شبكة ذي قار
عـاجـل










هكذا قررت الشريعة الإسلامية كامل حقوق المواطنة وواجباتها منذ اللحظة الأولى لقيام دولة الإسلام ، الأمر الذي جعل الدولة الإسلامية قائمة على التعددية الدينية طوال تاريخ الإسلام هذا مع أهل الكتاب وليس بعيداً عن ذلك أهل الذمة ، أهل الذمة - هم الذين يدفعون الجزية مقابل عدم الجهاد مع المسلمين وقد يكونون يهوداً أو مسيحاً أو مجوساً أو غير ذلك - ومقابل دفع الجزية يضمن لهم الإسلام الأمان على مالهم ودمائهم وأعراضهم ويدافع عنهم أبناء الإسلام ويتمتعون بجميع حقوق المواطنة كالمسلمين ، أما أهل الكتاب فإذا شاركوا المســلمين في جهادهم فإنه يسهم لهم بسهم من الغنائم كالمســلمين ، وعن رسول اللَّهِ صل الله عليه وآله وســلم قال {{ ألا من ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ منه شيئا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يوم الْقِيَامَةِ }} ، وماذا لو كان مسلماً فهل سيحاججه رسول الله أم لا ؟! ، وروي عنه صل الله عليه وأله وسلم {{ من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما }} ،

وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والحاكم وصححه عن أبي بكرة أن النبي صل الله عليه وأله وسلم قال {{ ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام وما من عبد يقتل نفسا معاهدة إلا حرم الله عليه الجنة ورائحتها أن يجدها }} ، وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجه والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صل الله عليه وأله وسلم {{ من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما }} ، هذا إن كان ذمياً أو معاهداً وماذا لو كان مسلماً ويقتلوه غدرا" بسبب الاسم أو المنطقة فهل القاتل سيجد ريح الجنة ؟؟ !! أيها المليشياويون المنتهكون لحرمة الدم العراقي ومحللين ماحرم الله ومحرمين ما حلل ، وهكذا إلى عشرات الأحاديث التي منعت من أذية أو ظلم غير المسلمين أو قتلهم فكيف حينئذ بالمسلمين الذين يتشهدون الشهادتين وفي جانب المسلم فضلا عن المؤمن فقد تواترت الأحاديث في حرمته وعدم المساس به وأن جميع المسلمين سواسية لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بالتقوى وإليك بعض تلك الأحاديث ، فقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرأن النبي صل الله عليه وأله وسلم طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الأركان بمحجنة فلما خرج لم يجد مناخا فنزل على أيدي الرجال فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه وقال {{ الحمد لله الذي أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتكبرها بآبائها ، الناس رجلان - بر تقي كريم على الله ،

لا وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله * يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى * إلى قوله * خبير * ثم قال أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم }} ، وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صل الله عليه وأله وسلم في وسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال {{ يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ألا إن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم ألا هل بلغت قالوا بلى يا رسول الله قال فليبلغ الشاهد الغائب }} ، ولكن هل هذا الدســــتور النبوي موجود في دول الإسلام اليوم سواء للمسلمين أو لغيرهم ؟ ، الخطبة الثانية إن على الحكومة أن تنظر بعين واحدة لكل أفراد الشعب فإن الناس كما قال أمير المؤمنين عليه السلام {{ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، أو نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ }} ولا ينبغي أن تتجاهل الحكومة مطالب الشعب بما هم شعب ، ومطالب المنطقة بما هي منطقة ، فإن لكل فرد مطالب ولكل منطقة مطالب ، ولكل فئة مطالب ، ولكل شعب مطالب وما دام هو مواطن فله حق المطالبة بما يكفل وطنيته وبما يسمح له العيش في بيئته مكرماً معزا" ، مرفوع الرأس لا ذليل خانع وخاضع ، في دولة تعدُّ من أغنى دول العالم وفيها نسبة إعطاء الحقوق ما يخالف غناها حيث أصبح عدد المواطنين الذين هم تحت خط الفقر قرابة السبعة ملايين فهل يعقل ذلك أيها المعممون وأصحاب اللحى وما تدعون ؟ ،

إن على العاقل من كل فئة وطائفة أن لا يصب الماء على الزيت ، لأنها حين تنفجر وتتفجر ، الأمور تصبح خارج السيطرة وليس لأحد ضبط الأمور لا من الدولة ، ولا من المجتمعات وأهل الرأي ، ولا ينبغي لمن يتنفذ في مواقع اجتماعية أو حكومية أن يصف غيره بمواصفات قد تشعل فتيل الفتنة وتسمح لضعفاء النفوس الفرصة للنيل من الآخر بطريقة وأخرى وهذا الذي كان الهالكي يعمل به وبطانته التي افتضح اسمها بالخلية الشيطانية ، إن على الحكومة أن توقف التصريحات غير المسؤولة وغير المدروسة ممن لا يعي خطر المرحلة ولا يلتفت إلى عواقب الأمور ، وعليها أن تنظر بعين الحكمة فيما يجري في بغداد والمحافظات التي احتج واعتصم ابنائها من اجل حقوقهم المسلوبه والتهميش من مطالب محقة لا تصل في أكثرها إلى أعلى من كونها حقوقاً إنسانية ، كفلها لها حق الوطن والمواطنة وفي الدستور الذي هم به يتفاخرون ، ولا تعبر في كونها معارضة للحكومة بمقدار ما هي مطالب شرعية وبطرق سلمية كفلتها لهم الشريعة والدستور والقوانين الوضعية والقانون الدولي من خلال أنظمة حقوق الإنسان وميثاق الامم المتحده ، ولو التزمت الحكومة بما قاله الحاكم العادل والقوي المنصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والتي تدعي انها سائرة على نهجه وعهده ، لما حدث ما حدث ولما وصلنا إلى ما نحن عليه ،

ومع ذلك نقول إن الفرصة جيدة ومواتية للجميع بأن تتحقق مطالب الطرفين من حكومة وشعب بتقديم مطالب الشعب لتسمو بذلك الحكومة عن كل نقد ، هذا فيما يرتبط بدولتنا ، أما ما يرتبط بالأمور الأخرى فتتمثل في أن اللعبة السياسية اليوم ليست في حرب عسكرية ، بل في حرب إعلاميةٍ طريقتها زرع الفتن الطائفية والمذهبية ، فعندما فشل الكيان الصهيوني وأمريكا ومن يلف لفهما في حربهما على العراق لتمزيق نسيجه المجتمعي وكسر وتدمير حزب الامه وجماهيرها بل ان البعث الخالد ازداد قوة ورسوخ في وجدان الاحرار لما تميز به من رؤية واثقه بقدر الامه ومستقبلها ، وهنا يلزم طرح السؤال من - هي الجهة التي تبنت موضوع الفدرالية والاقاليم ما بعد الغزو والاحتلال غير الاحزاب الكردية ألم يكن ما يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية وهم المتباكين على مظلومية اهل البيت والمدعيين انهم حسينيون وسائرين على منهج ال بيت النبوة عليهم السلام ، ماهو قصدهم ؟ هل هو توحيد عضد العراقيين ؟ ، ام تمزيقهم إلى دويلات ودويلات ليسهل بلعها والسيطرة عليها وامتلاك خيراتها من قبل مالي قم وطهران الذين هم لهم مستسلمون وعلى اجندتهم هم سائرون - ، ومن هنا ينبغي علينا أن نلتفت إلى أن زرع الفتنة اليوم يحقق لأمريكا الشيء الكثير ، فهي بذلك تبيع السلاح بكميات كبيرة ليساعدها على انتعاش اقتصادها المنهار هذا أولاً ، وثانياً إن انتشار الحرب في الأوساط العربية والإسلامية معناه نشر الفوضى الخلاقة التي من خلالها تتحرك أمريكا لتكوين مجاميع حكومية هنا وهناك تخدم توجهاتها الجديدة ،

و ثالثاً إن انتشار الحرب بين الأمة الإسلامية الواحدة يعني انشغالها عن القضية المركزية فلسطين ووجوب تحرير بيت المقدس من جهة وتقويتها - أعني الصهيوني - من جهة أخرى ، وهذه الأهداف الأمريكية هي الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى إليه وهي تفكيك الدويلات من خلال التحكم في الدويلات والثورات وخلق أنظمة جديدة بالية لا تجد في قوامها وحركتها إلا اللجوء إلى أمريكا ، ومن هنا نقول يجب على أبناء الأمة العربية والمسلمين التنبه لمخططات الاستكبار العالمي من أن ينال من توحد الإسلام والمسلمين ، من خلال بث الفرقة والتناحر بينهم ، خصوصاً أن أمريكا واضحة في حربها على الإسلام والمسلمين من خلال حرقها للمصاحف الشريفة والتحالف مع الغدة السرطانية {{ إسرائيل }} التي تم زرعها لتكون القاعدة المتقدمه لتنفيذ اجندتها ، ومساعدة الأنظمة المستبدة التي تخدم مصالحها ، وفوق هذا وذاك تتربع على خيرات العراق اليوم القوى التي لاترتبط به برابطة المواطنه لنهب كل خيرات العراق وهذا بين من خلال جولات التراخيص تالتي ابتدعها الشهرستاني ليستلم عمولته والهالكي وجعل العراق غارقا" بالمديونية الى الشركات الاجنبية ليكون النفط العراقي باجمعه قد نهب وسلب لكي لا يبقى لهم ما يقتاتون به حين الفزع الأكبر

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
واللعنة تلاحق كل افاق منافق مدعي الاتباع لال بيت النبوة وهم منه براء لفسادة وافسادة وأكله السحت الحرام





الاحد ١٧ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة