شبكة ذي قار
عـاجـل










ولا جدال في أن جميع القوى التي تتربص بالعراق الآن ، لم يكن لها أن تفكر في ذلك لولا هشاشة وضعف النظام العربي الرسمي الذي يقف عاجزا عن فعل أي شيء تجاه التحديات والتهديدات والمخاطر التي تتعرض لها الأمة العربية لقد وضعت القيادات العربية نفسها خارج دائرة الفعل ، ولم يعد لمواقفها أي وزن أو تأثير بعد أن علقت إلى أجل غير مسمى معاهدة الدفاع العربي المشترك ، وميثاق الأمن القومي العربي الجماعي ، واكتفى أمين عام جامعة الدول العربية بتكليف رئيس دائرة العلاقات العامة بالجامعة ، بالبوح نيابة عنه فيما يتعلق بالشأن العراقي وقانون التقسيم ، لقد دعمت القيادات الكردية في شمال العراق ميليشيات حزب العمال الكردستاني ظنا منها أن ذلك سيمكنها من مساومة تركيا حول {{ إقامة دولة كردية في الشمال العراقي ، وغض الطرف عن استيلائها على كركوك }} وحسب تصريحات هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق فإن عدد أفراد هذه الميليشيات في الشمال العراقي قد تجاوز الأربعة آلاف مقاتل سيشكلون خطرا إضافيا مستقبليا على العراق العربي الموحد بعد تحريره من الاحتلال الأمريكي الصفوي ، أن المواجهة بين حزب العمال الكردي والجيش التركي قد تصاعدت خلال عام 2013 / 2014 ، حيث قتل الانفصاليون ألمنطلقين في هجومهم من شمال العراق 15 جنديا من أفراد الجيش التركي وهكذا وبقوة الأمر الواقع ، أصبح الشمال العراقي قاعدة للإرهاب ضد القوات التركية ، خاصة بعد أن تأكد وجود القائد العسكري لحزب العمال ياهوز آردال ، بمدينة أربيل العراقية الذي بثت قناة الجزيرة الفضائية لقاء معه أجراه مراسلها أحمد الزاويتي من اربيل ، تحدث فيه بصراحة أنه اتخذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة الاجتياح التركي المقبل إننا إذاً إزاء نوع من النفاق السياسي ، يتعامل بدون مبالاة أو اكتراث تجاه جرائم التفتيت في العراق ، ويشارك بالعدوان عليه ، ويرفع نعيقه استنكارا وغضبا ، باسم الدفاع عن وحدة الأراضي العراقية حين لا تنسجم المواقف والقرارات مع استراتيجياته وتكتيكاته المتعلقه بأمن العراق وسلامة وحدة أراضيه ،

لن يحميه الذين ارتدوا عليه وناصروا قوى الاحتلال وشاركوا في مصادرته كيانا وتاريخا وهوية من خلال مساهمتهم في ما يسمى بالعملية السياسية وقيادتهم لفرق الموت التي تهدف لتفتيت أمن العراق ووحدة أراضيه وما تشهده احياء بغداد من عمليات التصفيات الجسديه للنازحين الانباريين وما سبقها في مدينة تكريت والدور وبيجي لخير دليل على العمل لاثارة الفتنة الطائفيه وصولا" الى فرض الامر الواقع الطائفي التقسيمي ، بل يوقف تحقيقه أبناء العراق البرره الذين تصدوا بصدورهم للمحتلين ، والذين عملوا خلال السنوات المنصرمة على دحر مشاريعهم وهي مسؤولية عراقية وعربية جماعية ، يقود ركبها ويتقدم صفوفها فرسان المقاومة العراقية الشريفة التي لاترى غير العراق ولاتلهيها الطائفية والفئوية والمناطقية ، وليس أولئك الذين يجرون خلف أذيال الخيبة والهزيمة سيعود للعراق بإذن الله ألقه العربي ، وتعود بغداد مدينة للسلام ، وهنا ويمكننا تحديد أطراف النفاق السياسي وهم {{ النظام السياسي ، والطبقة السياسية ، والجمهور }} ، إن النظام السياسي مسؤول عن الثقافة السائدة في المجتمع فهو على الأقل الذي يدير العملية التعليمية والثقافية الرسمية في المجتمع وهو من يسعى جاهدا لحشد الناس وراء سياساته ،

لا يهمه أن كان تأييد الناس بالاقتناع أو بالرياء والخوف فهو المسؤول عن ثقافة الكذب السائدة في المجتمع ، لأنه يسعى لحشد المتسلقين والانتهازيين ، وهو لا يرى في الفئات السياسية والثقافية النقية والنظيفة إلا خطرا عليه ، فيسعى جاهدا لإقصائها عن مواقع التأثير في الحياة العامة ، لأنها في نظره معادية لممارساته وسلوكياته ، التي تأبى إلا أن تكون هي الصحيحة والمقدسة ، ولا يجوز معارضتها أو التقابل معها ، أما الطبقة السياسية أو فئة المثقفين المحسوبين على السلطة هؤلاء هم الأداة التنفيذية لسياسات النظام السياسي وهم الذين يقومون على تدمير الحياة الاجتماعية وتشويه صورة المجتمع ، فهم القائمون على تبرير الممارسات اللاخلاقية للنظام ، وهم المدافعون عن ممارسات الإقصاء للفئات النقية عن ممارسة دورها في المجتمع وحتى في الحياة ،

وقد استطاع النظام السياسي تجنيد أصحاب الأقلام الانتهازية المنافقة وأصحاب الشهادات الكرتونية المزوره ، فلا غرابة بالإضافة إلى الوزير والنائب في البرلمان أن تجد عضو هيئة تدريس في جامعة ، او حتى رئيس جامعة يدبلج المقالات التي تقطر نفاقا وكذبا دون أن يرف له جفن ، وهو يعلم أن كثيرا من الناس يحتقرون فيه هذه الممارسات ، وتجده في كثير من الأحيان يشكو في سره وللآخرين انه لم يأخذ حقه في المواقع المتقدمة ، وقد تم إقصاءه لسنين طويلة ، وتعجب من مثل هذا الكذب ، لأنه لو كان صادقا لما كان في هذا الموقع الذي يحتله ، أو أنه ساذج حد الغباء ، لأن كثيرا من الأنظمة السياسية ، تلعب بأزلامها وتتعامل معهم كما يقول البعض !! ، كما يتعامل الفرد مع المحارم الورقية لا تلقي بها بعد استخدامها أول مرة ، بل تتركها جانبا حتى يتسنى لها استخدامها مرة ثانية ، هذه الفئة من السياسيين والمثقفين تتصف بالجبن والكذب ، فهم لا يملكون الجرأة في التأشير على ممارسات النظام الخاطئة ، لأنهم يخشون من ان يفقدوا المواقع التي احتلوها بمنة من النظام ، وهم في الغالب من غير المؤهلين علميا ومسلكيا ، أما صفة الكذب فأنها ناجمة عن عدم قدرة هذه الفئة من أداء دور مستقل ، فكل فرد فيها يعلم أن صناعة القرار لديه مرهونة بيد أطراف أخرى ، لها دور في استمرارية وجوده في هذا الموقع او ذاك , التربية التي أخذت تنهش جسد الطبقة السياسية والثقافية الموالية للسلطة بل المنبطحة تحت أقدام السلطة ، ولدت فئات لا حول لها ولا قوة في الواقع ، ولكنها شديدة التنافخ في الظاهر ،

بأن لها وزن وهي فاقدة لهذا الوزن ، لأنها حتى في المواقع السياسية والأكاديمية التي تحتلها غير قادرة على أداء دورها الفعلي وهي تحاول جاهدة أن تكذب على الناس بالأعمال البهلوانية وكتابة المقالات التبريرية ، لتقول أنا موجود وهي في واقع الأمر فاقدة لمعايير الشخصية العملية والفعلية ، عند أداء الدور المناط بها في محيط وظيفتها ، وعلى وجه التحديد في عملية صناعة القرار مما يشاهده الناس من ممارسات غير منطقية للكثير من أعضاء هذه الفئات المسؤولة وظيفيا ، أيا كان موقع المسؤولية أو حجمه أو نوعه ، الجمهور وهو المغلوب على أمره ، وبحكم غياب دولة المؤسسات والقانون التي تنصف الناس وتقوم بتوزيع الخدمات بفعالية وعدالة ، يدفعه هذا الوضع إلى أن يلتطم بهذا أو ذاك من المسؤولين لتسيير أموره الخدماتية والحياتية ، ولأن هؤلاء المسؤولين قد تشبعوا بثقافة الجبن والكذب ، فان المواطن المغلوب على امره يدفع ثمن هذه الثقافة ، ويأتي من يدين ثقافة الواسطة ، وهي التي تعني أنها مؤشر على تدني المستوى السياسي والأخلاقي للنظام من طرفيه ، المسؤول الذي يقوم بها والمواطن المدفوع إليها ، إلا أن المواطن يتحمل مسؤولية استمرار ثقافة الجبن والكذب لدى الطبقة السياسية والثقافية ، لان من واجبه كشف ممارساتها اللاخلاقية هذه ، ومواجهة هذه الفئات بأدوارها الخيانية في حقه وحق الوطن ، لان النفاق السياسي يصيب الوطن والمواطن بالسوء ، لا بد من محاربة ثقافة الكذب والجبن ، ثقافة النفاق السياسي والثقافي ، لأنها ثقافة تدميرية تمس المجتمع في الصميم ، إذ تأتي من فئات يفترض فيها أن تكون إلى جانب المجتمع لا عالة عليه وعبء يتحمله ، وهو الذي دفع بها للوصول إلى ما وصلت إليه من خلال تمويل طرق ووسائل وصولها إلى المواقع التي تحتلها ،

وإذا كان هناك من تبرير لأي نظام سياسي في سعيه لحشد المناصرين والمؤيدين وحتى الهتافين له { المهاويل } ، فليس من حق السياسي أو المثقف أن يتبع الثقافة الميكافيلية لأنها ثقافة لا تصلح لبناء الأمم وتقدم الشعوب ، نحن نطمح بثقافة الصدق والالتزام بالأخلاق والمبادئ لا بثقافة المصالح الفردية والأنانية على حساب مصلحة الجمهور ، فإذا كان الإنسان ابن بيئته فيجب أن يكون تعبيرا عن مصالح الناس في البيئة والمحيط الذي يعيش فيه فالثقافة الجمعية لا الفردية هي التي تنهض بالمجتمع والنظم السياسية إذا لم تجد من يروج لها السياسات الخاطئة والاستقصائية ستفشل في هذه البرامج والسياسات التدميرية لاننا نحن أدوات هذه السياسات ومنفذي هذه المخططات ، أن هناك طلاق ما بين أقوال وأفعال الطبقة السياسية والثقافية المنافقة ، والناس لم تعد تثق بكل الجمل الرنانة ولا بالعبارات العسلية ، لأنها ترى بأم العين ما يجري على ارض الواقع من نفاق وكذب وادعاء بالتنافخ ، ومقالات مدبجة في الصحف والمجلات وكلام معسول من خلال القنواة التي تفوح منها نتانة الفكر الطائفي والشعوبي ، فترى أن كثيرا من هذه الألسنة الطويلة من أصحاب هذه المقالات ، إن قاماتهم في صناعة القرار لا تتجاوز طول ألسنتهم ، فهل هذا عائد إلى النظام السياسي ؟، أم أن هناك خلل في البنية الثقافية والتربوية للطبقة السياسية والثقافية ،

أم أن الجمهور هو الذي أعطى لممارسات هذه الفئة الحياة لتستمر في السير تحت أقدامنا ومن فوق جباهنا ، نحن من يصنع الحياة على الأرض ، ولا بد أن نكون في مستوى صناعة هذه الحياة، التي تتطلب جهدا وعناء أكثر من اللهث وراء المواقع والمغانم على حساب معاناة الناس وشقائهم، وعلى حساب الأوطان وسبل تقدمها

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
ولتندحر كل الاصوات والاقلام التي تتخذ من الخداع والتضليل منهجا" وسلوكا"






الاحد ١٤ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة