شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت الدعوة القومية للوحدة العربية ليست من اجل اقامة دولة كبيرة لتضاهي الدول الكبرى , ولا لكي تعتدي على الدول المجاورة , ولا لاغراض التوسع كما تسعى بعض الامبراطروريات الاقليمية او الدولية , بل لدرء الفتن والخلافات التي تشتعل في ظل القطريات , حيث تبرز النعرات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية . ففي ظل التجزئة ومخططات التقسيم الجديدة وخاصة بعد احتلال العراق من قبل اللولايات المتحدة , صارت الخلافات ادق واكثر اثارة للفتنة , اذ صارت الخلافات على مناطق داخل البلد الواحد , وهذا يحصا الان في العراق الجديد تحت الاحتلالين الامريكي والايراني . ففي الامس القريب احتلت قوات ما يسمى الحشد الشعبي التي هي مليشيات تابعة لايران وبالذات لقوات الحرس الثوري الايراني والى قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية .

لقد برزت الخلافات الحدودية بين أبناء الوطن الواحد إلى الواجهة ، خلافات جغرافية وديمغرافية عراقية داخلية، لا سيما بعد توجّه أغلب الكيانات والتشكيلات السياسية العراقية نحو الأخذ بالنظام الفيدرالي، كشكل للدولة العراقية الجديدة، بدلاً من نظام الدولة الموحّد الذي حكم العراق منذ قيام الدولة الحديثة فيه عام 1921، وفتح الباب على قضية جديدة، وهي قضية تشكيل الأقاليم، ومن ثمّ كان لا بُدّ لكل إقليم أن يسعى لإكمال عناصر قوته، سياسياً، اقتصادياً، ومن ثم جغرافياً؛ فبرز الخلاف حول محافظة كركوك وعائديتها بين الكرد والعرب والتركمان، وأجزاء من محافظتي ديالى ونينوى بين الكرد والعرب، على اعتبار انتمائها تاريخياً لإقليم كردستان العراق، وكانت هذه بدايات ومقدمات لقضية منطقة النخيب.

ومن أجل تصحيح أوضاع هذه المحافظات وفض النزاع فيها وضعت مادة في الدستور العراقي الجديد تسمى المادة (140) تتبنى حل كل هذه الإشكالات، وهذه المادة وضعت أصلاً لقضية كركوك، إلا أن الحكام الجدد الطائفيين استفادوا منها للمطالبة بهذه المنطقة وسحبها من محافظة الأنبار إلى محافظة كربلاء .

بدأت فكرة المطالبة بالنخيب وضمها إلى محافظة كربلاء بدعوى أنّ النخيب تشكل خطراً على السياحة الدينية في كربلاء، بعدما قتل 14 باكستانياً سنة 2006 قادمين من السعودية لزيارة المراقد في كربلاء والنجف من قبل مسلحين قيل انهم من شرطة النخيب . ولم يكن الخلاف على النخيب معروفا على نطاق واسع, لكنه تأجج عقب ذاك الكمين . وقد أوصل ذاك الحادث الخلاف إلى مستوى الانفجار, وفي كربلاء غطت الجدران الخارجية للمباني الحكومية كتابات ورايات سود حدادا على ضحايا كمين النخيب طالبت بالانتقام. وكُتب على بعض الملصقات "أقل ما يمكن أن نقدمه لشهداء النخيب إعادتها إلى كربلاء".

بدأت المُطالبات الرسمية بالنخيب منذ عام 2008 من قبل اعضاء في البرلمان العراقي وبعض الزعامات الطائفية امثال احمد الجلبي بدعوى ان النخيب كانت تابعة الى كربلاء وضرورة الغاء قرار مجلس قيادة الثورة الصادر عام 1979 , وضرورة توسيع مساحة كربلاء المقدسة لانشاء مشاريع عليها وتشجيع السياحة الدينية في المحافظة المقدسة .

ومن اجل ضمان مضمون المادة 140 التي جاء بها دستور بريمر , فقد تم استخدام بعض القيادات العشائرية من اهالي النخيب حيث ظهرت رسالة منسوبة لـ( زبن محروت الهذال أحد شيوخ عشيرة عنزة طالب محافظ كربلاء بضم منطقة النخيب لكربلاء . وكما تم افتعال بعض المشاكل في منطقة النخيب لترويج أن المنطقة غير مسيطر عليها من قبل محافظة الأنبار .

نبذة تاريخية
النخيب مدينة في محافظة الأنبار قرب الحدود السعودية. يسكنها بدو قبيلة عنزة وشمر وشيوخ هذال .، تقع عند تقاطع النخيب أكبر الطرق المؤدية الى السعودية والاردن . تبلغ مساحة منطقة النخيب أربعة آلاف كيلومتر مربع أي ما يعادل ثلث مساحة الأنبار, وتعد إستراتيجية لأنها منطقة عبور الحجاج إلى السعودية, وهي مركز كبير للمطاعم ومحطات الوقود على الطريق السريع المؤدي للأردن وسوريا .

كانت النخيب مسكن لبدو العشائر الانف ذكرها , ثم تحولت الى مخفر شرطة يتبع لواء الدليم ثم اصبحت ناحية عام 1960 تتبع الرطبه . إلا ان النخيب الحقت بكربلاء لفترة محدودة ثم اعيدت الى قضاء الرطبة عام 1979 . ولا يتجاوز عدد سكانها 4 الاف نسمه , يعيشون على الرعي في الغالب .وهي تبعد 290 كلم شمال الرمادي فيما يحدها من الجنوب مدينة كربلاء بنحو 200 كم. وتفتقر الى الكهرباء والماء وإلى أطباء ومستشفى مناسب ووسائل نقل وهذه مشاكل كل العراقيين وتعتمد على مياه الآبار والأمطار .

شكلت النخيب اهمية عبر التاريخ اذ استحدثها الحجاج بن يوسف الثقفي في العام 85 للهجرة الموافق 704 للميلاد وأسميت النخيب بعد أن حفر فيها أول الآبار حيث كانت طريقا لحجاج العراق وخراسان إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كذلك مثلت النخيب استراحة للجيوش الإسلامية في حروب الفتوحات الإسلامية كان آخرها معركة القادسية 636 ميلادية والتي انتهت بهزيمة الإمبراطورية الفارسية وتحرير العراق. وبعد 1400 عام صارت محط تجاذبات سياسية على الصعيد الداخلي , وهذه التجاذبات لها امتدادات اقليمية ترتبط بمسار الاحداث الجارية الان في المنطقه .

ان الصراع على منطقة جغرافية مثل النخيب ليس للاسباب الانف ذكرها كما يدعي البعض , بل هو لغايات اقليمية واضحة تقودها ايران , الهدف هو ضمان تواجد ايراني على حدود السعودية والاردن , لتسيهل ارسال السلاح الدعاة الى هاذين البلدين الذين يقعان تحث انظار مخططي المشروع الايراني التوسعي .






الخميس ١٨ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة