شبكة ذي قار
عـاجـل










كثير من العراقيون يتساءلون عن من يشرف على العمل الحقيقي وإدارة مؤسسة الخوئي الخيرية وتسيير ملياراتها من الدولارات؟ ولماذا تم اختيار لندن لتكون مقرا رئيسياً لهذه المؤسسة؟ ولماذا كل أعضاء الهيئة المركزية للمؤسسة بريطانيي الجنسية؟ بالتأكيد فإن المبالغ التي تجاوزت الخمسمائة مليار دولار وضعت في مصارف بريطانيا وأمريكا وغيرها في أوروبا، فما هو يا ترى عدد الصواريخ التي أطلقت ولا تزال تطلق كل يوم على البلدان الإسلامية وقد صُنِعت تلك الأسلحة بأموال هذه المؤسسة أو قروضها السخية للغرب؟، ولأن وجود أموال هذه المؤسسة ومثيلاتها في المصارف الغربية، ليس للخزن بل للتمويل والاقتراض حسب طبيعة النظام الاقتصادي العالمي.

وأخيرا ما هي العلاقة الغامضة التي تجعل هذه المؤسسة تدعم حزب الدعوة المنشق من حزب الإخوان المسلمين؟، رغم ما يثار من حرب إعلامية طائفية بين هذين الحزبين وتناحر أتباعهما في لبوس الأردية والعمائم واللحى الطائفية والمذهبية؟؟ .

http://www.alqadisiyahtv.com/160516021575160415751578/1#sthash.w0x7lNgX.dpuf

في 21 نيسان/إبريل، 2004- انتقى الرئيس بوش نيغروبونتي الذي كان يتمتع بخبرة أربعة وأربعين عاماً في العمل الدبلوماسي, والأمني والتجسسي وحتى الإجرامي ، وكان في بداية حياته العملية ضابط اتصالات في فيتنام ثم مستشارا سياسيا في سايغون ، 1964 ليصبح في ما بعد سفيراً في هندوراس والمكسيك والفيليبين، وبعدها تولى منصب المندوب الأميركي في الأمم المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وبعدها تم توجيهه إلى العراق كسفير أمريكي في العراق.

أقسم نيغروبونتي يمين الولاء رئيساً للوفد الأميركي إلى الأمم المتحدة في 18/9/2001 بعيد حوادث 11/9 الإرهابية بنيويورك وواشنطن. ثم سارع إلى تزعم ما سُمي بالجهود الدولية المناهضة للإرهاب. ومنذ اقتراح ترشيحه من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن لمنصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة رفضت واستنكرت أوساط أمريكية ودولية واسعة تعيينه ممثلا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة بعد أسبوع واحد فقط من أحداث 11 سبتمبر 2001، نظرا لتاريخه الدموي الأسود، وهو أحد الدبلوماسيين الأميركيين المخضرمين المتمرسين في الانتداب للمهام الخاصة القذرة، سواء في فيتنام أو دول أمريكا اللاتينية، وهو صاحب الخبرة الواسعة في تنظيم عالم الجريمة المنظمة وإشعال الحروب الأهلية وتدريب عصابات المافيا والمليشيات في أمريكا ، ولدوره السابق في أمريكا اللاتينية ودوره في ما الذي جرى في أقطار أمريكا الوسطى عندما كان نيغروبونتي سفيرا في هندوراس.

وقد سبق للرئيس بوش عند إعلانه ترشيح نيغروبونتي كسفير له في العراق ونقله من مقر الأمم المتحدة إلى بغداد مدح السيرة الدموية لسفيره الجديد ببغداد وقال عن أنشطته انه ( أبلى بلاء حسنا بالتحدث باسم الولايات المتحدة إلى العالم عن نياتنا بنشر الحرية والسلام.) وأضاف: ( إن جون نيغروبونتي رجل ذو خبرات ومهارات هائلة، ولهذا، فإنني مرتاح بالطلب منه إن يخدم في هذه المهمة العويصة. ) . لكن تلك الصورة لنيغروبونتي كسفير بمهمة سلام كانت تخفي الوجه البشع لمجرم من الطراز الأول مارس الجريمة في السر والعلن أينما حلَّ وارتحل.

سجلت عليه انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في هندوراس التي أخذت شكلا منتظما بعد استلامه السفارة الأمريكية هناك. وكما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" يسجل له تنفيذ السياسة السرية لإدارة ريغان لسحق حكومة "الساندنيستا " في نيكاراغوا" خلال تواجده كسفير في هندوراس ما بين 1981 و 1985. فقد تآمر على قرار الكونغرس بمنع المساعدة الحكومية إلى الكونترا بمنحه المساعدة اللوجستية لاثنين من تجار الحرب الأمريكان (Thomas Posey و Dana Parker ) ينويان تجهيز جيش الكونترا بالسلاح. وعندما كشفت العملية بعد 9 أشهر، أنكرت حكومة ريغان معرفتها بالأمر رغم ثبات اتصالهم بنيغروبونتي. خلال تواجده في سفارة أميركا في هندوراس ازدادت المساعدات العسكرية الأمريكية لها من 4 ملايين دولار إلى 77,4 دولار في العام.

وقد اشرف نيغروبونتي على إنشاء قاعدة "الاكواكات" الجوية, حيث درب الأمريكان عصابات الكونترا النيكاراغوية، التي كانت تستعمل كمعتقل ومركز للتعذيب خلال الثمانينات. وقد كشفت الحفريات والتحقيقات في آب 2001 عن 185 جثة، من ضمنها جثتين لأمريكيين في موقع القاعدة.

تبين السجلات كذلك إن الفرقة 3-16 والمدربة من قبل وكالة الــمخابرات الأمريكية (CIA) والجيش الأرجنتيني، قد اختطفت وعذبت وقتلت مئات الأشخاص، من ضمنهم أعضاء في بعثات تبشيرية أمريكية.

الاعتقاد السائد إن نيغروبونتي كان على اطلاع على ما يجري وانه كذب على الكونغرس بشأن ذلك، وانه متورط أيضا في فضيحة ( إيران – كونترا) أو ( إيران غيت) حين خالفت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي ريغان قانونا شرعه الكونغرس سرا، وباعت الولايات المتحدة أسلحة لإيران ، منها إسرائيلية، ثم خالفت القانون مرة أخرى باستخدام ريعها لدعم قوات الكونترا التي كانت تقوم بعمليات إرهابية ضد الساندينستا، أول حكومة منتخبة في نيكاراغوا.

كشفت التقارير الإعلامية عن إشرافه على أعضاء فرق الموت الهند وراسية، الذين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة، ومنهم احد المبعدين بعد الضجة العالمية ضدهم كان الجنرال لويس الونزو ديسكوا، مؤسس فرقة الموت 3-16، سيئة الصيت. وقد ألغيت تأشيرة دخول الجنرال ديسكوا الذي كان يعمل نائبا لسفير هندوراس في الأمم المتحدة، لكنه تمكن من كشف دور الولايات المتحدة في إنشاء الفرقة 3-16, قبل أن يرحل.

ما يهمنا هنا من سيرة نيغروبونتي هي تجنيد علاقته السابقة مع إيران فاستغلها على نحو إجرامي من جديد في العراق؛ حيث استفاد منها نيغروبونتي في مكافحة نشاطات المقاومة العراقية والتجسس عليها ومحاولات إضعافها بشن الحرب عليها تحت شعارات ومرامي طائفية ، ويشهد له دوره وبالتنسيق مع إيران في تشكيل فرقة سوات " الفرقة القذرة" التي احتشد فيها أتباع وأنصار إيران من المليشيات الطائفية لتكون هي القوة الضاربة للسلطة الطائفية الجديدة الحاكمة في العراق وربط نشاطها ضمن تشكيلات وزارة الداخلية والشرطة الاتحادية التي ارتبطت في بدايات تأسيسها بأحد الدمويين الطائفيين من أمثال بيان صولاغ جبر، وهو أحد قادة منظمة بدر قبل أن يستلمها هادي العامري ، وخلال حقبة ترأسه وزارة الداخلية في عهد حكومة إبراهيم الجعفري تصاعدت عمليات التعذيب والخطف والإيداع السري للمعتقلين في مراكز كانت إدارتها والإشراف عليها خارج سلطة الحكومة العراقية، و تأسست خلال تلك الفترة عدد من المراكز الأمنية والقمعية السرية، ونفذت الفرق المتخصصة عمليات الخطف والتعذيب وخلال تلك الفترة وما بعدها أخفت السلطات والمليشيات العديد من النشطاء الذين تم زجهم في سجون سرية كسجن الجادرية ومطار المثنى وجامع براثا وغيرها من المعتقلات السرية، والتي تتوجت أفعالها الإجرامية بتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء وما تبعها من انطلاق عمليات المجازر والحملات الدموية الطائفية في سائر أنحاء العراق، وما رافقها من حالات تهجير ونزوح لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا. يصف كولن باول أسلوب نيغروبونتي في الإدارة بإعجاب بأنه: ( الصرامة مطبقة بطريقة سلسة ).

وبهذا خلط نيغروبونتي في العراق جميع الأوراق التي حاول ترتيبها، سلفه السفير السابق بول بريمر مدير سلطة الائتلاف المؤقتة، بعد عام قضاه في العراق ليتولى نيغروبونتي بعده مهمة فريدة في العلاقات الخارجية للولايات المتحدة في العراق، كسفير من جهة، ومديراً للعملية الأمنية في فترة شهد العراق اشتداد ضربات المقاومة العراقية واتساعها ضد قوات الاحتلال الأمريكي .

ورغم أن نيغروبونتي وإدارة بوش معه قد حددت ثلاث أولويات لمهمته في العراق: الأولى الإعداد للانتخابات، والثانية تشكيل قوات عراقية، والثالثة تنشيط جهود إعادة الأعمار. إلا انه ركز بشكل استثنائي على مهماته الأمنية بمحاولته بناء فرق عسكرية وشبه عسكرية متخصصة في القمع الدموي والمجازر تابعة ومنقادة لأتباع إيران في العراق. والتوجه نحو تأسيس الصحوات على الطرف الأخر من الصراع الطائفي تمهيدا لإشعال الحروب الأهلية القادمة الممهدة لتقسيم العراق.

أما ما سميت بمهمات إعادة الأعمار في العراق فقد سجلت الحقائق اللاحقة تورط الإدارة الأمريكية وسفارتها في كثير من الاختلاسات وسرقة الأموال وتوجيه إدارة الفساد السياسي والمالي، تزامنت معها فضائح لجان النزاهة التي اشرف على تأسيسها الأمريكيون أنفسهم: وتبين أن الميزانيات الضخمة التي كانت معتمدة للأعمار لها قد تمت سرقتها واختلاسها، وكانت السفارة الأمريكية وإدارة بول بريمر وبعده نيغروبونتي وخليل زاده غير بعيدة عن تلك الاختلاسات التي تجاوزت مبالغها مئات المليارات من الدولارات الأمريكية.

أما الإعداد للانتخابات فهي فضيحة الفضائح عندما كانت المرجعيات الطائفية وبتواطؤ أمريكي وإيراني كانت الموجه والفاعل والمقرر في توجيه تلك الحملات الانتخابية ووضع المرشحين لها ، تحت سمع ونظر السفارة الأمريكية.

للدراسة شهادات ومراجع وإحالات وهوامش كاملة






الجمعة ٨ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد ا. د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة