شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما أنظر إلى وجه ( محمد جواد ظريف ) اشعر بأني أمام انسان يحاول أن يكون سوياً في سحنته وتصرفه وكلامه .. ولما كان الجوهر يكشف عن نفسه دائماً، كما قال الفيلسوف الفرنسي "هنري بيرغسون" ، فأن ظريف يعكس من خلال سحنة وجهه وعينيه وسلوكه، في مشيته وجلوسه، عن شخصية مخادعة مستعدة للف والدوراء، دون أن يصيبه دوار البحر، كما يقال، لمائة عام .. فيما لا يستغرق الحكم على ( محمود احمدي نجاد ) سوى بضع دقائق تراه فيها وتستمع إليه، لتتأكد بأنه غبي ومتهور وعلى درجة عالية من العنجهية الفارغه والتواضع المصطنع بالأزدواجية لحد التفاهة.. أما ( حسن روحاني ) رئيس الجمهورية، فأن وجهه البارد وابتسامته الباهتة، التي يراها الآخرون لها معانيها، ربما، فهي تنطوي على المراوغة الممزوجة بالحقد والشعور المخادع بقوة النصر والمطاولة والتعالي .. فيما تعبر وجوه الجنرالات الفرس عن سحنة موشومة بنزعة العجرفة الفارغة إلا من الأثارة التي تعبر احياناً عن الهستيريا المرضية، واحياناً أخرى عن الشعور بالأنكفاء والرغبة في تصدير المشكلات والدفع بها نحو الخارج .

هنالك قطيع من الكومبارس يمثل بعضهم خلف الكواليس ولم تر منهم سوى اشباحهم، واحياناً ترى وجوههم من خلال خطبهم من على منابرهم وهم يعتمرون لفافة من قماش أسود يدفعون بها قليلاً إلى الخلف لتظهر خصلة من شعرهم، ولا أدري لماذا هم يمارسون هذا الأسلوب المقرف، فيما تمتلأ أصابع أيديهم بالخواتم ، وطبعة أو دمغة داكنة في جباههم – من هاشمي رفسنجاني إلى حسن نصر الله، مروراً بالآيات التي تسود شوارع قم وطهران ومشهد وغيرها – أما علي خامنئي فقد حرص على أن تظهر شيباته البيضاء ونظراته من خلال زجاج نظارته ، وكأنه يحمل الورع كله بحيث افرغ العالم منه، وعلى طريقة الأحتكار والتأكيد على الحكمة وهو يضع إيشاباً ابيض حول عنقه للتمييز، والذي سرعان ما قلده البعض من الأتباع والمقلدين، فيما تتصاعد ملكية هذا ( الورع ) الى المليارات، وحسب شهود إيرانيون .. ولكن لا احد من المقلدين يرتقي بملكياته العقارية وارصدته وخيوله ومتاجر ألماس التي يمتلكها - كلها متاع الدنيا- وهو ليس من أهلها كما يدعي ويعلن إعلامه المسيس بالآيديولوجيا الطائفية العنصرية.. فكيف يستقيم الأمر بين رجل الدين ومتاجر الماس والأحجار الكريمة وقطعان الخيول الأصيلة والملكية الهائلة التي يستحوذ من خلال منصب ( المرشد الأعلى ) لولي الفقيه على الأمتيازات التي لا احد يجرؤ ان يتحدث عنها أو ينتقد ترهاتها .. وله في كل مرفق أو مركز أو دائرة أو وزارة أو حتى مرجع ، له وكيل أسمه ممثل ولي الفقيه ( المرشد الأعلى ) ، حتى في البازار، يوصل له يومياً وتفصيلياً كل ما يحدث في الداخل والخارج، والعراق على وجه التحديد له في دوائر الدولة العراقية ومؤسساتها ومقرات احزابها الطائفية – منظمة بدر وحزب الدعوة والحزب الاسلامي وفيلق القدس الايراني فضلاً عن التنظيمات الواجهية المدنية والعسكرية .. وهؤلاء الممثلون يتقاضون رواتب على تمثيلهم للمرشد الأعلى.. وهو في حقيقته عمل استخباري بامتياز .

تتناوب هذه الوجوه الأدوار.. وليس صدفة أن يتحدث عسكري، وآخر رجل مغمور يعتمر لفافة سوداء ويطلق خصلة من شعره على جبهته ويرعد ويزمجر بأصابع يديه الأثنتين المملوءة بالخواتم، يهدد ويكشف علناً عن ما تسعى إليه طهران في نهجها السياسي الخارجي، فيما يمارس رجل دين آخر أحد أوجه اللعبة الفاضحة، وهي المنابر والسيديات المعلنة على الملأ يفتي من خلالها بدجل مقزز، كيف يَسْلَمْ من لا يمارس المتعه – الزنا العلني المحرم شرعاً إسلامياً وقانونياً في العالم كله – من نار جهنم ؟ ويبدي استعداده، لأنقاذ أرواح من لم يمارس المتعه، بتقديمه المال اللآزم لممارسة طقوس الرذيلة هذه، التي تنفر منها شعوب العالم جميعها قبل الديانات السماوية .. وآخر مهمته ترويج الأكاذيب وتشويه الأحاديث وقلب الحقائق، ومنها ان السيدة زينب رضيه الله عنها هي زوجه الله عزوجل وان مريم العذراء هي محضية وخادمة..؟ فيما يهرع آخر ليضفي على "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه صفة النبوه وهو الذي يدخل المسلمين وغيرهم إلى الجنة أو يدفع بهما إلى الجحيم .!!

أما السياسيون الرسميون والبرلمانيون فهم يعزفون على إيقاعات المرشد الأعلى ( الولي الفقيه ) الوحيد الذي يفكر ولا أحد غيره يصدر القرار، والآخرون الأتباع والمقلدون ينفذون لا غير لأن ليس من واجباتهم التفكير، والتفكير محصور بالرأس المجتهد ظل الله على الأرض في هذا القرن الحديث.. ومع ذلك فهنالك فسحة في عالم الفسق السياسي اسمها توزيع الأدوار السياسية والأعلامية والأستخبارية والمذهبية تأخذ نصيبها على المسرح السياسي والأعلامي بإيقاعات تحاول أن تكون متناغمة، ولكنها تظهر تضخيماً للذات الفارسية، وتقزيما لكل ما هو غير فارسي في الداخل والخارج .. أما قضية الحمائم والصقور .. فتلك لعبه سياسية – استخبارية لا تجد على ارض الواقع شيئاً من حقيقتها سوى الصراع على المصالح والنفوذ ولكن هذا الصراع لا يمتد إلى قائد الأوركسترا الطائفية القائمة على قاعدة الأستراتيجيا الفارسية .. انها لعبة قذرة ومخادعة ، ولكنها مفضوحة تماماً.. والغريب في الأمر أن امريكا تعرف، والغرب صاحب الحضارة يعرف كل هذا، ومع ذلك نراهم يتعاملون مع هذا المسخ في هذه المنطقة الحيوية من العالم.؟!





الجمعة ١٥ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة