شبكة ذي قار
عـاجـل










مثلما أقتنع الآن والآن فقط كثير من العرب السياسيين والمثقفين بعدوانية ايران فان الجميع سيقتنعون ان الصراع مع ايران هو صراع عقائدي تماما كما هو مع الصهيونية. وعقائدية الصراع مع ايران لها خصوصيات وسمات خلقها التداخل والتجاور الجغرافي والشراكة الظاهرية في الدين والمذاهب. وسيضطر ويلجأ كثيرون الى مراجعة قسرية لقناعاتهم التي تشكلت لأسباب عديدة منها مذهبية وأخرى مادية صرفة وثالثة كرها بالعقيدة القومية التقدمية الثورية التي تصدت للعدوان الايراني وانتصرت عليه بعد ثمان سنوات من حرب ضروس.

اما الذين يسمون الحرب الدفاعية التي خاضها العراق دفاعا عن ذاته وأمنه وعن الامن القومي العربي بالحرب العبثية فهؤلاء صاروا الآن مكشوفي الاظهر وسقطت عنهم تماما كل اوراق التوت وصاروا يتجولون عراة مفضوحين فهم فرس بالعرق والاصل والدم أو ممن سقطوا حبيسي المناهج الطائفية الوضيعة التي هي الاخرى تواجه غصات الموت وحشرجته.

التغيير الذي حصل في ايران عام 1979 هو تغيير أستند على تشكيل نظام كهنوتي طائفي في هذا البلد. وهو نظام يتظاهر بالإسلام والمذهب غير ان حقيقته عرقية قومية متعصبة. ويمكن لأي باحث علمي أن يربط ربطا عضويا جدليا بين الادعاء بالإسلام والمذهب كعقيدة متطرفة مغالية كما اعتنقها خميني وأعوانه لأغراض تشتيت الاذهان والتفكير ولأغراض التعمية وبين التعصب القومي الفارسي الذي يمثل جوهر العقيدة الخمينية سيجد ان هناك وحدة عوامل واهداف في كلا التوجهين لانهما يتخادمان ويؤديان الى نتيجة واحدة سعت ولازالت تسعى اليها العقيدة الخمينية ألا وهي احتلال الارض العربية وفرض الهيمنة والسيطرة لصالح اعادة تشكيل امبراطورية فارسية ولا تعريف لها غير هذا التعريف ...

امبراطورية فارسية مجوسية يحركها جشع الهيمنة والسيطرة على البشر والثروات لجعلها مصادر ثراء للدولة او الامبراطورية الفارسية.

انطلق خميني في لحظات استلامه السلطة, على عكس ما يدعي وينظر له البعض, على عوامل قوة وتفوق استراتيجي لإيران تؤهلها لإسقاط النظام الوطني في العراق وإخضاعه في ظرف اسابيع او شهور قليلة من بينها :

ايران اكبر مساحة بكثير من العراق
نفوس ايران اكثر من نفوس العراق بكثير
الجيوش الايرانية أكبر عدد وعدة من الجيش العراقي
الاقتصاد الايراني أعظم قدرات من الاقتصاد العراقي
لإيران أذرع من خلايا نائمة وطابور خامس في العراق وليس للعراق نفر واحد يقابلها

قدّر خميني ان نسبة عالية من العراقيين سيكون اداة طيعة بيده وسيكونون تحت ظلالة وهمه الطائفي البغيض وسيكونون عامل حاسم داخلي يقصم ظهر العراق في غضون أيام. وهو تفكير متعالي شوفيني قاصر يلغي العامل الوطني بالكامل من هؤلاء العراقيين.

اذن. الصراع عقائدي بامتياز سواءا تمت تجزئته الى طائفي دعي أو ابقي ضمن اطاره الفعلي الحقيقي قوميا متعصبا متعاليا شوفينيا شعوبيا مجرما او اذا جمع في شقيه المتخادمين لتحقيق ذات الغرض.

اذن, العراق ممثلا للامة ونهجها القومي الوحدوي الثائر الانساني هو من تصدى لعدوان نظام تم تأسيه ليكون عامل اسقاط للامة العربية لتحقيق اهداف وغايات الامبريالية الجشعة المتعطشة لموارد الطاقة وراس المال المحرك لأعصاب الحياة فيها ولتحقيق أمن مطلق وثبات نهائي للكيان الصهيوني الذي اغتصب أرض الامة في فلسطين السليبة المحتلة. ومن هنا تم اللقاء التام بين ايران كعدو للعراق وللعرب وبين الامبريالية التي سمحت ضمنا وفعليا بتشكل دولة الولي الفقيه في ايران وبين الصهيونية المحتلة لفلسطين.

وعليه..
فان جهاد العراق وشعبه وقيادته وجيشه البطل ضد العدوان الايراني والذي امتد بإرادة وتعنت ايران الاجوف لثمان سنوات والانتصار التاريخي الذي سجله في انهاء تلك الحرب بتحرير ارضه التي كانت تحتلها ايران وخاصة في الفاو وطرد الجيوش الايرانية ومطاردتها داخل العمق الايراني والى ما وراء الكارون، بل وكان بإمكانه أن يصل طهران لسقوط كل دفاعات ايران دفعة واحدة تحت سطوة ضربات اسود العراق, كل العراق من اقصاه الى اقصاه, انما هو انتصار لعقيدة الامة العربية التحررية الوحدوية التقدمية الثائرة.

من جهة ومن جهة اخرى
انما هو دليل نهائي وقاطع :
ان ايران لا تقدر على العدوان على العرب الاّ في حالة واحدة هي ان ينسى العرب او يتناسون عوامل اقتدارهم وامكاناتهم الهائلة.





الجمعة ٢٢ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة