هذا فانه وكما ذكرنا بداية فانه يتضح جليا ان الصراع الدائر حاليا بين السلطات اليمنية والحركة الحوثية وحليفها علي عبد الله صالح ربما يعد من اخطر الأزمات والتحديات التي تواجه حكومة الرئيس هادي لكونه يرتبط ارتباطا وثيقا بما يعانيه اليمن من أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية , والدليل الابرز على ذلك هو ان - أنصار ألله - الحركة الحوثية ترفع شعارات تستهوي بعض أبناء الشعب اليمني , بل وتنطلق من معتقدات فكرية من الصعب علي السلطات إقناع الرأي العام بحقيقة ماسوف تفضي إليه هذه الأزمة التي لم تنشأ من الفراغ وليست بمعزل عما يدور في المنطقة ، والحقيقة ان التداخل بين تحديات الداخلية وتضارب المصالح والأهداف والاستراتيجيات ألخاصة على ألمستوى الخارجي إلى تكوين كل هذا التعقيد والتشابك في القراءات المتعددة للأزمة الحالية , من ثم فانه وربما يكون المطلوب الآن هو فك الارتباط والتشابك بين هذه الأطراف المختلفة ومحاولة قراءة الأهداف والمصالح الحقيقية ,

وهو مايدفعنا ـ بداية ـ إلي تسجيل ملاحظتين مهمتين في هذا الخصوص وهما { ان أزمة الحوثيين لم تكن أزمة طارئة وليدة اليوم وانما امتدت لأكثر من عقدين فشلت الحكومة اليمنية في حسمها سواء عسكريا أو سياسيا , وهو مايعكس استفادة الحوثيين من تردد الحكومة في حسم مواجهتهم منذ البداية , بل دعمهم ماليا في بعض الأحيان من اجل استرضائهم فضلا عن الدعم القبلي لانصار الحركة , حيث تشير المصادر المختلفة إلي ان هناك بعض القبائل التي تدعم الحوثيين بوازع الثأر من النظام الحاكم بسبب مقتل بعض أبنائها في المواجهات السابقة ، والملاحظة ألثانية تتعلق بمدى خطورة هذه الأزمة مقارنة بالأزمات الأخرى التي يواجهها اليمن , وتنبع هذه الخطورة من انطوائها علي ابعاد مختلفة يمكن ان تتسع بشكل يؤدي إلي تشابك وتداخل الخيوط بين السياسي والمذهبي والداخلي والإقليمي بشكل خطر ، ويتمثل البعد السياسي في اتهام الحوثيين للنظام اليمني بانه نظام موال لامريكا وإلكيان الصهيوني ومن ثم لابد من مواجهته , إلا ان هذا البعد يعد اقل الابعاد تأثيرا في مسار الأزمة او تعبيرا عن حقيقتها في مواجهة البعدين المذهبي والإقليمي , ففي حين ينبع البعد المذهبي من كون الحوثيين زيدين ويعتمدون منهج ال البيت بوسطيتهم - قبل ان يستهويهم ملالي قم وطهران ويتخذون من افكار ولاية الفقيه طريقا" للوصول الى اهدافهم وغاياتهم - ينطلقون من منطلقات دينية مذهبية تعتمد على انصار المذهب , وترفع شعار المطالبة بحقوق الزيديه اليمنيين والدولة من جانبها تركز أيضا في معطيات مذهبية في مواجهتها لهم , اذ تتهمهم بالتآمر على النظام الجمهوري والتخطيط لإعادة نظام الإمامة ,

كما اتهمت الحوثي بادعاء الإمامة ، اما العوامل الداخلية التي تساعد علي استمرار هذه الأزمة فمتعددة , وابرزها البعد المذهبي , حيث إن حركة التمرد الحوثية هي في الأساس حركة زيديه تتمركز في محافظة صعدة ذات الاغلبية الزيدية , وهو أمر يمثل كابحا للحكومة في التعامل معها حيث لاتريد ان تبدو وكأنها تعادي اتباع ال البيت عليهم السلام من الزيدية في اليمن خاصة ان الحوثيين يعملون للعزف علي هذا الوتر لكسب التعاطف الداخلي والخارجي أيضا يمثل الطابع القبلي المسيطر علي اليمن هو الآخر عائقا امام السلطات اليمنية في المواجهة مع الحوثيين ولاشك ان جغرافية اليمن الجبلية تلعب دورا إضافيا في استمرار الصراع , حيث توفر جبال اليمن مقار آمنة لانصار الحوثي تساعدهم علي اتقاء الضربات العسكرية الحكومية ضدهم , والحقيقة انه قد ساعدت هذه العوامل ليس فقط علي استمرار الصراع بل علي تفاقمه بشكل يصعب معه انهاؤه بشكل حاسم في القريب العاجل , خاصة بعد إظهار الحوثيين انهم يسعون للتوسع والسيطرة علي محافظات مجاورة لصعدة , بل ويحاولون الوصول إلي ساحل البحر الأحمر, للحصول علي سيطرة بحرية لاحد الموانئ المهمة عسكريا" واقتصاديا" كونها يمكن ان تتحكم بباب المندب ليكفل لهم تلقي المدد من خارج اليمن وتحديدا" من ايران الداعم الاساسي لتحركم وهي التي تغذيهم بالافكار التي تعرقل التوافق الوطني من اجل تعميق الهوة ويقول المحللون

يتبع بالحلقة الاخيرة






الخميس ١٣ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة