شبكة ذي قار
عـاجـل










الجزء الثاني

 

بعد تسليم ايران لخميني ونظام الولي الفقيه من قبل الولايات المتحدة والغرب, اتضحت تماما معالم الصراع في منطقتنا عموما ووطننا العربي بشكل خاص. فنظام خميني مثل فورا صيغة الدين السياسي أو المذهب السياسي مقابل العقيدة القومية العربية المؤمنة التي كانت تحت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق والتطبيقات القومية المعروفة المشعة والمنبثقة منها. ان الاقرار بصيغة الصراع وماهيته مهمة جدا لفرز الخنادق والمواقف فالإسلام السياسي ليس دين الاسلام الذي نعرفه ويعرفه العالم، بل هو استخدام نفعي مدان وغير اخلاقي للدين وللمذاهب الكريمة لتحقيق الانتشار وكسب التأييد لمناهج سياسية صرفة دنيوية نفعية انتهازية عميلة خائنة مولودة من رحم الارتماء والولاء للأجنبي الطامع الحاقد او الذي انحرف برؤيته وفهمه عن الاسلام النبع الحق الحقيقي. اما القومية الثائرة الوحدوية التحررية الاشتراكية فهي منهج سياسي وضعي معرف الصلة والاتصال بالإيمان والدين بلا نفاق ولا استخدام لا اخلاقي لهذه العوامل من اجل خداع الشعب وتضليله واستقطاب ولاءه العاطفي المجرد المتلبس بالجهل والفوضوية والانية.

لقد أُريد من الصراع بين ايران وما تمثله من غلو وتستر مزيف بالدين والمذهب لتحقيق مآرب سياسية قومية فارسية وبين العراق الوطني القومي السائر في طريق الوحدة والحرية والاشتراكية والرافع لرايات رسالة الأمة الخالدة ان:

يسقط العرب في بحار اليأس والقنوط والاحباط بعد ان انتشلتهم تجربة البعث الى الاقتراب الفعلي من مرافئ الآمال والاحلام القومية وواقع يشرق بالرجاء الواقعي للتقدم والازدهار وانتعاش العطاء الانساني لأمة العرب.

اضعاف القوة العربية الجدية التي بنيت في العراق وتحجيم الخطر الحقيقي الذي تمثله هذه القوة على الكيان الصهيوني وكل القوى والدول الطامعة بأرض وخيرات العرب.

جر المنطقة كلها الى استقطاب ديني مذهبي سياسي تتوزع فيه الأعين والعقول بين تركيا العثمانية وايران الصفوية وتدفع الجماهير الواقعة قسرا في اتون التضليل لتقتتل وتختلف على الثوابت وتضيع الوطنية والقومية تحت هيمنة عواصف وهم الاسلام العالمي !.

الاسلام العالمي(الوهم) وتمثيلاته الطائفية تعادي الأمة العربية وتطلعاتها وتقف بوجه حقوقها المشروعة الى الحد الذي صارت تنتمي وتوالي الاجنبي وتمجده وتمجد عواصمه في الوقت الذي تلعن فيه أمة العرب وحواضرها وعواصمها. حفل همجي لتزويق الوهم وايقاع الناس في جحيم كره الذات والتنكر لها والحقد على البيت الوطني واحتقاره. حفل الاغتراب والسقوط في متاهات التيه كطريق لعزل العرب عن كينونتهم وذاتهم التي يعتزون بها وينافحون من اجل تأكيدها.

اتضح الآن بصورة جلية واضحة ان الاسلام السياسي وأطرافه التابعة لشقه العثماني وتلك التابعة للشق الصفوي الفارسي قد وافقت على وتحالفت مع خطة وأدوات غزو العراق واحتلاله من قبل الامبريالية والصهيونية غير مكترثة بحقيقة انه بلد مسلم وان شعبه قدّم ويقدم للأمتين ما عجزت عنه كثير من الشعوب ولم تحسب حساب الكوارث البشرية والمادية التي ستلم وتحل ليس بالعراق وحده بل بالأمتين معا، وقد فعلت كل ذلك من اجل ما اعتقدت انه ترجيح لكفتها على حساب الأمة وعقيدتها ومنهجها القومي الثوري التحرري الاشتراكي الوحدوي. لقد أثارت هذه القوى المضللة المشبوهة الانانية الحاقدة على العروبة وامتها وارضها والقابعة تحت مظلات البهتان ان اسقاط الحكم القومي في العراق سيثخن جراح الأمة ويعمق ويجذر ازماتها المختلفة ويجوع العرب ويجبرهم على الدخول في قوالب القنوط وهذا سيؤدي الى لجوء العرب الى هذه الاحزاب والقوى الكهنوتية بعد ان يديروا ظهورهم للبطن التي انجبتهم والصدر الذي ارضعهم والسماء التي اعزتهم من جهة، ومن جهة اخرى يتيح لها الوصول الى السلطة الغاشمة ومن خلالها الى مفاتيح خزائن المال والحلال ورقاب خلق الله وتحت سيوف ظلمها وتكفيرها وقوانينها المتضاربة التي تتعارض مع روح وجوهر ونبع الاسلام والمدنية على حد سواء.

سقط الفكر التكفيري بكل مسمياته واتجاهاته المتحاربة والمتناقضة بالإثم مرتين:

مرة عندما تحالف مع الولايات المتحدة والصهيونية على غزو العراق ومعاداة الأمة العربية جغرافيا وبشريا والانتماء الى وهم الأممية الاسلامية لتقويض الأمة التي انجبت الاسلام بإرادة الله. وسقط ثانية عندما جعل من العرب والعروبة وآمال الأمة ورجاءاها وطموحها الانساني غريما وعدوا ملتقيا بذلك شاء ام ابى مع عداء الفرس والصهيونية ومن يقف وراءهما داعما وساندا ومستفيدا.

لقد وضع خطاب القائد المجاهد عزة ابراهيم حدا نهائيا لتقولات انجراف البعث الى جهة من جهات الاسلام السياسي او تعاطفه مع احداها ووضع حدا لما تنتجه بعض الأفواه المفمفمة والاعلام الرخيص بأن البعث قد غادر عقيدته ومبادئه القومية التحررية الاشتراكية مثلما اعلن مجددا بما لا يقبل الشك او التأويل: ان البعث يقاوم وسيبقى يقاوم حتى يتحرر العراق ويعود عربيا متألقا بوحدته وعطاءه وحضوره وسيطرد الاحتلال الفارسي كما طرد الاحتلال الامريكي طال الزمن ام قصر.

ولنطالع بعمق وروية هذا الجزء من خطاب قائد الجهاد نصره الله:

(( وهكذا تكون عقيدة الأمة الرسالية خالدة ما دامت الأمة باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، لقد ظن هؤلاء المثقفون والسياسيون بسبب استياءهم وقلة إيمانهم وبسبب قصور نظرتهم إلى الأمة وعقيدتها وتاريخها وسر عطائها وإبداعها وبسبب جهلهم وتخلفهم ظنوا بل أيقنوا أو أيقن بعضهم وذهبوا إلى هذا المنزلق الخطير وأعطوا ظهورهم للأمة ولفكرها النير المبدع الخلاق وذهبوا يستنجدون من الفكر الإسلامي الطائفي التكفيري لإنقاذ الأمة وحل مشاكلها وتناسوا أن من أعدى أعداء الأمة هم أصحاب هذا الفكر التكفيري المتخلف المنحرف الذي لا يعترف بوجود الأمة ولا بتاريخها ولا بوطنها الغالي، لأن أمتهم الأمة الإسلامية التي يمتد وطنها من الصين شرقاً إلى أقاصي أوربا غرباً فهم يفضلون الاستانة أي اسطنبول على بغداد ودمشق وعندهم قم وطهران أفضل من مكة والمدينة وعندهم وطن القوقاز سواء مع وطن الكنانة وعمان والجزائر، وعندهم وطن الأتراك وحيثما امتدت الإمبراطورية العثمانية سواء بسواء مع وطن العروبة وهكذا خسئوا وتباً لهم ولكل عاق وخوان لأمته ووطنه وشعبه ودينه، فلقد قال الكثير من المفكرين السياسيين والمنظرين وخاصة بعد مجيء ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية وظهور الحركات الإسلامية الإيرانية وظهور الحركات الإسلامية التكفيرية بكل أشكالها وألوانها منها من يتبع التقية لحين ظهور فرصتها لكي تعبر عن مكنون فكرها وعقيدتها التكفيرية المنحرفة فتأخذ دورها المرسوم في عقيدتها افي القتل والنبذ على الهوية كما يحصل اليوم عند أهل هذا الفكر الجهنمي المتخلف سواء في أوساط الشيعة والشيعة براء منهم أو في أوساط السنة والسنة بريئة منهم، والإسلام الرسالي بريء من الجميع، لقد قال هؤلاء المضللون والضالون أن هذه المرحلة تمثل الصحوة الإسلامية وسيسود الفكر الإسلامي السياسي دون أي منازع.

لقد كتب إلي الكثير من الأصدقاء القوميون بهذا الاتجاه ويطالبوننا أن نلوي عقيدتنا ونضغط على مبادئنا وفكرنا القومي الاشتراكي التقدمي التحرري فكتبت إليهم وإلى التنظيم الحزبي يوم كان هذا الفكر الإسلاموي المنحرف في قمة زهوه وازدهاره حيث صعد نجمه في مصر وتونس وله حصة كبيرة في العراق وسيطرة إيران الصفوية على لبنان وسوريا والعراق واليمن وتخاذلت أميركا أو تباطأت وسلمت العراق إلى إيران بعد هروبها أمام مقاومة شعب العراق العظيم وقواه الوطنية والقومية والإسلامية فقلت لهم في رسالتي، إني ومن منطلق فهمي لعقيدة هؤلاء ونواياهم وأهدافهم ومن منطلق فهمي لعقيدة الأمة وتاريخها قلت إني أرى أن هذه المرحلة تمثل صحوة الموت الأبدي للفكر الإسلامي السياسي التكفيري وإنها صحوة النهوض للفكر القومي الانبعاثي التحرري الإيماني، وقد حصل ذلك وبزمن قصير وإني في هذا الخطاب، وفي هذه المناسبة العزيزة أقول لمناضلي البعث وأحرار العروبة من وطنيين وقوميين وإسلاميين لقد قرب سقوط الفكر الإسلامي الصفوي التكفيري وستسقط إيران الصفوية عاجلاً وليس آجلاً، وبنهض الفكر القومي العربي الرسالي المؤمن سيسود كما ساد أيام انطلاقته الأولى في نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن الماضي وستتوسع ثورة الأمة وتتقدم لتكتسح كل العوائق التي تحول دون تحررها وتوحدها وتحررها وتطورها وتقدمها.

أيها المناضلون، أيها الثوار الأحرار

لقد اجتمعت كل قوى الشر في الأرض لكي يطفئوا شعلة البعث الوهاجة في عراق العروبة، واستنفر البعث كل معاني عقيد الأمة وفكرها ومبادئها وأهدافها وتاريخها ومعه كل الوطنيين والقوميين والإسلاميين فثبت وانتصر ومضى إلى الأمام، يرفع راية القومية العربية في سماء العراق يقاتل ويضحي وينتصر تحت ظلالها الوارثة.))






السبت ٢٢ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة