شبكة ذي قار
عـاجـل










ولادة وسيرة العراقي الصميمي طارق عزيز

ولد العراقي الصميمي السيد طارق عزيز عام 1936 وسط عائلة عراقية مكافحة، وكان هدفه اكمال دراسته وشق طريقه في الحياة كأي مواطن عراقي اخر، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الأنكليزي فعمل مدرسا ثم صحفيا، وقد انضم الى صفوف حزب البعث العربي الأشتراكي أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد ثورة 14/تموز/عام 1958 وصدور جريدة " الجمهورية " العراقية، عمل محرراً بها.. ثم انتقل للعمل مديراً لجريدة " الجماهير " بعد ثورة البعث في 8/شباط عام 1963، وبعد ردة 18 تشرين من نفس العام 1963 غادر الى سوريا وعمل في الصحافة أيضا، وعلى إثر انقلاب 23 في سوريا عام 1966 اودع السجن فيها. وبعد قيام ثورة 17 تموز القومية والأشتراكية في العراق عام 1968 عاد طارق عزيز إلى بغداد وتولى رئاسة تحرير جريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث الاشتراكي، وعمله هذا الذي أثبت جدارة فيه أهله لتولي أول منصب وزاري في حياته السياسية، إذ عين عام 1970 وزيرا للأعلام، وفي عام 1977 أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة، وفي نيسان عام 1980 نجا طارق عزيز من محاولة اغتيال مدعومة من نظام الملالي في أيران حيث اتهم حزب الدعوة الأسلامية العميل الحاكم الآن في العراق بتنفيذها، وفي عام 1983 عين وزيرا للخارجية، وقد نجح عزيز خلال فترة قصيرة في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي حينذاك رونالد ريغان في البيت الأبيض عام 1984 بعد قطيعة دامت أكثر من 17 عاما، كما استطاع بحنكته الدبلوماسية إقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفياتي السابق، ولعب أهم دور في السياسة الخارجية العراقية فهو الذي وثق العلاقة الشخصية بين الرئيس صدام حسين والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عام 1972 أيام كان " شيراك " رئيسا للوزراء، وهو الذي فتح الباب على أوسع مصاريعه لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق ومهندس حرب احتلال العراق المجرم دونالد رامسفيلد لزيارة العراق زيارات عديدة منذ عام 1979، وبرز اسم طارق عزيز في وسائل الإعلام العالمية بعد تحرير الكويت في 2 آب عام 1990، والحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها 33 دولة عربية واجنبية والتي سميت،، بعاصفة الصحراء،، حيث كان يقود المفاوضات مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة قبيل وقوع العدوان،

كما عاد عزيز الى واجهة الأحداث عام 2003 قبل غزو العراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها معلنا أن العراق لا يمثل مصدر تهديد عسكري لأي أحد وكان صادقا بأعلانه، ويعتبر طارق عزيز واحدا من أشهر الدبلوماسيين منذ توليه عام 1983 منصب وزير الخارجية العراقي حيث قاد بحنكة كبيرة مفاوضات وقف إطلاق النار للحرب العراقية الايرانية، كما أصبح منذ حرب الخليج الثانية عام 1991 واجهة العراق الدبلوماسية في الخارج وممثل العراق في أغلب المؤتمرات الدولية طيلة سنوات الحصار الجائر،

ولا يفوت الذاكرة الدبلوماسية أن تتوقف عند اللقاء الشهير الذي انعقد في التاسع من كانون الثاني 1991، بين وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر آنذاك ونظيره العراقي، ضمن " جهود " قالت إدارة جورج بوش " الأب " إنها فرصة أخيرة لتجنب الحرب، لكن اللقاء كان عبارة عن تهديد أبلغه بيكر لعزيز ومفاده سنعيد بلادكم إلى العصر الحجري "، ووصف بيكر دور الوزير العراقي بأنه " الرسول "، الذي ينقل الموقف الأمريكي إلى الرئيس العراقي. لكن رد طارق عزيز كان قويا، إذ رمى رسالة بوش " الأب "، الموجهة إلى الرئيس صدام حسين، على وجه بيكر لأنها تضمنت تهديداً للعراق فسقطت على الطاولة أمامه وقال له : " نحن لا نقبل التهديد والوعيد من أحد أياً كان " ونهض عزيز تاركاً قاعة الاجتماع وبقي بيكر جالساً فاغراً فاه، هذا الموقف علق عليه فيما بعد بوش الأب قائلا : " تمنيت لو كان لدي وزير خارجية مثل طارق عزيز، وفي كانون الأول 2002، سمى طارق عزيز تفتيش الأسلحة بال " بدعة " وقال إن الحرب " قائمة لا محالة "، وقال ايضا إن ما تريده الولايات المتحدة ليس " تغيير نظام " في العراق ولكن " تغيير المنطقة "، لتكسب منابع النفط وتقدم خدمة لأمن إسرائيل،، وهذا هو بيت القصيد فعلا،، وقد أثبتته الأيام بعد الغزو والأحتلال.

هذه هي سيرة طارق عزيز وهي طبيعية وتدلل على ان الرجل تدرج في المناصب التي حصل عليها بدهائه ونضاله وكفائته وبجدارة.

عائلة طارق عزيز ...

لقد عرفت عائلة طارق عزيز عن كثب، فزوجته السيدة أم زياد أم مثالية ومؤمنة جدا والكنائس في بغداد وخاصة كنيسة العذراء مريم سلطانة الوردية في الكرادة / خارج تعرفها جيدا وكيف أنها كانت حريصة هي وأولادها على تأدية الطقوس الدينية المسيحية وخاصة في الشهر المريمي، وتساعية القديسة ريتا وغيرها، وقد ربت أولادها خير تربية، وقد مارسوا حياتهم اليومية سواء في دراستهم في جميع المراحل وصولا الى الجامعة وزملائهم في جميع المراحل يعرفون ذلك جيدا، أو في حياتهم الأجتماعية حيث تزوجوا بنين وبنات من أسر مسيحية معروفة في المجتمع ببغداد ويعيشون معهم حياة اعتيادية كأية عائلة عراقية أخرى.

حياته في المعتقل ومحاكمته ...

على مدى نحو ست سنوات منذ أن سلم نفسه لقوات المحتل الأمريكي جرب الغزاة وأعوانهم شتى أنواع الضغوط وأعمال القهر والابتزاز ضد هذا الرجل من أجل أن يتخلى عن مبادئه التي امن بها وهو شاب يافع ولحد هذه اللحظة، والتخلي عن رفاق دربه وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله إلا أنهم فشلوا وسيفشلون مستقبلا هم ومحكمتهم المهزلة التي تبرئه في قضية وتحكم عليه في أخرى وكلها مفبركة لأن طارق عزيز كان مربيا ورجل فكر ودبلوماسية، ولم يكن عسكريا أو رجل أجهزة أمنية في حياته رغم أنها شرف لرجالها في أي نظام ثوري في العالم كله وليسى في العراق وحده، ولا أريد أن أطيل أكثر لأن طارق عزيز أسطورة والحديث عنه يحتاج الى صفحات وصفحات سيذكرها التاريخ بأحرف من ذهب ان عاجلا ام اجلا، وطارق عزيز العصامي ورجل المبادئ لا تهزه الرياح الصفراء من أية جهة أتت وهو على العهد باق حتى الشهادة.

الحرية لطارق عزيز ولكل رفاق دربه والخزي والعار لسجانيه وقضاته الذين يأتمرون بأوامر المحتل وأعوانه من العملاء والخونة والمرتزقة ... والنصر لمقاومتنا الوطنية الشريفة بكل فصائلها، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار ... وعاش العراق حرا، مستقلا، وموحدا.






الاثنين ٢١ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حناني ميـــا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة