شبكة ذي قار
عـاجـل










في أجواء الأزمات والحروب وصراعات القوى .. يلجأ أحد طرفي الصراع إلى استخدام الضغط العسكري أو زيادة وتيرة الفعل العسكري بعمليات قد تشكل ضغطاً على طاولة المفاوضات بهدف إرغام الطرف المقابل على التنازل أو التخلي عن بعض مطاليبه الأساسية وليست الثانوية أو حرمانه من أجواء المناورة أو المرونة أو كسرالتصلب في سقف أجندته التفاوضية .

فحين كان الوفد الفيتنامي على طاولة المفاوضات في باريس أمام الوفد الأمريكي، وفي تلك اللحظات كان أحد إعلامي الوفد الأمريكي يوزع قصاصة ورق رسمية أنيقة على أعضاء الوفود من كلا الجانبين الأمريكي والفيتنامي على حدٍ سواء، تتضمن حجم الدمار الذي حل ببعض مناطق فيتنام جراء القصف الأستراتيجي الثقيل الذي تنفذه الطائرات الحربية الأمريكية.!!

والملفت في ذلك .. أن لا أحدَ من أعضاء الوفد الفيتنامي قد أهتز أو تراجع قيد شعرة عن ما هو مدون في أجندته المشروعة من اعتبارات الثبات على الموقف الوطني..ونجح الفيتناميون وتحررت فيتنام من براثن الوحش الأمريكي المعتدي .. ماذا نرى على مسرح الأحداث في المشرق والجزيرة والخليج العربي وعلى تخوم لقاء كامب ديفيد :

1- يتعرض الحوثيون الذين ينفذون اجندة إيرانية إلى ضغوط هائلة وتفكك وتراجع وإنكفاء يعلن فشل الهدف الفارسي في الوصول إلى مضيق باب المندب عن طريق ( الحوثي - حصان طروادة ) .

2- تتسع دائرة التحالف العربي ضد التمدد الفارسي، قوة ومقدرة تقوم على المشروعية العربية والأسلامية والأممية .. كما تقوم في الوقت ذاته على دواعي الأنسانية والسلام وإلرغبة في إرساء دعائم الأمن والأستقرار في المنطقة، التي تعتبر منطقة مصالح عالمية مشتركة، لا أحد يمتلك الحق والمشروعية في زعزعتها والعبث بأمنها وتعريض شعوبها إلى الخطر.

3- إقتراب لقاء كامب ديفيد، وفي ظل هذه الأجواء يندفع الطرفان الأمريكي والإيراني اللذان يشتركان في لعبة الطاولة واللعب في خارجها من خلال أفعال قد تحقق لهما شيئاً مشتركاً على طاولة المفاوضات من جهة وعلى الأرض في العراق على وجه التحدد من جهة ثانية .. ويبدو أن اللعبة من بداياتها مكشوفة وخائبة .. كيف ؟ :

- أعلنت ( تقرير اخبارية ) ، ( أن السفير الأمريكي في بغداد " ستيوارت إي جونز " حذر من هجوم وشيك على مناطق شمال السعودية إنطلاقاً من العراق تشنه مليشيات الحشد الطائفي المتمركزة في منطقة ( النخيب ) المحاذية للحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية بقيادة قاسم سليماني الذي يدير غرفة عمليات في ناحية ( النخيب ) بمعية عسكريين إيرانيين .. وإن قوات الحشد الطائفي قد تحولت الى حرس ثوري يعمل على وفق الأجندة التي رسمتها طهران ) .

- طبعاً ، هذا الكلام ورد عن تقارير إخبارية غير معروفة .

- ونسب هذا الكلام إلى السفير الأمريكي المعتمد في بغداد .

- وإن الهجوم المليشياوي على المملكة العربية السعودية ( وشيك ) ، يقوده جنرال إيراني من منطقة عراقية هي ( النخيب ) ، التي دخلتها مليشيات الحشد الطائفي مؤخراً.

ماذا نستنتج من هذا الخبر أو التصريح – الذي لم يؤكده السفير ولا السفارة الأمريكية في بيان، عادةً ما تُطْلِعُ الأعلام عليه :

أولاً- أن دخول الحرس الإيراني ناحية ( النخيب ) ، على الرغم من خطورته السافرة، فهو كحدث يبدو قد أستثمر كوسيلة للضغط السياسي- النفسي على الوفد السعودي المفاوض الذي سيحل في كامب ديفيد.. ومثل هذا النوع من الضغط الذي يجمع بين فعلين قصف من الجنوب ( صعدة ) واحتمال قصف من الشمال ( النخيب ) .. والأحتمال الأخير لا يتوازى مع الفعل الناجم عن ا الأول، الذي تراجع وانكفأ وأخذ يطلب الجلوس للحوار.. بمعنى أن رؤية الكماشة الضاغطة لم تكن قادرة على الفعل في ( صعدة ) لأعتبارات عدة ، وغير قادرة على الفعل في الشمال ( النخيب ) لأعتبارات أخرى .. دعونا نفسر الأمر، ليس بإرجاعه إلى عناصره الأولية في التحليل إنما الإستنتاج القائم على حقائق الواقع الجيو- سياسي لهذه المنطقة المحددة من المشرق العربي والجزيرة العربية :

1- لا تستطيع إيران كدولة وكنظام في وضعها الراهن أن تفتح جبهات ساخنة متعددة، إلا في إطار الضغط الساذج على طاولتين تفاوضيتين هما ( الملف النووي الإيراني ) و ( لقاء كامب ديفيد ) .

2- وليس من الغباء أن تطلق إيران كنظام وكدولة من خلال مليشياتها بقيادة جنرالها المأزوم "قاسم سليماني" من منطقة النخيب قذيفة واحدة، حتى لو أدعت بأن الفعل هو مصدره مليشيات عراقية ( الحرس العراقي ) وليس من قوات حرسها المسلح .. لأن فعل القذيفة يعد عدوان يضع النظام الإيراني والنظام العراقي في دائر الجرم المشهود والذي يرتب آثاراً ليست في صالح طهران التي تعاني من التراجع والضمور والتفكك حتى لو بعد حين ليس ببعيد .. كما يرتب نتائج فادحة ليس بمقدور حكومة بغداد تحملها والتي ستقصم ظهرها تماماً وهي في وضعها الذي دخل مرحلة التفسخ، إذا ما تهورت مليشياتها الطائفية وبقيادة إيرانية على فعل العدوان.

3- ( النخيب ) منطقة صحراوية مكشوفة .. أي فعل عسكري عدواني يصدر منها يعرضها إلى ضربات قاصمة شديدة القسوة .. فالوجود العسكري الإيراني على تخومها لا يشكل في جوهره سوى إبراز عضلات ( ولي الفقيه ) الضامرة وتنفيساً لجنرالاته الذين يسبحون في بحر الظلمات.!!

الشعب العراقي العظيم وقواه الوطنية والقومية والإسلامية وكل الشرفاء العرب سيضعون حداً للتهور الإيراني .. والقرار قد أتخذ سبيله منذ ( عاصفة الحزم ) وما سيتبعها .. إنها ثورة العراق والعراقيين ، وثورة العرب ويقظتهم .. إنه زمان اليقظة وليس زمان الأنتظار والصبر على الضيم .!!






الاثنين ٢٢ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة