شبكة ذي قار
عـاجـل










7- " باراك أوباما " وعقيدته المشحونة بالتناقضات والمغالطات :

- الطيران الأمريكي يساند الحشد الطائفي الإيراني في العراق، وهو حشدٌ يقوده عسكريون إيرانيون يتبؤون مراكز قيادية ورتب عسكرية رفيعة في الحرس الثوري الإيراني .. والأمريكيون يعلمون ذلك .. الأسناد الأمريكي يقوي إيران في العراق ويقوي التوجه الطائفي المتطرف ويضعف ويفكك الشعب العراق .. فيما يدعي " باراك أوباما " أن عقيدته أو مبدأه الرئاسي يقوم على التوازن بين مكونات الشعب العراقي ( لا منتصر ولا مهزوم ) .. ولكن في حقيقة الأمر يناصر ويصطف "أوباما" مع المليشيات الطائفية الإرهابية الموالية لإيران ، ويدعم النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة .

- اشترطت عقيدة "أوباما" من أجل تفعيل نشاط طيران التحالف الحربي لغرض إسناد الحشد الطائفي، إستبعاد الجنرال الإيراني "قاسم سليماني" ، فيما اعلن الحشد الطائفي انسحابه إذا تدخلت أمريكا، وكما قالته إيران بالضبط ، وتوقفت عند مشارف قضاء تكريت لعجزها عن مواصلة الحرب ولحين وصول التعزيزات الإيرانية .. ولكنها عادت واعلنت قبولها التعامل العسكري تحت الخيمة الأمريكية ، الأمر الذي يضع الشرط الأمريكي البائس والأعلان الإيراني في خانة المهزلة .. وبالتالي فأن ( مبدأ أوباما ) بات أخرقاً فاضحاً يليق بدولة عظمى أسمها الأمبريالية الأمريكية.!!

- يرى البعض أن إيران ( قد تم زجها في عملية استنزاف كبرى في سلسلة من المآزق المتتابعة غير المترابطة بالضرورة في العراق وسوريا واليمن، وإرهاقها مالياً وعسكرياً ومعنوياً وعقائدياً ) .. ولكن تهالك "أوباما" على إنهاء الأتفاق النووي بسرعة سيفضي إلى إنعاش إيران مالياً بحيث يمكنها من إطالة أمد استهتارها وعبثها في المنطقة، مع استمرار تنفيذها لمخططاتها في التمدد على حساب الدول العربية والشعب العربي ومصالح الأمة وتهديد هويتها القومية العربية .. إن الحديث عن إستنزاف إيران هو مدخل ساذج في السياسة الأستراتيجية يلغي التوافق الأستراتيجي الأمريكي- الإيراني، ويلغي أهمية الأداة الطائفية الفارسية التي بواسطتها تريد أمريكا تفكيك خرائط المنطقة جيو- إستراتيجياً وإعادة تشكيلها وحسب نظرية الأمن الإسرائيلية من جهة، وتنفيذاً لقرار مؤتمر منظمة الطاقة الدولية عام 1973 الذي كرس "هنري كيسنجر" نظريته باحتلال منابع النفط في المنطقة بواسطة قوات التدخل السريع ( R.D.F ) إذا ما تطلب الأمر ذلك .

- كان لدى العراق في عهده الوطني قبل عام 2003 مشروعاً سلمياً للطاقة الذرية لم تمض عليه بضع سنوات حتى دمره الإسرائيليون بمعاونة إيران عام 1981 حيث قدمت للكيان الصهيوني خرائط عسكرية صورتها غارة الطيران الحربي الإيرانية الأولى على بغداد تضم مواقع المشروع ، وفي أعقابها نفذ الإسرائيليون ضربتهم للمفاعل النووي السلمي وهو في مهده .

- وكان لدى سوريا عام 2007 في دير الزور مشروعاً لمفاعل نووي بمعاونة كوريا الشمالية ، لم يمض عليه فترة حتى دمره الأسرائيليون تماماً .

- ولدى الإيرانيين مشروعاً نووياً نشيطاً ومتطوراً وعدداً من المفاعلات وبعضها تحت الأرض مخصص لأنتاج الماء الثقيل ولأغراض التخصيب، ومنذ أكثر من أثني عشر عاماً ولم تمس ( إسرائيل ) هذه المفاعلات على الرغم من صراخها الأعلامي والسياسي .!!

- فيما تصاعدت علاقات طهران مع كوريا الشمالية منذ عام 1989 والتي تركزت على خطين أساسيين هما ( التقنيات الخاصة بالمفاعلات النووية ) و ( التقنيات الخاصة بوسائل إيصال الرؤوس التقليدية وغير التقليدية إلى أهدافها، وهي صواريخ بالستية مدياتها محددة بجغرافية المنطقة العربية ) .. والمقايضة الإيرانية حيال هذه التقنيات هي شحنات النفط الإيرانية .

الحرب التي تعلنها ايران على العرب منذ عام 1979 لا تجعلها قادرة على الاستمرار في تمددها في العمق العربي، إذا ما باتت الجبهة الداخلية العربية رصينة وقوية ومؤتلفة القوى، حيث يمكن تحويل هذا العمق إلى حالة استنزاف لأي قوة تَدَخلْ .. فإيران لم ترسل قوات عسكرية نظامية الى الساحات العربية التي يحتدم فيها الصراع، إنما وظفت واعتمدت على مكونات ايديولوجية طائفية موالية لها في تلك الساحات بعد ان دربتها وسلحتها وتحت اشراف وقيادة جنرالاتها .. ومع ذلك فأن الفعل العسكري الايراني هذا يعد عملاً له كلفه الباهظة حتى وأن عطلت امريكا قرارات عقوباتها لإيران .. فأن العمق العربي المنظم شعبياً ورسمياً سيمتص تمددها ويدخلها في الاستنزاف تماماً وعلى مستوى المنطقة بأسرها وعلى اساس استخدام ( الدفاع في العمق ) من جهة والأنفتاح الأستراتيجي على القوى الأخرى في العالم ومنها على وجه التحديد ( الباكستان والهند والصين واندونيسيا وبعض دول أمريكا اللآتينية ) .. كما أن طهران وإن أدعت بأن عواصم عربية اربع باتت تحت نفوذها، فهذا كلام يدخل خانة الغطرسة .. لماذا ؟ لأن حالة التمدد الإيراني في تلك الساحات حالة ( متحركة ) وليست ( ثابتة ) .. بمعنى أنها غير محسومة .. فلا القدرات الايرانية قد استقرت في سوريا، ولا هي استقرت في العراق ولا هي في حالة استقرار في جنوب لبنان ولا حتى في اليمن .. حالة التمدد الإيراني ما تزال تفتقر الى الثبات والأستقرار المستحيل .. لأن العمق العربي سيرد بقوة شعبياً ورسمياً في ضوء قانون ( التحدي الوجودي والأستجابة المصيرية لهذا التحدي ) .

- النقلة العسكرية- المليشية الايرانية في اليمن العربي هي فعل استراتيجي يستهدف إغلاق المداخل والتحكم بالبحر الأحمر وبالتالي ابتزاز دول العالم ومنها على وجه الخصوص الدول العربية المحورية ( مصر والسعودية والسودان ) ، فضلاً عن التحكم بخطوط إمدادات النفط صوب العالم الخارجي، لكي تستكمل تحكمها الفارغ في مضيق هرمز وخطوط امدادات النفط والغاز عبر مخرج الخليج العربي .. هذه النقلة لم تكن ايران تجرؤ على اثارتها تدريجياً لولا الضؤ الأخضر الذي تلقته ايران من امريكا .. وإلا ، لماذا لم يصدر أي رد فعل أمريكي أو أوربي أو إسرائيلي حيال وصول الحوثيون إلى احد الموانئ التي تطل على باب المندب لحد الآن إذا ما قورن الموقف بالتهديد الإيراني بغلق مضيق هرمز، على الرغم من أن هذا كان إعلامياً ترافق مع الحشد البحري وسيناريوهات الضربة المحتملة قبل بضعة سنوات، والتي هي في حقيقتها جعجعة بدون طحين.!!

- بتاريخ 8/ آذار- 2015 قال " علي يونسي " مستشار حسن روحاني ( يجب على السعودية ان لا تتخوف من تحركات ايران، لأن السعوديين عاجزون عن الدفاع عن شعوب المنطقة ) .. ولم يدر بخلد طهران ولا حتى امريكا قرار ( عاصفة الحزم ) التي حلت كالصاعقة على ولي الفقيه، بحيث أمر بإقالة كبار اجهزة الأستخبارات والأمن لعدم قدرتهم على رصد القرار قبل تنفيذه.!!

أمريكا بإخلالها بالتوازن الأستراتيجي في المنطقة والتي مهدت لفراغ القوة بأن تملاءه إيران كأحد الاعبين إلأقليميين في نظام الأمن الأقليمي، اعتقاداً من أمريكا بأن فراغ الأمن في المنطقة العربية معدوم ولا بد من قوى خارجية لملأه .. كانت حساباتها في غير محلها حيال عناصر الأمن القومي العربي، التي استيقظت واخذت دورها واعلنت أن لا نظام للأمن الأقليمي يأتي من خارج المنطقة، وإن أي دولة تفكر بطريقة استعمارية لملء مثل هذا الفراغ هي دولة تغيب عن رؤيتها الكثبر من حقائق العرب وطريقة نهوضهم عند التحديات التاريخية الكبرى .. والعمق العربي ليس وحده يشكل القاعدة الأستراتيجية كمعطى لأي فعل عربي مشترك إنما العمق الأسلامي يشكل احد اهم اركان هذا العمق .. وإن الهلوسة القومية الفارسية الطائفية في التمدد تحت يافطات الطائفية والوصاية الفارسية عليها ويافطات إحياء الأمبراطورية الساسانية المجوسية .. لا بد من اندحارها .. وعلى امريكا ان تدرك ان خياراتها خائبة إذا ما انصبت على المطامع الفارسية وهي نعلن عن نياتها الأستعمارية بالتمدد على حساب غيرها .. لقد ذهب الأيرانيون بعيداً وعبروا الخطوط الحمراء، ليس برؤية متوازنة أو شجاعة فائقة إنما بالخداع والغطرسة وبأوهام القوة .. !!

ما هو ( مبدأ أوباما ) حيال منطقة الشرق الأوسط .. وما هي إستراتيجيته ؟

كشف الرئيس الأمريكي ( باراك أوباما ) في تصريحات واضحة ومباشرة استبقت دعوته للزعماء العرب للأجتماع بهم في منتجع كامب ديفيد، للصحفي الأمريكي ( توماس فريدمان ) ، عن مبدأه الذي طالما حاول خلال السنوات الماضية ان يضفي عليه الكثير من الغموض والخداع والتضليل .. إلا أن اللحظة الحرجة التي فجرتها استراتيجية ( عاصفة الحزم ) قد وضعت الأدارة الأمريكي أمام حالة من شأنها أن يكشف أوباما اوراقه وتعاملاته المريبة والغامضة في المنطقة . ويمكن تلمس المؤشرات الخطيرة التي أفصح عنها مبدأ أوباما ( Obama Doctrine ) في السياسة الخارجية الأمريكية وكما يلي :

1- كانت السياسة الأستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى وفي أحد جوانبها العملية تقوم على ما يسمى ( عزل ) دول، هي كوبا وبورما وإيران، على أساس أنها دول تهدد الأمن القومي الأمريكي، كما أنها تقوم على تسمية الدول ( المارقة ) ومنها كوريا الشمالية وإيران .. سياسة العزل بعيدة المدى هذه قد تغيرت على وفق ( مبدأ أوباما ) الذي أطلق عليه أسم ( مبدأ التفاعل ) ، إعتقاداً من إدارة أوباما بأن هذا المبدأ يمكن أن يقدم خدمة عظيمة للمصالح الأمريكية بصورة مباشرة مع تلك الدول الثلاث ( كوبا وبورما وإيران ) .. فقد تقدمت إدارة أوباما صوب كوبا خطوات، كما تقدمت نحو ايران خطوات على وفق هذا المبدأ .. ويبدو ان الخطوات الأمريكيو حيال كوبا ونظامها تختلف جذرياً كما هي نحو الصين في عهد نيسكون عن الخطوات الامريكية العاجلة والمرتبكة حيال إيران .

2- لا يقول " أوباما " أن أمريكا وإداراتها المتعاقبة على البيت الأبيض قد فشلت في عزل كوبا أو احتوائها أو تغيير نظامها السياسي، إنما يقول إنه يمكن ( التفاعل ) مع كوبا قد يعود بنتائج جيدة يستفيد منها الشعب الكوبي ولا يشكل قدراً من المخاطر على أمريكا.!!

3- وما ينطبق على كوبا قد ينطبق على إيران التي قال انه، ( يمكن تعديل سياستنا حيالها بمنتهى السهولة، على الرغم من كونها دولة أكبر وأخطر ) -حسب أوباما – وهو في هذا يكذب كما كذب "بل كلنتون" ازاء ملف كوريا الشمالية النووي .!!

4- " أوباما " يصر على تنفيذ ( مبدأ التفاعل ) مع الإيرانيين مهما كانت خسائر امريكا الجسيمة في المنطقة حتى لو تعرضت مصالحها الى الخطر.!!

5- ويؤكد في اطار استراتيجيته المعلنة، التي ترتكزعلى ( مبدأ التفاعل ) مع إيران .. على أن لا أحد يدري ما إذا ستتغير إيران أم لا ؟ فهل هذا منطق رئيس دولة سوي العقل يعتمد على ( التجريبية ) سبيلاً لتنفيذ سياسته القائمة على التكهنات؟!

يفصح مبدأ أوباما ( Obama Doctrine ) عن سياسة إستراتيجية أمريكية :

أولاً- إن العرب يواجهون تهديدات خارجية حقيقية .

ثانياً- التهديدات الخارجية التي تواجهها الدول العربية تستوجب بناء قدرات دفاعية اكثر فاعلية .. وهذا يعني أن أمريكا تعرض تسليح الدول العربية بصفقات أسلحة، الأمر الذي ستجني امريكا من هذه الصفقات المليارات.!!

ثالثاً- إن العرب يواجهون بعض التهديدات الداخلية .

رابعاً- إن أمريكا تضمن عدم تعرض ( الدول السنية ) للغزو الخارجي، وإن أمريكا لا تستطيع الألتزام بالتعامل مع بعض التهديدات الداخلية التي تواجهها الدول العربية.!!

خامساً- ألمح " أوباما " إلى اهمية إجراء اصلاحات داخلية من جهة، وإن مواجهة التهديدات الداخلية من لدن سلطات الدول العربية، تشكل خرقاً لحقوق الأنسان في تلك الدول من جهة أخرى.!!

الملاحظات :

- إن مبدأ أوباما ( Obama Doctrine ) يشجع على إدامة الأحتقانات الخارجية من اجل عقد صفقات السلاح تحت يافطة مساعدة الدول العربية حيال التهديدات الخارجية .

- إطلاق يد إيران باعتبارها مصدراً خطيراً للتهديدات في المنطقة .

- وضع الدول العربية بين المطرقة والسندان .. مطرقة حقوق الأنسان، وسندان التهديدات الداخلية ( مليشيات إيران الطائفية ) ، على الرغم من أن العناصر الطائفية هم موطنون عرب تضفي إيران وصايتها عليهم بصيغة التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول العربية.!!

المطلوب :

- استمرار ( عاصفة الحزم ) في زخمها مترافقة مع الجهود السياسية والدبلوماسية القائمة على الشرعية اليمنية والعمل على عزل ( الحوثيين ) بكل الوسائل الممكنة والمتاحة .

- الضرب بيد من حديد على اي محاولة من شأنها أن تزعزع ألأمن والأستقرار في الدول العربية على وفق القوانين والتشريعات النافذة .

- القيام باصلاحات داخلية مدروسة ذات طابع قانوني ودستوري .. وعدم منح أي فرصة تعمل على تضخيم الأوضاع الداخلية .

- بناء تحالفات قوى في الداخل .. وتحالفات قوى في الخارج على وفق سياقات بناء وحشد القوة وحشد القوى ، وبما يحافظ على رصانة الوضع الداخلي العربي.

- التسريع بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك .. والأسراع في بناء مجلس للدفاع العربي الأعلى وإحكام إمكانية تكريس واقع الجيوش العربية الدفاعية تحت قيادة عسكرية وسياسية واحدة مدعومة من مجلس الدفاع العربي الأعلى.

- الأعتماد على الذات والأحتكام إلى صداقات تحترم العهود كما تحترم السيادة العربية والمصالح العربية والخيارات العربية القائمة على طبيعة النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبما يحافظ على الوجود والهوية القومية العربية.!!

تمــــــــت ..






الاربعاء ١٩ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة