شبكة ذي قار
عـاجـل










الامم والشعوب الحية عندما تتعرض الى الانتكاسات أو الكبوات والانزواء بسبب الظروف التي أوجدها الاعداء كي يفرضون الامر الواقع على الامة المستهدفه وترويض أبنائها للاستسلام أو ألقبول ، تكون ردة الفعل الجماهيرية ولادة القوة التي تمتلك كل مقومات التصدي والمطاولة والانتصار ، وولادة حزب البعث العربي الاشتراكي هي الاستجابه الواعيه لحاجات الامه العربية والجواب الشافي لجملة الاسئلة التي طرحتها الجماهير العربية الرافضة للاوضاع التي عمل الغرب لفرضها كأمر واقع ومنها التجزئة والحدود الوهمية التي اريد لها تقســـــيم النفس العربية وتدمير النســــيج المجتمعي العربي ، ومن هنا أصبح هذا الوليد الجديد الذي يحمل بذاته كينونة الامة وقوتها يورق السياسيين الغربيين والطامعين بالارض والثروات العربية ، وقد ازداد هذا الارق وخاصة عند المخططين الامريكان عندما حقق البعث العربي ثورتة الخالده يوم 17 – 30 تموز 1968 وألبدء بتنفيذ مشروعه النهضوي الذي يمكن الامة من تحقيق اهدافها والتصدي المقتدر لكل المشاريع العدوانية التي يراد منها حرمان امة العرب من تحقيق امانيها وتطلعاتها ،

وانتصار العراق بحربه الدفاعية على المشروع الصفوي {{ تصدير الثورة الاسلامية }} وخروجه بجيش من العلماء المبدعين جعل قوى العدوان والشر من التوسع بمخططاتها والنزول الى ميدان بالمواجهة المباشر وعندما وصل التيار المسيحي المتشدد للبيت الابيض كانت اجندتهم تركز على كيفية تقويض النظام السياسي الوطني العراقي وانهاء التجربة التي خاضها البعث منذ 1968 - 2003 الذي حدد لتنفيذ اجندتهم فكانت هناك جمله من المقترحات ومنها ما اتفق عليه تحت عنوان {{ حرب القوات الخاصة السرية في العراق }} فصادقت ادارة بوش الابن على تصعيد هام في حرب القوات الخاصة السرية في العراق ومن خلال مقابلات اجريت مع مسؤولين امريكان ومسؤولين سابقين اتضح ان الهدف الرئيسي هو تصفية مجموعات البعثيين الذين يقفون وراء الكثير من اعمال المقاومة السرية ضد جنود أمريكا وحلفائها الذين تواجدوا على الارض العراقية غزوا" واحتلالا" ،

وقد سبق هذا الاجراء الافعال الارهابية التي قامت بها الحركات والتيارات التي تدعي الهوية الاسلامية انطلاقا" من التوصية التي خرجت بها المعاهد المتخصصه بالستراتيجيات الامريكية والتي تنصب على استثمار الاسلاميين الذين يتطلعون الى السلطة والاستحواذ على الموارد المادية بالاضافة الى الاخذ بتوصية بريجينسكي المستشار الاسبق لمجلس ألامن القومي الامريكي للوقوف بوجه النضج القومي و التيار الاسلامي الواعي والهادف الى تنقية الدين من البدع والانحراف فتم انشاء مجموعة قوة خاصة سميت بالمهمة 121 جميع افرادها من قوات دلتا والقوات الخاصة البحرية ووكالة المخابرات المركزية ألامريكية وقوات اخرى من القطاع الامني الخاص حددت مهامها بجمع المعلومات التفصيلية والشامله عن الهدف ووضع ألخطط والبرامج التي تسرع بالوصول الى الغاية ، وان يقدموا تقريرا بالنتائج التي يتوصلون لها وعلى رأس اولوياتها تحييد المقاومين البعثيين من خلال الاعتقال او الاغتيال ، وبهذا يكون تم اعادة احياء عمليات القوة الخاصة هو انتصار لسياسة وزير الدفاع الاسبق دونالد رامسفيلد الذي جاهد سنتين من اجل ان توافق القيادة العسكرية ألامريكية على خطته التيأطلق عليها أسم { اصطياد البشر } وهو تعبير يستخدمه علنا في احاديثه وسرا في مخاطباته الرسمية الداخلية ومن اجل قبول خطته ، كان عليه ان يستبدل الكثير من قادة البنتاغون وقد ورد في مذكرات ألمستشار - أم أكس - في وزارة الدفاع الامريكية {{ ان الاطاحة بنظامين تبيح لنا ان نفعل امورا غير اعتيادية مشيرا الى افغانستان والعراق }} ،

كانت احدى الخطوات التي اتخذها البنتاغون في حربه ضد المقاومين العراقيين هو السعي الى الاستعانة بالمساعدة الفعالة والسرية للكيان الصهيوني الحليف الاقرب الى امريكا في الشرق الاوسط وطبقا لمسؤولين في الجيش والمخابرات الامريكية والصهيونية ، فقد تعاونت وحدات الكوماندوز والمخابرات الصهيونية بشكل مكثف مع نظرائهم في معسكر تدريب القوات الخاصة في فورت براج بشمال كارولينا وايضا في الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة للاعداد لتنفيذ العمليات في العراق والمتفق عليه ان يقوم الكوماندوز {{ الاسرائيليين }} بادوار استشارية ســـــرية عندما تـبدأ العمـليات على نطاق واســـــع ، وقد رفض الدبلـوماســـيون في البنتاغون و {{ اسرائيل }} التعليق على ما تسرب من معلومات او انكشاف الامر ، وقال أحد ألمسؤولين الاسرائيلين {{ لا احد يريد التحدث في هذا الموضوع انه موضوع ملتهب وقد اتفقت الحكومتان على اعلى المستويات انه من مصلحتهما معا ان يظل التعاون الامريكي – الصهيوني في العراق سرا - وبالرغم من السرية المطلقة والتمويه بغطاء الشركات الامنية المتخصصة والمنظمات الانسانية ذات الطابع المدني تمكن المناضلين من وضع ايديهم على الكثير من المعلومات والوثائق }} ،

ومازال هناك جدل كبير حول ما اذا كان استهداف عدد كبير من الافراد هو اسلوب عملي او سياسي فعال لاحداث الاستقرار في العراق في ظل فشل القوات الامريكية المتكرر في الحصول على مصادر معلومات ثابتة وموثوق بها قبل توقيع الاتفاقية الامنيه وانسحاب القوات الامريكية من العراق ويحاول الامريكان في الميدان من خلال المستشارين وكادر السفارة المخابراتي حل المشكلة بايجاد مصدر معلومات جديد ، ومن ابرز المقترحات في حينه تجميع فريق من كبار مسؤولي المخابرات العراقية ماقبل الغزو والاحتلال الذين يمكن استمالتهم للعمل في هيكلية دائرة المخابرات التي سيتم تشكيلها وتدريبهم على اختراق المقاومة بهدف الحصول على معلومات عن المقاومة ليتصرف على ضوئها من قبل الامريكان وحكومات الاحتلال ، وقد وصف مسؤول في وكالة المخابرات المركزية الامريكية هذه الاستراتيجية بتعبير بسيط هو {{ قناصون امريكان ومخابرات عراقية ، هناك عراقيون في المخابرات لديهم فكرة افضل ونحن نتصل بهم علينا ان نحيي المخابرات العراقية ، نســـد انوفنا ونترك قوات دلتا وقناصي الوكالة يحطمون الابواب ويقبضون على المقاومين العراقيين ، ويضيف مسؤول مخابرات الامريكي ألسابق انه يمكن مقارنة اختراق القيادة البعثية بعملية كسر ثمرة جوز الهند - تظل تضرب وتضرب حتى تجد نقطة ضعيفة وعند ذاك تفتحها وتنظفها - }} ،

ويقول امريكي عمل مستشارا لسلطة التحالف المؤقتة في بغداد {{ ان الطريقة الوحيدة للانتصار هي ان نتبع وسائل غير تقليدية يجب ان نلعب لعبتهم رجال عصابات ضد رجال عصابات ويجب ان نرهب العراقيين حتى نستطيع اخضاعهم }} ، وبهذا التصريح يثبت ان الادارة الامريكية وحكومات الاحتلال المتعاقبة مارست الفعل الارهابي لتحقيق اهدافها وغاياتها ان كانت تصفيت القوى الوطنية او قياداتها وارهاب الشعب العراقي من خلال التفجيرات والمفخخات كي يقبلون بالامر الواقع ويركنوا أو عدم الاعتراض على اي اجراء اوتصرف حكومي كما تم التأكيد على ضرورة تطويراساليب جديدة في واشنطن وهناك اتفاق واسع على نقطة واسعة الحاجة ألا وهي الحاجة الى اسلوب امريكي جديد في العراق كما ان هناك اتفاق عام على انتقاد ردود افعال القوات الامريكية على قوائم الاصابات الامريكية المتزايدة يقول احد مسؤولي البنتاغون السابقين الذي عمل لوقت طويل مع قيادة القوات الخاصة والذي يؤيد ضرورة ايجاد اسلوب امريكي جديد{{ لدينا هذه القوات التقليدية الكبيرة الموجودة هناك وهي اهداف سهلة ، ومانفعله بدون جدوى اننا نبعث اشارات مختلطة ، ويقول ان مشكلة الاسلوب الذي تحارب به الولايات المتحدة القيادة البعثية هي - ليس لدينا استخبارات تمتلك العيون والعقول التي تحدد ما نرغب به ونعمل من اجله ولدينا حساسية في التعامل مع هذه المنطقة من العالم اي العراق - ويأتي بمثال الرد الامريكي على موقع يحتمل وجود مدفع هاون فيه ، بدلا من تدمير ملعب كرة قدم فارغ لماذا لاتبعث فريق قناصين لقتلهم وهم ينصبون المدفع ؟

يتبع بالحلقة الثانية





الجمعة ٤ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة