شبكة ذي قار
عـاجـل










من المفروض ان تبدأ قمة كامب ديفد الاربعاء- الخميس بين الرئيس الامريكي باراك اوباما والزعماء الخليجيين لبحث قضايا المنطقة . هذا من حيث المبدأ ولكن اوباما يريد ان يأخذ مباركة زعماء دول الخليج العربي على الاتفاق المزمع توقيعه مع نظام الملالي في ايران بشأن البرنامج النووي الايراني . ذلك الاتفاق الذي لم يلقى مباركة الكونغرس الامريكي , اذ هدد اوباما باستخدام الفيتو ضد اي قرار للكونغرس اذا كان بالرفض . وهو يعرف ان زعماء دول الخليج غير راضين عن هذا الاتفاق لانه يمنح الملالي فرصة التسيد في المنطقة على حساب العرب .

وبهذا الشان قال الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات "لا أعتقد أنهم – اي زعماء دول الخليج - يحملون احتراما عميقا أو ثقة عميقة تجاه أوباما ووعوده. هناك خلاف أساسي بين رؤيته لإيران ما بعد الاتفاق النووي ( المحتمل ) وبين رؤيتهم.

فزعماء الخليج يدركون ان نظام الملالي هو السبب في تأزيم الاوضاع في المنطقة لانه يسعى الى استعادة الامبراطورية الفارسية التوسعية في الارض العربية , وقد اعلن اكثر من زعيم ايراني ان امبراطورية ايران عادت وان بغداد هي عاصمتها , ولاسيما بعد السيطرة على العراق وسوريه ولبنان واليمن من خلال اذرعها الميليشياوية في هذه البلدان .

اوباما يريد ان ينال رضا وموافقة زعماء دول الخليج لينال فيما بعد موافقة الكونغرس , وبالتالي يكون مستحقا نيل جائزة نوبل للسلام بجدارة . هذا ما يريده اوباما قبل ان تنتهي ولايته الثانية .

الاشكال الذي واجه اوباما هو عدم حضور الملك سلمان ملك السعودية هذه القمة , بل تكليف اثنين من ولاة العهد ولي العهد ونائبه ( ولي ولي العهد ) حضورها نيابة عنه . وهو محاولة لإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة. واُعتبر قرار الملك سلمان عدم حضور قمة كامب ديفيد بأنه إشارة إلى عدم الرضاء عن التسوية المحتملة لملف إيران النووي. وقال خبراء دبلوماسيين إن هذا إشارة واضحة على عدم ارتياح السعودية إزاء أوباما ومفاوضاته مع إيران بشأن برنامجها النووي. غير ان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قال في مؤتمر صحفي عقده في السفارة السعودية في واشنطن،إن عدم حضور الملك سلمان قمة كامب دفيد لا صلة له بأي خلاف وقال إن الأميرين اللذين سيحلان محل الملك سلمان هما "الشخصان المناسبان" لتمثيل المملكة.

ويقول فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إن الملك سلمان لن يغفر لأوباما أبدا إلغاءه الضربات الصاروخية على الرئيس السوري بشار الأسد في اللحظات الأخيرة في شهر سبتمبر 2013، عندما كان الملك سلمان وزيرا للدفاع في السعودية."

اما باقي دول الخليج فالبحرين سوف ترسل ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لحضور قمة كامب دافيد.

وقال مصدر قريب من القمة لبي بي سي إن سلطان عمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة، اللذين يعتقد أنهما مريضان للغاية ولا يسافران لإسباب غير طبية، ليسا من المتوقع أن يحضرا المباحثات أيضا . وسوف يحضر أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح، القمة. وقد وصل بالفعل إلى واشنطن. ومن المتوقع أن يشارك أيضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ورغم ما يقال عن عمق العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة , فان سياسة اوباما احدثت فجوة في العلاقات بين الطرفين , لان اوباما اعطى الاولوية لنظام الملالي في بسط سيطرتها على الدول العربية , وبالذات تقديمه العراق هدية لنظام الملالي على طبق من ذهب , ومن هنا جاءت المخاطر على سوريه بعد الثورة السورية التي خذلها اوباما ترضية لنظام الملالي , وقد تسبب في ازهاق ارواح ملايين السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين , لانه سمح لنظام الملالي اشعال الفتنة الطائقية في هذه البلدان .

وبفعل هذه السياسية البرغماتية شعرت المملكة السعودية انها مطوقة من كل الجهات من قبل اذرع نظام الملالي , واخرها اعتداءات الحوثيين على القرى السعودية في الجنوب , والاعتداء الذي وقع على مخفر سعودي قرب الحدود مع العراق من منطقة النخيب التي احتلتها قوات من الحشد الشعبي – الحرس الثوري العراقي الرديف للحرس الثوري الايراني , وهي القوة التي سوف تتسلم الحكم في العراق وتجبر العبادي على التنحي واسبداله بالمالكي او هادي العامري لتنفيذ اجندة نظام الملالي في المنطقة .

قمة كامب ديفد قد تبحث من باب رد العتب قضايا اخرى منها الهدنة الانسانية في اليمن , والوضع في سوريه , وتطلب المعارضة السورية من الاطراف الخليجية الضغط على اوباما لفرض مناطق امنة في سورية لتجنيب المدنيين من ضربات النظام السوري بالبراميل المتفجرة . اما قضية فلسطين فلا اعتقد انها ستثار في هذه القمة .

اعتقد ان سياسة اوباما سوف تخسر الولايات المتحدة الكثير من الاموال التي كانت تحصلها من دول الخليج من اثمان الاسلحة . وهذه السياسة التي سار عليها اوباما اعطت فرصة لدول اخرى التوجه بعروضها نحو دول الخليج , ومنها الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا , وكل هذه الدول تسعى وراء مصالحها , وهذه السياسة سوف تخسر الحزب الديمقراطي اية فرصة لفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة .
 






الثلاثاء ٢٣ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة