شبكة ذي قار
عـاجـل










عانت عملية بناء الدولة العراقية مابعد الغزو والاحتلال 2003 من المشاكل الاقتصادية بالرغم من وفرة موارده النفطية والزراعية ، فافتقار مشروع الدولة وبنائها لوجود قاعدة اقتصادية واجتماعية تمكنه من احداث التغيرات الاقتصادية الداعمة لجهود بناء الدولة لان الذين جاء بهم الغازي المحتل والذين اعتمدتهم ايران لتمرير مشروعها التدميري للعراق القاضي بافراغه من اي مقومات الاقتدار ، فأقول هذا النقصان انعكس على اسلوب تعامل هؤلاء مع العمليات الاقتصادية ، حيث عملوا ومن خلال استغلالهم لسلطة الدولة بتقوية قاعدتهم المادية ، كبديل عن فقدان الاسس الاجتماعية الاقتصادية ، وذلك من خلال اتخاذ سياسات اقتصادية تمحورت حول الارتباط الكامل بالسوق الايرانية مما جعل الاقصاد العراقي {{ انعدام التخطيط التنموي ، والتبعية الكاملة للاقتصاد الايراني خاصة القطاع الزراعي والنفطي من خلال ارسال النفط الخام الى المصافي الايرانية واستيراد المشتقات النفطية بأسعار غير اعتيادية وهذا الفعل كان هدفه بوجهيين هما - الارتباط المطلق بالاتجاه النفطي الايراني تحت عنوان الحقول المشتركة وعدم القدره على تحقيق الاحتياج المحلي ،

وسد الاحتياج الايراني المالي اختراقا" للحصار الاممي المفروض على ايران بسبب برنامجها النووي وافعالها الارهابيه من حيث دعم و اسناد منظمات ارهابية وهذا تحقق ايضا" من خلال الفعل المصرفي والنقدي ، وقطاع التجارة الخارجية (الاستيراد والتصدير) وقطاعات البناء والإنشاءات فقد كان العراق مجرد سوق للمنتجات الايرانية الرديئة وبعض المناشي التي يراد منها التضليل ومصدراً للمواد الخام والغذائية }} وعليه فمن المكن القول بان الاقتصاد العراقي اتسم بكونه اقتصاداً متخلفاً يعاني من كل الأزمات التقليدية للاقتصاديات المتخلفة ، وتسوده أنماط العلاقات المعوقة للتنمية على صعيدي الإنتاج والتوزيع ، حيث مر الاقتصاد العراقي ماقبل الغزو والاحتلال 2003 في مراحل متعددة انسجمت مع التحولات الاجتماعية التي شهدتها الدولة وجرت عدة محاولات لتطويره ،

إلا أنها بقت عاجزة عن الوصول إلى التطور الاقتصادي المطلوب لعدم نجاح السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومه العراقية الوطنية في تطوير الاقتصاد العراقي وإيجاد الحلول لأزماته بسبب ما تعرض له العراق من مؤامرات متعدده ومتنوعه كان لجمع الشر التدخل المباشر او الغير مباشر اي بفعل النيابه التي قام بها النظام الايراني القديم الجديد ، فبقى الاقتصاد يعاني بالرغم من المحاولات المتكرره من قبل القيادة الوطنية القومية ووفق مشروعها النهضوي وقد استمرت الحكومة في استخدام الموارد النفطية لإنشاء مشاريع البنية الأساسية ، بطيئة المردود وتمويل الجزء الأكبر من الإنفاق الحكومي وذلك لعجزها عن خلق الفوائض الاقتصادية . ومع بداية السبعينات ورغم تأميم ملكية الشركات النفطية الأجنبية والتي تمثل الخطوة السياسية المهمة ، لم تتغير طبيعة المشروع التنموي العراقي ، سوى في زيادة حجم وتحسن القدرات المالية للدولة والتوسع الكبير والسريع للاستيرادات ، بواسطة القطاع العام وإقامة المشاريع الإنشائية والصناعية ، وبالمقابل استمرت الضبابية بإستراتيجية تنوع مصادر الدخل القومي ، رافق هذه العملية زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي والاستهلاكي والاستثماري ، حيث حقق العراق زيادة مهمة في التشغيل ونهضة إنمائية ومنذ نهاية السبعينيات وجهت الدولة اقتصادياتها نحو التصنيع العسكري لما كان يتعرض له العراق من مخاطر تهدد امنه الوطني القومي ومن ايجاد التوازن الاقليمي لردع الكيان الصهيوني والدول الطامعه بالثروات العربية ،

الذي يتطلب تخصيصات مالية ضخمة للاستيرادات الهائلة للأسلحة والمعدات والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة مما أدى إلى انحرافات كبيرة في خطط التنمية الاقتصادية وجاءت الحروب التي خاضها العراق لتقصم ظهر الاقتصاد العراقي ، وتتوقف التنمية تماماً وتتحول موارد العراق إلى المجهودات الحربية ، ويتحول العراق من بلد دائن إلى بلد مدين وعليه فان يمكن القول بقى الاقتصاد العراقي محافظا على أسس التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي ، ضمن هذه الرؤية التي كان عليها العراق وقع الغزو والاحتلال لتحقيق ما متخذ في دهاليز الشر والاشرار لاعادة العراق الى ما قبل الثورة الصناعية كي تحرم الامة العربية من اهم مقومات قوتها ، أقول ضمن هذه الاجواء تسلط على العراق ارضا" وثروات وشعب معطاء اشرار قوم هاجسهم ونواياهم ايذاء العراق وتدمير العراق وحرمان العراق من فرصة الوقوف بقوته الشعب وثرواته فعلوا فعلهم الشرير بتنامي ظاهرة الفقر والبطالة وتفكك النسيج المجتمعي العراقي مما عمق هذه الأزمات وأصبحت ظاهرة هيكلية متجذرة من خلال السياسية الحكومية في إهمال القطاع الزراعي والقطاع الصناعي وتصاعد الإنفاق العسكري واختلاس وهدر المال العام بالإضافة إلى سوء الإدارة العامة وانهيار القطاع التعليمي وفصل العراق عن التطورات التكنولوجية الحديثة الأمر الذي كان سبباً في تمزق الاقتصاد العراقي ،

فعلى الرغم من جميع الإشكالات والإخفاقات والسياسات الخاطئة التي اتبعها المتسلطون على العراق من عام 2003 م ولليوم ،غير انّه لابد من التأكيد على ان هذه الادوات استطاعت من تحقيق منجزات نوعية على صعيد النهب والسلب والتزوير والفساد والافساد في تنمية الاقتصاد العراقي بالاضافة الى الغاء التأميم من خلال جولات التراخيص مقبوضت الثمن سلفا" من قبل الشهرستاني والهالكي ومن لف لفهم وان جريمتهم بحق الثروة الوطنية – النفط - كانوا يبررونها تحت عنوان إتباع سياسة نفطية تتيح للعراق مرونة كبيرة في التصرف في ثرواته النفطية وتحقيق أهدافه السياسية بزيادة الثروة الوطنية وزيادة معدلات وحجم الإنتاج الصناعي والزراعي توجيه الخدمات العامة لتحقيق أهداف التنمية لخفض معدلات البطالة وتسخير الإمكانيات البشرية والاقتصادية ،

لبناء تجربة اقتصادية عراقية رائدة ، وأخيرا وبعد إيضاح كل هذه الصعوبات والمعوقات والتي أدت إلى عرقلة بناء الدولة العراقية مابعد الغزو والاحتلال فان فعل المتسلطين يراد منه تحقيق حلمهم الشيطاني بانشاء الهلال الذي يراد منه ايجاد السياج الامن للكيان الصهيوني بالرغم من النعيق الذي يرفعونه والشعارات التي يكتبونها على قبضاة بنادقهم وعلى صدورهم وجباههم من خلال الشارات التي يرفعونها {{ الموت لامريكا ، الموت لاسرائبل ، الموت لليهود }} فانهم ماضون باتجاههه من حيث اعادة المجد الغابر العدواني الكسروي المجوسي بوجهه الصفوي الجديد وتحقيق احلام بني صهيون من حيث تمزيق بنية المجتمع العربي الاسلامي بالفتن والصراع فيما بين المكونات لتقسيم المقسم الى كانتونات متناحره متنافره فيما بينها لتكون سلطة ولي الفقيه هي القوة الاقوى والوحيدة في المنطقه ترعى المصالح الامبريالية الصهيونية ، وهاهم اليوم تمكنوا من اللفظ علنا" وبدون خشيه بسيطرتهم على عواصم العرب في بغداد ودمشق و صنعاء وبيروت واعلامهم يبشر بما هم اليه عازمون لانهم تمكنوا من ايجاد القاعدة الفكرية لتكون منطلقهم لتحقيق حلمهم بالانبعاث الفارسي الامبراطوري الصفوي الجديد ومدوا أذرع أخطبوطهم من خلال مليشياتهم وحرسهم والمهوسين بفتنة الجهاد الكفائي الذي مهد للملالي ورأس الشر والفتنه خامنئي من مسك الارض في اكثر من مكان من قصبات العراق وتحت يافطت الدفاع عن المقدسات والمراقد في ريف الشام ونصرت المستضعفين في اليمن الذي سرقت سعادته وشرعيته من انصار الله الحوتيين وحليفهم علي عبد الله صالح وبخدعة المقاومه وتحرير مزارع شبعا اتبلع الجنوب اللبناني ليكون مصدرا" عدائي مستهدف الفكر العربي والدين الاسلامي المحمدي النقي من البدع وفتاوى التكفير والضلاله والخروج على القرأن والسنة النبوية الشريفة ، ومن هنا السؤال الاخير { وهل بقى العراق حرا" ذا سيادة ابنائه الحقيقيون هم الحاكمون ؟ }

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر
* وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *‏ ‏ سورة الأنفال‏ :‏ آية 30‏






الاربعاء ٢٣ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة