شبكة ذي قار
عـاجـل










كما ان التداعيات البيئية لقد زادت الحرب الأخيرة من الدمارالذي لحقب بالبيئة العراقية خلال السنوات الماضية ومن بين نتائجها الواسعة ذلك التدهور الحاصل في البيئة  فقد أدى انقطاع التيار الكهربائي وقلته  ، إلى توقف عمل مصافي المياه ومجاري التصريف وهذا أدى بدوره إلى انتشار الأمراض والأوبئة المزمنة والمعدية وتلوث البيئة  علاوة على توقف مصافي الملوحة في مشاريع الري المؤدية إلى ازدياد الملوحة وقلة الإنتاج الزراعي بل ممكن انعدامه بسبب التجاهل المتعمد من قبل حكومات الاحتلال  كي يستمر الاعتماد على ما يتم استيراده من ايران  ، وصولا إلى قلة مياه الشرب الصالحة  والقصف بالأسلحة الثقيلة ، وحركة القوات الكبيرة مستخدمة معدات وناقلات ضخمة الذي ادى إلى التدهور الحاصل في تركيبة البيئةالإيكولوجية ،اي تلوث الجووالتربة  ،

أما اليورانيوم المنضب  الذي اشرت اليه في الحلقة السابقة المستخدم في الأسلحة فمعروف عنه بتلوثه للبيئة وسبب حواضن لسنوات عدة سيكون تأثيره متدرج وهناك احصائيات تشير الى ذروته في 2020 في المحافظات الجنوبية  والفرات الوسط  وان كانت هناك  احصائيات مخيفه تشير الى  ان بعض المناطق بحكم المنكوبه  في النجف  وبابل  والبصره  والقادسية وغيرها ، وان من نتائج الفوضى وسرقة ممتلكات الدولة أثناء وبعد الحرب مباشرة ، هو انتشار المواد المشعة الملوثة ووقوعها في أياد لا تعرف مدى خطورة هذه المواد  ،  وبما ان الشريعة السماوية  اعطت الحق للامم والشعوب حق مقاومة العدو  * وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ  * الانفال 60 ، وكذلك الشرائع الوضعية منها القانون الدولي وميثاق الامم المتحده  فان ظاهرة مقاومة الاحتلال الامريكي وبغض النظر عن تهافت المنطق القائم على التمييز بين من يجوز له أن يملك اسلحة دمار شامل و من لايجوز له ذلك  وبغض النظر عن بطلان دعوى الارهاب وانتفاء الوصف المعياري والموضوعي الدقيق للارهاب في نظر من يمارسه ومن هو ضحيته ،

وبغض النظر ايضاً عن تلك الديمقراطية  المصدره أمريكيا" واجبة التطبيق  حتى وان كانت محموله بآلة حرب جهنمية  فإن 12 عام  انقضى على تلك الحرب  بغزوها والاحتلالها  والسيادة المزيفه  القائمة والنزاع حول مشروعيتها  ورغم سقوط الذرايع المعلنة لشنها  وصولا  للديمقراطية التي تنقلهم من خير الحاجات اللازمة للإحياء إلى صعيد المشاركة السياسية اللائقة للإنسان  ان جميع جوانب الحرب المختلفة وما تلتها من أحداث وقعت نتيجة الاحتلال ، الذي لها عميق الأثرعلى نفوس العراقيين ، خصوصاً بعد أن بدأ الاحتلال في تجاوزات واضحة في اثارة العنف والاغتيال وخراب الامن والأمان  لذا كان هناك رد فعل تجليا" وواضحاً  وطبيعياً في تصعيد العمليات العسكريه ضد الجيش الأمريكي ومن يعمل معه خيانة للوطن والمواطن ان كانوا ادلاء او  مخبرين  وجميع من سانده  قبل ومنذ بداية  الغزو والاحتلال ،

اذن فماهو مفهوم المقاومة  و دوافعها  ؟  وماهي أسبابها ونتائجها ؟  يمكن تعريف المقاومة بصفة عامة بأنها {{ عمليات متتالية مسلحة وغيرها ينهض بها المواطنون من غير أفراد القوات المسلحة النظامية ، دفاعاً عن وطنهم ضد قوى أجنبية غازية أومحتلة وسواء أكان المقاومون منظمين وخاضعين لقيادة مركزية أم على شكل هيئة شعبية ، وسواء أكان نشاطهم العسكري قاصراً على الوطن المحتل أم تعد إلى ملاحقة المعتدي خارجه  ،  والتي استمدت مشروعيتها من ذلك التحول الخطر الذي شهده تاريخ تنظيم العلاقات الدولية بواسطة القانون الدولي ، بعد اقرار مبدأ منع استخدام القوة والتهديد بها أثر الحرب العالمية الثانية  والاعتراف بمشروعية الأعمال العسكرية للمقاومة المسلحة في مواجهة الاستخدام غير المشروع للقوة ، وما يتمخض عنه من غزو واحتلال أواستعمار أوإقامة نظام عنصري  ولقد حظى هذا المبدأ بقبول عام من لدن شرائح فقهاء القانون الدولي  واعتبر نقله نوعية في سبيل تطوير هذا القانون ، ليكون تحولاً من مبدأ عام في الحكم يستمد مشروعيته من الحق في الدفاع عن النفس }} ،

ليصبح بعدها قاعدة قانونية وضعية انعطفت به نحو مفاهيم التحرر والاستقلال والرفض للهيمنة الأجنبية والتمسك بأهداف حق تقرير المصير ،  وعليه تستمد المقاومة العراقية المسلحة مشروعيتها من منطق الشرع وما ورد في النص القرأني الكريم  والسنة النبوية الشريفة  وقول ال بيت النبوة عليهم السلام وقواعد القانون الدولي وما يترتب عليها من حقوق وهذا القانون يلزم ويقيد سلطة الاحتلال الفعلية بالتزامات وواجبات يتعين تطبيقها ويرتب المسؤولية الدولية على انتهاكها أو تجاوزها ،  وان ماورد في احد خطابات القائد الشهيد الحي صدام حسين  لهو التفسير الدقيق لحق العراقيين في مقاومة  الغازي المحتل واعوانه ومن تحالف معه  {{  لم تكن المقاومة العراقية بدعاً من بين نظيراتها ، فيما عرف من تاريخ الحروب التي غالباً ما اقترنت بمقاومة مسلحة عرفت بحروب تحرير أو كفاح وطني مسلح ، إلافي سرعة استجابتها وفورية رد فعلها }}  ، حتى أن المراقب لا يكاد يلمس حداً فاصلاً بين الاحتلال الأمريكي ونشوب المقاومة المسلحة العراقية  فعندما كان الغزاة المحتلون والرعاع من  المهوسين بطائفيتهم وحقدهم وشعوبيتهم  يعملون على  تدمير النصب في ساحة الفردوس  يوم 9 نيسان 2003  كان القائد الشهيد الحي بين شعبه  في الاعظمية ليوقد شمعة الثورة الشعبية  لتزيل الظلام الذي اراده جمع الكفر  وانطلاقا من هذه الفكرة يمكن وصف المقاومة العراقية كحركة كفاح مسلح مشروعة في مواجهة الاستخدام غير المشروع للقوة  ، وما تمخض عنه من غزو واحتلالين متداخلين - انكلو امريكي وايراني بروح وعقلية الصفوية الجديد - ،  وإن انطلاق العمل المسلح ضد الاحتلال ،

مثل غيره من التجارب العالمية  لم يكن مستنداً إلى مرجعية سياسية  واحدة معلنه ومعروفه وإنما عبر الانطلاق عن موقف وطني كان مناضلي البعث  يتقدمونه بالعطاء والتضحية  والى ان تبلور كيان الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية  والقيادة العليا الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي جمعت كل الفصائل المؤمنه بالجهاد لدحر  العدو  وتحرير العراق وشعبه  رافضين اي مشروع طائفي  فئوي عنصري التوجه والنوايا ، وهو خيار مبدئي لكل شعب يواجه احتلال وطنه ولكونها مقاومة فان اسلوب عملها تركز على طبيعة عملياتها للتعبير عن إستراتيجيتها في الإعلان عن وجودها ، وذلك عن طريق اختيارها لأهداف منتقاة بدقة في وسط المدن العراقية ، لايصال رسائل مباشرة للشعب العراقي بوجود تنظيمات شعبية مسلحة للتصدي للاحتلال ويتبين أسلوب المقاومة المسلحة لوضع المحتل أمام خيارات صعبة إزاء قراره في مواصلة البقاء في العراق  لقد ادركت المقاومة العراقية اهمية توافق الجانب العسكري مع الجانب السياسي فالتجارب العالمية من الجزائر إلى فيتنام إلى فلسطين أكدت الحاجة إلى ترافق العمل السياسي مع العمل العسكري وتكاملهما وذلك بعد ما تحقق  لها من عناصر قوة حقيقية في الميدان من انتقال المقاومة المسلحة إلى مستوى العمل الاستراتيجي المتسم بالتنظيم وسرعة التنفيذ والقدرة على ايقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال وعلى الرغم مما واجهت المنظمات المسلحة للمقاومة العراقية من صراعات داخلية بسبب تنوعها الفكري  والتأثير الذي تمكن من تحقيقه المفسدون اذناب المحتلين  لتحجيم العمل المقاوم والاساءة اليه  لاسقاطه بنظر الشعب المتعطش الى الدفاع الوطني والتحرر ،

الا انها استطاعت أن تنجز العديد من أهدافها و مخططاتها التي نصت عليها الاستراتيجية الشاملة  للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية  وأليات عمل الفصائل المجاهدة في القيادة العليا  للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ، وقد حاولت الادارة الأمريكية الاستخفاف بهذه التشكيلات والفصائل المسلحة ولكن الأرقام التي أشارت إلى القتلى من صفوف القوات المحتلة دلت إلى عكس ذلك اذاً أثرت العمليات المتصاعدة ضد القوات المتحالفة على الرأي العام الأمريكي وبعض أعضاء الكونغرس ، وبإلاشارة إلى انحسار تأييد الأمريكيين للحرب وازدياد مشاعر الإحباط في أوساط الرأي العام لحرب تبدو كأن لا نهاية لها  كما  طالب ثلاثة من كبار الزعماء في الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا بضرورة سحب قواتهم من العراق بعد انتهاء التفويض الذي منحته الأمم المتحدة للقوات المتعددة الجنسيات ، أي بعد عام من  الغزو الاحتلال  وأكد هذا الأمر مقاله مشتركة في مجلة تايم لوزيري الخارجية السابقين -  روبين كوك  لحزب العمل ودوغلاس هيرد لحزب المحافظون والناطق باسم حزب الأحرارالديمقراطيين  متريس كامبل  في 2005م  -  {{  بأنه إذا استمرت القوات البريطانية والأمريكية لفترة طويلة في العراق ، فأن الاحتلال يصبح جزءاً من المشكلة الناجمة عن الموقف الأمني وليس جزءاً من الحل ولذلك ينبغي تحديد مهلة زمنية للانسحاب }} 

يتبع بالحلقة الثامنة






الاربعاء ٧ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة